اليوم.. محادثات أوروبية لمناقشة قيود الصين على صادرات المعادن النادرة
تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT
يعقد المفوض المسؤول عن الاستراتيجية الصناعية في الاتحاد الأوروبي ستيفان سيجورنيه محادثات عاجلة اليوم الاثنين مع الصناعات الأوروبية المتضررة من القيود التي فرضتها الصين على صادرات المعادن النادرة.
وأعلنت الصين، أكبر منتج في العالم للمعادن المستخدمة في صنع المغناطيسات الحيوية لصناعات السيارات والإلكترونيات والدفاع، هذا الشهر عن ضوابط جديدة على تصدير تكنولوجيات المعادن النادرة.
وأفاد الاتحاد الأوروبي بأن تلك القيود أجبرت بعض الشركات في الكتلة على وقف الإنتاج وألحقت أضرارًا اقتصادية.أخبار متعلقة مقتل شخصين.. اصطدام طائرة شحن بمركبة أرضية في هونج كونجبعد خطته في غزة.. زيلينسكي يدعو ترامب إلى زيادة الضغوط على بوتينالرد على القيود الصينية
وتنسق بروكسل أيضًا مع شركائها في مجموعة السبع بشأن طريقة الرد على القيود الصينية.
وسيعقد سيجورنيه اجتماعًا مع مسؤولين تنفيذيين من مختلف الصناعات عبر رابط فيديو في وقت مبكر من صباح الاثنين لتقييم تبعات القيود الصينية، ومناقشة الخطوات الإضافية التي ستتخذها بروكسل.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } محادثات أوروبية لمناقشة قيود الصين على صادرات المعادن النادرة - وكالات
وسيضم الاجتماع أعضاء من قطاعات السيارات والدفاع وطاقة الرياح والكيماويات ومعالجة المعادن، خصوصًا تلك المرتبطة بمشاريع المواد الخام الأوروبية.
ومن المقرر أن يشارك سيجورنيه تفاصيل المحادثات يوم الثلاثاء مع مفوضي الاتحاد الأوروبي خلال الجلسة العامة للبرلمان الأوروبي في ستراسبورج بفرنسا.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: بروكسل الاتحاد الأوروبي الصين صادرات المعادن النادرة المعادن النادرة المعادن النادرة الصينية المعادن النادرة
إقرأ أيضاً:
المعادن النادرة .. سلاح صيني يغيّر وجه العالم
صراحة نيوز– راشد فريحات
هدوء بكين وضجيج العالم
بينما تُغرق العواصم الكبرى نفسها في حسابات الأمن والسلاح والطاقة، تمضي بكين بخطى هادئة، واثقة، في مسرحٍ مختلف، حيث تُعاد كتابة موازين القوة من باطن الأرض لا من فوقها.
قراراتها الأخيرة، الصادمة والحازمة، حملت عنوانًا واضحًا: معادن نادرة ستغيّر قواعد اللعبة، وتعيد ترتيب موازين النفوذ لعقودٍ وعقود.
من باطن الأرض تُكتب القوة
في الأعماق الصينية حراكٌ صامت، يشبه نبضًا تحت التراب، حيث تختبئ المعادن النادرة، روح التكنولوجيا الحديثة وجوهرها، من السيارات الكهربائية، إلى الصواريخ الدقيقة، مرورًا بالتوربينات، والرقائق الذكية التي تُسيّر عالمنا المعاصر.
هيمنة الأرقام وقلق القوى
التقارير الدولية تكشف أن الصين تُنتج أكثر من سبعين بالمئة من المعادن النادرة، وتُكرّر تسعين بالمئة منها.
تلك الأرقام ليست مجرد مؤشرات اقتصادية، بل إعلان هيمنة جديدة على مفاصل الصناعة والتقنية في العالم.
الولايات المتحدة، اليابان، كوريا الجنوبية، والاتحاد الأوروبي هم الأكثر تضررًا من أي قرارٍ صيني يقيّد التصدير، لأن صناعاتهم جميعها تقوم على ما يخرج من باطن الأرض الصينية.
العرض العسكري ولغة المناجم
العرض العسكري الأخير في بكين، لم يكن استعراضًا للقوة بقدر ما كان رسالة مشفّرة من تحت الأرض.
فالصواريخ والمناجم تنطق بلغة واحدة: من يملك الموارد يفرض المعادلة، ومن يحميها يرسم المستقبل.
الاقتصاد كأداة نفوذ
تدرك العواصم الغربية أن الصين لم تعد مجرد مصنعٍ كبير، بل مركز قرارٍ عالميٍّ جديد.
ومع كل خطوة تتخذها لتقييد صادراتها من المعادن، تتزايد مخاوف الغرب من تحوّل الاقتصاد إلى أداة ضغطٍ جيوسياسي، وسلاحٍ لا يُرى لكنه يُغيّر الموازين بهدوءٍ بالغ.
ما بعد النفط .. يبدأ من باطن الصين
لم تعد القضية أرقامًا في سوقٍ عالمية، ولا مجرد تنافسٍ على الموارد.
إنها معركة خفيّة تُدار في صمت الأرض، حيث تصوغ الصين ملامح قوةٍ جديدة لا تعتمد على برميلٍ يُستخرج، بل على عنصرٍ حاسم من أعماق الجبال يُستولد.
هنا، تتحول المعادن النادرة إلى جوهر النفوذ الحديث، وإلى السلاح الذي يعيد رسم موازين العالم دون طلقةٍ واحدة.
أما الغرب، الذي اعتاد أن يُمسك بخيوط اللعبة، فيدرك اليوم أن الملعب تغيّر، وأن من يملك باطن الأرض، يملك ما فوقها أيضًا.
سباق البدائل بطيء ومتأخر
تحاول الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا وأستراليا بناء منظومات إنتاج وتكرير بديلة، لكن الجهود ما تزال في بداياتها.
فالصين سبقت الجميع بعقودٍ من الاستثمار الهادئ، والتخطيط العميق، لتصبح سلاسل التوريد تحت قبضتها، والعالم تحت إيقاعها.
حرب بلا دخان
العالم اليوم يعيش بدايات حرب المعادن، حربٌ بلا مدافع، تُستبدل فيها القوة بالنُّدرة، والمعارك بالمصانع، والضجيج بالصمت.
حيث تُعاد صياغة النفوذ من باطن المناجم، لا من ساحات القتال.
الصين .. حين تُعيد الأرض تعريف القوة
وفي خلفية المشهد، تقف الصين بلونها الأصفر، لون الأرض والسلطة والخلود، تمارس نفوذها بصمتٍ مهيب، وتُعيد تشكيل التوازنات دون أن تطلق رصاصة واحدة.
قراراتها الأخيرة تُظهر أن القوة لم تعد في السلاح فقط، بل في من يملك عناصر تصنيعه.
الأردن والعرب .. فرصة قبل أن تُغلق المناجم
وهنا يقف الأردن والعالم العربي أمام اختبارٍ جديد.
فالثروات موجودة، والمعادن متوفرة، لكن ما ينقص هو الرؤية والاستثمار الذكي.
التجربة الصينية تُثبت أن القيمة لا تكمن في المادة الخام، بل في من يُحسن إدارتها، ويحوّلها إلى نفوذٍ اقتصادي واستراتيجي متكامل.
قد لا نملك الوقت الكثير، فالعالم يُعاد تشكيله من الأعماق، ومن يتأخر عن المناجم، يتأخر عن المستقبل.