عصام السفياني: تعز.. معركة الوعي والميدان ضد الكهنوت
تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT
تعز كانت وستبقى مقبرة للحوثي، ومخرزًا من نار في عينيه مهما هاجم أو حاول التسلل. تعز قوية بكل رجالها: جيشًا ومقاتلين من كل مكونات المجتمع وانتماءات الناس، مدينةً وريفًا.
تعز حالة متفردة، وعنوان صمود لا يُكسر.. من أول رصاصة مقاوم، إلى يوميات المواجهة والصمود، وصولًا إلى أذان الصبح الشجي بحيّ على الحياة، حين يعلن سلالنا القادم من رحم المتارس بيان الخلود والتحرر.
تعز.. الناس تقاتل بلا غرف عمليات ولا خطط قيادات، بل كان القتال تشبثًا بالمكان والأرض، ودحرًا لكل جحافل المليشيات الحوثية الغزاة، المحملين بإجرام وإرهاب وفكر خامنئي ومطابخه الثورجية التوسعية.
تعز.. في قراها والمدينة توثيق لملحمة رفض ونبذ ومواجهة ملايين الناس، ذكورًا وإناثًا، شبابًا وكبارًا، لمشروع الملالي واستعلائهم على حرية البقاء وقرار الاستعباد لغيرهم.
تعز لا يمكن لطرف أو مكون، مهما كان حجم تضحياته، أن يقول إنه صاحب الحق الحصري في المواجهة والصمود؛ لأن نماذج وقصص وبطولات في كل قرية ومديرية وشارع وحي وجبهة سترفض أن تنتمي لغير تعز: البلاد والناس، الأحياء والقرى، الجبال والشهداء، الأسرى والجرحى والمعاقين، إلى الأرض حيث تنام وحيث تمشي وحيث تزرع كفلاح.. جميعهم واجهوا ولن يطلبوا تمثيلًا أو حقوق ملكية.
تعز لا يمكن قسمتها على متحاصصين وباحثين عن حق امتياز حصري بتمثيل القابضين على الزناد في كل مترس. تعز لكل بطل مقاتل فيها نصيب، ولكل مواطن في مربعاتها والقرى حصة من صمود أسطوري.
للمعلم الذي تمسك بساحته محاربًا ومقاومًا تزييف المنهج، واحتفظ بدفاتر طلابه خالية من تمجيد وسير سيرة قادة المليشيات الأنجاس الذين قفزوا إلى كراسات أطفالنا في المناطق المنكوبة، وتحولوا رموزًا تُقدّس.
للشاب القروي الذي تبندق جرمل جده، وركض كالحصان إلى تبة مكاحنة والقرون وجبل نعمان ومئات التباب؛ يحرس القرى ويدحر الغزاة القادمين لقطع خط البيرين، بعد أن تناكف رفاق السلاح في الميدان وأفسحوا للمليشيات خط عبور إلى قرانا والربوع.. فكان الرجال في الموعد والمكان، جيشًا لا ينتظر الإمداد ولا غرف العمليات. كانت حربهم: كل من يتحرك صاعدًا نحو شرفات قرانا سنواجهه بالنار والفناء.
كانت مواقد أمهاتنا في ساعات الفجر تشتعل مع أذان الديك الأول، وكم من أم كانت تعجن خبز المقاتلين بإبتهالات النصر، ودعوات عودة أبنائها سالمين، واندحار الغزاة من تباب القرى والجبال.
تعز قبور الشهداء العظام في كل منطقة عسكرية، وكل جبهة، وكل محافظة، وكل ساحة نزال ومواجهة.
تعز صوت الرفض لمليشيات الحوثي، مليشيات الدم والظلام والخراب، القادمة من أسمال التاريخ المدنس فصوله برجس وجودها.
تعز هي الجغرافيا التي لم تستوعب قمم وهمم تضاريسها، ولن تكون يومًا مسرحًا للحوثي، ولا حكرًا على طرف سلالي أو انتهازي.
تعز حالة وقصة صمود وبطولة.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
اللواء مجدي شحاتة: صمود المصريين بعد هزيمة 67 كان الشرارة الأولى لنصر أكتوبر
أكد اللواء أركان حرب مجدي شحاتة، أحد أبطال قوات الصاعقة في حرب أكتوبر المجيدة، أن الشعب المصري والقوات المسلحة عاشوا بعد هزيمة عام 1967 حالة من الثبات الوجداني والإصرار الجماعي على تجاوز الصدمة، موضحًا أن الجميع اتفق على ضرورة الاستمرار والعمل من أجل استعادة الكرامة الوطنية.
بطل الصاعقة بحرب 73: فصيلة صغيرة في بور فؤاد كسرت أسطورة الجيش الذي لا يُقهروأضاف "شحاتة"، خلال لقاء خاص له في ذكرى انتصارات أكتوبر، مع الإعلامية مروة عبدالجواد، ببرنامج "حوار الساعة"، عبر شاشة "هي"، أن هذه الروح تجسدت في موقف الشعب من قرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالتنحي، إذ رفض المصريون رحيله وأصروا على استمراره في قيادة البلاد، ليبدأ بعدها "مرحلة الإعداد والتجهيز والثبات في مواجهة العدو".
وأشار إلى أن أولى المواجهات جاءت في منطقة بور فؤاد، حين حاول العدو الإسرائيلي التقدم لاستكمال احتلال سيناء، إلا أن مجموعة صغيرة من ضباط وجنود الصاعقة تصدت له ببسالة رغم ضعف الإمكانيات، وتمكنت من إغلاق الطريق أمام قواته ومنعه من التوغل.
وأوضح بطل الصاعقة أن هذه العملية، التي خاضتها فصيلة محدودة العدد، أحدثت صدمة للعدو الذي كان يظن أنه لا يُقهر، إذ فشل في اختراق مواقعها وتكبد خسائر كبيرة اضطرته إلى التراجع تحت نيران القوات المصرية من الضفة الغربية لقناة السويس، متابعًا: "تلك العملية كانت أول انتصار حقيقي للجيش المصري بعد النكسة، ومثّلت بداية حرب الاستنزاف التي كسرت غرور العدو وأعادت الثقة للمقاتل المصري، لتكون تمهيدًا مباشرًا لنصر أكتوبر المجيد".