يتغيَّر العالم من حولنا سريعًا، أكثر بكثير مما كان عليه الأمر قبل عقدين من الزمن. ويتغيَّر الوعي الاجتماعي الذي لم يعد نتاجا لتراكم التجارب اليومية كما كان في المجتمعات التقليدية، أو حتى قبل عقدين من الآن؛ إنه اليوم نتاج لهذا الكم الكبير من تدفق الصور والرموز والبيانات المكتوبة والمسموعة والمرئية التي تأتي عبر الفضاء الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي سواء كانت منتجة بشريا أو بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
تعمّق هذه الأزمة حالة الاغتراب التي تعيشها بعض المجتمعات، بين واقعها الحقيقي وبين ما تحاول أن تعيشه عبر إسقاط الواقع الذي تشاهده في وسائل التواصل، وهو واقع أقرب إلى الوهم، ويتصف بالهشاشة لأنه لم يبنَ وفق التجارب الحياتية اليومية ولا على تراكم طبيعي أو تفاعل حياتي.
المشكلة أن الغالبية العظمى تسير في هذا الاتجاه، ولا يكاد يوجد موقف نقدي يقف في وجه هذا التيار، ولا تجد الدعوات التي تصدر من هنا وهناك سواء عبر الخطب السياسية أو المنابر الدينية والثقافية ما يعينها من خطاب نقدي اجتماعي يفرزه المجتمع ليعيد صناعة وعيه الاجتماعي بناء على منظومة قيمه وتفاعلاته الطبيعية ونقاشاته العقلية بعيدا عن العاطفة التي غالبا من تكون سطحية وتفتقر إلى العمق الناتج عن التجارب والمنطق.
وفي وسط هذا المشهد غالبا ما تغيب المسافة بين الرأي والمعلومة/ الخبر، وبين الموقف والمعرفة، وهنا بالتحديد يتسع المجال لما يمكن تسميته بـ«الوعي العاطفي» الذي يسهل توجيهه وتضخيمه.
هذا النمط من الحياة آخذ في الاتساع في العالم أجمع وإن كان في بعض المجتمعات يلقى بعض النقد والتحليل والدفع به ثقافيا نحو مساحات آمنة، فيما يغيب هذا، تقريبا، عن المجتمعات العربية رغم رصيدها القيمي والمعرفي.
إن أكثر ما يثير القلق من هذا النمط الحياتي، الذي يصنع وفق الحياة الافتراضية، هو هشاشة هذا الواقع والوعي الذي يصنعه. فالصورة الافتراضية للمجتمع تُبنى في لحظة، ويمكن أن تهتز أو تُمحى في لحظة أخرى. ومن يتابع ما يحدث على منصات التواصل الاجتماعي بدقة يكتشف أن الكثير من القضايا التي تشغل تلك المنصات لأيام طويلة تنتهي دون أن تترك أثرا في الواقع، في الوقت نفسه تمر تحولات اقتصادية وثقافية كبرى في هذه المجتمعات دون أن تلقى انتباها مكافئا لأنها لا تصلح لأن تكون «ترند». هذا الأمر يصنع وعيا متقطع الذاكرة، وسريع الانفعال، وأيضا، هشّ الصلة بالفعل الاجتماعي الحقيقي.
رغم ذلك فإن التعويل على قوة المجتمعات ما زال كبيرا؛ فالكثير منها، كما هو الحال مع المجتمع العماني، تحتفظ بقدر كبير من الاتزان والقدرة على استيعاب التغيير. وتدرك هذه المجتمعات أن الواقع أكثر تعقيدا وثراء من أن يختزل في نقاشات تنقصها المسؤولية والجدية وتسيطر عليها الانفعالية والعاطفية على وسائل التواصل الاجتماعي.
والوعي الاجتماعي الحقيقي لم يكن في يوم من الأيام نتاج ضجيج المنصات كما تثبت التجارب. إنه ثمرة الحوار والعقل وتراكم المعرفة. بهذا المعنى فإن دور وسائل الإعلام في الوقت الحالي يتجاوز فكرة نقل الأحداث إلى بناء وعي نقدي قادر على تمييز الحقيقة من الانفعال، والجوهر من الاستعراض. ومن دون هذا الوعي، يبقى المجتمع عرضة لصورة يصنعها آخرون عنه، لا تعكسه بقدر ما تشوّه ملامحه وتسطّحه وربما تتلاعب به.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
خطوات استخراج تراخيص البناء إلكترونيًا لعام 2025
أتاحت هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة خدمة تقديم طلبات تراخيص البناء إلكترونيًا لعام 2025 في جميع المدن الجديدة، وذلك ضمن خطة الدولة المصرية للتحول الرقمي وتبسيط الإجراءات للمواطنين والمستثمرين، بهدف تسهيل الخدمات وتوفير الوقت والجهد وضمان الشفافية في جميع مراحل التقديم.
ويتيح النظام الجديد استخراج تراخيص البناء بالكامل عبر الإنترنت، بداية من رفع المستندات وسداد الرسوم وحتى الحصول على الترخيص النهائي دون الحاجة إلى التوجه للمراكز الخدمية.
رابط تقديم طلبات تراخيص البناء إلكترونيًا 2025ويمكن للراغبين في استخراج تراخيص البناء الدخول عبر المنصة الرسمية لهيئة المجتمعات العمرانية من خلال الرابط: http://www.newcities.gov.eg/
أو من خلال المنصة الجديدة للخدمات https://www.nuca-services.gov.eg/#/home.
ويتيح الموقع رفع المستندات المطلوبة وسداد الرسوم إلكترونيًا، إلى جانب متابعة الطلب خطوة بخطوة حتى صدور الترخيص رسميًا، حيث يتم إشعار المتقدم عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية بكل تحديث يطرأ على حالة الطلب.
1- تسجيل الدخول على المنصة الإلكترونية لهيئة المجتمعات العمرانية وإنشاء حساب جديد أو تسجيل الدخول بحساب سابق.
2- اختيار خدمة «طلب ترخيص بناء جديد» وتحديد المدينة والموقع الجغرافي بدقة.
3- رفع المستندات المطلوبة وتشمل: بطاقة الرقم القومي، سند الملكية أو عقد البيع، خريطة مساحية حديثة، التصميم الهندسي المعتمد، وتقرير السلامة الإنشائية.
4- مراجعة البيانات واستلام إشعار بالرسوم المستحقة وسدادها إلكترونيًا عبر وسائل الدفع المتاحة.
5- استلام الترخيص إلكترونيًا في مدة تتراوح بين 20 و30 يوم عمل، مع إمكانية تحميله مباشرة من المنصة.
المستندات المطلوبة لاستخراج تراخيص البناء 2025- صورة بطاقة الرقم القومي سارية.
- سند ملكية الأرض أو توكيل رسمي معتمد.
- خريطة مساحية مختومة من هيئة المساحة.
- شهادة صلاحية الموقع للبناء.
- رسومات هندسية مطابقة للاشتراطات.
- إيصال سداد رسوم الترخيص.
وحددت هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة اشتراطات واضحة لعدد الأدوار المسموح بها، حيث يُسمح بعدد معين من الطوابق في الشوارع بعرض 6 و8 أمتار، مع الالتزام الكامل بالمعايير الهندسية وشروط البناء الرسمية لضمان السلامة الإنشائية والتناسق العمراني.
مميزات النظام الإلكتروني الجديد لتراخيص البناء- التقديم متاح على مدار الساعة عبر الإنترنت.
- متابعة الطلب لحظة بلحظة من خلال الحساب الإلكتروني.
- تقليل التكدس داخل المراكز التكنولوجية.
- اعتماد التوقيع الإلكتروني رسميًا.
- تسريع إصدار الرخصة وتقليص مدة الإجراءات بنسبة تصل إلى 50%.
اقرأ أيضاًهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة.. رابط تقديم طلبات تراخيص البناء أونلاين 2025
جولة تفقدية موسعة لمسؤولي وقيادات هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بمحطة مياه العبور
حركة تكليفات وتنقلات بهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وأجهزة عدة مدن