استهداف إسرائيلي لمسؤولين وعناصر فيحزب الله بتكتيكات غير تقليدية
تاريخ النشر: 7th, October 2025 GMT
كتبت" الشرق الاوسط": منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان ودخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في تشرين الثاني الماضي، واصلت إسرائيل استهداف مسؤولين وعناصر في «حزب الله» من دون توقف.
واللافت أن معظم عمليات الاغتيال تتم خلال تنقّل العناصر على الطرقات وبشكل أساسي في مناطق جنوب لبنان، مما يطرح أكثر من علامة استفهام بخصوص أسباب عدم نجاح «حزب الله» طوال العام الماضي في الالتفاف على التقنيات الإسرائيلية المعتمدة لتحديد مواقع عناصره لاغتيالهم، وما إذا كانت إسرائيل أدخلت تقنيات جديدة إلى ساحة المعركة.
ويعدّ الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد إلياس حنا، أن ما يحصل لجهة قدرة إسرائيل على مواصلة تحديد مواقع عناصر «حزب الله» واغتيالهم «متوقع وغير مستغرب، فهي وفي مرحلة ما قبل حرب الإسناد جمعت (الداتا) بشكل كامل وشامل عن العناصر، مستفيدة وبشكل أساسي من مشاركتهم في الحرب السورية، مما أدى إلى انكشافهم أمنياً بشكل كامل، خصوصاً بعد انخراط قسم كبير منهم في عالم الأعمال والتجارة»، لافتاً إلى أن «(الداتا) تُحدَّث باستمرار باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي».
ويعدّ حنا، في تصريح أن هناك «أكثر من مصدر لإنتاج المعلومة التي تحتاج إليها إسرائيل، ولعل أبرز هذه المصادر الاستعلام البشري من خلال شبكة عملائها التي لا تزال قائمة فعلياً على الأرض، كما التنصت عبر كل الطرق، ووسائل التواصل الاجتماعي، وإن كان عناصر الحزب لا يستخدمونها كثيراً»، لافتاً إلى أن أخطر هذه المصادر العملاء. كما أن عمليات التنصت تحصل خلال 24 ساعة يومياً». ويضيف: «كما أن بصمات الوجه والعين والصوت والـ(biometrics)، أي نظام القياسات الحيوية؛ كلها تلعب دوراً أساسياً في هذا المجال».
من جهته، يعدّد الخبير في تقنيات التكنولوجيا والاتصالات، عامر الطبش، بعض الوسائل التي قد لا تزال تتيح لإسرائيل ملاحقة عناصر الحزب واغتيالهم، لافتاً إلى أنها «تقوم بتتبعهم عن طريق (الساتلايت)، كما إذا كانوا يستخدمون ترددات غير معتادة فيمكنها التنصت عليها»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنها «تعتمد أيضاً على «الميكروفونات المزروعة عبر عملاء؛ إذ إن مداها قوي جداً وعلى أجهزة تنصت تعمل بالليزر وبواسطة الذكاء الاصطناعي».
ويرى الطبش أن «البصمة الصوتية لا تزال عاملاً أساسياً لتحديد الهدف، وإسرائيل تستخدم المسيّرات لتأكيد هذا الهدف، وبالتالي هو حتى لو ارتدى قناعاً فإن الطائرات قادرة على تحديده؛ لأنها لا تعتمد حصراً على صورة الوجه إنما على حركة الجسم ككل، و(الداتا) الموجودة لدى الإسرائيلي تكبر يوماً بعد يوم».
مواضيع ذات صلة الجيش الإسرائيلي: استهداف عنصر من حزب الله بغارة على عيتا الشعب Lebanon 24 الجيش الإسرائيلي: استهداف عنصر من حزب الله بغارة على عيتا الشعب
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
التهديد ما زال خلف الجدار.. فيديو - قلق في شمال إسرائيل من مواجهة وشيكة مع حزب الله
يقول بواز بيري: "نعلم أنه ما لم يحدث تغيير سريع في لبنان، وتتمكن الحكومة من السيطرة على الوضع ونزع سلاح حزب الله، فستعود الحرب إلى هنا. لا أحد يوقف الحزب، وهو يواصل التفكير في كيفية تدمير إسرائيل".
يعبر الإسرائيليون في الشمال عن خشيتهم من عودة الحرب، التي تبدو يومًا بعد آخر حتمية مع حزب الله، ويراهنون على تغير الوضع في لبنان، ونجاح حكومة نواف سلام في خطة نزع السلاح.
وقد بدأت العديد من البلدات والكيبوتسات على الحدود الشمالية لإسرائيل العودةَ تدريجيًّا إلى الحياة، بعد إجلاء أكثر من 60 ألفًا من سكان المنطقة بسبب ضربات الحزب، الذي قرر في 8 أكتوبر 2023، فتح ما سمّاه "جبهة إسناد غزة".
وفيما لا يزال الركام على الأرض، يشير الإسرائيليون الذين قرروا العودة إلى أن التهديد قد يعود في أي لحظة، حيث تقول سيفان شوشاني: "نحن نعلم وندرك أن ثمة عامل تهديد ما يزال خلف الجدار، ولذلك فإن اليقظة والمسؤولية جزء واقع حياتنا. ومصدر الأمان الرئيسي من بين مصادر أخرى هو وجود جيشنا".
وأضافت: "العودة إلى المنزل هي رسالتنا: في الجوهر، نحن نختار الاستمرار في العيش، ونختار أن نبقى أقوياء وصامدين. هذا بيتنا، ولا نملك غيره".
بدوره، يقول بواز بيري: "نعلم أنه ما لم يحدث تغيير سريع في لبنان، وتتمكن الحكومة من السيطرة على الوضع ونزع سلاح حزب الله، فستعود الحرب إلى هنا. لا أحد يوقف الحزب، وهو يواصل التفكير في كيفية تدمير إسرائيل".
في غضون ذلك، تستمرّ إسرائيل في بناء جدار حدودي تأمل أن يمنع أي هجوم عابر مشابه لذلك الذي شنّته حماس من غزة في 7 أكتوبر.
Related تقرير صحافي: إسرائيل تتحضّر لعمل عسكري ضد حزب الله في بيروت والبقاع.. ومخاوف من التطورات في سوريا"الوصاية الأميركية على لبنان خطر كبير جدًا".. حزب الله يتمسّك بـ"القرض الحسن" ويرفض أي تضييقبراك يكشف "خارطة الطريق" بعد اجتماع ترامب والشرع: تعهّد بمواجهة داعش وفيلق القدس وحماس وحزب اللهوكان الرئيس اللبناني جوزاف عون قد أوعز إلى وزير الخارجية العمل على تقديم شكوى إلى قوى حفظ السلام المؤقتة التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) ضد إسرائيل لبنائها الجدار داخل بلدة يارون اللبنانية.
ويوم الجمعة، قالت اليونيفيل في بيان إن الجدار تجاوز خط الحدود، مما جعل أكثر من 4 آلاف متر مربع (43 ألف قدم مربع) من الأراضي اللبنانية "غير قابلة للوصول من قِبل اللبنانيين"، وطلبت من الدولة العبرية إزالته، مشيرةً إلى أنه ينتهك قرار مجلس الأمن 1701.
وقد رد الجيش الإسرائيلي بالقول إن ما يفعله جزء من خطة أوسع لتعزيز الدفاعات على الحدود، وزعم أن السياج لا يتجاوز "الخط الأزرق"، وهو خط الحدود بين لبنان وإسرائيل المرسوم من قِبل الأمم المتحدة والمُراقَب من قِبل اليونيفيل.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة