وأصدرت حكومة المجرم نتنياهو قرارات عملية ترجمت الموقف إلى واقع ميداني: وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة حتى إشعار آخر، وإغلاق كل المعابر استجابة لما أسماه إعلام العدو "المستوى السياسي وتوصية الجيش".

ولم تكتفِ القيادة الصهيونية بالإجراءات، بل جاء موقف وزراء اليمين وتصريحاتهم ليكشف النوايا الحقيقية: تأييد صريح لوقف المساعدات ونداء لاستئناف العدوان الواسع "بأسرع وقت"، في معادلة سياسية هدفها إظهار القوة الخارجية وتركيز الانتباه بعيداً عن الأزمات الداخلية لنتنياهو ورفاقه.

وفي هذا الصدد دعا ما يسمى وزير الأمن القومي المجرم إيتمار بن غفير إلى استئناف العدوان بأسرع وقت ممكن، مباركاً قرار وقف المساعدات وإغلاق المعابر، في تصريحات استفزازية تفضح العدو.

وراكم ما يسمى وزير المالية المتطرف "بتسلئيل سموتريتش" ارسائل النزعة الإجرامية المكشوفة، بالدعوة إلى التصعيد الواسع. 

وفي الوقت نفسه، ذكرت إذاعة الجيش الصهيوني أنه تم تأجيل جلسات محاكمة نتنياهو غداً الإثنين وبعد غد لأسباب وصفتها بالسياسية والتنظيمية، ما يعزّز الانطباع بأن إدارة الأزمة الخارجية تُوظَّف داخلياً لتأجيل المواجهة القضائية، أي أنه يتم استغلال الحرب كستار سياسي، حيث يعمل التصعيد والحصار على تحويل النقاش الصهيوني العام نحو عناوين الأمن القومي والتهديد الخارجي، ما يخفف الضغط الشعبي والقضائي عن القيادة الصهيونية الحاكمة.

كما أن قرار وقف الإمدادات ورفض استئنافها يوجّه رسالة واضحة للوسطاء والدول الضامنة بأن حكومة المجرم نتنياهو غير ملتزمة بأي تفاوض إنساني ما لم تتحقق مكاسب سياسية آنية.

وفي المقابل، تؤكد المقاومة استمرار التزامها بالاتفاقيات الإنسانية رغم الخروقات، وتحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن أي تصعيد أو انهيار للاتفاق.

ويضع هذا التناقض المجتمع الدولي والوسطاء أمام اختبار جدي: هل سيستمرون في منح غطاء سياسي عملي لسياساتٍ تعمّق المأساة، أم سيتخذون موقفاً يُلزم الكيان بتنفيذ التفاهمات وفتح المعابر فوراً؟.

ختاماً، نحن أمام تصعيد مُعلَن ومدفوع بأهداف داخلية، فالإجراءات والتصريحات الإسرائيلية الأخيرة تُظهر أن التصعيد خيار سياسي واعٍ تهدف منه قيادة الاحتلال إلى إعادة رسم الأولويات الداخلية والدولية لصالحها، وتأجيل المحاسبة السياسية والقضائية.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

معكم حكومة بريطانيا.. المكالمة التي تلقتها الجنائية الدولية بشأن نتنياهو

كشف المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان أن الحكومة البريطانية هددت بوقف تمويل المحكمة والخروج من نظام روما الأساسي الذي أنشأها، إن مضت في خططها لإصدار مذكرة توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

كريم خان ذكر هذا الادعاء في مذكرة قدمها للمحكمة دفاعا عن قراره بمحاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي. وكان ذلك في 23 أبريل/نيسان 2024 عندما تلقى خان اتصالا هاتفيا حازما من مسؤول بريطاني لم يكشف عن هويته.

لكن تقارير إعلامية رجحت أن يكون المتصل وزير الخارجية البريطاني آنذاك، ديفيد كاميرون.

وأضاف خان أن المسؤول البريطاني اعتبر أن إصدار مذكرات توقيف بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت أمر غير متناسب.

المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (الفرنسية)عواقب كارثية

وقد أوضح المدعي العام -وهو بريطاني من أصول باكستانية- أن التهديدات البريطانية لم تكن الوحيدة، فقد تلقى أيضا تحذيرات من مسؤول أميركي بأن إصدار مذكرات التوقيف سيؤدي إلى "عواقب كارثية".

وخلال مكالمة أخرى في الأول من مايو/أيار 2024، حذره السيناتور الأميركي ليندسي غراهام من أن تنفيذ المذكرات قد يدفع حركة حماس إلى قتل الأسرى الإسرائيليين.

وفي مواجهته لدعوات تأجيل إصدار مذكرة التوقيف، قال خان إنه أصرّ خلال المكالمة على أنه لم تكن هناك أي إشارة إلى استعداد الحكومة الإسرائيلية للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية أو تغيير سلوكها.

وكشف خان أنه أصر على إرسال رد قوي من 22 صفحة على طلب إسرائيل بإلغاء المذكرات، "بعد أن رأى أن الرد الأولي كان ضعيفا.

كذلك، أوضح المدعي العام للجنائية الدولية أنه شكّل لجنة من خبراء القانون الدولي لتقييم اختصاص المحكمة وإمكانية محاكمة نتنياهو وغالانت و3 مسؤولين من حماس.

يذكر أنه بدعم أميركي، شنت إسرائيل حرب إبادة جماعية على غزة في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 واستمرت عامين، وأدت لسقوط أكثر من 70 ألف شهيد و171 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء.

التزام علني

وعبرت عدة دول أوروبية عن التزامها بقرار الجنائية الدولية ضد نتنياهو، مما أجبره على تفادي المرور في أجواء هذه الدول الأوروبية خوفا من اعتقاله.

إعلان

وإذا كانت بريطانيا، حاولت سرا إنقاذ نتنياهو فإنها لم تعارض علنا مذكرة توقيفه، بل أبدت احترام المحكمة وأكدت التزامها بميثاق روما الأساسي.

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن لندن "ستتبع الإجراءات القانونية الواجبة" إذا زار نتنياهو البلاد.

وجاء ذلك تعليقا على إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق الأخير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وردا على سؤال عما إذا كانت لندن ستنفذ أمر الاعتقال، قال لامي: "نحن موقعون على نظام روما، ودائما نلتزم بتعهداتنا بموجب القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي".

مقالات مشابهة

  • معكم حكومة بريطانيا.. المكالمة التي تلقتها الجنائية الدولية بشأن نتنياهو
  • لماذا يضغط ترامب على نتنياهو لعدم التصعيد في لبنان؟
  • حكومة نتنياهو تصدّق على إقامة وشرعنة 19 مستوطنة بالضفة الغربية
  • خبير سياسي: ترامب وضع مكابح واضحة لتحجيم تجاوزات نتنياهو
  • محلل سياسي: نتنياهو وحكومته أعاقا تنفيذ البروتوكول الإنساني في غزة رغم كارثة الأمطار
  • معهد فلسطين: حكومة الاحتلال تدرك أن عمرها السياسي قصير
  • معاريف تفضح نتنياهو.. رئيس حكومة الاحتلال يتعمد إفشال خطة ترامب للسلام في غزة
  • إعلام إسرائيلي نقلا عن مسؤول: لقاء نتنياهو وترامب المرتقب سيحدد موقف إسرائيل من التصعيد في لبنان
  • التصعيد الاسرائيلي على لبنان.. لقاء نتنياهو- ترامب المقبل سيكون حاسماً
  • باحث سياسي: نتنياهو يدرك ضعف موقفه الانتخابي ويسعى لإبقاء إسرائيل في حالة حرب