حضر النائب محمد أبو العينين، وكيل مجلس النواب، لأداء صلاة الجنازة على الدكتور أحمد عمر هاشم، بالجامع الأزهر، الذي رحل عن عالمنا صباح اليوم الثلاثاء، إثر وعكة صحية مفاجئة، تاركًا خلفه إرثًا علميًا ودعويًا كبيرًا، تقديرًا لعالمٍ أفنى حياته في خدمة الدين والعلم ونشر قيم الوسطية والاعتدال.

كما شارك الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وعدد كبير من العلماء وقيادات الأزهر الشريف، وأعضاء هيئة كبار العلماء، وطلاب جامعة الأزهر، بالإضافة إلى شخصيات عامة ودينية من مختلف المحافظات، للمشاركة في وداع واحد من كبار رموز المؤسسة الأزهرية في العصر الحديث.

ومن المقرر أن يُنقل الجثمان بعد صلاة الجنازة إلى مسقط رأسه بمحافظة الشرقية، حيث يُدفن في الساحة الهاشمية بقرية بني عامر التابعة لمركز الزقازيق، فيما يُقام العزاء مساء اليوم في الشرقية، ويستكمل يوم الخميس بالقاهرة.

طباعة شارك أبو العينين يتقدم جنازة أحمد عمر هاشم في الجامع الأزهر أحمد عمر هاشم وفاة احمد عمر هاشم ابو العينين ابو العينين يحضر جنازة احمد عمر هاشم

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أحمد عمر هاشم وفاة احمد عمر هاشم ابو العينين أحمد عمر هاشم

إقرأ أيضاً:

د. محمد بشاري يكتب: رحيل العلامة أحمد عمر هاشم: دموعُ العالِم وبصيرةُ الأزهري

حين يرحل العلماءُ الربانيون، لا تفقد الأمةُ مجرد اسمٍ بارزٍ في سجلها الأكاديمي، بل ينطفئ مصباحٌ من مصابيح الهداية التي كانت تهدي القلوب والعقول في ليل التيه. هكذا بدا رحيل الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم –عضو هيئة كبار العلماء، ورئيس جامعة الأزهر الأسبق– صباح الثلاثاء 7 أكتوبر 2025، كفقدان ركنٍ من أركان الأزهر الذي ظل لعقود يُبشّر برسالة الوسطية، ويصدع بالحق، ويذود عن السنة النبوية.

لقد جمع أبو هاشم بين سمتِ المحدثين، وحرارة الخطباء، وبصيرة الأزهري الذي لا يساوم على أصول الدين، ولا يُخضِع الحقائق لعابرات الأهواء. عُرِف في محافل مصر وخارجها، وكان صوته المجلجل في الجامع الأزهر أو في مسجد عمرو بن العاص صدى لروحٍ تحمل على كاهلها ميراثًا نبوياً يَعتبر المنبر رسالةً لا وظيفة.

ولعل من أبرز المواقف التي تكشف عمق معدنه ما جرى في مارس 2010، في رحاب مؤتمر الجنادرية الثقافي بالرياض، حين احتدم النقاش بينه وبين بعض المثقفين ذوي الاتجاه العلماني اللاديني. كان أبو هاشم –كما عهدناه– ثابتًا في حجته، صادقًا في دفاعه، لا يتكلم بحدة الخصومة بل بصلابة الحارس الذي يعلم أن أي تفريط في العقيدة هو خيانة للأمانة. وقف يردّ ببيانٍ رصين عن رسالة الإسلام في بناء الإنسان والمجتمع، وعن أن الدين ليس قيدًا على الحرية بل هو الذي يُعطيها معناها، وأن محاولات إقصاء الدين عن الحياة لن تثمر إلا خواءً روحيًا لا يُعمِّر حضارة.

غير أن اللحظة التي خلّدت صورته في ذاكرة الحاضرين لم تكن في المطارحة الفكرية وحدها، بل في المشهد الإنساني الجليل الذي أعقبها؛ إذ جاءه خبر وفاة الإمام الأكبر الشيخ محمد سيد طنطاوي –شيخ الأزهر الشريف آنذاك– فغلبه البكاء، بكى بدموعٍ صافية كالطفل الذي فقد أباه. لم يجد حرجًا في أن يُظهر ألمه أمام الجمع، وكأنما أراد أن يعلّم الأجيال أن العلماء مهما علت منازلهم تبقى قلوبهم معلقة بالوفاء والرحمة. ثم غادر على عجل ليعود إلى القاهرة لحضور الجنازة، وإلقاء النظرة الأخيرة على أستاذه وشيخه، في وفاءٍ قلّ نظيره.

ذلك الموقف يلخص شخصية أحمد عمر هاشم: جمع بين حزم العالِم في الحجة ورِقّة القلب في الفقد، بين هيبة الأزهر في المناظرة وخشوعه في المحبة، بين المواقف الصلبة في الدفاع عن الدين والانكسار البشري أمام لوعة الموت. هو العالِم الذي يُذكّرنا بأن الدين ليس جدلًا نظريًا بل عاطفةً حيّةً تشدّ المرء إلى أخيه برباطٍ من الرحمة.

لقد عاش أبو هاشم أربعةً وثمانين عامًا يسقي الأمة من معين السنة والوسطية، يكتب ويخطب ويدرّس، يوازن بين تراث المحدثين وحاجات العصر، ويفتح للأزهر مكانةً في ساحات السياسة والثقافة والدعوة. بوفاته تُطوى صفحةٌ من صفحات العلم، لكن تبقى آثارُه في تلامذته، وخُطَبه، وكتبه، ومواقفه، شواهدَ على أن الرجل لم يعش لنفسه، بل للأمة كلها.

رحم الله أبا هاشم، فقد رحل جسدًا، وبقي أثرًا. رحل عن الدنيا، لكن بقيت دموعه على شيخه، وخطبه في الأزهر، وكلماته في الجنادرية، وصوته المجلجل في البرلمان؛ كلّها شواهد على أن العالِم لا يموت بموت جسده، بل يظل حيًّا بذكره، وبالرسالة التي حملها بصدقٍ وإخلاص.

طباعة شارك العلماءُ الربانيون أحمد عمر هاشم هيئة كبار العلماء رئيس جامعة الأزهر

مقالات مشابهة

  • د. محمد بشاري يكتب: رحيل العلامة أحمد عمر هاشم: دموعُ العالِم وبصيرةُ الأزهري
  • الشرقية كلها حاضرة .. بدء عزاء أحمد عمر هاشم في قرية بني عامر بالزقازيق
  • رغم ظروفه الصحية.. واصل يودع صديقه أحمد عمر هاشم من داخل الجامع الأزهر
  • زكريا عزمي يشارك في جنازة الدكتور احمد عمر هاشم بالجامع الأزهر
  • محمد أبو العينين وسحر نصر يصلان الأزهر لأداء صلاة الجنازة على د. أحمد عمر هاشم
  • بث مباشر.. تشييع جنازة الدكتور أحمد عمر هاشم من الجامع الأزهر
  • محمد مختار جمعة يشارك في جنازة الدكتور أحمد عمر هاشم بالجامع الأزهر
  • وداع مهيب.. الإمام الأكبر يتقدم جنازة أحمد عمر هاشم في الجامع الأزهر
  • داعية من طراز فريد.. محافظ الشرقية ينعى الدكتور أحمد عمر هاشم