ريهام العادلي تكتب: حكمة الرئيس السيسي واستعادة الدور التاريخي للدولة المصرية
تاريخ النشر: 13th, October 2025 GMT
في عالمٍ تتسارع فيه الأزمات، وتشتعل فيه النزاعات شرقًا وغربًا، تقف مصر شامخة كعادتها، تحمل راية السلام وترفع صوت العقل في زمنٍ فقد فيه الكثيرون لغة الحوار ، لم يكن طريق السلام يومًا طريقًا سهلًا، بل هو الأصعب والأشجع، لأنه يتطلب قيادة تؤمن بالوطن وتقرأ المستقبل بعين الحكمة لا بردود الفعل.
وهنا تتجلى عظمة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي لم يكتفِ بأن تكون مصر آمنة داخل حدودها، بل جعلها منارة للسلام والاستقرار في محيطٍ سياسي مضطرب.
منذ أن تولى الرئيس السيسي قيادة البلاد، اتضح أن رؤيته السياسية الحكيمة قائمة على مبدأ أن السلام ليس خيارًا مؤقتًا، بل هو نهج حياة، ومفتاح للتنمية، وضمانة لبقاء الدول قوية ، فبينما انشغلت قوى إقليمية ودولية بإشعال النزاعات، كانت مصر تعمل في صمت على تثبيت الأمن، وحماية حدودها، ودعم القضية الفلسطينية سياسيًا وإنسانيًا، وتأكيد حق الشعوب في العيش بأمان دون أن تفقد كرامتها أو سيادتها.
واليوم تحت سماء مصر وعلي أرض شرم الشيخ مدينة السلام ، اجتمع رؤساء وملوك وزعماء من الشرق والغرب، ليشهدوا ميلاد صفحة جديدة ، ليس في تاريخ الإنسانية فحسب ، ولكن في تاريخ السياسة العالمية أيضاً .
وقف الرئيس عبد الفتاح السيسي في مقدمة المشهد، يمد يده للسلام من موقع القوة، لا من موقع الحاجة، ليؤكد مجددًا أن مصر — كانت وستظل — صاحبة الرسالة الأسمى: رسالة السلام، وفي لحظة نادرة، كان الجميع ينظر إلى مصر.
الرئيس الأمريكي، والرئيس الفرنسي، وقادة من العالم العربي والأوروبي، جاؤوا إلى شرم الشيخ لأنهم أدركوا أن بوابة السلام تمر من مصر ، فبعد شهورٍ من القتال والمعاناة في غزة، وبعد مشاهد الدمار التي كسرت القلوب ، كانت مصر وحدها من تملك الشجاعة لتقول: كفى حربًا، آن للإنسان الفلسطيني المهدد أن يعيش آمناً مطمئناً .
ما حدث اليوم لم يكن اجتماعًا بروتوكوليًا، ولا مؤتمرًا لإطلاق شعارات سياسية ، ما جرى هو تتويجٌ لمجهودات دبلوماسية وإنسانية ضخمة قادها الرئيس السيسي بصبرٍ وإصرارٍ وهدوءٍ نادر ، فالاتفاق الذي تم التوقيع عليه اليوم، والذي حمل اسم “اتفاقية السلام وإعادة إعمار غزة”، لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة شهورٍ طويلة من المفاوضات والاتصالات المكثفة التي قادتها القاهرة مع كل الأطراف المتنازعة.
نصّ الاتفاق على وقفٍ شاملٍ لإطلاق النار، وعلى تبادل الأسرى والرهائن بين الجانبين، مع إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين كبادرة حسن نية، وبدء فوري لعمليات إعادة إعمار غزة تحت إشرافٍ مصري ودولي، يضمن الشفافية والاستمرارية.
لكن ما يميز هذا الاتفاق ليس بنوده فقط، بل الروح التي كُتب بها ، إنها روح مصرية خالصة تؤمن أن الأمن لا يتحقق إلا بالعدل، وأن السلام لا يعيش إلا حين يكون قائمًا على الاحترام المتبادل.
رأينا في الرئيس السيسي الزعيم الذي لا يتعب، والذي يحمل همّ الأمة في قلبه قبل أن يحمله في جدول أعماله ، كان يتحدث بوضوح، بثقة القائد الذي يعرف قدر وطنه وموقعه، وبإصرار الرجل الذي يؤمن أن الدم العربي يجب ألا يُراق بعد اليوم.
كلماته كانت بسيطة لكنها عميقة: “نحن لا نبحث عن انتصارٍ لأحد، بل عن حياةٍ للجميع.”، تلك الجملة وحدها تختصر فلسفة السيسي في القيادة ، فهو لا يرى السياسة معركة صفرية، بل مساحة للإنقاذ والبناء، وأداة لاستعادة الإنسان قبل الأرض.
لقد نجح الرئيس السيسي في أن يجعل من اتفاق شرم الشيخ لحظة إجماع عالمي حول مصر ، حضور القادة الأجانب لم يكن مجاملة، بل اعترافًا بمكانة مصر العظيمة التي استعادت دورها التاريخي كعاصمة للعقل العربي وصوتٍ للاتزان ، العالم اليوم بات يدرك أن مصر ليست دولة على الهامش، بل قوة عاقلة وفاعلة تقف دائمًا في منتصف الميدان، لا في أطرافه.
ولعل أعظم ما في هذا الحدث هو أن مصر لم تفرض السلام، بل أقنعت به ، فالإقناع أصعب من الإكراه، والقيادة الحقيقية لا تُقاس بعدد الجيوش، بل بقدرتها على تغيير العقول والقلوب.
لقد استطاعت مصر أن توازن بين مصالح الجميع، دون أن تتخلى عن ثوابتها التاريخية في دعم القضية الفلسطينية ورفض أي انتقاص من حقوقها ، وفي الوقت نفسه ، لم تسمح بأن يتحول الصراع إلى دوامة لا تنتهي. هذه هي القيادة التي تعرف متى تُمسك العصا ومتى تُلقيها لتصافح.
كثيرون تحدّثوا اليوم عن وقف إطلاق النار وعن البنود السياسية، لكنّ الأهم هو تلك الرسالة الإنسانية التي خرجت من شرم الشيخ: أن الإنسان العربي، الذي عانى من الحرب والتهجير، يستحق أن يعيش بكرامة على أرضه، وأن صوت العقل المصري ما زال قادرًا على أن يُسكت ضجيج المدافع.
ما فعله الرئيس السيسي اليوم يثبت أن السلام ليس ضعفًا ولا تنازلًا، بل هو قمة الشجاعة ، أن تفتح باب الحوار حين يختار الآخرون السلاح، وأن تنقذ أرواح الأبرياء حين يراها غيرك أرقامًا، هي البطولة الحقيقية التي لا تُدوَّن فقط في كتب التاريخ، بل في قلوب الشعوب.
لقد أثبتت مصر أنها لا تسعى إلى مجدٍ شخصي، ولا إلى تصدر المشهد الإعلامي، بل إلى أن تبقى جسرًا آمنًا بين الضفتين ، ومن يتتبع مسار الدبلوماسية المصرية في عهد السيسي، يدرك أننا أمام مدرسة جديدة في إدارة الأزمات:
مدرسة تقوم على الصبر، والاتزان، والبعد عن الشعارات الفارغة.
فمصر لا تتكلم كثيرًا، لكنها حين تتكلم، تُصغي لها الدنيا.
إن إعادة إعمار غزة ليست فقط مشروعًا هندسيًا، بل رسالة حياة جديدة ، ومشاركة العالم في تمويل هذا الإعمار برعاية مصرية هو اعتراف بأن مصر وحدها قادرة على أن تكون الضامن الحقيقي لأي التزام ، فالثقة في القاهرة ليست سياسية فقط، بل أخلاقية أيضًا.
وفي ظل ما يشهده العالم من اضطرابات، يخرج هذا الحدث ليقول إن مصر ما زالت قبلة الاستقرار، وإن الرئيس السيسي يقود مرحلة تاريخية تُعيد للشرق الأوسط توازنه المفقود ، لقد أعاد الرئيس السيسي إلى الأذهان صورة الزعيم الذي لا يكتفي بإدارة شؤون بلده، بل يتحمل مسؤولية الإقليم بأكمله.
اليوم، لم يوقّع العالم على اتفاق سلام فحسب، بل وقّع على شهادة ميلادٍ جديدة للإنسانية، وفي قلب هذا التوقيع، كانت مصر، وكانت قيادتها، وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، رجل الدولة الذي أثبت أن السلام الحقيقي لا يُفرض بالقوة، بل يُبنى بالحكمة.
أن خطاب الرئيس السيسي في كل المناسبات الدولية يتسم بالثبات والاتزان، فهو لا يتحدث من منطلق المصلحة الضيقة، بل من رؤية إنسانية شاملة تعتبر أن استقرار العالم لا يتحقق إلا بتوزيع عادل للفرص والتنمية ، هذه الرؤية جعلت من مصر دولة يُحسب لها ألف حساب، لا لأنها الأقوى عسكريًا فقط، بل لأنها الأصدق نية والأوضح موقفًا ، أؤمن أن اتفاقيات السلام التي حافظت عليها مصر طوال العقود الماضية، وما تبعها من استقرار إقليمي، كانت نعمة حقيقية ، فلولا هذا النهج المتوازن، لما تمكنت الدولة من إعادة بناء مؤسساتها، أو تنفيذ مشروعاتها القومية العملاقة، أو تحقيق هذه المكانة المرموقة التي وصلت إليها في عهد الرئيس السيسي .
فإن الحديث عن السلام اليوم ليس مجرد تذكير بذكرى، بل احتفاء بعقيدة مصرية أصيلة أثبتت الأيام صوابها ، مصر لم تسعَ يومًا إلى صراع، لكنها لم تخشَ المواجهة حين فرضت عليها ، هي الدولة التي تعرف متى تقاتل ومتى تبني، ومتى تتحدث ومتى تصمت، لكنها لا تتنازل أبدًا عن ثوابتها الوطنية ولا تفرّط في أرضها ولا في شرفها.
إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أعاد للسلام معناه الحقيقي في زمنٍ باتت فيه الكلمة نفسها غريبة على كثير من الشعوب فقد جعل من السلام مشروعًا وطنيًا واستراتيجية دائمة، وجعل من مصر نموذجًا يُحتذى في الاتزان والاعتدال والقدرة على قيادة المنطقة نحو مستقبل أكثر أمانًا وعدلًا.
ستظل مصر، كما كانت دائمًا، قلب العروبة النابض وصوت السلام العاقل في عالمٍ يفتقد الاتزان. وستظل قيادتها — بوعيها وحكمتها — الضمانة الأولى لاستمرار هذا النهج النبيل الذي جعل من السلام هويةً مصرية خالدة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: راية السلام صوت العقل الرئيس السيسي الرئیس عبد الفتاح السیسی الرئیس السیسی أن السلام شرم الشیخ السیسی فی ومتى ت أن مصر لم یکن
إقرأ أيضاً:
عباس حزين: شرف كبير ثقة الرئيس السيسي.. والوفد سيواصل دعم الدولة داخل مجلس الشيوخ
عبّر عباس حزين، سكرتير عام مساعد حزب الوفد وعضو الهيئة العليا، عن خالص الشكر والتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسي على ثقته الغالية بتعيينه عضوًا ضمن المئة عضو بمجلس الشيوخ، وفقًا لما نص عليه الدستور، مؤكدًا أن هذا التكليف يعد شرفًا كبيرًا ومسؤولية وطنية يعتز بها.
وقال حزين، إنه بصفته ممثلًا عن حزب الوفد داخل مجلس الشيوخ، سيواصل العمل على نهج الحزب التاريخي كأحد الأحزاب الوطنية الداعمة للدولة المصرية، مشيرًا إلى أن حزب الوفد كان ولا يزال ظهيرًا قويًا للدولة ومساندًا لقيادتها السياسية في كل ما يخدم مصالح الوطن والمواطنين.
وأضاف أن المرحلة المقبلة ستشهد تركيزًا على القضايا القومية ذات الأولوية، وفي مقدمتها الملفات الاقتصادية والاجتماعية التي تمس حياة المواطن المصري بشكل مباشر، مؤكدًا أن أعضاء الوفد سيعملون بروح وطنية خالصة على تقديم رؤى ومقترحات بنّاءة تدعم جهود الدولة في مسيرة التنمية الشاملة التي يقودها الرئيس السيسي.