تقرير: الإسرائيليون أصبحوا أكثر تديّنا.. ما علاقة الحرب في غزة؟
تاريخ النشر: 21st, November 2025 GMT
أشار شوكي فريدمان، الرئيس التنفيذي لـ معهد سياسات الشعب اليهودي، إلى إن "البيانات تعكس ما شعرنا به على الأرض: كثيرون في إسرائيل وخاصة بين الشباب يشعرون أن الحرب قرّبتهم أكثر من التقاليد ومن الهوية اليهودية".
أظهر تقرير جديد لـ "معهد سياسات الشعب اليهودي" (JPPI) أن الإسرائيليين باتوا يُظهرون مستوى أعلى من الالتزام الديني والإيمان مقارنة بما كان عليه الوضع قبل السابع من أكتوبر 2023 والحرب في غزة، مشيرا إلى أن الصراع دفع بالمجتمع الإسرائيلي نحو مزيد من التديّن والعودة إلى التقاليد اليهودية.
وكشف التقرير أن مؤشّر المجتمع الإسرائيلي التابع للمعهد سجّل ارتفاعا ملحوظا في الالتزام بالتقاليد والإيمان بالله، خصوصا بين اليهود الشباب المتديّنين أو المتمسّكين بالتقاليد.
ويأتي ذلك وسط نقاش عام داخل إسرائيل حول مظاهر التديّن، بما في ذلك تزايد شعبية الأغاني التقليدية، والجدل حول وضع الرموز الدينية على زي قوات الجيش الإسرائيلي.
زيادة في الالتزام الديني بين الشبابأظهر الاستطلاع أن 27 في المئة من المشاركين أفادوا بأنهم زادوا من انخراطهم في الممارسات الدينية منذ اندلاع الحرب، فيما قال 33 في المئة من اليهود الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما إنهم باتوا يلتزمون بالتقاليد أكثر مما كانوا عليه سابقا. وفي المجتمع العربي داخل إسرائيل، قال 23 في المئة إنهم شهدوا زيادة في الالتزام بالتقاليد خلال الفترة ذاتها.
وتبيّن أن الزيادة في الممارسات الدينية بين اليهود كانت أوضح لدى الفئات التي كانت تُعتبر تقليدية أو متدينة قبل اندلاع الحرب، وكلما كان المستوى الديني للفرد أعلى، زادت احتمالات أن يبلّغ عن زيادة في التزامه بالممارسات التقليدية. وسجّلت الفئة الشبابية التقليدية غير المتديّنة زيادةً قدرها 37 في المئة في الممارسات الدينية، مقابل ارتفاع بنسبة 51 في المئة بين الفئة التقليدية الأكثر تدينًا، ويبرز هذا الاتجاه بوضوح أكبر بين الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما.
Related تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة على مائدة العشاء في عيد الفصح اليهودي بسبب حرب غزة ومخاوف أمنية.. اليهود التونسيون يقلصون رحلاتهم السنوية إلى الكنيس القديم تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون صلواتهم عند حائط البراق زيادة في الممارسات الدينيةيشير التقرير إلى أن 31 في المئة من اليهود الإسرائيليين باتوا يصلّون أكثر منذ بداية الحرب، فيما قال 20 في المئة إنهم يقرأون التوراة أو المزامير بمعدل أكبر. كما أبلغ نحو 10 في المئة عن زيادة في ارتياد الكُنُس، وإضاءة شموع السبت، ووضع التفلين (وهي أدوات جلدية تُربط على الذراع والرأس أثناء الصلاة)، وارتداء ملابس أكثر احتشاما.
وكانت الزيادة أكبر بين الشباب اليهود: 38 في المئة يصلّون أكثر، 26 في المئة يقرأون التوراة أكثر، 14 في المئة يرتادون الكنس أكثر، نسبة أعلى يضيئون شموع السبت ويرتدون ملابس أكثر احتشاما.
وفي المجتمع العربي، قال 32 في المئة إنهم باتوا يواظبون أكثر على الصلاة، و12 في المئة منهم يرتدون ملابس أكثر احتشاما، و10 في المئة أصبحوا أكثر تردّدا على الكنائس أو المساجد، وهي نسب مشابهة لتلك التي سجلها مجموع اليهود في كل من هذه الممارسات.
تنامٍ في الشعور الدينيوسجّلت نتائج الاستطلاع ارتفاعا في الإيمان بالله، إذ قال أكثر من ربع اليهود و37 في المئة من العرب إنهم يشعرون بإيمان أقوى مما كانوا عليه قبل الحرب، فيما تراجع الإيمان لدى 9 في المئة من اليهود و4 في المئة من العرب. وقد بدت الظاهرة أكثر وضوحا لدى الشباب اليهود، إذ قال 35 في المئة إنهم يؤمنون بالله اليوم أكثر مما مضى.
وأشار التقرير إلى أن الانطباع العام داخل المجتمع الإسرائيلي هو أن الإيمان بالقيم الدينية يزداد قوة، حيث يعتقد نحو نصف اليهود أن أصدقاءهم وأقاربهم تعزز الإيمان لديهم، مقابل 9 في المئة فقط يرون أنه تراجع.
كما قال 58 في المئة من الشباب اليهود و52 في المئة من العرب إن الشعور بالإيمان قد تعزز لدى عائلاتهم وأصدقاءهم.
وسجّل التقرير تحولا سياسيا واضحا نحو اليمين بين اليهود الإسرائيليين منذ السابع من أكتوبر. وقال نحو نصف الذين كانوا يعرفون أنفسهم بأنهم "يمينيون معتدلون" قبل الحرب، و59 في المئة ممن كانوا "يميلون إلى اليمين باتجاه الوسط"، إنهم أصبحوا أكثر يمينية خلال العامين الماضيين.
كما قال نحو نصف الذين صنفوا أنفسهم سابقا من الوسط أو اليسار إنهم اتجهوا نحو اليمين منذ بداية الحرب. وفي المقابل، بقيت المواقف السياسية في المجتمع العربي مستقرة دون تغيّر ملحوظ.
وأشار التقرير إلى دراسة للجامعة العبرية أُجريت في وقت سابق من العام، وخلصت إلى أن الحرب في غزة أحدثت تغييرات كبيرة في الدين والروحانية بين الشباب الإسرائيلي، مع تسجيل زيادة في الإيمان لدى نحو نصف المشاركين. ووجدت الدراسة أن التعرض المباشر للحرب عزّز القرب من الدين. فالهجمات الصاروخية والتغطية الإعلامية والخدمة العسكرية كل هذا أصبح يذكر الناس بالموت ما يدفعهم إلى التشبث بالمعتقدات التي تمنح حياتهم معنى وشعورا بالخلود.
تعليق المعهدوقال الدكتور شوكي فريدمان، الرئيس التنفيذي لـ معهد سياسات الشعب اليهودي، إن "البيانات تعكس ما شعرنا به على الأرض: كثيرون في إسرائيل وخاصة بين الشباب يشعرون أن الحرب قرّبتهم أكثر من التقاليد ومن الهوية اليهودية. ليس بالضرورة بطريقة دينية وفق الشريعة، بل بطرق صارت أكثر حضورا في حياتهم وفي المجال العام".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب روسيا الاتحاد الأوروبي أوكرانيا جمهورية السودان تكنولوجيا دونالد ترامب روسيا الاتحاد الأوروبي أوكرانيا جمهورية السودان تكنولوجيا اليهودية يهود غزة إسرائيل صلاة ـ صلوات دونالد ترامب روسيا الاتحاد الأوروبي أوكرانيا جمهورية السودان تكنولوجيا فرنسا الذكاء الاصطناعي إسرائيل أوروبا فلسطين لبنان فی المئة إنهم أصبحوا أکثر فی المئة من بین الشباب زیادة فی نحو نصف أکثر من إلى أن
إقرأ أيضاً:
أين يرتفع وينخفض إقبال الأوروبيين على لقاح الإنفلونزا؟
تُظهر بيانات جديدة أن معدلات التطعيم كانت أدنى بكثير من المستويات المستهدفة خلال موسم الإنفلونزا الأخير. موسم الإنفلونزا يبدأ في أوروبا وسط معدلات تطعيم "دون المثلى"
مع بدء موسم الإنفلونزا في أوروبا، تُظهر بيانات صحية جديدة أن معدلات التطعيم ما زالت "دون المثلى" في دول كثيرة. يمتد موسم الإنفلونزا عادة من منتصف نوفمبر إلى أواخر مايو، وقد كان موسم العام الماضي (2024-2025) شرساً بشكل خاص. يُصاب حتى واحد من كل خمسة أوروبيين بالإنفلونزا كل شتاء، وترتبط بنحو 27.600 وفاة سنوياً في الاتحاد الأوروبي.
انتشار مبكر ومتحوّر جديدحذّر مسؤولو الصحة يوم الخميس من أن الإنفلونزا تنتشر هذا العام "مبكراً على غير العادة"، مدفوعة بمتحوّر H3N2 جديد يُعرف بـ"subclade K"، وهو ما قد يُنذر بموسم أطول وأشد قسوة. ويؤكدون أن التطعيم السنوي ضروري لحماية الناس من المرض ومنع انتقال الفيروس إلى الآخرين، لا سيما لدى كبار السن، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة أو ذوي المناعة الضعيفة، والنساء الحوامل، والأطفال الصغار، والعاملين في القطاع الطبي.
Related كيف تزيد الإنفلونزا وكوفيد-19 وفيروسات أخرى من خطر النوبة القلبية والسكتة الدماغية؟ معطيات "ECDC" تكشف فجوات كبيرة لدى كبار السنلكن في دول كثيرة، كانت معدلات التحصين أدنى بكثير من المستهدف خلال موسم الإنفلونزا الماضي، وفق بيانات جديدة من ECDC (المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها). يشمل التحليل الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى آيسلندا وليختنشتاين والنرويج. وقالت الهيئة: "من الواضح أن سياسات [التطعيم] ما زالت دون مستوى تحقيق نسب كافية من الإقبال عبر الفئات المستهدفة الرئيسية، بما في ذلك كبار السن". فعلى سبيل المثال، تراوحت معدلات التطعيم لدى كبار السن بين أقل من 15 في المئة في لاتفيا وبولندا إلى 76 في المئة في الدنمارك، مع متوسط قدره 47 في المئة. وباستثناء الدنمارك، كانت أيرلندا والبرتغال والسويد فقط قريبة من بلوغ الهدف الأوروبي القاضي بتطعيم ما لا يقل عن 75 في المئة من كبار السن ضد الإنفلونزا.
العاملون الصحيون والحوامل: نسب متفاوتةتحقيق هذا المستوى ظلّ صعباً منذ وقت طويل. وخلال الأعوام الخمسة الماضية، بلغ المتوسط أعلى مستوياته في موسم 2021-2021، أي في ذروة جائحة كوفيد-19، عند 59 في المئة. وأضافت الهيئة: "لذلك ما تزال مستويات الإقبال على التطعيم دون المثلى في معظم دول الاتحاد الأوروبي، من دون تقدم شامل مقارنة بمواسم الإنفلونزا السنوية الماضية". وفي المقابل، توصي 23 دولة بأن يحصل جميع العاملين الصحيين على لقاح الإنفلونزا، وأبلغت تسع دول عن نسب تراوحت بين نحو 14 في المئة في سلوفينيا و51 في المئة في النرويج. ومن بين ثماني دول توافرت لديها بيانات عن النساء الحوامل، بلغ المتوسط 22 في المئة؛ وسجّلت إسبانيا أعلى نسبة بفارق كبير، عند نحو 61 في المئة، فيما بقيت عدة دول دون عشرة في المئة، بحسب "ECDC".
توصيات لتعزيز الإقبال على لقاح الإنفلونزاسجّل التقرير بعض التقدّم؛ فجميع الدول الثلاثين المشمولة بالمسح لديها إرشادات محددة لتطعيم الأطفال أو المراهقين، ارتفاعاً من 18 دولة في موسم الإنفلونزا السابق، وإن ظلّ الإقبال الفعلي على اللقاح منخفضاً. وقالت ECDC إن على الجهات الصحية بذل مزيد من الجهد لتشجيع الناس على تلقي لقاح الإنفلونزا، بما يتجاوز مجرد تحديث الإرشادات الرسمية. وختمت: "يبقى تطعيم الإنفلونزا الموسمية تدخلاً أساسياً للصحة العامة".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة