الثورة نت:
2025-10-21@02:24:16 GMT

الشهيد الغماري .. جهاد واستشهاد

تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT

 

للعظمة رجالها، وللقيادة أهلها، وللبطولة فرسانها، وللبذل والجود والعطاء كوادر أخلصت النوايا، وصدقت في الأقوال والأفعال، وجادت بالمال والنفس، وللجهاد رجال مؤمنون “صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا”، رجال باعوا من الله أنفسهم والله اشتراها منهم بثمن غالٍ جدًّا وهو الجنة، وهي التجارة الأكثر ربحية، والأعظم ثمرةً، والأكبر حجمًا، والتي لا تضاهيها أي تجارة على وجه المعمورة على مر العصور إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

تجارة اختص بها الله الخُلُّص من أوليائه المؤمنين المجاهدين في سبيله، الذين خرجوا ابتغاء مرضاته، ومن هؤلاء القائد المجاهد الكبير الفريق الركن الشهيد محمد عبد الكريم الغماري رئيس هيئة أركان القوات المسلحة اليمنية الفارس الحيدري الذي ترجل من على صهوة جواده ليرتقي شهيدًا على إثر غارة جوية لكيان العدو الصهيوأمريكي على بلادنا وهو يؤدي واجبه الجهادي المقدس في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس على طريق القدس والتي كان قائدها الميداني الفذ، وعقلها المدبر، و مهندس تفاصيلها الدقيقة، والمتحكم في مسارها، والوقود الذي يشعلها حممًا بالستية فرط صوتية صاروخية ملتهبة، وطائرات مسيرة هجومية متفجرة، تحت قيادة ربان السفينة وقائد المسيرة، السيد القائد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي ( يحفظه الله).

تاريخ نضالي جهادي مزدان بحلل الألق والبهاء، ومرصع بنياشين البطولة والعظمة والشجاعة والبأس والإقدام، والبذل والعطاء والشموخ والإباء والتضحية والفداء، من حروب صعدة الظالمة برز الشهيد الغماري مجاهدًا مقدامًا صال وجال في مختلف الجبهات والمحاور التي عمل نظام السعودية والولايات على دعمها وإسنادها في محاولة منهم لوأد المسيرة القرآنية في مهدها، واستهدافها في مسقط رأسها، والقضاء عليها في مراحلها الأولى، فكان القائد الميداني الفذ الذي نجح بامتياز في المهام العسكرية والأمنية التي أوكلت له، حيث أبلى بلاءً حسنًا، وكان لحضوره البارز في ثورة 21 سبتمبر وما تلاها من أحداث متمثلة في العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي ومشاركته في عدد من جبهات العزة والكرامة إلى جانب المجاهدين العظماء، حيث حكى لي أحد المجاهدين عن الزيارات التي قام بها الشهيد الغماري لهم والأسلوب الذي كان يتعامل به معهم والروح المعنوية التي كان يصنعها في أوساطهم، والرعاية والاهتمام والتفقد الذي كان يحيطهم به، والذي جعل من زياراته لهم أشبه بالعيد.

علاوةً على ما تميز به من ملكات إدارية وتطلعات عسكرية واسعة الأفق في جانب تعزيز قوة الردع اليمني، ما أهّله لاحقًا لتولي المهام الأمنية والعسكرية والتي كان آخرها توليه مهام رئاسة هيئة الأركان العامة بالقوات المسلحة اليمنية منذ العام 2016 وحتى اللحظة التي ارتقى فيها شهيدًا رِفقةَ نجله حسين وثلاثة من مرافقيه.

ويحسب للقائد المجاهد الشهيد الغماري إدارته الحكيمة ومشاركته الفاعلة والمشهودة في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس دعمًا وإسنادًا لغزة، وبصماته الواضحة في مجال التصنيع الحربي، والذي أعطاه جل وقته، وأحاطه برعايته واهتمامه، بل وإشرافه المباشر على المسرح العملياتي في إطار مسار الحشد والتعبئة، والاستعداد والجهوزية، لخوض غمار المواجهة مع العدو الأمريكي والصهيوني وأذنابهما والتي تأتي ردة فعل على معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس التي تخوضها بلادنا دعمًا وإسنادًا لغزة وفلسطين.

كل هذه الأدوار، وكل هذه المهام، وكل هذه المسؤوليات، قام بها ونفذها بكل كفاءة وفاعلية بصمت، نعم بصمت بعيدًا عن الظهور الإعلامي، وعدسات الكاميرات، حيث كان حريصًا على أن يعمل في صمت خلف الأضواء، لأنه كان لا يرى في ذلك أهميةً بالنسبة له؛ باعتبار ما يقوم به مسؤوليةً وواجبًا دينيًّا مقدسًا لا يحتاج إلى شكر وثناء، ولا كاميرات وأضواء، ولا إشادة وإطراء، فمن الله وحده كان يبغي الأجر و الثواب والجزاء، هكذا عرفه كل من حوله، وبهكذا عرفناه خلال تلكم المراحل التي تولى فيها المهام والمسؤوليات التي أوكلت له.

خلاصة الخلاصة: لقد توّج القائد المجاهد محمد عبد الكريم الغماري مسيرته الجهادية النضالية الإيمانية بالشهادة في سبيل الله رِفقةَ فلذة كبده حسين ومرافقيه العظماء، في أقدس معركة (معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس) دعمًا وإسنادًا لغزة وفلسطين، وأشرف ساحة (على طريق القدس)، لقد نال ما تمناه، وما يتمناه كل مؤمن صادق مخلص لله ولرسوله، لقد أوفى بالعهد وأَبرَّ بالقسم، ولا غرابة أن يحتشد اليمنيون بكل تلكم الجموع الغفيرة من مختلف المحافظات بالأمس في مراسيم تشييعه المهيبة، وفاءً له وللإرث الذي خلّفه، وللمواقف والبطولات التي سطّرها، والتضحيات العظيمة التي قدّمها في سبيل الله، فهنيئًا لك أيها الشهيد المجاهد هذا المقام وهذه المكانة وهذا الحب وهذا التكريم وهذا الاصطفاء، وهذا الوفاء الرسمي والشعبي المستحق، وطبتم، وطابت روحكم الطاهرة ورفاقكم الشهداء العظماء في أعلى عليين.

والعاقبة للمتقين.

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الشهيد القائد محمد الغماري .. أسطورة مقاومة كتبها اليمن بالدم والشهادة

برحيل القائد المجاهد محمد الغماري، فقدت الأمة أحد أبرز رموزها العسكرية والجهادية في معركة العزة والكرامة، لم يكن الغماري قائداً عادياً، بل كان عنواناً للصبر والثبات، ورمزاً للبطولة والانتماء العميق لقضايا الأمة، وفي مقدمتها قضية فلسطين، وقد توالت الشهادات التي خطّها العلماء والقادة والمفكرون في وداعه، لتكشف عن حجم الأثر الذي تركه في الوجدان الشعبي والجهادي، وعن القيمة الاستراتيجية التي مثّلها في ميدان المواجهة.

يمانيون / خاص

 

مفتي الديار اليمنية .. الغماري مدرسة في الصبر والثبات

في مشهد وداعي مهيب، تصدّر مفتي الديار اليمنية المشيعين، قائلاً بكلمات تفيض حزناً وثباتاً، هذا المصاب العظيم والجلل، لا ينبغي ولا يجوز أن يثنينا عن مواصلة نصرة المستضعفين من عباد الله والجهاد في سبيل الله حتى نلقى الله تعالى وهو راضٍ عنا،

كلمات المفتي لم تكن رثاءً فحسب، بل تأكيداً على أن الغماري لم يرحل وحده، بل ترك من خلفه خطّاً جهادياً ومساراً نضالياً لا يتوقف، فقد كان شهيداً يعيش لقضيته ويقاتل من أجلها بروح لا تعرف الانكسار، وها هو اليوم يتحول إلى رمز خالد يلهم الملايين.

 

رئيس وكالة سبأ .. دماء الغماري توحّد الحشود وتُربك الخصوم

نصر الدين عامر، رئيس وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”، أضاء على دلالات المشهد الشعبي في التشييع، قائلاً : هذه الحشود المليونية الوفية لم تتراجع أمام التهديدات ولا الطائرات ولا حاملات الطائرات،  لقد أرسل الشعب اليمني رسالة واضحة في تشييعه للقائد الغماري، مفادها، نحن على العهد ماضون، مهما كانت التحديات ومهما كانت التضحيات.

إنها شهادة تعكس حجم الحضور الشعبي والروحي للغماري، الذي لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان حالة شعبية ملهمة جمعت حولها القلوب والعقول، وحوّلت دمه الطاهر إلى وقود جديد لمواصلة المسيرة.

 

الشهيد الغماري .. من اليمن إلى فلسطين جسر الدم والمصير

في بعدٍ إقليمي أوسع، وصف خالد عبدالمجيد، الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، الغماري بأنه: قائد إقليمي استثنائي، وحلقة دم بين اليمن وفلسطين في معركة طوفان الأقصى، بهذا الوصف، يتحوّل الغماري إلى جزء من المعادلة الكبرى للمقاومة، وإلى رابط حيّ في النضال العربي المشترك، ما بين صنعاء وغزة، بين اليمن وفلسطين، بين جبهات الصمود وميادين التحرير.

 

استشهاد الغماري فجر إرادة جديدة

حزام الأسد، عضو المكتب السياسي لأنصار الله، أشار إلى أن رحيل الغماري لم يكن خسارة ميدانية، بل ولادة جديدة لإرادة أعظم، قائلاً: استشهاد الغماري لم يُربك الجبهة اليمنية، بل فجّر معركة بزخم أكبر في وجه الكيان الصهيوني،

بهذه الرؤية، يتحول الغماري سلام الله عليه، إلى شرارة لمعارك قادمة، وبصمة واضحة في المعادلة العسكرية والسياسية، ما يضع استشهاده في سياق تصاعدي لا يتوقف عند حدود الجغرافيا.

 

 الغماري جزء من مدرسة استراتيجية يمنية مستقلة

أما الخبير العسكري العميد معمر معربوني، فقد اعتبر أن اليمن من خلال أمثال الغماري، بات يشكل نموذجاً فريداً في إدارة الصراع، قائلاً: اليمن يُمهد لمدرسة عسكرية استراتيجية مستقلة، قائمة على تكامل الإرادة والإدارة.

وبذلك فإن الغماري ليس فقط بطل ميداني، بل مؤسس لنهج عسكري جديد، يمزج بين العقيدة القتالية والإدارة الفعّالة، ويؤسس لمنظومة عربية صاعدة في إدارة المعارك والسياسات الدفاعية.

 

الشهيد القائد محمد عبدالكريم الغماري .. بداية لا نهاية

استشهد القائد محمد الغماري، لكنّه لم يرحل من الذاكرة. بل بات اسمه عنواناً لمرحلة، وصوته يصدح في كل هتاف يمني وفلسطيني وعربي حر، هو الذي حارب الكيان الصهيوني وأرّق قياداته، وجعل من دمه بداية لزواله كما قال رفاق دربه

من كان يظن أن شهادة الغماري ستكسر الصف، فوجئ بأنها قوّت العزم ووحّدت الصفوف،  ومن ظن أن غيابه سيكون فراغاً، وجد أن روحه كانت أوسع من كل الميادين، وأن إرثه لن يُنسى، بل سيُتداول في كل جبهة وعلى كل لسان.

محمد الغماري .. اسمٌ كتب بالدم، وعاش في القلوب، وارتقى في ميادين العزة حتى صار جزءاً من سردية النصر القادمة.

مقالات مشابهة

  • الشهيد الغماري.. القائد الذي ترجم الإيمان سلاحًا والنصر وعدًا وواقعًا
  • الشهيد القائد محمد الغماري .. أسطورة مقاومة كتبها اليمن بالدم والشهادة
  • الرئيس المشاط: الشهيد الغماري ارتقى شهيدا في أشرف معركة وأطهر قضية
  • الرئيس المشاط: الشهيد المجاهد محمد الغماري ارتقى شهيدًا في أشرف معركة وأطهر قضية
  • سرايا القدس تنعى الشهيد محمود عبد الله الذي ارتقى بسجون الاحتلال
  • اليمن تشيع الشهيد الفريق ركن محمد الغماري
  • اليمن يودع الشهيد الغماري على درب الفتح الموعود والجهاد المقدس
  • انطلاق مراسيم تشييع الشهيد المجاهد الغماري
  • اليمن يودع الشهيد القائد الغماري