خطر يقترب من الأرض.. اصطدام محتمل يهدد الكوكب | ايه الحكاية ؟
تاريخ النشر: 22nd, November 2025 GMT
تتابع وكالة الفضاء الأميركية ناسا بشكل مكثف حركة مجموعة من الكويكبات التي تعبر قرب الأرض خلال هذا الأسبوع، وسط نشاط سماوي غير معتاد دفع الوكالة إلى تعزيز برامج المراقبة ضمن مشروع تتبع الأجرام القريبة من الأرض NEO.
. انفجار نجمي خارق قد يمزق أغلفة الكواكب
ويعد الكويكب 2025 VP1 أبرز هذه الأجرام، إذ يبلغ قطره نحو 11 مترا، أي بحجم يقارب حافلة مدرسية ومن المتوقع أن يمر بالقرب من الأرض على مسافة 361 ألف ميل، وهي مسافة أقرب من مدار القمر.
ورغم هذا الاقتراب الكبير، تؤكد ناسا أن احتمالات الاصطدام معدومة، مشيرة إلى أن مرور مثل هذه الأجسام الصغيرة يوفر فرصة علمية مهمة لدراسة ديناميكية الكويكبات في الفضاء القريب.
كويكبات أخرى في مسار قريبكما يمر خلال الأسبوع نفسه الكويكب 2025 VC4 بحجم مماثل وعلى بعد 1.24 مليون ميل، و يصنف الاثنان ضمن فئة الأجرام غير الخطرة ومع ذلك، تسهم بياناتهما في تطوير نماذج التنبؤ المداري التي تعتمد عليها ناسا في إطار جهودها لتعزيز الدفاع الكوكبي.
أما الحدث الأبرز، فهو مرور الكويكب الضخم 3361 Orpheus، الذي يبلغ قطره نحو 430 متراً، وهو حجم يوازي تقريباً مبنى “إمباير ستيت” ويصنف هذا الكويكب ضمن الأجرام المحتمل أن تكون خطرة (PHA)، ليس لوجود تهديد فوري، بل نظراً لحجمه الكبير ومروره النسبي قرب مدار الأرض.
وسيقترب أورفيوس بسرعة تصل إلى 20 ألف ميل في الساعة وعلى مسافة آمنة، إلا أن العلماء يواصلون مراقبته بدقة تحسباً لأي تغيّرات مستقبلية قد تنتج عن تأثيرات الجاذبية.
جهود دفاعية متواصلة لحماية الأرضوتؤكد ناسا أن مثل هذه الاقترابات تعد أحداثا روتينية، لكنها تبرز أهمية مشاريع المراقبة المستمرة مثل مركز CNEOS، الذي يعمل على جمع وتحليل بيانات الأجرام السماوية لرسم مساراتها بدقة عالية.
كما تشكل هذه البيانات دعماً لبرامج الدفاع الكوكبي، ومنها مهمة DART التي جرى تطويرها بهدف اختبار إمكانية تغيير مسار الكويكبات في حال شكّلت تهديداً مستقبلياً للأرض.
وفي ختام تقاريرها، شددت ناسا على أنه لا يوجد أي خطر وشيك من الكويكبات التي تم رصدها حالياً، مؤكدة أن مراقبة الأجرام الصغيرة وغير المكتشفة بعد تمثل أولوية أساسية لضمان حماية كوكب الأرض على المدى الطويل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وكالة الفضاء الأميركية وكالة الفضاء الأميركية ناسا ناسا
إقرأ أيضاً:
احترار متسارع يُدخل الكوكب مرحلة التحولات المناخية الحرجة
مع تسارع وتيرة تغير المناخ، تُلقي الظواهر الجوية المتطرفة وغيرها من التأثيرات بظلالها المتزايدة على السكان والبيئات في جميع أنحاء العالم، بينما يسعى مؤتمر المناخ العالمي في البرازيل إلى وضع حد لزيادة انبعاثات غازات الدفيئة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
وتشير الدراسات والأبحاث العلمية إلى أن درجات الحرارة العالمية لا ترتفع فحسب، بل إنها تزداد الآن بشكل أسرع من ذي قبل، مع تسجيل أرقام قياسية جديدة لعامي 2023 و2024، وفي نقاط معينة في عام 2025.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4يونيو 2025 من الأشهر الأشد حرارة في العالمlist 2 of 4احترار المحيطات يعطل عمليات تخزين الكربون الحيويةlist 3 of 4دراسة: درجة احترار المحيطات أسوأ مما كان يعتقدlist 4 of 4هل أخطأ العلماء في حساب معدل الاحترار العالمي؟end of listوكان هذا الاكتشاف جزءا من دراسة رئيسة، إذ تم تحديث البيانات الأساسية المستخدمة في التقارير العلمية التي تعدها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ كل بضع سنوات.
وتُظهر الأبحاث الجديدة أن متوسط درجة الحرارة العالمية يرتفع بمعدل 0.27 درجة مئوية كل عقد، أو أسرع بنحو 50% مقارنة بالتسعينيات وعقد الألفينيات عندما كان معدل الاحترار حوالي 0.2 درجة مئوية لكل عقد.
وترتفع مستويات سطح البحر الآن بشكل أسرع أيضا بنحو 4.5 ملليمترات سنويا على مدى العقد الماضي، مقارنة بـ1.85 ملليمترا سنويا على مدى العقود منذ عام 1900.
ووفقا للتقديرات، يسير العالم الآن لتجاوز عتبة الاحترار البالغة 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2030، وبعد ذلك يُحذر العلماء من أن ذلك سيسبب على الأرجح آثارا كارثية لا رجعة فيها.
ووفقا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، فقد ارتفعت درجة حرارة العالم بالفعل بمقدار يتراوح بين 1.3 و1.4 درجة مئوية منذ عصر ما قبل الصناعة.
ويضع ذلك الكوكب على شفا نقاط تحول حرجة في النظام المناخي شديد الحساسية للتغيرات الحاصلة، ويطلق تفاعلات متسلسلة.
تتعرض الشعاب المرجانية إلى موت لا رجعة فيه تقريبا بسبب موجات الحر البحرية المتتالية وتحمّض البحار الناجم عن انبعاثات غازات الدفيئة، وهو ما يمكن أن يكون أول نقطة تحول مناخية، عندما يبدأ النظام البيئي في التحول إلى حالة مختلفة.
إعلانوتعد الشعاب المرجانية -المعروفة باسم غابات البحار- شديدة التأثر بارتفاع درجات حرارة المياه، وتُعدّ هذه "الكائنات الحية الفائقة" ذات أهمية شديدة للتنوع البيولوجي البحري، وموطنا لثروة حيوانية هائلة، وتوفر سبل عيش لملايين الصيادين، وتجذب سياحة كبيرة، كما تحمي السواحل من أضرار العواصف من خلال عملها كحواجز أمواج.
ويتوقع علماء المناخ أن تختفي نسبة تتراوح بين 70% و90% من الشعاب المرجانية بحلول أوائل ثلاثينيات القرن الـ21 في حال حصر الاحترار عند عتبة درجة مئوية ونصف درجة مقارنة بمعدلات ما قبل الصناعة.
ومع الانهيار الواسع للشعاب المرجانية، قد تكون الأرض قد وصلت فعليا إلى أولى محطّات التحوّل المناخي الكبرى. ويحذّر الخبراء والعلماء من إمكانية أن تتبعها عناصر مناخية أخرى قريبا.
وعلى مستوى الغطاء النباتي على الكوكب، حذر الباحثون في أكتوبر/تشرين الأول أيضا من أن غابات الأمازون المطيرة قد تبدأ في الموت والتحول إلى نظام بيئي مختلف، مثل السافانا، إذا استمر إزالة الغابات بسرعة، مع تجاوز الاحتباس الحراري 1.5 درجة مئوية، وهو موعد أبكر مما كان متوقعا في السابق.
كما تشير الدراسات إلى أن المياه الذائبة من الغطاء الجليدي فوق غرينلاند يمكن أن تسبب انهيارا مبكرا للتيار المحيطي المسمى الدورة الانقلابية الزوالية الأطلسية، أو "أموك" (AMOC)، والتي تحافظ على اعتدال فصول الشتاء في أوروبا.
وفي القارة القطبية الجنوبية، حيث تتعرض الصفائح الجليدية أيضا للخطر، يشعر العلماء بالقلق إزاء تراجع الجليد البحري المحيط بالقارة الواقعة في أقصى الجنوب.
وكما يحدث في القطب الشمالي، يكشف فقدان الجليد عن مياه داكنة قادرة على امتصاص المزيد من الإشعاع الشمسي، وهذا يُفاقم الاتجاه العام للاحترار، ويسبب تحمض المحيطات، كما يُهدد نمو العوالق النباتية التي تمتص جزءا كبيرا من ثاني أكسيد الكربون في العالم.
ووجد الباحثون أن الفترة من 2021 إلى 2024 كانت أسوأ فترة لفقدان الجليد عالميا منذ بدء رصد الأنهار الجليدية في ستينيات القرن الماضي، وهو ما يؤدي إلى تفاقم ارتفاع مستوى سطح البحر، ويهدد توفر المياه العذبة، ويزيد من خطر المخاطر الجيولوجية ويغير المناظر الطبيعية الجبلية بشكل كبير.
ويعد النظام البيئي مترابطا. فقد تؤدي نقطة تحول واحدة إلى إطلاق سلسلة من التفاعلات التي تؤثر على النظم البيئية الأخرى حول العالم، وتسبب تغيرات لا رجعة فيها، إذ قد تصبح التغيرات دائمة حتى لو توقفت العوامل المسببة لها.
إلى جانب موجات الحر، لا تزال حرائق الغابات تهدد بالتكرار والخطورة. وحسب تقرير حالة حرائق الغابات لهذا العام أحصى فريق دولي من وكالات الأرصاد الجوية والجامعات، نحو 3.7 ملايين كيلومتر مربع من المساحة التي احترقت بين مارس/آذار 2024 وفبراير/شباط 2025، وهي مساحة تعادل تقريبا مساحة الهند والنرويج مجتمعتين.
وعلى الرغم من أن هذا المعدل يعد أقل بقليل من المتوسط السنوي للحرائق خلال العقدين الماضيين، فإن الحرائق أنتجت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أعلى من ذي قبل، مع احتراق المزيد من الغابات الغنية بالكربون، وهذا يسبب زيادة معدلات الاحتباس الحراري وتلوث الهواء.
إعلانوعلى سبيل المثال، سجلت أوروبا بحلول منتصف سبتمبر/أيلول عام 2025 أعلى مستوى من انبعاثات الكربون من حرائق الغابات منذ 23 عاما، إذ بلغت 12.9 مليون طن متري من الكربون.
ويعمل الباحثون على إيجاد طرق لتقييم المخاطر الصحية المرتبطة بالحرارة، إذ تقدر وكالات الصحة والطقس التابعة للأمم المتحدة أن حوالي نصف سكان العالم يعانون بالفعل من هذه الظاهرة.
وبات ارتفاع درجات الحرارة الناجمة عن التغير المناخي سببا في زيادة معدلات الوفاة. وخلال صيف العام الماضي الحار القياسي في أوروبا، قدرت دراسة استخدمت النمذجة الحاسوبية لفحص إحصاءات الوفيات إلى جانب بيانات درجة الحرارة والمعايير الصحية نحو 62 ألفا و700 حالة وفاة مرتبطة بالحرارة في 32 دولة.
ومع التغيرات المناخية المتسارعة، واستمرار ارتفاع درجة حرارة الأرض، تشير الدراسات إلى أن مساحات أكبر من الكوكب باتت أكثر جفافا، ويميل معظمها إلى التصحر.
وتفيد دراسة أعدتها اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر -في ديسمبر/كانون الأول 2024- بأن نحو 77% من مساحة اليابسة صار أكثر جفافا خلال العقود الثلاثة (حتى عام 2020) بالمقارنة مع فترة 30 عاما السابقة.
ويقول إبراهيم ثياو الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إنه "بحلول عام 2050، سيشعر 3 من كل 4 أشخاص على مستوى العالم -أي ما يصل إلى 7 مليارات ونصف المليار- شخص بتأثير الجفاف".
ويشير الخبراء إلى أن تجنّب التفاعلات المناخية المتسلسلة والكارثية على الكوكب والبشرية، يستوجب تحرّكا عالميا عاجلا ومنسقا خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب 30″ الجاري بالبرازيل، بما يتجاوز الخلافات والمصالح الضيقة من أجل تسريع خفض الانبعاثات، وتقليص فترة تجاوز الحرارة لعتبة 1.5 درجة مئوية.