اللواء مجدي شحاتة: صمود المصريين بعد هزيمة 67 كان الشرارة الأولى لنصر أكتوبر
تاريخ النشر: 7th, October 2025 GMT
أكد اللواء أركان حرب مجدي شحاتة، أحد أبطال قوات الصاعقة في حرب أكتوبر المجيدة، أن الشعب المصري والقوات المسلحة عاشوا بعد هزيمة عام 1967 حالة من الثبات الوجداني والإصرار الجماعي على تجاوز الصدمة، موضحًا أن الجميع اتفق على ضرورة الاستمرار والعمل من أجل استعادة الكرامة الوطنية.
بطل الصاعقة بحرب 73: فصيلة صغيرة في بور فؤاد كسرت أسطورة الجيش الذي لا يُقهروأضاف "شحاتة"، خلال لقاء خاص له في ذكرى انتصارات أكتوبر، مع الإعلامية مروة عبدالجواد، ببرنامج "حوار الساعة"، عبر شاشة "هي"، أن هذه الروح تجسدت في موقف الشعب من قرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالتنحي، إذ رفض المصريون رحيله وأصروا على استمراره في قيادة البلاد، ليبدأ بعدها "مرحلة الإعداد والتجهيز والثبات في مواجهة العدو".
وأشار إلى أن أولى المواجهات جاءت في منطقة بور فؤاد، حين حاول العدو الإسرائيلي التقدم لاستكمال احتلال سيناء، إلا أن مجموعة صغيرة من ضباط وجنود الصاعقة تصدت له ببسالة رغم ضعف الإمكانيات، وتمكنت من إغلاق الطريق أمام قواته ومنعه من التوغل.
وأوضح بطل الصاعقة أن هذه العملية، التي خاضتها فصيلة محدودة العدد، أحدثت صدمة للعدو الذي كان يظن أنه لا يُقهر، إذ فشل في اختراق مواقعها وتكبد خسائر كبيرة اضطرته إلى التراجع تحت نيران القوات المصرية من الضفة الغربية لقناة السويس، متابعًا: "تلك العملية كانت أول انتصار حقيقي للجيش المصري بعد النكسة، ومثّلت بداية حرب الاستنزاف التي كسرت غرور العدو وأعادت الثقة للمقاتل المصري، لتكون تمهيدًا مباشرًا لنصر أكتوبر المجيد".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: هزيمة أكتوبر حرب أكتوبر المجيدة الشعب المصري والقوات المسلحة الكرامة الوطنية الصاعقة
إقرأ أيضاً:
استمرار العدوان الصهيوني الإجرامي على غزة وتداعيات خطة ترامب .. القوات المسلحة اليمنية تستهدف قلب العدو بعملية نوعية (دلالات وأبعاد العملية)
بينما تتواصل المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، جاءت العملية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية اليوم باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي “فلسطين2” متعدد الرؤوس، لتفتح فصلاً جديداً في مشهد الإسناد لغزة، هذه الضربة، التي استهدفت مواقع حساسة في القدس المحتلة، تزامنت مع مستجد بالغ الأهمية، موافقة حماس المشروطة على خطة ترامب ، بعد تعديلات تضمن وقف العدوان ورفع الحصار، في ظل تعنّت إسرائيلي ورفض واضح لأي اتفاق لا يحقق الهيمنة المطلقة له.
يمانيون / خاص
تأتي هذه العملية اليمنية في لحظة سياسية مفصلية تعكس فشل إسرائيل في استثمار التفوق العسكري والسياسي الذي منحته إياها “صفقة القرن”، وتُعيد الاعتبار لمحور المقاومة كفاعل متزايد التأثير في تحديد مسارات الصراع في فلسطين والمنطقة.
في التوقيت .. لماذا الآن؟
لأن العدوان على غزة في ذروته، جاءت العملية اليمنية في وقت تتصاعد فيه هجمات العدو الإسرائيلي على القطاع، وسط استخدام مفرط للقوة والقتل الجماعي، ما أعاد التحرك في إطار الالتزام الأخلاقي والسياسي والتمسك بمشروعية المقاومة للعدو،
موافقة حماس المشروطة على خطة ترامب بعد وساطة أطراف إقليمية كانت فرصة للعدو الإسرائيلي لإنهاء الحرب وفق شروط معتدلة نسبيًا، إلا أن رفضه التعاطي بجدية، وخصوصًا عدم الاستعداد لرفع الحصار ووقف العدوان، فضح محدودية تلك الخطة التي بُنيت على فرضيات قوة لم تعد واقعية.
في مضمون العملية دلالات ورسائل استراتيجية
استهداف القدس، بصفتها الاعتبارية الدينية والسيادية، ينقل رسالة سياسية مباشرة، أن أي مكان في فلسطين المحتلة لم تعد بمنأى عن ردود أفعال إقليمية، وأن التصعيد في غزة ستكون له تبعات تتجاوز القطاع.
كما أن إطلاق صاروخ فلسطين2، يمثل دخولًا صريحًا من القوات المسلحة اليمنية في قلب معادلة الردع ضد العدو الإسرائيلي، في تجاوز واضح لما هو أبعد من الدعم السابق الذي بات أكثر تصاعداً .
انهيار معادلات “صفقة القرن”
الفشل الإسرائيلي في استيعاب صدمة موافقة حماس على خطة خطة ترامب إلى تحرك سياسي، والتي كانت تهدف إلى، نزع سلاح المقاومة، وتقويض نفوذ حماس، وتثبيت الوضع القائم في القدس.
لكن الواقع اليوم يُظهر عكس ذلك تمامًا، فحماس ما زالت تقود المعركة، والقدس باتت ساحة استهداف، والقوات المسلحة اليمنية وبقية قوى محور المقاومة، دخلت خط الاشتباك الفعلي.
وفي الوقت الذي كانت فيه صفقة القرن تُعوّل على اتفاقيات التطبيع لتحييد الجبهة العربية، أظهرت العملية اليمنية أن القوات المسلحة اليمنية بات يمتلك أدوات فرض معادلات جديدة، تتجاوز الطرح الأمريكي وتُعيد الاعتبار لقضية فلسطين كقضية مركزية.
رسائل اليمن إلى العدو الإسرائيلي وأمريكا والدول العربية
لا حصانة لكيانكم في أي بقعة، والرد على الجرائم لن يكون محدودًا بفلسطين، وكذلك وحدة المصير بين الشعوب المظلومة ستُترجم إلى عمليات عسكرية، وإلى واشنطن والعواصم العربية، فقد كانت رسائل القوات المسلحة واضحة وقوية، أن مشروعكم المسمى “سلامًا” لا يحصّن أحدًا، وأن من تجاهل حقوق الفلسطينيين سيكتشف أن الحرب ستطرق أبوابه، والشعوب الحرة قادرة على قلب المعادلات، ولو من خارج الحسابات التقليدية.
العملية تُعلن بوضوح أن اليمن، لن يكتفي بالخطابات بل بات فاعلاً في ساحة المواجهة، إلى جوار بقية دول محور المقاومة وهذا يعزز مفهوم الجبهة الممتدة، والتي تهدف إلى إنهاك العدو الإسرائيلي على أكثر من محور في آن واحد.
وكذا قد تُسرّع العملية من جهود الوسطاء الدوليين للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، خشية توسّع رقعة التصعيد.
والعدو الإسرائيلي بات في موقع يُظهره كمن أضاع فرصة تاريخية لإنهاء الحرب في لحظة قبول فلسطيني ذكية بالخطة الأمريكية.
عملية اليمن ليست مجرد دعم لغزة بل إعلان وفاة لخطة ترامب
الضربة الصاروخية اليمنية على القدس المحتلة، في هذا التوقيت وهذه الظروف، ليست حدثًا معزولًا، إنها بمثابة إعلان سياسي وعسكري مفاده أن خطة ترامب قد سقطت ميدانيًا، وأن المقاومة بكل تجلياتها، هي من تعيد اليوم صياغة معادلات الردع وتوازنات القوة في المنطقة.
لقد حاول العدو الإسرائيلي أن يحسم معركته مع غزة تحت غطاء أميركي وعربي، لكنه وجد نفسه أمام جبهة إقليمية متعددة الاتجاهات، أعادت للقضية الفلسطينية مركزيتها، ولقوى المقاومة قدرتها على المبادرة.
فشل العدو الإسرائيلي في اغتنام لحظة “القبول الفلسطيني المشروط”، وتعنّتها في الانفتاح على حل سياسي، أتاح الفرصة لمحور المقاومة لفرض قواعد اشتباك جديدة، قد تكون كفيلة بإعادة صياغة الصراع الفلسطيني، مع الإسرائيلي لعقود قادمة.