يعتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت أنه من المبكر التنبؤ بنتائج المفاوضات التي انطلقت في مدينة شرم الشيخ المصرية لبحث تنفيذ خطة وقف الحرب في قطاع غزة، لكنه يجزم بأن بنيامين نتنياهو لا يمكنه مخالفة ما يريده الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وفي وقت سابق اليوم، قالت وسائل إعلام مصرية إن جلسات غير مباشرة بدأت بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي لبحث تهيئة الأوضاع الميدانية ووضع آلية لتبادل الأسرى وفق خطة ترامب.

وأعرب أولمرت -في لقاء مع الجزيرة- عن أمله في أن يتمكن ترامب من إجبار نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– على وقف الحرب التي أكد أنها طالت أكثر مما يجب.

فنتنياهو متأثر جدا بمواقف شركائه في الحكومة لكنه في الوقت نفسه ليس مستعدا لمخالفة ما يريده ترامب، الذي قال أولمرت إنه سبق وأجبره على وقف الحرب مع إيران وأمره بإعادة طائرات إسرائيلية كانت في طريقها إلى طهران.

وطالب ترامب علنا بوقف الهجمات على مدينة غزة من أجل تسهيل هذه المفاوضات، وهو تصريح يراه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، مهمّا ويعكس إصراره على إنهاء الحرب.

ولا يثق أولمرت في نتنياهو الذي يقول إنه أطال الحرب لحماية مصالحه السياسية الخاصة دون النظر لمصالح الدولة العليا، لكنه قال إنه على يقين من قدرة ترامب على وقف الحرب.

كما لا يعرف أولمرت إن كان نتنياهو قد وافق على مفاوضات شرم الشيخ أم لا، لكنها انطلقت لأن ترامب أرادها، وهو ما يعني برأيه أن وقف الحرب مرهون بما يريده الرئيس الأميركي وليس رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وأكد أولمرت أنه لم يكن معارضا للحرب في بدايتها، بل إنه يرى أنها كانت واجبة وحتمية بعد الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لكنه شدد على أنها ما كان يجب أن تستمر أكثر من شهرين أو ثلاثة لأن هذا يمثل خطرا على حياة الأسرى والجنود الإسرائيليين والفلسطينيين أيضا.

إعلان

ويجب على إسرائيل أن تحقق في الفشل في منع هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفي كيفية إدارة حكومة نتنياهو لهذه الحرب وأولوياتها، وفق أولمرت الذي قال إنه يأمل  أن تكون هناك حكومة جديدة  قادرة على الوصول إلى هذه النقطة.

وختم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق حديثه مع الجزيرة بالتأكيد على أن سياسيات نتنياهو خلقت انقساما غير مسبوق داخل إسرائيل التي أصبحت بحاجة للتعافي واستعادة الوحدة التي كانت صفة دائمة لها.

 

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات رئیس الوزراء الإسرائیلی وقف الحرب

إقرأ أيضاً:

خطة غزة تكشف من "يدير اللعبة".. نتنياهو أم ترامب؟

نسب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لنفسه، خلال عطلة نهاية الأسبوع، الفضل الأكبر في الخطة الجديدة التي يُفترض أن تؤدي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين لدى حماس وإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين في غزة.

لكنّ المشهد بدا واضحا بالنسبة للإسرائيليين، وللفلسطينيين، وللمنطقة بأسرها: من يوجّه الدفة فعلاً هو الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

في خطاب مقتضب ومتلفز مساء السبت، قال نتنياهو إن الخطة جاءت نتيجة تحرك دبلوماسي منسق مع الرئيس ترامب وفريقه على مدى أسابيع.

لكن ترامب قدّم رواية مغايرة تماما. ففي مقابلة أجراها السبت أوضح أنه اضطر للضغط على نتنياهو لقبول شروط الخطة.

وأضاف: "لقد وافق في النهاية، عليه أن يوافق، لا خيار أمامه. معي، يجب أن توافق".

يقول محللون بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" إن نتنياهو لم يعد في موقع يسمح له بتحدي ترامب، في وقت تواجه فيه إسرائيل إدانات دولية متزايدة بسبب سلوكها في الحرب، وعزلة سياسية متنامية تجعلها أكثر اعتمادًا على الدعم الأميركي.

وكتب الصحفي الإسرائيلي البارز نحوم برنياع في صحيفة "يديعوت أحرونوت" مقالا تحت عنوان "هو الرئيس الفعلي: ترامب لا يهدد نتنياهو، بل يأمره".

وقال برنياع أن مجريات الأيام الأخيرة "أظهرت بوضوح هذه الحقيقة للجميع"، في إشارة إلى الإنذار الذي وجهه ترامب لحماس يوم الجمعة بقبول الخطة، ثم إعلانه بعد ساعات أن الحركة وافقت دون شروط، رغم أن ردّها كان مشروطًا.

ترامب يعلن تفاصيل الخطة... قبل إسرائيل

تعرّف الإسرائيليون على تفاصيل الاتفاق الأولي ليس من حكومتهم، بل من منشور لترامب على وسائل التواصل الاجتماعي يوم السبت، حيث كشف أن إسرائيل وافقت على خط انسحاب أولي داخل غزة، في المرحلة الأولى من الخطة.

وتنص الخطة على تبادل نحو 20 رهينة أحياء و28 جثة يُعتقد أنها تعود لرهائن قُتلوا، مقابل 250 أسيرًا فلسطينيًا محكومين بالسجن المؤبد ومئات آخرين اعتُقلوا خلال الحرب.

وقال ترامب إن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ "فورًا" بعد توقيع حماس على الاتفاق.

على مدى أشهر، حاول نتنياهو تحقيق معادلة شبه مستحيلة: المضي في الحرب لتحقيق "نصر كامل" على حماس – كما وعد بعد هجوم الحركة على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 – مع الحفاظ على استقرار ائتلافه اليميني المتطرف الرافض لأي اتفاق يُبقي حماس قائمة.

لكن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، حيث قُتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وانتشر الجوع، أثارت غضبًا دوليًا واسعًا.

وأظهرت استطلاعات الرأي أن غالبية الإسرائيليين تفضل إنهاء الحرب مقابل استعادة الرهائن، بينما نفد صبر ترامب على ما يبدو من تعثر الميدان.

وقال المحلل الإسرائيلي ميتشل باراك، وهو مستشار سابق لنتنياهو: "يبدو أن بيبي أدرك أن رصيده لدى ترامب قد نفد. لم تعد وعود النصر تُقنع أحدا، لا في الداخل ولا في واشنطن".

نتنياهو تحت ضغط "رئيس لا يمكن مقاومته"

على عكس مواقفه المتحدّية تجاه إدارات بايدن وأوباما، يرى باراك أن نتنياهو اليوم لا يستطيع تجاهل أوامر ترامب، موضحا: "لأول مرة، لا يمكنه تحدي رئيس أميركي، لأن ترامب ببساطة لا يمكن التنبؤ بردوده، ولن يسير وفق الموقف الإسرائيلي".

قبل شهرين فقط، وافقت حكومة نتنياهو على توسيع الحرب نحو السيطرة الكاملة على مدينة غزة، رغم معارضة الجيش الإسرائيلي لذلك، معتبرة المدينة "آخر معاقل حماس". لكن التقدم الميداني كان بطيئا وتركّز على دفع المدنيين جنوبا.

ومع ذلك، أعلن نتنياهو السبت أن الضغط العسكري والدبلوماسي هو ما أجبر حماس على القبول بالخطة.

لكن مع بقاء التفاصيل التقنية غامضة قبل انطلاق محادثات القاهرة الإثنين المقبل، كان ترامب قد أمر فعليا بوقف التقدم الإسرائيلي نحو غزة.

وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي الجمعة: "يجب على إسرائيل أن توقف القصف فورا، حتى نتمكن من إخراج الرهائن بأمان وسرعة.”

وبحلول السبت، حصر الجيش الإسرائيلي عملياته بما سماه "إجراءات دفاعية" وردا على "تهديدات فورية"، متراجعا عمليا عن مبدأ "المفاوضات تحت النار" الذي تمسك به نتنياهو طويلًا.

مع ذلك، يرى محللون أن نتنياهو، أطول رؤساء وزراء إسرائيل بقاءً في الحكم، يملك قدرة فريدة على امتصاص الصدمات السياسية.

وتقول الكاتبة السياسية مازال معالِم من موقع المونيتور ومؤلفة سيرة نتنياهو: "بيبي يعرف بالضبط ما الذي يحتاجه الطرف الآخر، ومتى يُظهر ضبط النفس. وقد أقنع حزبه وجمهوره بأن الصفقة انتصار لإسرائيل، وأنه صاحب الفضل فيها".

وتضيف: "نتنياهو ينظر إلى الأمور بمنظار التاريخ، ويعلم أن الدخول في مواجهة مع ترامب سيضر به، لا بترامب".

مقالات مشابهة

  • بالتوازي مع محادثات القاهرة .. اتصال بين بوتين ونتنياهو والبيت الأبيض يوجه رسالة حازمة
  • نتنياهو: نقترب من نهاية الحرب في غزة
  • نتنياهو: اقتربنا من نهاية الحرب ولكننا لم نصل إلى هناك بعد وسيتم تدمير حركة الفصائل الفلسطينية
  • نتنياهو: أعتقد أننا قريبون من إنهاء الحرب في غزة
  • ترامب: ما الذي تخطط كييف لفعله بصواريخ توماهوك أمريكية الصنع؟
  • نتنياهو يمنع الوزراء والمسؤولين من الحديث عن مفاوضات وقف الحرب
  • مع ضعف النفوذ الإيراني وتراجع حزب الله.. هل يستطيع ترامب إحلال السلام في غزة؟
  • “نيويورك تايمز”: ترامب أذل نتنياهو والأخير في وضع حرج لا يمكنه التحدي
  • خطة غزة تكشف من "يدير اللعبة".. نتنياهو أم ترامب؟