في سجل الانتهاكات الطويل للاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، يبرز ملف سرقة الأعضاء البشرية من جثامين الشهداء كواحد من أشد فصوله قسوة ووحشية؛ هذه الانتهاكات ليست مجرد مزاعم عابرة، بل هي صرخات مروعة تخرج من باطن أرض قطاع غزة، مدعومة بسوابق تاريخية واعترافات رسمية سابقة من داخل مؤسسات الاحتلال الإسرائيلي.

إن ما يحدث، من تداول لجثث بلا قرنيات أو أكباد، وتحويل الأجساد الطاهرة إلى سلعة في سوق الأعضاء غير المشروع، يمثل نقطة تحوّل خطيرة تُجرّد الاحتلال من أي غطاء إنساني أو قانوني، إنها جريمة بشعة مزدوجة؛ قتل في الحياة، وامتهان للكرامة بعد الممات.

هذا الموضوع التفصيلي يكشف النقاب عن هذه الجرائم، ويقدّم الأدلة والشهادات، ويؤكد ضرورة استنفار الضمير العالمي قبل أن تُطمس آخر معالم العدالة والإنسانية.

جريمة تتجاوز حدود القتل.. فضيحة سرقة أعضاء جثامين الشهداء الفلسطينيين.. أدلة وشهادات تدين الاحتلال وتستوجب استنفار العالم.. فلطالما كان الاحتلال الإسرائيلي متورطا في انتهاكات جسيمة للقانون الدولي بحق الفلسطينيين، لكن ما يطفو على السطح مجددا من اتهامات خطيرة بـسرقة قرنيات العيون أو أكباد الشهداء في قطاع غزة، يمثل مستوى جديدا من الجرائم المروعة التي تنتهك كرامة الإنسان حتى بعد الممات، وتفضح الاحتلال بأشد العبارات، هذه التهم ليست وليدة اللحظة، بل هي امتداد لسلوكيات موثقة تعود لعقود، لكنها تتخذ بُعدا أكثر وحشية في ظل حرب الإبادة الجماعية الجارية على غزة.

1 - الاتهامات الحالية صرخة من غزة

- بيانات رسمية: اتهم المكتب الإعلامي الحكومي ووزارة الصحة في غزة؛ قوات الاحتلال الإسرائيلي صراحة باختطاف جثامين الشهداء وسرقة أعضاء حيوية منها، مطالبين بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة.

- شهادات مرعبة: بعد استلام جثامين شهداء، غالبا ما تكون في حاويات أو أكياس بلاستيكية ودون معلومات تعريفية، لاحظ أطباء وأهالي الضحايا وجود تغيرات كبيرة في ملامح الوجوه وفقدان أعضاء حيوية، مثل قرنيات العيون، والكلى، والكبد، وصمامات القلب. وأشار مديرو مستشفيات إلى أن بعض الجثامين وصلت مبتورة الأطراف أو متحللة، وبعضها كانت مشرحة.

- آثار التنكيل: الجثامين المسلّمة أظهرت أيضا علامات على إعدام ميداني وتعذيب ممنهج، من بينها آثار حبال وشنق، وسحق تحت جنازير الدبابات، مما يشير إلى مستوى غير مسبوق من التنكيل والامتهان لحرمة الموتى.

2- الأدلة التاريخية والسوابق الموثقة:

هذه الممارسات ليست حادثة معزولة، بل تندرج ضمن سوابق خطيرة وموثقة تكشف عن سياسة ممنهجة:

- اعترافات داخلية: في عام 2009، اعترف يهودا هس، المدير السابق لمعهد أبو كبير للطب الشرعي الإسرائيلي (المعهد الوحيد في إسرائيل)، صراحة في فيلم وثائقي أن طاقمه أخذ قرنيات وجلدا وصمامات قلب وعظاما من جثث الفلسطينيين في فترات مختلفة، دون علم أو موافقة ذويهم.

- شهادات أكاديمية: كشفت الباحثة الأنثروبولوجية الإسرائيلية مئيرة فايس في كتابها "على جثثهم الميتة"، أنها شاهدت خلال عملها في المعهد سرقة أعضاء وأنسجة من جثث الفلسطينيين والعمال الأجانب والجنود المرتزقة، لاستخدامها في زراعة الأعضاء للمرضى الإسرائيليين أو للأغراض البحثية في الجامعات.

- مقابر الأرقام وبنك الجلود: يحتجز الاحتلال مئات الجثامين للشهداء في ثلاجات سرية ومقابر الأرقام "مدافن عسكرية سرية تحمل أرقاما بدلا من الأسماء"، وهو احتجاز يهدف، حسب تقارير حقوقية، إلى إضفاء صبغة قانونية تسمح بالتصرف بالجثث وسرقة أعضائها، كما يشير البعض إلى امتلاك إسرائيل أكبر بنك للجلود البشرية المأخوذة من أجساد الضحايا.

3- الضرورة القصوى للاستنفار العالمي:

تعتبر سرقة الأعضاء من الجثث انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني، وقواعد الأخلاق الطبية، وتعد جريمة حرب مكتملة الأركان وانتهاكا لحرمة الموتى والمشاعر الدينية والإنسانية. لذلك، يجب على العالم أن يستنفر فورا ويتحمل مسؤولياته تجاه هذه الجرائم البشعة:

- تحقيق دولي عاجل: المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة تماما تملك صلاحيات الوصول الكامل والفوري إلى الجثامين المحتجزة والمستلمة، وإجراء فحوصات طبية شرعية دقيقة ومحايدة للكشف عن حقيقة سرقة الأعضاء وتحديد الجناة.

- محاسبة الجناة: تقديم المسؤولين عن هذه الجرائم ضد الإنسانية إلى المحكمة الجنائية الدولية وغيرها من هيئات العدالة الدولية.

- وقف الاحتجاز غير القانوني: الضغط الفوري على الاحتلال للإفراج عن جميع جثامين الشهداء المحتجزة في مقابر الأرقام أو الثلاجات، وتسليمها لذويها لدفنها بكرامة ووفقا لمعتقداتهم الدينية.

- التوعية وفضح الجريمة: على وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية والأكاديميين حول العالم تكثيف جهودهم لفضح هذه الجرائم ووضعها في صدارة الأجندة الدولية كدليل إضافي على فظاعة ممارسات الاحتلال.

ختاما، إن ترك هذه الجريمة تمر دون محاسبة هو مشاركة في الصمت على انتهاك كرامة الإنسان بعد موته، ويجب أن يرتفع صوت الضمير العالمي عاليا لوقف هذه الممارسات الشائنة وكشف الحقيقة كاملة، فالموتى يستحقون الكرامة، والضحايا يستحقون العدالة.

لقد أثبتت الأدلة، من شهادات أهالي الضحايا والأطباء في غزة إلى اعترافات المدير السابق لمعهد الطب الشرعي الإسرائيلي، أن جريمة سرقة أعضاء الشهداء الفلسطينيين ليست تهمة بل ممارسة ممنهجة. إن سياسة احتجاز الجثامين في مقابر الأرقام السرية وتجريدها من الأعضاء الحيوية، كقرنيات العيون والكلى، تمثل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وترقى إلى مستوى جرائم الحرب التي يجب ألا تمر دون عقاب.

إن صمت المجتمع الدولي أمام هذه الفظائع هو تواطؤ يمنح الضوء الأخضر لمزيد من التنكيل والامتهان. الواجب الإنساني والقانوني يحتم على كل جهة دولية، من محكمة الجنايات الدولية إلى لجان حقوق الإنسان، أن تتحرك فورا لتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة، وإجراء فحص طبي شرعي للجثامين المستردة والمحتجزة، وتقديم الجناة إلى العدالة، فحرمة الموتى خط أحمر، والحقيقة يجب أن تُكشَف، والعدالة يجب أن تتحقق، حتى لو كانت قادمة من قلب ظلام المشارح السرية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء سرقة جثامين غزة الاحتلال احتلال غزة سرقة جثامين قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مدونات قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جثامین الشهداء هذه الجرائم سرقة أعضاء

إقرأ أيضاً:

ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة

أشارت وزارة الصحة في غزة إلى ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 70373 شهيدا و171079 مصابا منذ 7 أكتوبر 2023.

وذكرت الوزارة أن هناك 4 شهداء و10 مصابين جراء غارات الاحتلال خلال 24 ساعة.

وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة أنه تلقى أكثر من 2500 نداء استغاثة خلال الساعات الـ24 الماضية، نتيجة تأثير المنخفض الجوي على مختلف مناطق القطاع.

اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا

روسيا: خسائر القوات الأوكرانية خلال الصراع تجاوزت مليون عسكري الدفاع المدني في غزة يحذر من كارثة إنسانية وسط المنخفض الجوي

وأكد الدفاع المدني أن خيام آلاف النازحين غير قادرة على تحمّل الظروف الجوية القاسية، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرّك العاجل لتوفير حماية وإيواء مناسبين للسكان المتضررين، ومنع تفاقم الأزمة الإنسانية المتصاعدة في القطاع.

وفي وقت سابق، حذّرت حركة حماس من خطورة الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، مؤكدة أن الظروف الحالية تستدعي إطلاق عملية إغاثة عاجلة لتوفير احتياجات النازحين الأساسية.

وقالت الحركة إن الخيام المتهالكة التي تقيم فيها آلاف العائلات غير صالحة لتحمّل الأمطار أو الظروف الجوية القاسية، الأمر الذي يهدد بزيادة المعاناة الإنسانية.

ودعت حماس إلى تحرّك دولي فوري لتفادي الآثار الخطيرة للمنخفض الجوي الجديد المتوقع خلال الساعات المقبلة، مشددة على ضرورة توفير حماية وإسناد عاجل للمدنيين في ظل استمرار العدوان ونقص خدمات الإيواء.

وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" استشهاد 165 طفلاً في قطاع غزة نتيجة سوء التغذية منذ أكتوبر 2023، مؤكدة أن ما يجري يعكس انهياراً غير مسبوق في الوضع الصحي للأطفال.

وحذّرت المنظمة من أن استمرار القيود على وصول المساعدات يفاقم الكارثة الإنسانية، ودعت إلى وقف فوري لقتل الأطفال وضمان تدفق الإغاثة دون عوائق.

وقالت "يونيسف" إن معدلات سوء التغذية بين الأطفال والنساء في غزة "مرتفعة للغاية"، مشيرة إلى أن مراكزها الصحية استقبلت 9300 طفل يعانون سوء التغذية الحاد.

وأضافت المنظمة أن 4 آلاف طفل ينتظرون الإجلاء الطبي العاجل للعلاج خارج القطاع، مؤكدة أن التأخر في تقديم الرعاية يشكّل تهديداً مباشراً لحياتهم ويستدعي تدخلاً دولياً فورياً.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، في وقت سابق، إن جيش الاحتلال حدد مناطق خضراء للأمريكيين ضمن الخط الأصفر برفح لبناء بنية تحتية للسكان.

وأضافت :"لن يدخل المناطق الخضراء برفح إلا العائلات الفلسطينية التي لا ترتبط بحماس".

واتهمت حركة حماس، في وقت سابق، جيش الاحتلال الإسرائيلي بعدم الالتزام ببنود المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدة أن أي نقاش حول المرحلة الثانية لن يُبحث قبل التنفيذ الكامل لما تم الاتفاق عليه.

وقالت الحركة إن الاحتلال يواصل هدم منازل الفلسطينيين داخل ما يعرف بالخط الأصفر، في امتداد للأعمال العسكرية التي كان يفترض أن تتوقف منذ اليوم الأول للاتفاق، معتبرة أن تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي تكشف بوضوح خرقاً واضحاً للالتزامات المتفق عليها.

مقالات مشابهة

  • إصابة طفلة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في رفح
  • صحة غزة تُصدر تقريرا جديدا لضحايا العدوان الإسرائيلي
  • حروب الشيطنة إنقاذ لسمعة الكيان الصهيوني
  • مداهمات الاحتلال الإسرائيلي في قرى القنيطرة ودرعا مستمرة
  • الاحتلال الإسرائيلي يعتقل فلسطينيين شرق القدس
  • ﻏﺰة.. ﺗﻮاﺟﻪ الموت ﺑﺮداً
  • إصابة طبيب برصاص الجيش الإسرائيلي في جنين
  • ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة
  • ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70 ألفًا و373 شهيدًا
  • استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي في رفح