الأب.. جبلٌ من الحنان والقوة
تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT
عندما كنت صغيرة، كانت الفرحة لا تسعني كلما نزلت من غرفتي لأجد والدي جالسًا في مجلسه المعروف؛ تارةً يمسك مصحفه، وتارةً صحيفة، وأحيانًا لا يمسك شيئًا سوى أن عقله منشغل بأمور الحياة. كنت أراه شامخًا كالجبال، صامتًا لكنه يحمل في داخله من الحكمة ما يفيض، ومن الطمأنينة ما يزرع الأمان في قلبي.
ومع مرور السنوات، بدأت علامات الكبر تلوح على ملامحه، كما هو حال كل إنسان قدّم عمره وجهده في سبيل أسرته.
الأب ليس مجرد شخص في حياتنا، بل هو قصة صبر وكفاح، هو المظلة التي تحمينا من تقلبات الأيام، وهو الدعاء الصادق الذي يسبقنا في كل دروبنا. يكفي أن ننظر إلى تضحيته لنفهم معنى العطاء الحقيقي، ويكفي أن نتأمل صمته لنوقن أن في داخله محيطًا من الحب لا ينضب.
وللأب حضور يتعدى حدود البيت والأسرة؛ فهو المعلم الأول في حياتنا، والمثال الذي نحتذي به في الصبر والشجاعة، والمرشد الذي يوجهنا بخبرة التجارب دون أن نعي أحيانًا حجم ما يبذله من جهد. في صمته، نتعلّم الصبر، وفي نصائحه، نكتسب الحكمة، ومن مجرد وجوده نشعر بالأمان والطمأنينة التي لا تضاهى.
إنه الأب.. الجبل الذي وإن انحنت قامته مع العمر، يظل ثابتًا في قلوبنا، لا تهزّه الأيام، ولا تنقص مكانته السنين.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
الكاردينال بارولين يحذر
صراحة نيوز-حذر أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، الكاردينال بييترو بارولين، من أن العالم قد يعتاد على المجزرة في قطاع غزة. وقال في تصريحات للصحفيين اليوم الاثنين، إن عواقب الحرب على غزة “كارثية وغير إنسانية”، مؤكدًا أن مجرد إعلان الأسرة الدولية رفضها لما يحدث لا يكفي، إذا استمر السماح بحدوثه.
ووصف بارولين الوضع في غزة بأنه “أكثر خطورة ومأساوية من العام الماضي”، بعد حرب مدمرة أسفرت عن عشرات الآلاف من القتلى، مشيرًا إلى أن الناس يُقتلون أثناء بحثهم عن لقمة خبز، أو يدفنون تحت أنقاض بيوتهم، أو يُقصفون في المستشفيات والمخيمات، في حين يُجبر النازحون على التنقل في مساحة ضيقة ومكتظة.
وأضاف أن “من غير المقبول وغير المبرر اختزال البشر إلى مجرد ضحايا جانبيين”، مشددًا على أن حل “شعبين في دولتين” يبقى السبيل لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط، لكنه أبدى قلقه من أن السياسات الإسرائيلية تسير في اتجاه منع ولادة دولة فلسطينية حقيقية إلى الأبد.