اليمن توقع مع السعودية اتفاقيتين لدعم عجز موازنة الدولة والحصول على مشتقات نفطية لتشغيل محطات الكهرباء
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
وقعت الحكومة اليمنية، اليوم في الرياض اتفاقيتين تنمويتين ومذكرة تفاهم مع البرنامج السعودي لتنمية واعمار اليمن.
وفي التفاصيل، شهد رئيس مجلس الوزراء، سالم صالح بن بريك، اليوم الاحد، حفل توقيع اتفاقيتين تنمويتين، ومذكرة تعاون بين الحكومة اليمنية، والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، بهدف دعم جهود الحكومة لتعزيز الاستقرار الاقتصادي وتحسين الخدمات الأساسية وبناء القدرات المؤسسية.
ووقع رئيس الوزراء، مع سفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن، والمشرف العام على البرنامج السعودي لتنمية واعمار اليمن، محمد آل جابر، اتفاقية لدعم عجز موازنة الحكومة اليمنية، والتي تأتي استجابةً لأولويات الحكومة في مواجهة التحديات الاقتصادية والتنموية العاجلة، وللمساهمة في إرساء دعائم الاستقرار الاقتصادي والمالي والنقدي.
كما وقع وزير الكهرباء والطاقة، مانع بن يمين، اتفاقية لإمداد الحكومة بالمشتقات النفطية اللازمة لتشغيل محطات الكهرباء في مختلف المحافظات، في خطوة تهدف إلى تحسين مستوى الخدمات، وزيادة ساعات تشغيل الكهرباء.
ووقع وزير الداخلية، اللواء إبراهيم حيدان، مذكرة تعاون بين وزارة الداخلية، والبرنامج السعودي لدعم جهود الوزارة في بناء قدراتها المؤسسية الفنية والتقنية، ونقل الخبرات مع الأجهزة النظيرة في السعودية، بما يسهم في رفع كفاءة الأداء المؤسسي، وتطوير البنية التحتية للوزارة.
وفي حفل التوقيع، أكد رئيس الوزراء، ان توقيع هذه الاتفاقيات التي تمس جوهر احتياجات الشعب اليمني، هي محطة جديدة من مسيرة راسخة من الأخوة والتكامل بين الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية، وتؤسس لمرحلة أوسع من الشراكة الفاعلة في دعم الموازنة العامة، وتزويد محطات الكهرباء بالمشتقات النفطية، وبناء قدرات وزارة الداخلية.
وقال " إن ما نوقعه اليوم ليس مجرد دعم مالي أو برامج فنية، بل تعبير صادق عن موقف ثابت ومبدئي تتخذه المملكة إلى جانب اليمن في معركته من أجل الاستقرار والتعافي، ومواصلة البناء تحت راية الشرعية والمؤسسات".
وأشار رئيس الوزراء الى ان المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده رئيس مجلس الوزراء، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، كانت ولا تزال السند وقت الشدة، والشريك وقت البناء.. مؤكدا ان دعمها لليمن لم يكن يوماً رد فعلٍ ظرفي، بل خياراً استراتيجياً يعكس عمق الروابط التاريخية ووحدة المصير والمستقبل بين البلدين والشعبين.
وأوضح سالم بن بريك، ان توقيع هذه الاتفاقيات يأتي في لحظة مفصلية، مع مضي الحكومة بثقة في تنفيذ برنامجٍ وطنيٍ شامل للإصلاح المالي والإداري، وإعادة بناء المؤسسات، واستعادة الثقة الدولية بالدولة اليمنية وقدرتها على النهوض من بين الركام..لافتاً الى ان هذا الدعم الكريم من الأشقاء في المملكة، سيمثل دفعة قوية لمسار الإصلاح والتعافي الاقتصادي، وتعزيز قدرة الحكومة على الوفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين وتحسين الخدمات العامة، وفي مقدمتها الكهرباء التي تمس حياة الناس اليومية.
وأضاف " إننا في الحكومة اليمنية ننظر إلى هذه الاتفاقيات على أنها رسالة ثقة من الأشقاء في المملكة بدولةٍ تمضي بثبات على طريق الإصلاح، ورسالة أمل لشعب يثق أن العطاء الصادق لا يأتي إلا من أشقائه الصادقين".
وجدد رئيس الوزراء، التزام الحكومة الكامل بإدارة هذا الدعم بأعلى معايير الشفافية والمساءلة، وضمان توجيهه نحو الأولويات الوطنية، بما يعزز الاستقرار المالي، ويعيد بناء الثقة مع المجتمع الإقليمي والدولي.. مرحباً بكل الأشقاء والأصدقاء الذين يختارون الوقوف مع اليمن في هذا المسار.
ووجه دعوة الى شركاء اليمن الإقليميين والدوليين، إلى مضاعفة دعمهم للحكومة وخططها وبرامجها ورؤيتها الإصلاحية، والمشاركة بفاعلية في الاستثمار والتنمية..مؤكداً ان اليمن القوي المستقر هو ركيزة أساسية لأمن المنطقة وازدهارها.
لافتاً الى أن الشراكة الحقيقية لا تقوم على العون فحسب، بل على التكامل في الرؤية والمصير..مشيراً الى ان المملكة العربية السعودية كانت وستظل الشريك الأول لليمن في مشروعه الوطني الكبير لاستعادة الدولة وبناء المستقبل.
وكرر رئيس الوزراء في ختام كلمته، باسم الحكومة والشعب اليمني خالص الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان، والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن على جهودهم المخلصة.. مؤكداً ان ما يجمع البلدين أكبر من اتفاقيات مالية، بل تجسيد لعقودٍ من الأخوة والمصير المشترك، ووحدة المصير.
من جانبه أكد السفير السعودي، المشرف العام على البرنامج السعودي لتنمية واعمار اليمن، ان التوقيع يمثل إطلاق محطة جديدة من مسار التعاون بين المملكة واليمن في إطار توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، اللذان يوليان اليمن كل الدعم والمساندة.. لافتاً الى ان التنمية وبناء الانسان هي الطريق نحو مستقبل مزدهر لليمن وحرص المملكة على مواصلة العمل مع الحكومة اليمنية.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: المملکة العربیة السعودیة الحکومة الیمنیة السعودی لتنمیة رئیس الوزراء الى ان
إقرأ أيضاً:
ترامب يتوقّع انضمام السعودية قريباً إلى اتفاقيات أبراهام: عندما تدخل المملكة يدخل الجميع
أكّد ترامب أن مسؤولين سعوديين أبلغوه، "أمس"، باستعدادهم للانضمام إلى اتفاقيات أبراهام، مشيراً إلى أنه أجرى "بعض المحادثات الجيدة جداً" يوم الأربعاء الماضي مع دول أبدت استعدادها للانضمام إلى الاتفاقيات. اعلان
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مقابلة بُثّت يوم الجمعة عبر شبكة "فوكس بيزنس"، توقّعه قريباً توسيع اتفاقيات أبراهام، معرباً عن أمله في انضمام المملكة العربية السعودية إلى الاتفاقية التي تهدف إلى تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل ودول عربية.
وقال ترامب: "آمل أن أرى المملكة العربية السعودية تدخل، وآمل أن أرى آخرين يدخلون. أعتقد أنه عندما تدخل السعودية، يدخل الجميع".
شرط سعودي ثابتولطالما أعلنت الرياض أنها لن تُقدِم على تطبيع العلاقات مع إسرائيل ما لم توافق تل أبيب على مسار محدّد زمنياً، ولا رجعة فيه لإنشاء دولة فلسطينية.
وفي هذا السياق، وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شفهياً على خطة ترامب للسلام المؤلفة من 20 نقطة، والتي تنص على أنه "بينما تتقدم عملية إعادة تطوير غزة وعندما يتم تنفيذ برنامج إصلاح السلطة الفلسطينية بأمانة، قد تكون الظروف مهيأة أخيراً لمسار موثوق نحو تقرير المصير الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية، وهو ما ندرك أنه طموح الشعب الفلسطيني".
وتنص النقطة العشرون والأخيرة في الخطة على أن "الولايات المتحدة ستقيم حواراً بين إسرائيل والفلسطينيين للاتفاق على أفق سياسي للتعايش السلمي والمزدهر".
غير أن ترامب، في الخطاب الذي كشف فيه عن الخطة، اعترف بمعارضة نتنياهو "المفهومة" لإنشاء دولة فلسطينية، وقال لاحقاً إنه لم يتخذ قراراً نهائياً بشأن دعمه لحل الدولتين — وهو الموقف الذي ترى الرياض أنه شرط جوهري للانضمام إلى اتفاقيات أبراهام.
اتفاق شرم الشيخ لا يتناول حل الدولتينويُشار إلى أن الاتفاق الذي وقّعته إسرائيل وحماس في شرم الشيخ بمصر الأسبوع الماضي لم يتضمّن النصف الثاني من خطة ترامب، الذي ركّز على إمكانية تحقيق حل الدولتين. ومع ذلك، ظل ترامب متفائلاً بشأن فرص توسيع اتفاقيات أبراهام، خاصة بعد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيّز التنفيذ.
وقال لشبكة فوكس بيزنس: "لا أريد استخدام كلمة فوري، ولكن قريبًا".
Related رغم دعوة مصر ومقترح ترامب لانضمامها إلى اتفاقات أبراهام.. إيران أبرز الغائبين عن قمة شرم الشيخسفير إسرائيل في واشنطن يتوقع انضمام سوريا ولبنان لاتفاقيات أبراهام قبل السعوديةمن "اتفاقيات أبراهام" إلى خطة غزة.. هل تكفي مبادرات ترامب لانتزاع جائزة نوبل للسلام؟ محادثات سعودية "جيدة جداً" عشية التصريحوأكّد ترامب أن مسؤولين سعوديين أبلغوه، "أمس"، باستعدادهم للانضمام إلى اتفاقيات أبراهام، مشيراً إلى أنه أجرى "بعض المحادثات الجيدة جداً" يوم الأربعاء الماضي مع دول أبدت استعدادها للانضمام إلى الاتفاقيات. وأضاف في المقابلة التي سُجّلت الخميس: "أعتقد أنهم سيدخلون جميعاً قريباً جداً".
ورأى ترامب أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، إلى جانب ما وصفه بـ"تحييد التهديد النووي الإيراني"، يهيّئ الظروف الملائمة أمام الدول العربية والإسلامية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل.
اعتراف بحساسية الموقف السعوديواعترف ترامب صراحةً بتحفّظ السعودية تجاه تطبيع العلاقات مع إسرائيل خلال زيارته للمملكة في مايو/أيار، وقال لولي العهد الأمير محمد بن سلمان: "ستفعل ذلك حين يسمح به وقتك الخاص".
وأوضح الرؤئيس الأمريكي لشبكة فوكس بيزنس يوم الجمعة: "لم يكن بإمكانهم فعل ذلك أثناء الحرب. لم يكن بإمكانهم فعل ذلك في ظل القتال الدائر مع إيران".
اتفاقيات أبراهام: كسر محظور دبلوماسيووقّعت الإمارات والبحرين اتفاقيات أبراهام عام 2020 خلال ولاية ترامب الأولى في البيت الأبيض، محطّمتين بذلك محظوراً دبلوماسياً ظلّ سارياً عقوداً، لتصبحا أول دولتين عربيتين تعترفان بإسرائيل منذ معاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل عام 1979. ولحق بهما المغرب والسودان بعد ذلك.
وأشاد ترامب بالدول التي وقّعت الاتفاق في ذلك الوقت، قائلاً إنها فعلت ذلك "بشجاعة" بينما كانت إيران تُعدّ قوة إقليمية أقوى بكثير، وذلك قبل الضربات الأمريكية والإسرائيلية المشتركة على برنامج طهران النووي في يونيو 2025.
إندونيسيا: تردّد بعد تسريب خطة الزيارةوفي وقت سابق من هذا الأسبوع، بدا أن إندونيسيا قد تكون أول دولة تنضم إلى اتفاقيات أبراهام منذ نهاية حرب غزة، إذ كان الرئيس برابوو سوبيانتو يدرس القيام بزيارة تاريخية إلى إسرائيل يوم الثلاثاء، عقب قمّة شرم الشيخ بشأن غزة.
إلا أن مكتبه أصدر، بعد وقت قصير من تسريب مشروع الزيارة إلى الصحافة يوم الاثنين، نفياً قاطعاً لأي تخطيط لمثل هذه الرحلة.
وكان سوبيانتو قد تصدّر عناوين الأخبار الشهر الماضي بخطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي أكد فيه أن "العالم يجب أن يحترم حق إسرائيل في العيش بأمان"، واختتم كلمته بعبارة "شالوم".
السعودية تسعى لضمانات مشابهة لقطروفي تطور موازٍ، ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" يوم الجمعة، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن السعودية تجري محادثات مع الولايات المتحدة حول اتفاق دفاعي تأمل إبرامه خلال زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان المرتقبة إلى البيت الأبيض الشهر المقبل.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في إدارة ترامب قوله: "هناك مناقشات حول التوقيع على شيء ما عندما يأتي ولي العهد، لكن التفاصيل في حالة تغيّر مستمر".
وأشارت "فاينانشيال تايمز" إلى أن الاتفاق قيد المناقشة يشبه الاتفاق الدفاعي الذي أبرمته الولايات المتحدة مع قطر، والذي يقضي بمعاملة أي هجوم مسلّح على الإمارة الصغيرة باعتباره تهديداً مباشراً للأمن الأمريكي. وجاء هذا الاتفاق بعد محاولة إسرائيل الشهر الماضي استهداف قادة حماس في غارة جوية على الدوحة.
من جهتها، أفادت الخارجية الأمريكية للصحيفة البريطانية بأن التعاون الدفاعي مع السعودية "يُشكّل ركيزة قوية لاستراتيجيتنا الإقليمية"، لكنها امتنعت عن التعليق على تفاصيل الاتفاق المحتمل.
وتسعى المملكة منذ فترة طويلة للحصول على ضمانات دفاعية مشابهة لتلك التي حصلت عليها قطر، كجزء من الجهود الأمريكية الرامية إلى تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة