مسعد بولس: السلام في الكونغو مسار طويل لا يُدار بمفتاح
تاريخ النشر: 12th, October 2025 GMT
قال مسعد بولس، مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب لشؤون أفريقيا، إن التوصل إلى اتفاق سلام نهائي بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا "أصبح في المتناول"، رغم التعثرات والتأجيلات التي شهدتها المفاوضات خلال الأشهر الماضية.
وفي مقابلة مع موقع أفريكا ريبورت، شدد بولس على أن "السلام ليس مفتاحا يُدار بين لحظة وأخرى، بل هو عملية متدرجة"، مؤكدا أن الاتفاق الموقّع في 27 يونيو/حزيران الماضي يمثل "خطوة تاريخية"، لكنه يحتاج إلى آليات تنفيذية متكاملة حتى يترسخ على الأرض.
ورغم إعلان ترامب في أكثر من مناسبة أنه "أنهى النزاع بين الكونغو ورواندا"، فإن الواقع الميداني لا يزال معقدا. فقد رفضت كينشاسا التوقيع على الشق الاقتصادي من الاتفاق الإقليمي الذي رعته واشنطن، احتجاجا على استمرار وجود قوات رواندية داخل أراضيها، وفق ما أوضح بولس في حديثه للموقع.
وأضاف أن "ما يهم هو استكمال صياغة النص النهائي، وسيتم التوقيع عليه في الوقت المناسب"، مشيرا إلى أن لدى الكونغو "مخاوف مشروعة" تتعلق بآليات التنفيذ وضمانات التطبيق.
وحول مطلب كيغالي المتعلق بتحييد قوات "الديمقراطية لتحرير رواندا"، أوضح بولس أن الأمر مدرج ضمن "آلية التعاون الأمني المشتركة" التي أطلقتها الولايات المتحدة مؤخرا، وتمتد مرحلتها الأولى حتى نهاية العام الجاري.
وأكد أن العقوبات تبقى "أداة احتياطية" يمكن اللجوء إليها إذا تعثرت العملية، لكنه أعرب عن أمله في أن تسير المفاوضات بسلاسة دون الحاجة إليها.
دور أميركي متواصل
كما شدد بولس على أن واشنطن ستواصل دورها كوسيط رئيسي، موضحا أن الاتفاق "فريد من نوعه" لأنه يتضمن لجانا متعددة، من بينها لجنة إنسانية وآلية أمنية وأخرى اقتصادية، بما يضمن شمولية التنفيذ.
إعلانوأشار إلى أن الولايات المتحدة سبق أن فرضت عقوبات على أفراد وجماعات متورطة في التعدين غير المشروع، وعلى حركة "إم 23″، مؤكدا أن "الأدوات الأميركية متاحة ويمكن تفعيلها في أي وقت".
البعد الاقتصاديإلى جانب المسار السياسي والأمني، كشف بولس أن واشنطن تعمل على بلورة "شراكة اقتصادية إستراتيجية" مع الكونغو الديمقراطية، مع بحث مجالات تعاون مع رواندا ودول أخرى في المنطقة.
وأوضح أن شركات أميركية ودولية "مستعدة لاستثمار مليارات الدولارات" في الكونغو، ليس فقط في قطاع التعدين، بل أيضا في مشاريع البنية التحتية، مشيرا إلى دعم واشنطن لممر "لوبيتو" وخطط إعادة تأهيل السكك الحديدية.
واشنطن وسيط دائمرغم أن الطريق إلى السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا لا يزال مليئا بالعقبات، فإن بولس يرى أن "العملية تسير بخطوات ثابتة"، وأن الدعم الأميركي سيبقى حاضرا لضمان تنفيذ الاتفاقات.
وكما نقل موقع أفريكا ريبورت، فإن مستشار ترامب يراهن على أن الجمع بين الضمانات الأمنية والاستثمارات الاقتصادية قد يشكل مدخلا لترسيخ الاستقرار في منطقة البحيرات الكبرى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
في اجتماع “أممي”.. السودان يرد على الإمارات بقوة: من أنتم لتعلمونا الديمقراطية؟ جرائمكم في دارفور موثقة ولن تسقط بالتقادم
متابعات- تاق برس- خلال اجتماعات اللجنة التنفيذية للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أدلت ممثلة الدولة الإمارات- بمداخلة زعمت فيها أن بلادها تقدم مساعدات إنسانية إلى السودان، وأنها تسعى للمساهمة في إحلال السلام.
وقد مارست السكرتير الثاني ببعثة السودان، السيدة نفيسة حسين، حق الرد عليها مرتين.
وأشارت في ردها إلى أن محاولات الإمارات البائسة لتقديم نفسها كطرف محايد أو شريك في إحلال السلام في السودان، رغم دورها الموثق في تمويل وتسليح الدعم السريع لا ينطلي على أحد، مؤكدة أن من يؤجج الحرب لا يمكنه أن يدّعي السعي إلى السلام.
وفي ردها على حديث الممثلة الإماراتية عن “حق السودانيين في اختيار من يحكمهم”، قالت السيدة السكرتير الثاني: “من أنتم لتتحدثوا باسم السودان أو باسم شعبه أو عن من يحكمه؟ إن الشعب السوداني هو صاحب السيادة وحده، ولن يقبل دروساً في الديمقراطية ممن يموّل الحرب ويسلّح ما اسمها بالمليشيا.”
كما شددت على أن الإمارات تتحمل المسؤولية الكاملة عن الجرائم المروعة التي ارتكبتها الدعم السريع بدعمها المالي والعسكري والسياسي، بما في ذلك جرائم القتل الجماعي، الاغتصاب، التدمير الممنهج للبنية التحتية، حصار المدن، واستخدام الجوع كسلاح حرب، مشيرةً إلى أن هذه الجرائم موثقة في تقارير الأمم المتحدة ولن تسقط بالتقادم.
وأضافت أن الحديث عن المساعدات الإنسانية لا يمكن أن يغطي على الحقائق، فـاليد التي تدّعي المساعدة هي ذاتها اليد التي تزوّد ما اسمتها المليشيا بالسلاح والعتاد والمرتزقة، مؤكدة أن السودان ليس بحاجة إلى دراهم ملوثة بدماء أبنائه وبالذهب المنهوب من أرضه.
وشددت ممثلة السودان على أن المطلوب من الإمارات هو وقف دعمها العسكري واللوجستي لما أسمتها بالمليشيا الإرهابية، بدلاً من محاولة التغطية عليها بادعاءات إنسانية كاذبة.
اجتماع مجلس حقوق الإنسانالإماراتالدعم السريع