الجزيرة:
2025-10-08@02:54:02 GMT

هل أقنعت ردود الحكومة شباب زد الغاضبين في المغرب؟

تاريخ النشر: 7th, October 2025 GMT

هل أقنعت ردود الحكومة شباب زد الغاضبين في المغرب؟

الرباط- يشارك الشاب المغربي أنور أوصالح في فعاليات احتجاجات جيل زد منذ انطلاقها بالعاصمة الرباط من أجل المطالبة بتحسين الخدمات في قطاعي الصحة والتعليم وتوفير فرص العمل.

ويطمح هذا الشاب لأن يرى أوضاع المستشفيات الحكومية تتغير وتقدم خدمات لائقة بالمواطنين، وأن يحظى الأطفال بتعليم جيد، وأن يجد الشباب فرص عمل تنتشلهم من دوامة البطالة والمستقبل المجهول.

وتشهد عدة مدن مغربية احتجاجات يومية منذ 27 سبتمبر/أيلول الماضي يقودها شباب ينتمون إلى ما يعرف بـ"جيل زد".

وكانت هذه الحركة قد انطلقت من العالم الرقمي -خصوصا على منصة ديسكورد- إثر مظاهرات في مدينة أغادير أعقبت وفاة 8 حوامل في المستشفى أثناء عمليات ولادة قيصرية.

وركزت شعارات الاحتجاجات على مطالب بإصلاح قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم، ومحاسبة الحكومة على ما وصفه المحتجون بفشل السياسات العمومية.

احتجاجات شباب زد في ساحة بابا الحد بالرباط تتواصل لليوم العاشر (الجزيرة)خيبة أمل

اجتمع شباب حركة "جيل زد" في اليوم العاشر في ساحة باب الحد بالرباط، في حين شهدت مدن أخرى مثل طنجة والدار البيضاء وتطوان ومراكش وخريبكة وقفات احتجاجية مماثلة، لكنها شهدت تراجعا في أعداد المشاركين فيها مقارنة بالأيام الأولى.

ورفع المحتجون في الرباط شعارات "حرية كرامة عدالة اجتماعية"، و"لا يمين لا يسار بغيت حقي في سبيطار (أريد حقي في مستشفى)"، و"ياللي (يا من) فالحكومة را (إن) الشبيبة مهمومة".

وطالبوا بمحاربة الفساد ورحيل حكومة أخنوش التي قالوا إنها لم تف بوعودها في تحسين الخدمات الأساسية وتوفير فرص العمل.

ورغم تأكيد الحكومة أنها تنصت إلى صوت الشباب وتسعى لمعالجة الاختلالات فإن نبرة الشارع ظلت أكثر حدة ورفع الشباب مطلب رحيل الحكومة، معتبرين أن دعوة الحوار هي "محاولة لاحتواء الغضب لا لفهم أسبابه" كما عبر عدد منهم للجزيرة نت.

إعلان

وتحدث أوصالح بنبرة لا تخلو من خيبة الأمل، وقال للجزيرة نت "لم يحدث شيء طوال 4 سنوات من عمر الحكومة، فكيف نصدق أن الإصلاح سيأتي في سنة واحدة هي ما تبقى من ولايتها؟".

وبالنسبة لهذا الشاب فإن الحكومة لم تتفاعل مع مطالب شباب جيل زد بجدية، بل فتحت باب الحوار فقط لمحاولة احتواء غضبهم، ويتابع "لم نعد نثق بالحكومة ولا بالأحزاب السياسة لأنها نخب تخدم مصالحها فقط لا مصالح المواطنين".

ويضيف بنبرة حازمة " شباب جيل زد ليس تابعا لأي أجندات سياسية، نحن نحتج من أجل الكرامة والصحة والتعليم، وسنساند أي حكومة توفر لنا هذه المطالب، أما من تخذلنا فسنواجهها كما نفعل الآن".

حركة شباب زد بالرباط تحمّل الحكومة مسؤولية التوتر (الجزيرة)ردود دون صدى

وكان رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش قد دعا الخميس الماضي في أول رد فعل رسمي إلى الحوار من داخل المؤسسات، مؤكدا أن الحكومة تعتبر أن "المقاربة المبنية على الحوار هي السبيل الوحيد لمواجهة الإشكالات في المغرب".

لكن هذا الرد لم يجد صدى لدى الشباب، ومنهم ياسين الذي قال للجزيرة نت إنه فوجئ بطريقة تعامل الحكومة مع الاحتجاجات، مضيفا "لم تقدم أي خطوات عملية لتحقيق مطالبنا، بل كانت ردود الفعل مستفزة وكأنها لا تأخذ مطالب الشباب على محمل الجد".

وحمّل ياسين الحكومة مسؤولية التوتر والعنف الذي شهدته بعض مدن الجنوب، موضحا أن "الحل يبدأ من محاسبة الوزراء الذين فشلوا في أداء مهامهم، ووضع حد للفساد وسوء التدبير".

وبالنسبة لهذا الشاب، فإن الإصلاح لن يتحقق إلا بحكومة جديدة تقدم نخبا نزيهة وكفؤة قادرة على إدارة قطاعات حساسة مثل الصحة والتعليم.

وفي بدايتها تعرضت الوقفات الاحتجاجية للمنع واعتقال المشاركين فيها، لكن اندلاع أعمال عنف في بعض المدن أسفرت عن مقتل 3 أشخاص دفع السلطات إلى السماح بتنظيم الاحتجاجات بشكل سلمي.

وخرج عدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين في وسائل الإعلام العمومية لمناقشة المطالب التي دعا إليها الشباب ومحاولة تهدئة الأوضاع، لكن تصريحاتهم لم تلق قبولا في الشارع.

فجوة كبيرة

وفي الطرف الآخر من الساحة تقف زينب طالبة جامعية في الـ21 من عمرها مع صديقاتها تردد الشعارات، تبتعد للحظات عن الجموع وتتحدث للجزيرة نت عن الفجوة بين ما يُعلن وما يعاش.

وقالت إن الحكومة تتحدث عن صرف مليارات الدراهم في الصحة والتعليم لكن في الواقع لا نرى شيئا، الأرقام جميلة على الورق لكنها لا تعالج مريضا ولا تفتح مدرسة جديدة.

وأضافت "لا أنتظر شيئا من هذه الحكومة، لذلك أريد سقوطها وإجراء انتخابات سابقة لأوانها"، وتشترط تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، وأن تكون هناك شفافية حقيقية في تدبير المال العام حتى يلمس المواطن أثر تلك السياسات في حياته اليومية.

وشاركت بشرى -وهي شابة في بداية العقد الثالث من عمرها- في الاحتجاجات منذ يومها الأول، ولم تتعرض لأي عنف أو اعتقال مثل كثير من الشباب كما أوضحت للجزيرة نت.

وقالت إنها رأت كيف تغير موقف الحكومة بعد اندلاع أعمال الشغب، وتشير إلى أن تصريحات بعض المسؤولين الحكوميين التي تفاعلت مع مطالب الشباب كانت "بعيدة عن الواقع".

وتضيف "في البداية كنا نطالب بإصلاح الصحة والتعليم، لكن بعد الاعتقالات والعنف طالبنا بإسقاط الحكومة، لا نريد سوى حكومة جديدة نمنحها فرصة، فإن أنصتت لنا دعمناها، وإن لم تفعل فسنعود للاحتجاج".

السلطات اضطرت إلى السماح بتنظيم الاحتجاجات بشكل سلمي بعد مقتل أشخاص (الجزيرة)احتواء وتدابير

بدوره، قال وزير التجهيز والماء نزار بركة في حوار على القناة الثانية (عمومية) أول أمس الأحد إن الحكومة اتخذت تدابير مستعجلة سيكون لها أثر على المواطن في مجالي الصحة والتعليم.

إعلان

وأوضح بركة أن الحكومة مسؤولة عن الإخفاقات لكنها أيضا قامت بإنجازات ومكتسبات.

من جانبه، قال وزير الصحة أمين التهراوي في حوار على القناة الثانية ليلة أمس الاثنين إن قطاع الصحة يشكل أولوية قصوى بالنسبة للحكومة، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة خصصت استثمارات هائلة وغير مسبوقة حتى يكون لكل جهة في المملكة مستشفى جامعي خاص بها.

وأعلن الوزير عن إطلاق مشاريع 6 مستشفيات جامعية جديدة تنضاف إلى 5 مستشفيات قائمة، مما سيمكن من توفير تخصصات طبية متقدمة في مناطق لم تكن تصلها من قبل.

وأكد أن هذه المشاريع تتطلب موارد مالية وبشرية كبيرة تمثل قفزة نوعية في تقريب الخدمات الصحية من المواطنين.

وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الصحة توقيف المسؤولين عن الوفيات التي شهدها مستشفى أغادير إلى حين انتهاء التحقيقات القضائية والإدارية الجارية.

وقالت الوزارة إن التحقيقات بشأن هذه القضية انتهت، وأحيل التقرير إلى النيابة العامة المختصة للنظر فيه.

وبين محاولات الحكومة احتواء تحركات الشارع وأصوات الشباب الغاضبة وغير الواثقة من وعود متكررة تبدو الفجوة بين الطرفين آخذة في الاتساع يوما بعد آخر، في حين تتجه العيون نحو الخطاب الذي سيلقيه ملك المغرب محمد السادس يوم الجمعة المقبل بمناسبة افتتاح البرلمان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات الصحة والتعلیم للجزیرة نت جیل زد

إقرأ أيضاً:

حادث سير يقلب فرحة شباب المنوفية إلى مأتم في لحظة

شهدت محافظة المنوفية حادث سير مروع أودى بحياة ثلاثة من أبناء قرية منيل العروس التابعة لمركز أشمون، أثناء توجههم إلى عملهم في الساعات الأولى من صباح يوم الإثنين. 

الحادث الذي وقع على طريق الضبعة كان نتيجة انقلاب سيارة نقل كانت تقل الشباب الثلاثة ومعهم أدوات العمل الثقيلة، حيث كانوا يجلسون أعلى الحمولة في طريقهم إلى عملهم خارج حدود المحافظة. 

وأسفر الحادث عن مصرعهم في الحال، بينما نقلت جثامينهم إلى المستشفى تمهيدا لاستخراج تصاريح الدفن واستكمال الإجراءات القانونية اللازمة.

تفاصيل الحادث المأساوي

بدأت الواقعة عندما استقل كل من أحمد السيد أبو خاطر، وأحمد رشاد شعبان، ومجدي شعبان إمام، سيارة نقل تحمل معداتهم الحديدية ومقصات العمل متجهين إلى موقع عملهم خارج المنوفية. 

وأثناء سير المركبة على طريق الضبعة، فقد السائق السيطرة عليها فجأة نتيجة اختلال توازن الحمولة، فانقلبت السيارة بشكل مفاجئ، ما أدى إلى سقوط الحديد والمعدات على الركاب الثلاثة الذين كانوا يجلسون أعلى الحمولة، الحادث كان قويا إلى درجة أن الضربة أودت بحياتهم في اللحظة نفسها، وسط مشهد صادم لكل من شهد الواقعة.

تحرك الجهات المعنية

على الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى موقع الحادث، وتم استدعاء سيارات الإسعاف لنقل الجثامين إلى المستشفى، حيث تبين من الفحص الأولي وفاة الشباب الثلاثة متأثرين بإصاباتهم البالغة. 

كما جرى تحرير المحضر اللازم بالواقعة، تمهيدا لعرضه على النيابة العامة لاستكمال الإجراءات القانونية، في الوقت ذاته، تم إخطار ذوي الضحايا بالحادث المروع الذي خيم بالحزن على القرية بأكملها.

حزن يخيم على القرية

خيمت حالة من الصدمة والحزن على قرية منيل العروس التابعة لمركز أشمون بعد سماع خبر وفاة الشباب الثلاثة، الأهالي لم يتمالكوا دموعهم عند استقبال نبأ الحادث، وبدأت التجهيزات لتشييع الجثامين فور انتهاء الإجراءات الرسمية واستخراج تصاريح الدفن من المستشفى.

وفي مشهد مؤلم، احتشد المئات من أبناء القرية في الساحات والشوارع انتظارا لوصول الجثامين، وسط دعوات الرحمة والمغفرة للشباب الذين وافتهم المنية في ريعان شبابهم وهم في طريقهم للرزق الحلال.

تشييع الجثامين

مع حلول المساء، تحولت القرية إلى ساحة عزاء كبيرة، شارك الأهالي من مختلف الأعمار في تشييع الجثامين إلى مثواهم الأخير، وارتفعت أصوات الدعاء في وداع أحمد السيد أبو خاطر، وأحمد رشاد شعبان، ومجدي شعبان إمام. 

دموع الأمهات والأصدقاء رسمت ملامح الحزن على كل وجه، والجميع يردد بكلمات موجعة أن الثلاثة كانوا عرسانا يستعدون لبناء مستقبلهم، لكن القدر سبقهم.

شهود العيان

أكد عدد من الأهالي أن الشباب كانوا يسافرون بانتظام إلى مواقع عملهم خارج المحافظة في محاولة لتأمين مصدر دخل ثابت، وأنهم اشتهروا بحسن الخلق والاجتهاد في العمل، وأشار أحد المقربين منهم إلى أنهم غادروا منيل العروس فجر يوم الحادث، ولم يكن يخطر ببال أحد أن تلك الرحلة ستكون الأخيرة.

إجراءات قانونية

تولت الجهات المعنية التحقيق في الواقعة للوقوف على ملابسات الحادث وتحديد أسباب انقلاب السيارة، كما تم التأكد من سلامة باقي الركاب الذين نقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج، ومن المنتظر أن تستكمل النيابة تحقيقاتها عقب الانتهاء من تقارير الفحص الفني للسيارة والمعدات التي كانت تحملها.

مقالات مشابهة

  • شباب الطور يتوج في بطولة المولد النبوي للقدم بحجة
  • تجدد مطالبات شباب المغرب بإقالة الحكومة عقب 10 أيام من التظاهر
  • المغرب يغلي.. الاحتجاجات تنتشر بعشرات المدن
  • بعد الاحتجاجات الرافضة.. موتسيبي يحسم الجدل بشأن كأس أفريقيا في المغرب
  • الشباب والرياضة ومبادرة بصمة شباب مصر تنظمان الملتقى التوظيفي الثالث
  • لماذا غضب جيل زد في المغرب؟
  • حادث سير يقلب فرحة شباب المنوفية إلى مأتم في لحظة
  • وزارة الشباب والرياضة ومبادرة "بصمة شباب مصر" تنظمان الملتقى التوظيفي الثالث
  • رئيس التوحيد والإصلاح المغربية: هذا موقفنا من الاحتجاجات في البلاد