الرئيس الكوري يشيد بجهود الرئيس السيسي في قمة شرم الشيخ.. ويستدعي دور السادات لتحقيق السلام
تاريخ النشر: 20th, November 2025 GMT
استقبلت جامعة القاهرة، فى قاعة الاحتفالات الكبرى، الرئيس الكوري لى جاى ميونغ جمهورية كوريا أول زيارة رسمية لمصر منذ توليه منصبه في يونيو 2025، وذلك لإلقاء كلمة حول مبادرات كوريا الجنوبية في الشرق الأوسط، وذلك بحضور د.أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والسيد محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم، ود.
وتأتي هذه الزيارة في إطار تأكيد التزام البلدين بتوسيع آفاق التعاون الثنائي في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي، بما يعزز من فرص التنمية المستدامة ويخدم الأجيال القادمة.
وفي مستهل كلمته، اعرب رئيس جمهورية كوريا عن سعادته بالتواجد داخل جامعة القاهرة ذات التاريخ والحضارة، وهي أول جامعة يقوم بزيارتها، مشيرًا إلى أن السبب في هذه الزيارة هو اللقاء مع الطلاب الذين يمثلون القوة التي تدفع مستقبل العلاقات بين البلدين، لافتًا إلى مرور ٣٠ عام على العلاقات بين مصر وكوريا، وأنهما يمتلكان تاريخا عريقا يمتد لآلاف السنين.
وأشار الرئيس الكوري إلى شراكات التعاون الشاملة بين مصر وكوريا، ونجاح البلدين في بناء أساس متين لهذه العلاقات من خلال تبادل الزيارات، والعلاقات التجارية القائمة بين البلدين، متطلعًا إلى توسيع أطر التعاون بين مصر وكوريا إلى مستويات أعلى في ظل الاحترام المتبادل بين البلدين، لاسيما في مجالات الطاقة والبناء والابتكار والذكاء الاصطناعي والهيدروجين والتعليم، مؤكدًا أن الحضارة المصرية العظيمة تركت إرثًا تاريخيًا للبشرية جمعاء، وتمكنت من الإزدهار لفترة طويلة.
جهود الرئيس السيسي فى إنجاح قمة شرم الشيخوأضاف الرئيس الكوري أن الثقافة الكورية فريدة من نوعها وتمزج بين قوة ثقافات متعددة، مؤكدًا أنه على الرغم من البعد الجغرافي بين مصر وكوريا فإنه يمكن القول بأنهما كيان واحد، وأن مصر تتمتع بموقع استراتيجي حيوي، وأنّ المصريين والكوريين ثابروا وكتبوا تاريخًا جديدًا حتي حققوا الاستقرار والحرية والمساواة، مشيدًا بجهود الرئيس عبد الفتاح السيسي فى إنجاح قمة شرم الشيخ للسلام، كما استدعى دور الرئيس الراحل أنور السادات من أجل تحقيق السلام للحفاظ علي مستقبل الأجيال القادمة وهو ما مثل نقطة تحول جديدة في الشرق الأوسط.
كما أشار الرئيس الكوري إلى مبادرة "SHINE" والتي تشمل ثلاثة مجالات تتمثل في السلام والازدهار والثقافة، وفتح مستقبل مشرق للشرق الاوسط وشبة جزيرة كوريا لتحقيق الاستقرار، وأن الحكومة الكورية ساهمت بشكل مباشر في إرساء السلام داخل الشرق الأوسط، معلنًا عن تقديم كوريا مساهمات بمقدار ١٠ ملايين دولار للهلال الأحمر المصري، واتفاقه مع فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي علي المشاركة في إعادة الاعمار داخل قطاع غزة، مؤكدًا حرصه على تحقيق مستقبل أكثر ازدهارًا من خلال الابتكار المشترك ودفع التنمية الاقتصادية.
وقال الرئيس الكوري، إن هناك العديد من نماذج التعاون بين مصر كوريا تتمثل في القطارات الكهربائية لنقل السكان داخل مصر، والهواتف المحمولة، مؤكدًا حرصه علي زيادة الصادرات والعمل علي تحقيق الانتاج المشترك من خلال التوصل إلي اتفاقية شراكة اقتصادية شامل بين كوريا ومصر، مؤكدًا أنه بفضل استيراد مصادر الطاقة من النفط والغاز من دول الشرق الأوسط أصبحت كوريا من أقوى اقتصاديات العالم، لافتًا إلى توفير عدد من المنح الدراسية للطلاب المصريين للدراسة داخل كوريا والحصول علي درجة الماجستير في تكنولوجيا المعلومات والاتصال وبرامج التدريب.
وأعرب الرئييس الكوري، عن رغبته فى توسيع نطاق التعاون بين المتحف المصري الكبير والمتحف الوطني الكوري والعمل علي تبادل الخبرات بينهما، باعتبار أن تلك الخبرات تمثل ركيزة مهمة للتبادل الثقافي وتهيئة للشعب الكوري لبناء مشاعر ايجابية للشرق الأوسط، موجهًا كلمته للشباب بأنهم سوف يقودون مستقبل مصر وكوريا نحو العالم، وأنهم سيتواصلون معًا ليكونوا قادة وبداية لمسيرة أكثر اشراقًا لمستقبل مصر وكوريا والشرق الأوسط، معربًا عن حبه للحضارة المصري العريقة وأن الشعب الكوري يحب مصر، وأن الشعب الكوري والمصري سيحبان مستقبل البلدين.
وفى كلمته رحب الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بالرئيس الكوري لي جاي ميونغ في مصر في رحاب جامعة القاهرة العريقة التي كانت ولا تزال منارة للعلم ورمزًأ للتواصل بين الحضارات والشعوب، مؤكدًا أن هذه الزيارة ليست مجرد زيارة رسمية فحسب بل هي رسالة صادقة تجسد عمق العلاقات المصرية الكورية، وتؤكد الرغبة المشتركة للبلدين في تطوير التعاون في مجالات التعليم العالي، والبحث العلمي، والابتكار، والصناعة والتكنولوجيا.
وأشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إلى أن الشراكة التي تجمع بين مصر وكوريا الجنوبية أثمرت عن برامج أكاديمية وبحثية متميزة، ومشروعات صناعية وتقنية رائدة تُعبر عن رؤيتهم المشتركة التي تقوم علي الإستثمار في الإنسان وبناء اقتصاد قائم علي المعرفة، انطلاقا من إيمان الدولة المصرية فى ظل قيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بأهمية الانفتاح والتعاون الدولي وتعزيز الشراكات الفاعلة مع الدول الصديقة، وأن زيارة الرئيس لي جاي ميونغ تمثل دفعة قوية لهذه الجهود وتفتح آفاقا أوسع أمام الشباب والمؤسسات العلمية بمصر، متطلعًا إلي إلي بدء مرحلة جديدة من العمل المشترك من أجل بناء مستقبل أكثر إزدهارًا للبلدين.
وأعرب د.محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة عن ترحيبه بالرئيس الكوري داخل الجامعة العريقة التي تمثل ذاكرة مصر العلمية والثقافية، وتقف شاهدًا على لحظة تاريخية فارقة، فى يوم استثنائي في تاريخها لإستقبال فخاما الرئيس، ضيفًا كريمًا وصديًقا عزيزًا لمصر، بعد تولية رئاسة جمهورية كوريا في يونيو الماضي، مؤكدًا أن هذه الزيارة تعكس تقدير الرئيس الكوري لمكانة مصر ولدور جامعة القاهرة في بناء المعرفة وصناعة العقول.
وأكد رئيس جامعة القاهرة اعتزاز المجتمع الجامعي، أساتذة وباحثين وطلابا، بهذه الزيارة التي تمثل رسالة محبة واحترام من الشعب الكوري إلي الشعب المصري، وتعكس الرغبة الصادقة في فتح آفاق جديدة من التعاون بين البلدين، مشيرًا إلى أن العلاقات المصرية الكورية تشهد إزدهارًا كبيرًا بفضل الرؤية الثاقبة والقيادة الحكيمة لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يولي اهتمامًا خاصًا بالعلاقات مع جمهورية كوريا، لدعم مسارمتجدد من التعاون بين البلدين في مجالات الصناعة والتعليم والتكنولوجيا والطاقة والدفاع والإقتصاد وفي غيرها من المجالات.
كما أكد الدكتور محمد سامي عبدالصادق أن زيارة الرئيس الكوري ليست حدثًا بروتوكوليًا فحسب، بل تمثل بداية لمسار استراتيجي جديد بين جامعة القاهرة والجامعات الكورية تنعكس نتائجه الإيجابية علي شباب البلدين، وتجسد الاحترام المتبادل الذي يجمع بينهما، ويؤكد الرغبة في بناء مستقبل أفضل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جامعة القاهرة قاعة الاحتفالات الكبرى الرئيس الكوري جمهورية كوريا
إقرأ أيضاً:
مقترح إنشاء جامعة كورية.. الرئيس السيسي بحثت مع نظيره الكوري الجنوبي زيادة التعاون الثنائي وجذب الشركات الكورية
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أهمية التعاون مع كوريا الجنوبية في كافة المجالات، وذلك خلال مؤتمر صحفي اليوم الخميس مع الرئيس الكوري لى چاى ميونغ بقصر الاتحادية بالقاهرة.
وأضاف السيد الرئيس أنه اتفق مع رئيس كوريا الجنوبية خلال المباحثات، على أهمية اتخاذ خطوات تنفيذية، لتدشين المزيد من أوجه التعاون في مجالات مختلفة؛ تشمل الذكاء الاصطناعي والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خاصة وأن هذا المجال عابر للقطاعات، ويساهم في زيادة الإنتاجية وتوسيع الأعمال في مجالات عدة.
تشجيع قطاع الأعمال الكوريوأشار إلى أهمية تشجيع قطاع الأعمال الكوري، على تدشين مصانع لإنتاج البتروكيماويات، والاستفادة من القدرات التكنولوجية لجمهورية كوريا في هذا المجال، خاصة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، فضلاً عن جذب الشركات الكورية، المتخصصة في إنتاج السيارات وبناء السفن، لتعزيز تواجدها بمصر، وإنشاء المزيد من المصانع لهذا الغرض، للاستفادة من الحوافز الاستثمارية، التي تتيحها الحكومة المصرية في هذه القطاعات.
مقترح إنشاء جامعة كوريةوقال الرئيس: "تناولنا كذلك بإيجابية؛ مقترح إنشاء جامعة كورية، متخصصة في العلوم والتكنولوجيا في مصر بالإضافة إلى دراسة إمكانية إنشاء مدارس كورية في مصر، بهدف نقل التجربة التعليمية وتبادل الخبرات، كما شهدنا اليوم توقيع البلدين على مذكرتي تفاهم في مجال الثقافة والتعليم".
ورحب السيد الرئيس برئيس كوريا الجنوبية في زيارته الأولى إلى مصر التي تأتي في إطار الرغبة المشتركة، لدفع العلاقات بين البلدين قدماً، وتتزامن مع الاحتفال هذا العام بمرور ثلاثة عقود على تدشين العلاقات الدبلوماسـية بين مصر وجمهورية كوريا، حيث شهدنا طوال هذه السنوات تطور علاقات التعاون والصداقة بين البلدين، والقائمة على الاحترام المتبادل، ودعم السلام والتنمية والرخاء، لتصل إلى مستوى الشراكة التعاونية الشاملة.
العلاقات الثنائية بين مصر وجمهورية كورياوتابع : "تشكل العلاقات المصرية الكورية، جسرا من التواصل الحضاري والثقافي كما أنها تطرح نموذجا للتعاون الاقتصادي، القائم على التكامل وتعظيم الفائدة المشتركة، من قدرات البلدين وطاقات شعبيهما، وانطلاقا من هذه الأرضية المشتركة؛ تناولت وفخامة الرئيس (لي) اليوم، مجمل جوانب العلاقات الثنائية بين مصر وجمهورية كوريا، لاسيما في مجال التعاون الاقتصادي، ومشاركة الشركات الكورية في العديد من المشروعات المهمة في مصر والتي أغتنم هذه الفرصة، لدعوتها لتعزيز أعمالها وتوسيع استثماراتها كما أدعو شركات كورية جديدة، لدخول السوق المصري، والاستفادة مما يتيحه من فرص واعدة".
ولفت الرئيس السيسي إلى أنه تطرق خلال المناقشات مع رئيس كوريا الجنوبية إلى القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث اتفقنا على ضرورة تعزيز ثقافة السلام العالمية، ودعم الاستقرار في منطقتي الشرق الأوسط وشبه الجزيرة الكورية، فضلا عن أهمية تكثيف الجهود العالمية للتصدي للتحديات الراهنة؛ وعلى رأسها التصدي للإرهاب، ومكافحة الأوبئة، ومعالجة الآثار السلبية لظاهرة تغير المناخ، والتمسك بأحكام القانون الدولي ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة.
وقال: "استعرضت في هذا الإطار؛ جهود مصر اتصالا بالحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي، والتي توجت مؤخراً بالتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك عبر الاتفاق الذي تم توقيعه في "قمة شرم الشيخ للسلام"، يوم 13 أكتوبر 2025 بحضور دولي واسع، وأوضحت لفخامة الرئيس "لي"، موقف مصر الثابت، والقائم على أهمية حل الدولتين، من أجل الوصول إلى سلام دائم وشامل وعادل مشيراً إلى تطلعنا لاعتراف المزيد من الدول بالدولة الفلسطينية، من أجل دعم هذا المسار وتقديرنا للمشاركة الكورية الفاعلة مستقبلا، في عملية إعادة إعمار قطاع غزة".
واختتم الرئيس السيسي كلمته بالترحيب مجددا بالرئيس "لى" في القاهرة، معربا عن تطلعه إلى العمل معا لتحقيق الرخاء لشعبينا الصديقين، والبناء على ثلاثة عقود من النجاح المشترك، كما توجه الرئيس بالتحية والتقدير لرئيس كوريا الجنوبية أثناء زيارته الأولى لمصر وأيضاً على الروح والإرادة السياسية الكبيرة جداً لتطوير التعاون بين البلدين.
وقال: "وأقول لفخامة الرئيس أننا من جانبنا، في مصر، نشارككم هذه الإرادة والاستعداد لتقديم كل التسهيلات للشركات الكورية، وليس فقط الشركات، وإنما أيضاً للقطاعات الكورية المختلفة للتعاون معنا في المجالات المختلفة التي تحدثنا بشأنها سواء كانت اقتصادية أو تجارية أو ثقافية أو عسكرية".
وتابع: “مرة أخرى، أرحب بفخامة الرئيس، وسيسعدني أن أزور كوريا الجنوبية مرة أخرى بعد تسع سنوات من الزيارة الأولى، وأتمنى لكم كل التوفيق”.