صناع السلام في شرم الشيخ ونتنياهو يختار عزلة إسرائيل .. تقرير
تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT
في مشهد يلخص موازين القوى الجديدة في الشرق الأوسط، تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخصيًا لإقناع القاهرة بالسماح لبنيامين نتنياهو بالمشاركة في قمة شرم الشيخ للسلام، في محاولة لإنقاذ صورة إسرائيل الدبلوماسية بعد شهور من الحرب المدمرة على غزة.
وأجرى ترامب اتصالًا مباشرًا بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من تل أبيب أمس طالبًا منه السماح بحضور نتنياهو، وهو ما وافقت عليه القاهرة في النهاية بدافع احترام العلاقات الاستراتيجية مع واشنطن لكن المفارقة أن نتنياهو نفسه هو من تراجع عن الحضور في اللحظة الأخيرة بذريعة الأعياد الدينية اليهودية.
هذا الغياب لم يكن مجرد قرار شخصي، بل انعكاسًا لتناقضات داخلية عميقة داخل الائتلاف الإسرائيلي الحاكم. فنتنياهو، المحاصر من شركائه في اليمين المتطرف الذين يرفضون أي حديث عن "سلام" أو "حل الدولتين"، وجد نفسه أمام معادلة مستحيلة: إما إرضاء واشنطن والعالم، أو الحفاظ على بقاء حكومته المتشددة.
نتنياهو يختار العزلةوفي لحظةٍ إقليمية مشحونة بالتوتر، بدت صورة الشرق الأوسط في قمة شرم الشيخ للسلام أكثر وضوحًا من أي وقت مضى: الجميع حاضر باستثناء نتنياهو.
الغياب لم يكن مجرد حدث عابر، بل رسالة سياسية صريحة تعكس تراجع مكانة إسرائيل الدبلوماسية وتزايد عزلتها في المنطقة.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، فإن القاهرة تجنبت في البداية دعوة نتنياهو إلى القمة التي شارك فيها قادة عرب وأجانب، لأن "استقبال نتنياهو في شرم الشيخ كان سيكون خطوة محرجة دبلوماسيًا على أقل تقدير"، في ظل تصاعد الغضب الشعبي في مصر والعالم العربي تجاه إسرائيل بعد حربها الدموية على غزة.
حسابات خاصة لنتنياهووأوضحت الصحيفة العبرية أن العداء الشعبي تجاه إسرائيل بلغ ذروته، لكن المسألة لا تتعلق فقط بالحسابات الشعبية. فبحسب يديعوت أحرونوت، فإن الإطار الكامل لإنهاء الحرب وصفقة الأسرى صيغ أساسًا بواسطة إدارة ترامب، لا بواسطة نتنياهو، ما جعل حضوره بلا جدوى سياسية تذكر.
فالاجتماع بحضور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ركز على إحياء حل الدولتين ووضع تصور لإعادة إعمار غزة عبر دعم عربي ودولي واسع، وهي ملفات يرفض نتنياهو الاقتراب منها، خشية أن تحرجه أمام ائتلافه اليميني المتطرف في الداخل.
حكومة نتنياهو عاجزةوفي الوقت الذي يزعم فيه ترامب بأنه "صانع السلام"، تظهر حكومة نتنياهو عاجزة ومربكة، تخسر حلفاءها واحدًا تلو الآخر. حتى داخل إسرائيل، تتعالى الأصوات التي ترى في غيابه عن القمة دليلًا على تآكل نفوذه الدولي، وتدهور صورته كزعيم قادر على تأمين مكان لإسرائيل في خريطة التحالفات الإقليمية الجديدة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شرم الشيخ ترامب نتنياهو شرم الشیخ
إقرأ أيضاً:
أحمد موسي: نتنياهو يشارك في قمة شرم الشيخ للسلام
أكد الإعلامي أحمد موسي، أن الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو سوق يشاركان في قمة شرم الشيخ للسلام.
وأضاف خلال تغطية خاصة ببرنامج “على مسئوليتي” المذاع عبر فضائية “صدي البلد”، أن قمة شرم الشيخ للسلام تاريخية، و أهم قمة بعد قمة 96، متابعا: “سيصل الرئيس ترامب إلى مطار شرم الشيخ الساعة 2 إلا ربع تحديدا، والرئيس السيسي سيقوم بإستقباله لأول مرة يصل ترامب إلى مصر ولم يزرها من قبل”.
وتابع: “بعد الإستقبال سيتوجه الرئيس السيسي مباشرة إلى المؤتمر ليكون فى إستقبال الرئيس ترامب هنا لإنعقاد القمة التاريخية، ثم يصطحب ضيف مصر إلى القاعة، وسيكون هناك قمة مصرية أمريكية، ثم هناك جلسة مهمة بين الرئيسين على المستوي الرئاسي وبحث الكثير من القضايا منها قضية السلام، ثم إنضمام الرئيس مع الرئيس ترامب إلى القمة التاريخية مع قادة الدول".