أكد الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، أن مفهوم التنمية المستدامة يقوم على تحسين جودة حياة الإنسان من خلال التعليم والصحة وتوفير حياة كريمة، مشيرًا إلى أن ازدهار المجتمع لا يتحقق إلا بوجود إنسان يتمتع بصحة جيدة ومعرفة حديثة وقدرة على مواكبة التطور.

وأوضح عبد الغفار خلال كلمته في المؤتمر الدولي للذكاء الاصطناعي، أن العالم يعيش اليوم ثورة رقمية غير مسبوقة، والذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا لا يتجزأ من كل محور من محاور التنمية، فهو ليس مجرد أداة تقنية، بل بنية تحتية فكرية واقتصادية تؤثر في جميع مجالات الحياة.

وأشار الوزير إلى أن الذكاء الاصطناعي بدأ منذ أكثر من 50 عامًا، إلا أن عام 2025 يشكل علامة فارقة في تاريخه، إذ لم يعد الذكاء الاصطناعي يغير فقط طريقة حياة الإنسان، بل أصبح جزءًا من حياته اليومية مثل الكهرباء، مضيفًا أن الدول التي تدرك أهميته وتستثمر فيه هي التي ستملك المستقبل.

وحذر عبد الغفار من أن العالم قد يواجه فجوة حادة في مهارات الذكاء الاصطناعي خلال السنوات المقبلة، قد تؤدي إلى خسائر اقتصادية تقدر بـ30 تريليون دولار عالميًا، مشددًا على أهمية الاستثمار في رأس المال البشري وبناء مجتمع يمتلك المرونة في التعامل مع التقنيات الحديثة.

وقال الوزير إن الذكاء الاصطناعي لن يكون بديلًا عن الإنسان، بل يجب تطويعه لخدمته من خلال ما يسمى بالنموذج الهجين، الذي يجمع بين القدرات البشرية والتحليل الذكي للبيانات. وأوضح أن شكل العالم في عام 2050 سيكون مختلفًا جذريًا نتيجة لاستخدام التكنولوجيا، خاصة في قطاعات التعليم والصحة.

وكشف عبد الغفار عن أن وزارة الصحة نفذت 15 مبادرة رقمية في مجال الصحة العامة، تم فيها توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الطبية، ما ساهم في الكشف المبكر عن الأمراض وتحسين الخدمات الصحية. وأكد أن قاعدة البيانات الضخمة للمبادرات الرئاسية أتاحت إمكانية ربط أنماط انتشار الأمراض بين المحافظات، ما ساعد في تحديد أولويات التدخل الطبي بدقة أعلى.

كما أشار إلى أن العالم سيواجه نقصًا في الكوادر الطبية خلال العقود المقبلة، متوقعًا وجود ما يقرب من 8 مليارات “طبيب افتراضي” يعتمدون على الذكاء الاصطناعي لتعويض هذا النقص. وأوضح أن تحليل البيانات الجينية يمثل مستقبل الطب الحديث، وأن مصر بدأت بالفعل هذه الخطوة من خلال مشروع الجينوم المصري، الذي يهدف إلى الانتقال من مرحلة العلاج إلى مرحلة الكشف المبكر باستخدام الذكاء الاصطناعي.

واختتم عبد الغفار بالتأكيد على أن التكنولوجيا لن تحل محل الإنسان، لكنها ستمنحه أدوات أقوى لفهم نفسه ومجتمعه، داعيًا إلى ضرورة تعلم مهارات التواصل مع الآلة وتبني ثقافة الابتكار في كل مؤسسات الدولة حتى تظل مصر في مقدمة الدول التي توظف الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية والبشرية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی عبد الغفار

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يهدد عرش الإنسان.. 5 مهن كبرى على حافة الاندثار في سباق العقل والآلة

لم يعد الذكاء الاصطناعي ذلك الابتكار الغامض الذي يدور في فلك المختبرات أو في عالم الخيال العلمي، بل أصبح اليوم واقعاً ملموساً يُعيد تشكيل ملامح الحياة المهنية حول العالم. ففي الوقت الذي كان فيه يُنظر إليه كأداة مساعدة للإنسان في أداء المهام المعقدة، تحوّل اليوم إلى منافس حقيقي في مجالات كانت تُعتبر حتى وقت قريب حكراً على البشر.

تقرير جديد صادر عن شركة OpenAI، المطور الأشهر في عالم الذكاء الاصطناعي، كشف عن صدمة في سوق العمل، بعد أن أظهر اختبار حديث أطلق عليه اسم GDPval أن 44 مهنة باتت مهددة فعلياً بالاستبدال بواسطة النماذج الذكية الحديثة.

الاختبار الذي أقلق العالم

يعتمد اختبار GDPval على مقارنة أداء الذكاء الاصطناعي مع أداء محترفين من تسعة قطاعات اقتصادية رئيسية في الولايات المتحدة، من بينها المحاسبة، المبيعات، الإعلام، البرمجة، والخدمات اللوجستية.

والنتائج، بحسب التقرير، كانت مقلقة إلى حد بعيد؛ إذ تمكنت نماذج الذكاء الاصطناعي مثل GPT-5 وClaude Opus 4.1 من تحقيق أداء فاق البشر في أكثر من نصف الوظائف التي خضعت للاختبار، ما يطرح تساؤلات عميقة حول مستقبل سوق العمل والتوازن بين الإنسان والآلة.

المحاسبون في الصدارة.. مهنة تتلاشى بهدوء

احتلت مهنة المحاسبة والتأجير المركز الأول ضمن أكثر الوظائف عرضة للاستبدال، بعد أن أظهر الذكاء الاصطناعي تفوقاً بنسبة 81٪ في أداء المهام بدقة وسرعة غير مسبوقة.

فمن تحليل البيانات المالية إلى إعداد التقارير المعقدة، أصبحت الخوارزميات قادرة على إنجاز ما يحتاج فريق كامل من المحاسبين إلى ساعات طويلة لتنفيذه، ما يهدد آلاف الوظائف في هذا القطاع الذي كان يوصف يوماً بأنه الأكثر أماناً واستقراراً.

مديرو المبيعات.. قرارات أسرع وتحليل أعمق

جاء مديرو المبيعات في المرتبة الثانية بنسبة 79٪، إذ أظهرت النماذج الذكية قدرة استثنائية على تحليل سلوك المستهلكين وتوقع اتجاهات السوق واتخاذ قرارات تسويقية دقيقة بلحظة واحدة.

ما كان يحتاج إلى اجتماعات واستراتيجيات طويلة بات يتم بضغطة زر، لتتحول أنظمة الذكاء الاصطناعي إلى “مدير تسويق افتراضي” يتقن قراءة الأرقام والمشاعر في آن واحد.

العاملون في الشحن والمخزون.. دقة لا تعرف الخطأ

في قطاع الشحن والاستلام وإدارة المخزون، تفوق الذكاء الاصطناعي على البشر بنسبة 76٪، خصوصاً في المهام التي تتطلب التنظيم الدقيق وإدارة البيانات اللوجستية.
فبين أنظمة تتنبأ بنقص المواد وتعيد جدولة النقل تلقائياً، لم يعد العامل البشري قادراً على مجاراة هذا المستوى من الدقة والسرعة في بيئة تعتمد على الوقت والتكلفة.

المحررون.. صدمة أهل الكلمة

النتيجة الأكثر إثارة كانت في مجال التحرير والصحافة، حيث تمكن الذكاء الاصطناعي من التفوق بنسبة 75٪، بعد أن أظهر قدرته على إعادة الصياغة وتوليد النصوص والتحليل بأسلوب لغوي متقن، ما جعل الصحفيين والمحررين في مواجهة تحدٍ غير مسبوق.
فهل يمكن أن يكتب الذكاء الاصطناعي بعمق المشاعر الإنسانية أو بحسٍّ وطني وإنساني؟ سؤال يطرحه كثيرون اليوم في أروقة الإعلام العالمي.

مطور البرمجيات.. المبرمج الذي صنع منافسه

أما المفارقة الكبرى فكانت في مهنة تطوير البرمجيات نفسها، إذ تفوق الذكاء الاصطناعي على مطوري البرامج بنسبة 70٪.
فالنماذج الحديثة باتت قادرة على كتابة الأكواد وتصحيحها وتطوير حلول تقنية متقدمة في وقت قياسي، وهو ما دفع البعض لوصف الذكاء الاصطناعي بأنه “المبرمج الذي أبدع نفسه”.

مهن أخرى على الطريق.. وأخرى في مأمن نسبي

القائمة لم تتوقف عند هذه الوظائف الخمس. فالتقرير أشار إلى مهن أخرى معرضة بدرجات متفاوتة مثل: المحققون الخاصون، ومديرو العمليات، والمستشارون الماليون، والمحامون، والمحللون، والمخرجون، والممرضون، والصحفيون.
في المقابل، بدت بعض المهن أكثر أماناً، وعلى رأسها تلك التي تعتمد على التفاعل البشري أو الإبداع البصري مثل المهندسين الصناعيين ومحرري الفيديو، إذ لم تتجاوز نسبة تفوق الذكاء الاصطناعي أمامهم 17٪ فقط.

بين القلق والأمل.. هل يسرق الذكاء الاصطناعي وظائفنا أم يمنحنا وقتاً للحياة؟

رغم القلق المتزايد من أن الذكاء الاصطناعي قد يتحول إلى “آلة استبدال بشرية”، تحاول OpenAI طمأنة العالم مؤكدة أن الهدف ليس القضاء على الوظائف بل تعزيز الإنتاجية البشرية.
فبفضل هذه التقنيات، يمكن للإنسان أن ينجز أعمالاً أعقد في وقت أقل، وأن يركّز على الإبداع والتفكير الاستراتيجي بدلاً من المهام الروتينية.

سباق العقول مستمر

بينما تتسارع خطوات الذكاء الاصطناعي نحو الهيمنة على قطاعات العمل، يبقى السؤال الأعمق... هل نحن أمام ثورة تُعيد تعريف معنى “العمل” نفسه؟

من الواضح أن المستقبل لن يكون صراعاً بين الإنسان والآلة، بل شراكة ذكية بينهما، حيث يظل الإبداع الإنساني هو الشرارة التي لا يمكن لأي خوارزمية أن تُقلّدها مهما بلغت من ذكاء.

وفي النهاية، يبقى الذكاء الاصطناعي مرآة تعكس عقل الإنسان... لكنها قد تتفوق عليه يوماً إن لم يُحسن استخدامها.

طباعة شارك الذكاء الاصطناعي البرمجيات المحررون الشحن المبيعات

مقالات مشابهة

  • وزير العمل: الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل مستقبل الوظائف
  • وزير الاتصالات: 3.3 مليار دولار لتطوير البنية الرقمية و250 شركة ناشئة تقود مستقبل الذكاء الاصطناعي في مصر
  • هالة السعيد: مصر تمضي بخطوات واثقة نحو بناء استراتيجية رقمية يقع الذكاء الاصطناعي في قلبها
  • برعاية حمدان بن محمد.. دبي تستضيف «قمة مستقبل الرعاية الصحية» الثلاثاء المقبل
  • الذكاء الاصطناعي يهدد عرش الإنسان.. 5 مهن كبرى على حافة الاندثار في سباق العقل والآلة
  • يشخص بدقة عالية جدا.. طبيب قلب يكشف أهمية الذكاء الاصطناعي للأطباء
  • طبيب قلب: الذكاء الاصطناعي لن يقضي على الأطباء لكن سيحسن الأداء
  • منها 100 مليون صحة.. عبد الغفار يستعرض إنجازات الدولة الصحية خلال الفترة السابقة
  • نوكيا: الذكاء الاصطناعي يعيد رسم مستقبل أمن الشبكات في المنطقة