بوابة الوفد:
2025-10-08@02:55:18 GMT

نصر أكتوبر.. فرحة العمر وكرامة وطن

تاريخ النشر: 7th, October 2025 GMT

كل عامٍ يمر على السادس من أكتوبر، أجد نفسي أعود بذاكرتي إلى تلك الأيام الخالدة التي لا تُنسى، إلى زمنٍ إستعاد فيه الوطن روحه، وعاد إلينا الفخر والكرامة بعد سنواتٍ من الحزن والانكسار.
نصر أكتوبر بالنسبة لي ليس مجرد ذكرى وطنية تمر في التقويم، بل هو نبض حياة، ودفء إنتماء، وشعور لا يوصف بالعزة والفخر.
أنا ابنة بورسعيد، المدينة الباسلة التي عرفت طعم الألم قبل الفرح، ودفعت الثمن الغالي من أجل أن تبقى مصر مرفوعة الرأس.

شاهدتُ بعيني دمار حرب ١٩٦٧، ورأيت الشوارع الخالية والبيوت المهدمة، والعيون التي غابت عنها الابتسامة. كنا نحيا على أمل العودة، أمل أن تشرق شمسٌ جديدة تمحو ما خلفته الهزيمة من وجعٍ وجراح.
ثم جاء السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣، اليوم الذي عبرت فيه مصر من الهزيمة إلى النصر، ومن الانكسار إلى الكبرياء. كان يوماً لا يُشبه أي يومٍ آخر ،لحظة انتصارٍ للكرامة قبل أن تكون للأرض
رأيت الجيش المصرى يعبر القناة كأنهم يعبرون إلى الخلود، وجموع المصريين تبكي وتضحك في آنٍ واحد، وكأن الروح التي فقدناها منذ ٦٧ قد عادت إلينا من جديد.
نصر أكتوبر أعاد فينا الروح، كنت أشتاق إلى بورسعيد بشوارعها وقناتها، إلى رائحة البحر وأصوات المراكب، إلى ضحكة الناس التي غابت لسنوات. ورغم أن بيتنا لم يكن موجوداً  بعد الحرب، إلا أن العودة إلى المدينة كانت كأننا نعود إلى حضن الوطن نفسه، لم نكن نملك الكثير، لكننا كنا نملك الفخر، وكنا نحس أن تراب بورسعيد وحده قادر على أن يضمد الجراح ويعيد للحياة طعمها الجميل
كانت بورسعيد دائماً رمزاً للصمود، مدينة لا تعرف الخوف ولا الاستسلام. قاومت العدوان في ١٩٥٦، ووقفت شامخة رغم الدمار. لذلك كان نصر أكتوبر بالنسبة لنا عيدين في يومٍ واحد: عيد العودة وعيد الانتصار.
كل شارعٍ فيها له قصة، وكل حجرٍ يشهد على بطولة، وكل نسمة بحرٍ تحمل في طياتها أسماء من رحلوا من أجل أن تبقى مصر حرّة
وفي يوم ذكرى النصر، أستعيد بصوتٍ مبحوح تلك الأغاني الوطنية التي حفرت في وجداننا:
"بسم الله… الله أكبر… على الربابة… أحلف بسماها وبترابها" — أغانٍ لا تُنسى لأنها خرجت من قلب الأمة وقت كان القلب ينبض بالأمل والدموع.
أجلس لأشاهد الأفلام التسجيلية عن الحرب، تلك المشاهد التي تُعيد لنا ملامح الأبطال ودموع الفرح في لحظة العبور.
لكنني أتمنى، من قلبي، أن نرى في سينمانا اليوم إنتاجاً جديداً  عن نصر أكتوبر، أفلاماً  تليق بما حدث، وتروي للأجيال الجديدة ما لم يعيشوه. ما يُعرض اليوم لا يكفي، فجيل السوشيال ميديا بحاجة إلى أن يتعرف على بطولات جيشه وشعبه من خلال الصورة والكلمة والفن،فهو متعطش للمزيد بعد نجاح مسلسل الإختيار وكيف تعارفنا معه 
وعلينا أن نمنحهم جرعة وطنية صادقة تُعيد تعريف معنى الإنتماء، وأن نعرّفهم بالشخصيات التي حمت الوطن وصنعت المعجزة بدمائها وإيمانها.
ونصر أكتوبر سيظل بالنسبة لي فرحة العمر التي لا تعادلها فرحة، لأنه لم يُعد لنا الأرض فقط، بل أعاد لمصر كرامتها، ولنا نحن أبناءها الثقة في أنفسنا. سيبقى هذا اليوم شاهداً على أن مصر لا تُهزم، وأن أبناءها حين يتوحدون، يصنعون المعجزات مهما كانت التحديات.
وختاماً، تحية إجلالٍ وإكبارٍ لجيشنا العظيم، درع الوطن وسيفه، الذي كتب بدماء أبطاله صفحة النور في تاريخنا الحديث. سيبقى جيش مصر دائماً حصن الأمان ورمز القوة والعزة.
وكما قال الرئيس أنور السادات يوم النصر:
"إن التاريخ سوف يسجل بأحرفٍ من نور أن أبطال مصر قد أعادوا للعسكرية المصرية شرفها وللوطن كرامته."
ولكي تبقى هذه البطولات حيةً في وجدان الأجيال القادمة، أتمنى أن نرى في شوارعنا ومياديننا تماثيل لأبطال أكتوبر، قادةً وجنودًا، تُخلد تضحياتهم وتُعيد الإعتبار إلى سيرتهم العطرة. لتظل صورهم ماثلةً أمام الأعين، تُذكّر الجميع أن الحرية لا تُمنح بل تُنتزع، وأن الوطن لا يُصان إلا بالإخلاص والفداء.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د سنوات من الحزن نصر أکتوبر

إقرأ أيضاً:

مفيدة شيحة: نصر أكتوبر صفحة المجد التي لا تُطوى في تاريخ مصر

هنأت الإعلامية مفيدة شيحة، الرئيس عبدالفتاح السيسي والشعب المصري والقوات المسلحة بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، مشيرة إلى أن هذه الذكرى لا تنسى أبدا عبر السنين.

حماس: شهادات مروعة حول المعاملة اللاإنسانية لأسطول الصمود على أيدي الاحتلالالقبض على سائق توك توك تعدى على شخص بمفتاح الكاوتش بعد حادث تصادمصباح النصر في ذكرى النصر ويوم 6 أكتوبر

واضافت مفيدة شيحة، مقدمة برنامج الستات، المذاع عبر قناة النهار وان، مساء اليوم الاثنين، أن صباح النصر في ذكرى النصر ويوم 6 أكتوبر، وحرب أكتوبر المجيدة العطرة والتي حققنا فيها انتصار ساحق على العدو وحررنا الأرض، ومصر انتصرت وعبرت وسيناء رجعت بدماء الرجال والأبطال.

وقالت مفيدة شيحة، خلال حلقة خاصة من برنامجها، إن يوم السادس من أكتوبر سيظل رمزًا للفخر والعزة والكرامة لكل مصري، مشيرة إلى أن تلك الحرب المجيدة لم تكن مجرد مواجهة عسكرية مع العدو الصهيوني، بل كانت معركة استرداد للكرامة والإرادة والسيادة الوطنية بعد سنوات من الانكسار.

الشعب المصري قدّم نموذجًا فريدًا في التلاحم والوحدة خلف قواته المسلحة

وأكدت الإعلامية مفيدة شيحة، أن الشعب المصري قدّم نموذجًا فريدًا في التلاحم والوحدة خلف قواته المسلحة، التي استطاعت أن تبرهن للعالم أن الإيمان والعقيدة واليقين بالنصر أقوى من أي سلاح.

وأضافت: «انتصار أكتوبر لم يكن فقط استعادة للأرض، بل كان استعادة للثقة في النفس، وبداية عهد جديد من التنمية والبناء».

وأشادت مفيدة شيحة ببطولات أبطال القوات المسلحة المصرية الذين روّوا بدمائهم الطاهرة تراب سيناء، مؤكدة أن ما تحقق في أكتوبر 1973 سيظل شاهدًا على شجاعة الجندي المصري الذي لا يعرف المستحيل.

كما وجّهت التحية إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، على جهوده في استكمال مسيرة البناء والتنمية التي بدأت بعد النصر العظيم، مشيرة إلى أن ما تشهده سيناء اليوم من تنمية شاملة هو امتداد لملحمة العبور التي بدأها أبطال أكتوبر.

واختتمت شيحة كلمتها قائلة: «كل عام ومصر بخير، وكل تحية وتقدير لكل بطل شارك في هذا النصر العظيم. ستبقى ذكرى أكتوبر نبراسًا يضيء طريق الأجيال القادمة، ويذكرنا دائمًا بأن مصر لا تنكسر ولا تُهزم».

طباعة شارك مفيدة شيحة حرب أكتوبر انتصارات أكتوبر

مقالات مشابهة

  • رابط الاستعلام عن معاشات "تكافل وكرامة" أكتوبر 2025
  • رسميا.. صرف معاشات تكافل وكرامة شهر أكتوبر 2025 بهذا الموعد
  • أبرز الشخصيات التي اغتالتها إسرائيل منذ 7 أكتوبر
  • مفيدة شيحة: نصر أكتوبر صفحة المجد التي لا تُطوى في تاريخ مصر
  • علي جمعة: لا ينكر انتصار أكتوبر إلا مخذول يريد أن يؤيِّد العدو ويُذهب فرحة المؤمنين
  • الجدة ليو.. أيقونة الحيوية التي كسرت قيود العمر في الصين| تفاصيل
  • 40 صورة ترصد احتفالات المدارس بذكرى إنتصارات أكتوبر المجيدة اليوم
  • محافظ القليوبية يشارك طلاب مدارس الشبان العالمية فرحة نصر أكتوبر
  • السيسي مهنئًا بانتصارات أكتوبر: نستعيد بفخر روح العزيمة والوحدة التي حمت الوطن