أعلن الاتحاد الإفريقي، مساء الأربعاء، تعليق عضوية مدغشقر في جميع مؤسساته وهيئاته، وذلك غداة استيلاء وحدة عسكرية خاصة على السلطة عقب إطاحتها بالرئيس أندري راجولينا، وتعهدها بتنظيم انتخابات خلال فترة انتقالية محددة.

وقال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي محمود علي يوسف في تصريح لوكالة فرانس برس إن “عضوية مدغشقر عُلّقت بأثر فوري”، مؤكداً أن القرار جاء انسجاماً مع اللوائح الإفريقية الرافضة لأي تغيير غير دستوري للحكم.

القضاء الإسرائيلي يمهل نتنياهو شهرا لتشكيل لجنة تحقيق رسمية في أحداث 7 أكتوبر

وجاءت الخطوة بعد أن أعلنت وحدة "كابسات" العسكرية، الثلاثاء، استيلاءها الكامل على السلطة في البلاد، فور تصويت الجمعية الوطنية على عزل الرئيس راجولينا، الذي أفادت تقارير بأنه فرّ من البلاد. 

وكانت احتجاجات شعبية قد انطلقت في 25 سبتمبر الماضي ضد حكمه، وانضم إليها عدد من العسكريين قبل تنفيذ الانقلاب.

وأعلن قائد الوحدة، الكولونيل ميكايل راندريانيرينا، الذي أصبح الرئيس الفعلي للبلاد، أن المرحلة الانتقالية ستستمر من 18 إلى 24 شهراً، وتشمل إعادة هيكلة مؤسسات الدولة وتعيين حكومة جديدة عبر مشاورات وطنية.

وصادقت المحكمة الدستورية على توليه السلطة رسمياً بعد قبولها قرار عزل الرئيس السابق.

ومن المقرر أن تشرف على المرحلة الانتقالية لجنة عليا تضم ممثلين عن الجيش والدرك والشرطة، في خطوة تهدف ـ وفق الانقلابيين ـ إلى "ضمان الاستقرار وإعادة الثقة بالمؤسسات". ويُتوقع أن يؤدي راندريانيرينا اليمين الدستورية خلال أيام تمهيداً لتشكيل حكومة انتقالية.

وأثارت التطورات في الجزيرة الواقعة بالمحيط الهندي موجة قلق دولية واسعة، حيث دعت كل من فرنسا وألمانيا وروسيا والأمم المتحدة إلى ضبط النفس واحترام الدستور وحقوق الإنسان. وقالت باريس في بيان رسمي إن “الالتزام بالديمقراطية وسيادة القانون أمر غير قابل للتفاوض”، بينما طالبت برلين جميع الأطراف بـ"التحلي بالحذر في هذا الوضع المربك"، ودعت موسكو إلى "تجنب العنف وإراقة الدماء".

كما أعربت منظمة هيومن رايتس ووتش عن خشيتها من انتهاكات محتملة لحقوق الإنسان في ظل الحكم العسكري، داعية القادة الجدد إلى “احترام وحماية حقوق جميع سكان مدغشقر”.

وأبدت الجماعة الإنمائية للجنوب الإفريقي (سادك)، التي كانت مدغشقر ترأسها سابقاً، قلقها من "تكرار سيناريوهات الانقلابات العسكرية" في المنطقة.

ويرى محللون أن ما حدث في مدغشقر يضيفها إلى قائمة الدول الإفريقية التي شهدت انقلابات متتالية منذ عام 2020، مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو والغابون وغينيا، ما يعكس تراجعاً واضحاً في المسار الديمقراطي الإفريقي وسط تزايد الإحباط الشعبي من الأوضاع الاقتصادية والسياسية.

ويحذر خبراء من أن عزلة مدغشقر الإقليمية والدولية قد تتعمق في حال استمرار الحكم العسكري، ما قد يؤدي إلى تجميد المساعدات الدولية وعرقلة الاستثمارات، خاصة أن البلاد تعاني من فقر مزمن وأزمات غذائية متفاقمة، تجعل الاستقرار السياسي شرطاً أساسياً لبقائها ضمن دائرة الاهتمام الدولي.

طباعة شارك الاتحاد الإفريقي تعليق عضوية مدغشقر مدغشقر أندري راجولينا مفوضية الاتحاد الإفريقي احتجاجات شعبية الكولونيل ميكايل راندريانيرينا

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاتحاد الإفريقي مدغشقر أندري راجولينا مفوضية الاتحاد الإفريقي احتجاجات شعبية الاتحاد الإفریقی

إقرأ أيضاً:

الرئيس «راجولينا» يهرب من القصر.. ما الذي يجري في مدغشقر؟

تشهد مدغشقر في الوقت الراهن توترًا سياسيًا وأمنيًا كبيرًا، وذلك بعدما أعلن الرئيس «أندريه راجولينا» أنه لجأ إلى «مكان آمن»، عقب تلقيه معلومات استخباراتية عن محاولة انقلاب عسكري تستهدف الإطاحة بالحكومة والسيطرة على مؤسسات الدولة.

تفاصيل الأزمة

وفي خطاب متلفز بثّته القنوات المحلية، قال الرئيس راجولينا إن «عناصر من داخل الجيش وخارجه تحاول زعزعة استقرار البلاد عبر تحركات غير مشروعة»، مشيرًا إلى أن «الأجهزة الأمنية تتابع الموقف وتتعامل بحزم مع كل من يهدد النظام الدستوري».

وأكد أن ما يجري «لن يوقف مسيرة الديمقراطية التي اختارها شعب مدغشقر»، داعيًا المواطنين إلى التزام الهدوء والثقة في مؤسسات الدولة.

الجيش في حالة استنفار

ونقلت وسائل إعلام دولية عن مصادر أمنية أن قوات من الجيش انتشرت حول القصر الرئاسي ومقار حكومية حساسة في العاصمة أنتاناناريفو، وسط تقارير عن اعتقالات طالت ضباطًا يُشتبه في تورطهم بمحاولة التمرد.

كما أغلقت السلطات عددًا من الطرق الرئيسية، وأعلنت حالة الطوارئ الأمنية تحسبًا لأي تصعيد.

دعوات دولية لضبط النفس

ومن جانبها، أعرب الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة عن قلقهما البالغ إزاء التطورات، داعيتان جميع الأطراف إلى ضبط النفس والاحتكام إلى الحوار.

وأكد المتحدث باسم الأمم المتحدة أن المنظمة «تتابع الوضع في مدغشقر عن كثب»، مشددًا على ضرورة حماية المؤسسات الدستورية واحترام الإرادة الشعبية.

خلفية سياسية

وتأتي هذه التطورات بعد أسابيع من احتجاجات متزايدة بسبب الأوضاع الاقتصادية واتهامات للمعارضة بتأجيج الشارع ضد الحكومة.

ويرى محللون أن الأزمة تعكس توترًا متصاعدًا بين الرئاسة وبعض القيادات العسكرية، في ظل تراجع الثقة بين مؤسسات الدولة وصعوبة السيطرة على الأوضاع الميدانية في بعض المناطق.

اقرأ أيضاًرئيس مدغشقر يعلن فشل «محاولة استيلاء غير مشروعة على السلطة»

استمرار عمليات البحث عن السفينة المفقودة بين مدغشقر وجزر القمر

وفاة 17 شخصا على الأقل وإصابة 40 آخرين إثر تسمم غذائي في مدغشقر

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأفريقي يعلق عضوية مدغشقر “بمفعول فوري” بعد الانقلاب
  • الاتحاد الإفريقي يعلق عضوية مدغشقر بمفعول فوري
  • «دولي السلة» يُعلق عضوية الاتحاد البريطاني!
  • رويترز: راندريانيرينا يؤدي اليمين رئيسا لمدغشقر خلال أيام
  • مايكل راندريانيرينا عسكري حملته مظاهرات جيل زد إلى قيادة مدغشقر
  • بالصور.. الجيش يتولى الحكم في مدغشقر بعد عزل راجولينا
  • بعد فرار الرئيس إلى فرنسا.. الجيش يعلن توليه على السلطة في مدغشقر
  • المحكمة الدستورية العليا بمدغشقر تدعو إلى انتخابات بعد انقلاب عسكري
  • الرئيس «راجولينا» يهرب من القصر.. ما الذي يجري في مدغشقر؟