المنوفية.. أرض القادة وصُنّاع نصر أكتوبر العظيم
تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT
تحل علينا كل عام ذكرى النصر المجيد في السادس من أكتوبر، ذكرى ملحمة العبور التي سطّر فيها أبناء الوطن أروع صفحات البطولة والفداء، ليكتبوا بأحرف من نور تاريخًا خالدًا للأمة المصرية.
ومع مرور 52 عامًا على حرب أكتوبر المجيدة، تظل محافظة المنوفية من أبرز المحافظات التي أنجبت قادة وأبطالاً كان لهم الدور الأبرز في تحقيق النصر العظيم على العدو الإسرائيلي.
فمن أرض المنوفية خرج قائد النصر والرئيس الراحل محمد أنور السادات، ابن قرية ميت أبو الكوم بمركز تلا، الذي اتخذ قرار الحرب التاريخي، ليقود القوات المسلحة المصرية نحو أعظم انتصار في تاريخ العرب الحديث، بعد أن نجحت القوات المصرية في عبور قناة السويس وتحطيم أسطورة خط بارليف الحصين. وقد خلد التاريخ اسمه كـ"قائد النصر والسلام".
ومن بين أبناء المنوفية أيضًا الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ابن قرية كفر مصيلحة، الذي تولى قيادة القوات الجوية المصرية أثناء الحرب، وكان صاحب الضربة الجوية الأولى التي مهدت لعبور القوات البرية المصرية إلى الضفة الشرقية من القناة، وضربت مراكز القيادة والسيطرة الإسرائيلية في سيناء، لتفتح الطريق أمام الانتصار.
كما يظل اسم المشير عبد الغني الجمسي، ابن قرية البتانون بمركز شبين الكوم، محفورًا في ذاكرة الوطن كـ"مهندس حرب أكتوبر"، إذ تولى رئاسة هيئة عمليات القوات المسلحة قبيل الحرب، وأشرف على التخطيط الكامل للمعركة، وقدم دراسته الشهيرة المعروفة باسم "كشكول الجمسي"، التي حددت أنسب توقيتات بدء الهجوم، ليختار القائدان أنور السادات وحافظ الأسد يوم السادس من أكتوبر موعدًا للعبور التاريخي.
ولم تقتصر بطولات المنوفية على القادة فحسب، بل قدمت المحافظة أول شهيد في حرب أكتوبر، وهو الطيار البطل عاطف السادات، شقيق الرئيس الراحل أنور السادات، الذي استشهد أثناء تنفيذ الضربة الجوية الأولى بعد أن دمّر موقع صواريخ "الهوك" الإسرائيلي ومطار المليز بسيناء.
وهكذا، تظل المنوفية رمزًا للفداء والعطاء، وأرضًا أنجبت القادة والأبطال الذين قادوا الوطن إلى النصر، لتبقى بطولاتهم خالدة في وجدان المصريين جيلاً بعد جيل، شاهدة على عظمة شعب لا يعرف المستحيل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القوات المسلح محافظة المنوفية القائد العام للقوات المسلحة مبارك الجيش المصرى محافظات الجمهورية الرئيس الراحل محمد أنور السادات محمد حسني مبارك عاطف السادات
إقرأ أيضاً:
هاني تمام: حب الوطن من الإيمان والثقة بالله سر النصر في أكتوبر
قال الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، إن فصل الدين عن حب الوطن أمرٌ خاطئ، مؤكدًا أن حب الوطن من مقتضيات الإيمان، وأن الإنسان لا يجوز أن يكون حقدًا أو كارهاً لوطنه أو يلجأ للأعداء ضد أهله، مشيرا إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي علمنا محبة الوطن بالقول والفعل، وأن الانتماء والدفاع عن الوطن جزء لا يتجزأ من الدين.
وأضاف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الإثنين، أن مجرد الشوق والحنين إلى الوطن دليل على الإيمان، وأن هذا المبدأ ليس شعارات سطحية بل مأخوذ من السنة النبوية المطهرة قولًا وفعلاً، لافتا إلى أن ما تحقق في أكتوبر 1973 كان تجلّياً لهذه الروح الوطنية والإيمانية، داعياً الله أن يديم على مصر النصر والحفظ.
وتناول أستاذ الفقه بجامعة الأزهر جانبًا عمليًا في الحديث عن النصر، مشددًا على أن مقاييس الله غير مقاييس البشر؛ فالنجاح لا يعتمد فقط على الحسابات البشرية، بل على حسن الظن بالله والتوكل عليه مع العمل بالأسباب والتخطيط الجيد.
أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: التضامن المجتمعي عبر التضحيات والتنازلات كان واضحًا في نصر أكتوبرأمين الإفتاء: وحدة الصف والوعي بقيمة الوطن سر النصر في أكتوبر المجيد
أتغيب عن المحاضرة وزميلتي تسجل حضوري ما حكم الشرع؟.. أمين الإفتاء يوضح
هل يحق للرجل الحصول على أموال زوجته؟.. أمين الإفتاء يجيب
حكم إخراج الصدقة بغرض قضاء الحاجة.. الإفتاء توضح
وأوضح أستاذ الفقه بجامعة الأزهر أن الإدارة المصرية والجيش لم يكتفيا بالإرادة وحدها، بل جمعوا بين التخطيط المحكم وحسن الظن بالله والإعداد الكامل، فكان النصر.
وأكد أستاذ الفقه بجامعة الأزهر أن الآية القرآنية «وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ» تمثل مبدأً عمليًا، فكل فرد يساهم بما يستطيع من جهد ومال وموارد في حدود طاقته، وهذا التضامن المجتمعي كان واضحًا حينها من خلال التضحيات والتنازلات التي قدمها الناس لدعم الجيش وتحقيق الهدف.
ونوه بأن التقاء حسن التخطيط مع حسن الظن بالله والثقة به هو الذي يثمر النصر، داعيًا إلى استلهام دروس أكتوبر بإحياء الوعي الوطني وتعزيز الانتماء والعمل الجاد من أجل رفعة الوطن واستقراره.