مع تسارع وتيرة التكنولوجيا وتغلغلها في تفاصيل الحياة اليومية، برز نوع جديد من الجرائم لا يستخدم فيه الجاني سلاحًا تقليديًا، بل يكفيه جهاز حاسوب أو هاتف ذكي واتصال بالإنترنت، إنها جرائم الابتزاز الإلكتروني، التي تحولت إلى خطر داهم يطارد الأفراد من خلف الشاشات، ويهدد أمنهم النفسي والاجتماعي.

تعتمد هذه الجرائم في جوهرها على استغلال صور شخصية أو محادثات خاصة أو حتى معلومات تم جمعها بطرق ملتوية، سواء عن طريق اختراق الحسابات أو التواصل المباشر مع الضحية، ليبدأ بعدها مسلسل التهديد والضغط النفسي، إما بطلب مبالغ مالية أو بمطالب غير أخلاقية، مقابل عدم النشر أو الفضح.

ويبدأ السيناريو عادة بخداع الضحية، حيث يتم استدراجه في محادثة أو علاقة افتراضية، يتخللها تبادل للصور أو التفاصيل الخاصة، ثم يتم استغلالها لاحقًا كورقة ضغط.

وفي حالات أخرى، يتم الحصول على هذه المعلومات من خلال اختراق الحسابات أو استخدام برمجيات تجسس تزرع خلسة في أجهزة المستخدمين.

خطورة الابتزاز الإلكتروني لا تقف عند الضرر المادي أو المعنوي فحسب، بل قد تدفع بعض الضحايا إلى الانتحار، خاصة في حالات المراهقين أو الفتيات، ممن يتعرضن للتهديد بفضح صور أو مقاطع فيديو محرجة، وغالبًا ما تتردد الضحايا في الإبلاغ خوفًا من الفضيحة أو من نظرة المجتمع، وهو ما يعزز من تغوّل المبتز واستمراره في إيذاء الآخرين.

لكن في المقابل، تبذل وزارة الداخلية جهودًا كبيرة لملاحقة مرتكبي هذا النوع من الجرائم، من خلال قطاع مكافحة جرائم تقنية المعلومات، حيث يتم تتبع البلاغات بدقة، والوصول إلى هوية المتهمين رغم محاولاتهم إخفاء أنفسهم خلف حسابات وهمية أو برامج تشفير.

وقد أسفرت الحملات عن ضبط عدد كبير من المتورطين في جرائم الابتزاز والنصب الإلكتروني، وإحالتهم للنيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية.

قانون العقوبات لم يغفل هذه الجرائم، فقد نصت المادة 327 على أن كل من هدد غيره كتابة بارتكاب جريمة ضد النفس أو المال يعاقب بالحبس، أما إذا كان التهديد مصحوبًا بطلب أو بتكليف بأمر فإنه يعاقب بالسجن، كما تنص المادة 25 من قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات على معاقبة كل من اعتدى على أي من المبادئ أو القيم الأسرية في المجتمع المصري بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وغرامة تبدأ من 50 ألف جنيه وقد تصل إلى 100 ألف جنيه.

ويتكرر تحذير الجهات الأمنية للمواطنين بضرورة عدم إرسال أو الاحتفاظ بصور خاصة على الإنترنت، وعدم التفاعل مع الغرباء، والإبلاغ الفوري في حالة التعرض لأي تهديد، مؤكدين أن سرية بيانات المبلّغ مضمونة بالكامل، وأن القانون يقف إلى جانب الضحية ويحاسب الجاني.

يظل الوعي الرقمي هو خط الدفاع الأول، ولا تزال الحاجة ملحة لنشر الثقافة القانونية والتقنية بين فئات المجتمع، خاصة الشباب والمراهقين، للحد من انتشار هذه الجرائم التي تستهدف الخصوصية وتزعزع الأمن الاجتماعي في صمت.



المصدر: اليوم السابع

كلمات دلالية: الابتزاز جرائم الابتزاز عقوبة الابتزاز الداخلية حوادث

إقرأ أيضاً:

دراسة: مشاهدة التلفاز قبل النوم تضعف الذاكرة قصيرة المدى

كشفت دراسة حديثة أعدتها جامعة هارفارد أن التعرض لشاشات الهواتف الذكية أو الحواسيب أو التلفاز قبل النوم مباشرة يمكن أن يؤثر سلبًا على الذاكرة قصيرة المدى، ما ينعكس على القدرة على التركيز والاستيعاب في اليوم التالي، والدراسة ركزت على تأثير الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات على نمط النوم ووظائف الدماغ المرتبطة بتخزين المعلومات.

ليلة لن تتكرر.. كاتي بيري نجمة تتلألأ تحت أضواء الأهرامات في أولى حفلاتها بمصر دليل مرضى القلب لمواجهة فيروسات الشتاء والحفاظ على الصحة أبرز الأمراض التي تهدد مرضى القلب خلال فصل الشتاء مع دخول فصل الشتاء.. تحذير لمرضى القلب من مخاطر البرد "عاهة هتفضل معايا طول عمري".. رحمة حسن تنهار بعد خطأ طبي فادح (صور صادمة) بيصلي على كرسي.. أول ظهور لتامر حسني بعد استئصاله جزء من الكلى (صور) قائمة المشاركين ‏بمنصة الأفلام بمهرجان القاهرة الدولي للفيلم ‏القصير ‏ فيروس ماربورج.. تهديد وبائي جديد يلوّح في أفق جنوب إفريقيا وإثيوبيا بعد الهجوم عليها.. بدرية طلبة تتوعد المسيئين بالقانون حسام حبيب يحسم الجدل حول صورته مع شيراز.. "شائعات ارتباطنا غير صحيحة"

وشملت الدراسة أكثر من 300 مشارك تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عامًا، حيث تم تقسيمهم إلى مجموعتين: الأولى استخدمت الشاشات لمدة ساعة قبل النوم، والثانية لم تستخدم أي أجهزة إلكترونية خلال نفس الفترة. وأظهرت النتائج أن المجموعة الأولى سجلت انخفاضًا ملحوظًا في قدرة الدماغ على الاحتفاظ بالمعلومات الجديدة، مقارنة بالمجموعة الثانية التي حافظت على نوم طبيعي وعميق.

 

وأوضحت الدراسة أن الضوء الأزرق الصادر من الشاشات يثبط إنتاج هرمون الميلاتونين، وهو المسؤول عن تنظيم النوم، ما يؤدي إلى تقليل جودة النوم العميق الذي يلعب دورًا رئيسيًا في معالجة المعلومات وتثبيتها في الذاكرة. بالإضافة إلى ذلك، أشارت النتائج إلى أن الاستعمال المكثف للأجهزة قبل النوم يزيد من معدل الاستيقاظ الليلي ويؤثر على دورة النوم الطبيعي، ما يضعف وظائف الإدراك في اليوم التالي.

 

ونوه الباحثون إلى أن هذه المشكلة ليست مقتصرة على البالغين فقط، بل تمتد لتشمل الأطفال والمراهقين، الذين يقضون ساعات طويلة أمام الهواتف أو الحواسيب، خاصة قبل أداء الواجبات المدرسية أو النوم. وأكدوا أن هذه العادة قد تؤدي على المدى الطويل إلى صعوبات في التعلم والتركيز، ما يستدعي تدخل الأهل والمعلمين لوضع حدود واضحة لاستخدام الأجهزة قبل النوم.

 

وأوصى الخبراء باتباع بعض الاستراتيجيات البسيطة لتقليل الأثر السلبي للشاشات، مثل إيقاف الأجهزة قبل ساعة على الأقل من النوم، استخدام خاصية الوضع الليلي لتقليل انبعاث الضوء الأزرق، وممارسة أنشطة هادئة مثل القراءة الورقية أو التأمل قبل النوم. كما شددوا على أهمية الحفاظ على روتين ثابت للنوم لضمان استرخاء الدماغ وتعزيز وظائف الذاكرة.

 

ويؤكد العلماء أن ضبط استخدام الشاشات قبل النوم لا يحمي الذاكرة فحسب، بل يحسن أيضًا المزاج، ويقلل من الشعور بالتعب، ويساهم في تعزيز الأداء الذهني بشكل عام. ويعتبر هذا البحث خطوة مهمة لفهم العلاقة بين التكنولوجيا الحديثة وجودة النوم وصحة الدماغ، مع تقديم حلول عملية سهلة التطبيق.

مقالات مشابهة

  • كاتب سعودي يطالب بإحالة جرائم الإنتقالي بحضرموت إلى الجنائية الدولية
  • من البر إلى الابتزاز متى يتحول اعتداء الأبناء على مال والدهم إلى جناية؟
  • المهن التمثيلية تواجه أشباح الذكاء الاصطناعي .. المستشار القانوني للنقابة يكشف
  • نقابة المهن التمثيلية تواجه أشباح الذكاء الاصطناعي.. المستشار القانوني للنقابة يكشف التفاصيل
  • المهن التمثيلية تواجه أشباح الذكاء الاصطناعي.. المستشار القانوني للنقابة يكشف التفاصيل
  • أخطر قضايا الابتزاز الإلكتروني.. نيابة الجيزة تفك لغز حساب “الشيخ الروحاني"
  • مساعد وزير الداخلية الأسبق: المشاكل الأخلاقية والأمنية الأخيرة نتاج لغياب الانضباط والحوكمة
  • دراسة: مشاهدة التلفاز قبل النوم تضعف الذاكرة قصيرة المدى
  • محمود عبد الراضي: الداخلية تواجه خروقات الانتخابات بحزم وتؤمن إرادة الناخبين
  • صديق الضحية فسخ خطوبة: الخناقة بدأت بسبب ركوب العربية مع البنت