افتتاح المعرض الأثري المؤقت "نور الهُدى" وفعاليات فنية وتعليمية بالمتحف القومي للحضارة احتفاءً بذكرى المولد النبوي
تاريخ النشر: 11th, September 2025 GMT
في أجواء روحانية واحتفالية، شهد المتحف القومي للحضارة المصرية افتتاح المعرض الأثري المؤقت "نور الهُدى"، الذي يُقام بمناسبة المولد النبوي الشريف بالتعاون مع المتحف الإسلامي بالقاهرة، ويستمر لمدة شهرين بقاعة النسيج المصري. ويهدف المعرض إلى إبراز الإرث الإسلامي المرتبط بالسيرة النبوية الشريفة وتسليط الضوء على رموز المحبة والتقدير للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم، من خلال مجموعة من أندر المقتنيات الأثرية والفنية.
شهد الافتتاح حضور نخبة من الشخصيات الرسمية والثقافية، حيث تقدم الحضور الدكتور الطيب عباس، والأستاذ أحمد صيام مدير متحف الفن الإسلامي بالقاهرة، والدكتورة نشوى جابر نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الأثرية،الدكتور أسامة طلعت رئيس دار الكتب والوثائق القومية، والدكتور أشرف أبو اليزيد، رئيس الإدارة المركزية للمتاحف النوعية ،الدكتور ضياء زهران رئيس لقطاع الآثار الإسلامية والقبطية:
إلى جانب الدكتورة جيهان عاطف مدير المتحف القبطي، والدكتورة علا العجيزي أستاذ الآثار بجامعة القاهرة، والدكتورة شهيرة محرز أستاذ العمارة الإسلامية بجامعة حلوان ومصممة الأزياء التراثية. كما شارك في الافتتاح عدد من سفراء الدول الأجنبية بالقاهرة، إلى جانب نخبة من الشخصيات الثقافية والفنية.
كلمات الافتتاح
وفي كلمته، أكد الدكتور الطيب عباس أن المعرض يمثل نافذة روحية وثقافية لإبراز محطات عظيمة من السيرة النبوية العطرة، "إن اختيار عنوان نور الهُدى لهذا المعرض يعكس رسالتنا في إظهار النور الذي أشرق بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، والذي أضاء دروب الإنسانية بقيم التسامح والمحبة. نحن في المتحف القومي للحضارة المصرية نسعى من خلال هذه المعارض إلى ربط الجمهور، لاسيما الشباب والأطفال، بالسيرة النبوية العطرة عبر لغة الفن والتراث، بما يعزز الفخر بالهوية الإسلامية ويعمق الوعي برسالتها الإنسانية الخالدة."
من جانبه، أعرب الأستاذ أحمد صيام، مدير متحف الفن الإسلامي بالقاهرة، عن سعادته بالتعاون مع المتحف في تنظيم المعرض ، وأن المعرض يقدم لزوار المتحف هذه المجموعة النادرة من المقتنيات التي تجسد عمق ارتباط المسلمين بالنبي صلى الله عليه وسلم عبر العصور. فالمعرض لا يقتصر على عرض قطع أثرية ذات قيمة تاريخية وفنية فحسب، بل يعكس أيضًا وجدان الأمة الإسلامية ويُبرز حبها الكبير للرسول الكريم. ونحن نعتبر هذا الحدث فرصة لتعزيز وعي الأجيال الجديدة بالتراث الإسلامي وإبراز الدور الحضاري لمصر في صونه وعرضه.
كما قال الدكتور أشرف أبو اليزيد، رئيس الإدارة المركزية للمتاحف النوعية فى كلمته يشرفني أن أشارك في هذا الحدث البارز نيابة عن الدكتور أحمد حميدة رئيس قطاع المتاحف، حيث يأتي معرض نور الهُدى ليؤكد الدور الريادي للمتحف القومي للحضارة المصرية في إثراء المشهد الثقافي والفكري، عبر المزج بين المقتنيات الأثرية النادرة والأنشطة التعليمية والفنية. هذه الفعالية تمثل نموذجًا للتعاون المثمر بين مختلف المتاحف والقطاعات الثقافية، ونجاحًا في توظيف التراث الإسلامي لمد جسور التواصل مع الجمهور من مختلف الفئات."
كما أشارت الدكتورة نشوى جابر نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الأثرية ان المعرض يضم 24 قطعة أثرية نادرة تحمل دلالات روحية وتاريخية عظيمة. من أبرزها بلاطات خزفية منقوشة بأسماء الخلفاء الراشدين واسم محمد رسول الله، وحليات نبوية كُتبت عليها أوصافه الشريفة، وبيضة نعام منقوش عليها (كن شفيعي يا رسول الله). كما يشمل المعرض مخطوطات لكتاب دلائل الخيرات بما تحمله من أدعية وأوراد في فضل الصلاة على النبي، إلى جانب أجزاء من كسوة الكعبة المشرفة وقطع من كسوة قبر النبي صلى الله عليه وسلم المزينة بأسماء الخلفاء الراشدين. كذلك نعرض شمعدانين يحملان نقوشًا دعائية مرتبطة بالحرم النبوي، وشبابيك جصية ملونة كُتب عليها (يا محمد) و(محمد رسول الله)، فضلاً عن عرض مميز لكسوة باب التوبة التي تتوسطها المشكاة وتزينها آيات قرآنية كريمة."
العروض الفنية وتوزيع الحلوى
وفى إطار الفعالية تم تقديم عروض فنية متنوعة منها فقرات للإنشاد الديني وعرضًا مميزًا للتنورة بالتعاون مع الهيئة العامة لقصور الثقافة، كما جرى توزيع حلوى المولد وشربات الموز على زوار المتحف في أجواء احتفالية عكست روح المناسبة.
المدرسة الصيفية "عروستي"
كما شملت الفعاليات افتتاح معرض "عروستي" لنتاج المدرسة الصيفية للفنون – الدفعة الرابعة – تحت عنوان "العرائس في العرض المتحفي"، بمشاركة طلاب وخريجي كليات الفنون. تحت اشراف الدكتورة نرمين مصطفى أخصائى فنون أول بالمتحف وقد عرض الطلاب نماذج مبتكرة للعرائس بوصفها جزءًا من الموروث الشعبي المصري المرتبط بالمولد النبوي.
القسم التعليمي وورش الفنون
وفى اطار الفعالية اوضحت الاستاذة عزة رزق مسئولة القسم التعليمي بالمتحف ان القسم التعليمى نظم مجموعة من الورش الفنية للصغار والكبار، منها ورشة "الحصان والعروسة" التي قدمتها الأستاذة هبة عبد القادر والأستاذة أسماء الهواري، وورشة "الأراجوز وعروسة المولد" التي ستُقام يوم السبت ، بالإضافة إلى ورشة "كولاج المولد" للفنانة علا المحمدي يوم الاثنين 15 سبتمبر. وقد أتاحت هذه الورش للزوار المشاركة في تصميم وتنفيذ مظاهر الاحتفال بالمولد مثل العروسة والحصان والأراجوز باستخدام خامات مختلفة ومتنوعة.
بهذا المزج بين المعروضات الأثرية والأنشطة الفنية والتعليمية، يقدم المعرض الأثري "نور الهُدى" تجربة ثقافية وروحية متكاملة لزوار المتحف القومي للحضارة المصرية، تعكس عظمة السيرة النبوية وعمق محبة المسلمين للنبي صلى الله عليه وسلم عبر العصور.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشخصيات الثقافية القومی للحضارة المصریة المتحف القومی للحضارة صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
أحمد خالد يشهد افتتاح معرض الإسكندر الأكبر بمكتبة الإسكندرية
شهد محافظ الإسكندرية أحمد خالد، افتتاح معرض "الإسكندر الأكبر: العودة إلى مصر" الذي تستضيفه مكتبة الإسكندرية ويعرض مجموعة الأعمال الفنية للفنان والمهندس المعماري اليوناني ماكيس ڤارلاميس حول الإسكندر الأكبر، وذلك في إطار دعم محافظة الإسكندرية للأنشطة الثقافية والفنية التي تسلط الضوء على الهوية التاريخية للمدينة كملتقى للحضارات.
جاء ذلك بحضور الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور عبد العزيز قنصوة رئيس جامعة الإسكندرية، والسفير نيكولاوس بابا جورجيو سفير الجمهورية اليونانية بالقاهرة، ويوانيس بيرجاكيس قنصل عام اليونان في الإسكندرية، ولفيف من كبار الشخصيات الدبلوماسية والقنصلية والأكاديمية وقيادات الجاليات، وأساتذة الجامعات وعلماء الأثار والثقافة والفنون.
ورحب المحافظ - في كلمته - بجميع الحضور على أرض الإسكندرية عاصمة الفكر والتنوير، مشيرًا إلى أن الإسكندرية ليست مجرد مدينة، بل هي ميراث حضاري عالمي ومحور تواصل دائم بين أوروبا والشرق، مؤكدا أن المعرض، يُعد "عودة رمزية ومهمة" للإسكندر الأكبر الشخصية التاريخية الخالدة التي أثرت في مسار الحضارة الإنسانية، مجسداً رسالة السلام والتفاهم والتعايش الخلّاق التي حملتها الفترة الهلينستية.
وقال إن الإسكندرية لطالما شكلت نموذجاً فريدًا للتعايش الإنساني، حيث عاشت فيها الجالية اليونانية الكبيرة وأصبحت جزءاً أصيلاً من النسيج الاجتماعي، وهذا المعرض يعكس عمق هذه الروابط التاريخية والثقافية، مشيرا إلى أنه في ضوء توجيهات القيادة السياسية فقد شهدت العلاقات المصرية اليونانية خلال السنوات الأخيرة زخماً غير مسبوق على المستويين الثنائي والإقليمي في جميع المجالات اتساقاً مع رؤية مصر 2030، ويثبت هذا الحدث أهمية الفن والثقافة في فتح آفاق التعاون على المستويين السياسي والاقتصادي.
وثمّن المحافظ جهود جميع الجهات المنظمة للمعرض، وعلى رأسها السفارة اليونانية في القاهرة والمؤسسات العلمية والثقافية المشاركة، مشيداً بالدور المحوري لمكتبة الإسكندرية في استضافة مثل هذه الأحداث التي تربط الأجيال الجديدة بتاريخ المدينة، ومؤكداً دعم المحافظة الكامل لترسيخ مكانة الإسكندرية كمنارة ثقافية عالمية.
يذكر أن المعرض يُقام في مكتبة الإسكندرية برعاية السفارة اليونانية في القاهرة، ووزارات الدفاع والخارجية والداخلية اليونانية، وجامعة أرسطو في ثيسالونيكي، والأكاديمية الوطنية للعلوم. ويتم تنظيمه بالتعاون بين مكتبة الإسكندرية، والمختبر التجريبي في فيرجينا، واتحاد البلديات اليونانية، والمركز الهيليني لأبحاث الحضارة السكندرية، والمتحف الفني النمساوي، ويضم المعرض 53 عملاً فنياً، تشمل لوحات ومنحوتات برونزية وخزفية، إلى جانب نموذج "بيت بندار"، ويتوازى مع العرض عدد من الفعاليات الخاصة بالإسكندر والفترة الهلينستية، تتضمن أيضًا أنشطة تعليمية للأطفال لتعريفهم بتاريخ تأسيس المدينة.
وفي السياق، أكد الدكتور أحمد زايد، أن اختيار مدينة الإسكندرية التي أسسها الإسكندر الأكبر عام 331 قبل الميلاد جاء لموقعها الاستراتيجي بين البحر المتوسط وبحيرة مريوط، مما جعلها جسراً للتواصل بين الشرق والغرب ومركزاً للتجارة والعلوم والفنون، وإحدى أعظم مدن العالم القديم ومشروعًا حضاريًا فريدًا سعى إلى توحيد البشرية من خلال الثقافة والمعرفة وهو مفهوم لا يزال قائمًا حتى اليوم.
وأوضح أن مكتبة الإسكندرية القديمة كانت تضم مئات الآلاف من المخطوطات التي جذبت إليها العلماء والفلاسفة من شتى أنحاء العالم، وتُعدّ المكتبة الجديدة امتدادًا روحيًا للمكتبة القديمة وتواصل دورها كمركز عالمي للمعرفة وجزيرة ثقافية تمامًا كما أراد الإسكندر الأكبر لمدينته، مشيرا إلى استضافة المكتبة لمركز الدراسات الهلنستية انطلاقاً من روح الثقافة الهلنستية التي تأسست في عهد الإسكندر الأكبر، كما يقدم هذا المركز برنامج ماجستير بالتعاون مع جامعة الإسكندرية.
وشدد على أن الإسكندر الأكبر يُعدّ من أبرز الشخصيات في التاريخ البشري وأحد أعظم القادة الذين عرفهم التاريخ فهو لم يكن مجرد قائد عسكري بارع بل كان صاحب رؤية ثاقبة ومفهوم شامل للحضارة يدعو إلى دمج الشعوب تحت مظلة التبادل الثقافي والفكري، وقد ساهمت نشأته المزدوجة، العسكرية والفكرية، في تشكيل شخصيته الفريدة القادرة على الجمع بين الحلم والإرادة والسيف والعقل.
وقال إنه من هذا المنطلق يعكس المعرض والفعاليات المصاحبة له هذه اللحظة التاريخية من خلال أعمال الفنان الراحل العظيم ﭬارلاميس، لا تُعدّ هذه الصور بورتريهات تقليدية لقائد شاب بل هي رؤى فنية متنوعة تدعونا لاكتشاف الإسكندر كقائد وكإنسان وكحالم من زوايا لم نعتد عليها في الروايات التاريخية التقليدية.
واختتم زايد - كلمته - أنه يطمح أن يكون المعرض منبرًا للحوار بين الحضارات وجسرًا يربط بين الإسكندر في الماضي والإسكندرية في الحاضر والفنان الذي انطلق في رحلة الحلم، والاحتفاء ليس فقط بذكرى القائد العظيم بل أيضًا بأفكار المدينة التي دفعته لإيجاد مساحة ليظل رمزًا للتنوع الثقافي وليجسد وحدة الإنسانية في مسيرتها الطويلة نحو التفاهم والسلام.