منظمة أوروبية: أصداء هجمات صنعاء على اسرائيل والسفن ترددت خارج حدود اليمن
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
ففي السابع من أكتوبر 2023، اندلعت حرب عسكرية بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وإسرائيل، ورداً على ذلك، بدأ اليمنيون في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على السفن في البحر الأحمر. وتتمثل أهدافهم المعلنة في تعطيل التجارة البحرية كوسيلة لفرض نهاية للحرب في غزة وإدخال المساعدات إلى القطاع.
وأكدت المنظمة أن التصعيد المتبادل أدى إلى تعطيل التجارة البحرية وتورطت فيه، بين جهات أخرى، الولايات المتحدة التي شنت حملة عسكرية على اليمن من أبريل حتى مايو، قبل أن تتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق للنار.
وذكرت المنظمة أن لدى الاتحاد الأوروبي الكثير مما هو على المحك في هذا المسرح. فقد أثرت الانقطاعات في إمدادات النفط والشحنات الأخرى التي تمر عبر الممر المائي الاستراتيجي في البحر الأحمر، بسبب هجمات اليمنيين، على بعض الدول الأعضاء بشدة. وقد ارتبطت معظم السفن المستهدفة بدول الاتحاد الأوروبي، حيث عانت اليونان من أكبر عدد من الحوادث خلال العامين الماضيين.
وطوال أزمة البحر الأحمر، استهدف اليمنيون إسرائيل، بداية بالصواريخ الباليستية، ثم الانتقال إلى أسلحة أكثر تطوراً. ومن أبرز هذه الهجمات هجوم بطائرة مسيرة في يوليو 2024 على وسط تل أبيب، والذي أسفر عن سقوط أول قتيل إسرائيلي بسبب هذه الهجمات.
وأفادت المنظمة أن أصداء هجمات صنعاء على سفن الشحن في البحر الأحمر ترددت خارج حدود اليمن، بما في ذلك أوروبا، التي تعتمد اعتماداً كبيراً على مضيق باب المندب، الذي تمر من خلاله مئات السفن المحملة بالنفط وغيره من السلع التجارية.. أن هذا هو الوقت المناسب لبروكسل ودول الأعضاء لمضاعفة جهودها الدبلوماسية. ونتيجة لذلك، ينبغي للاتحاد الأوروبي الاستثمار في بنية أمنية طويلة الأمد للبحر الأحمر، مما يمكّن من تعزيز الاستقرار الإقليمي.
ورأت المنظمة أن الاستقرار الدائم يتطلب أيضاً حل الحرب في اليمن بجميع أبعادها الإقليمية - وهو أمر اعترف به الاتحاد الأوروبي في استنتاجات مجلسه في مايو 2025. وقد تكون نقطة البداية لدفعة دبلوماسية جديدة هي خارطة الطريق السعودية اليمنية التي وُضعت قبل أزمة البحر الأحمر، والتي تتضمن وقف إطلاق نار على مستوى البلاد، ودفع رواتب الموظفين، واستئناف صادرات النفط، والأهم من ذلك أنها تضع الأساس لمحادثات يمنية - يمنية بقيادة الأمم المتحدة من شأنها أن تجمع الفصائل المستبعدة من الحوار الثنائي السعودي-اليمني.
وبينما يشجع الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء على المضي قدمًا في هذه الخطوط، يجب عليهم أيضاً إشراك واشنطن بهدوء في مسألة كيفية استخدام رفع العقوبات المحتمل كحافز للتقدم، مع منعها في الوقت ذاته من تقويض احتمالات التوصل إلى تسوية سياسية.
كما يمكن لبروكسل بذل المزيد من الجهود لتشجيع إعادة بناء العلاقات بين المجتمعات المتحالفة مع حركة "أنصار الله" وتلك المتحالفة مع السعودية. على سبيل المثال، بينما يُقيّم الاتحاد الأوروبي دعمه طويل الأمد لجهود الوساطة من المسار الثاني في اليمن، ينبغي عليه النظر في زيادة الاستثمار في تعزيز التبادلات بين الوسطاء المحليين ولجان المصالحة. كما يمكنه العمل على تعزيز العلاقات بين المجتمعات المحلية من خلال دعم الخدمات المشتركة. ومن الأمثلة على ذلك مشروع كهرباء مأرب، الذي يقع في مناطق سيطرة حكومة المرتزقة، ولكنه يمد أيضاً صنعاء بالكهرباء. إن إشراك قادة المجتمع من كلا الجانبين لإعادة تفعيل هذه الخدمة من شأنه أن يعود بالنفع على جميع الأطراف.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی البحر الأحمر المنظمة أن
إقرأ أيضاً:
رويترز: ممثل اليونيسف في اليمن "بريطاني الجنسية" في اليمن بين 20 موظفا أمميا يحتجزهم الحوثيون في صنعاء
أفادت وكالة رويترز أن جماعة الحوثي تحتجز ممثل اليونيسف في اليمن، البريطاني بيتر هوكينز، ضمن 20 من موظفي الأمم المتحدة، غداة اقتحامهم مجمعا تابعا للمنظمة في صنعاء التي يسيطرون عليها، على ما أفاد مسؤول أممي وكالة فرانس برس الأحد.
وهوكينز هو أرفع مسؤول في الأمم المتحدة يحتجزه المتمردون اليمنيون في إطار هجماتهم المتواصلة منذ نحو شهرين والتي تستهدف الموظفين الأمميين في البلد الغارق في الحرب منذ سنوات.
وقال المسؤول الذي تحدث شرط عدم ذكر اسمه إنّ “بيتر هوكينز ضمن الـ15 موظفا دوليا المحتجزين في المجمع” الذي يعيش فيه موظفو الأمم المتحدة في العاصمة اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون منذ 2014.
وكان الحوثيون احتجزوا نائبته الأردنية لانا شكري كتاو لعدة أيام في صنعاء الشهر الماضي قبل إطلاق سراحها.
وأكّد مصدران أمنيان حوثيان في صنعاء لفرانس برس أنّ هوكيز ضمن 15 موظفا أجنبيا من مسؤولي الوكالات والمنظمات الأممية محتجزين داخل المجمع منذ السبت.
عُيّن هوكينز االبالغ 64 عاما في منصبه ممثلا لليونيسف باليمن في تشرين الثاني/نوفمبر 2022 بعد أن شغل المنصب ذاته في العراق (2015 -2019) ونيجيريا (2019-2022).
وقبل التحاقه بالأمم المتحدة في 2015، سبق له العمل في مشاريع إغاثية حكومية وغير حكومية في إثيوبيا وأفغانستان وسريلانكا.
والشهر الماضي، تحدّث هوكينز عن تحديات العمل في اليمن خلال مقابلة مع موقع الأمم المتحدة، خصوصا احتجاز موظفي المنظمة.
وقال إنّ “هذا يخلق حالة من عدم اليقين بشأن سلامة وأمن موظفينا”.
وفي وقت سابق الأحد، أفاد المتحدث باسم منسق الأمم المتحدة المقيم في اليمن أنّ المتمردين يحتجزون منذ السبت 20 موظفا من الأمم المتحدة بينهم 15 أجنبيا دون الكشف عن مناصبهم أو هوياتهم.
وقال جان علم المتحدث باسم منسق الأمم المتحدة المقيم في اليمن إنّ المتمردين “يحتجزون خمسة موظفين محليين و15 موظفا دوليا داخل مجمع الأمم المتحدة” الذي اقتحمه الحوثيون السبت.
وأشار علم إلى أنّ الأمم المتحدة على “اتصال بالسلطات في صنعاء والدول الأعضاء المعنية وحكومة اليمن لحل هذا الوضع الخطير في أسرع وقت ممكن، وإنهاء احتجاز جميع الموظفين، واستعادة السيطرة الكاملة على منشآتها في صنعاء”.
وكان هذا المتحدث الأممي في اليمن أفاد السبت وكالة فرانس برس بأنّ قوات أمن تابعة للحوثيين دخلت مجمع الأمم المتحدة في صنعاء “من دون تصريح”.
وكان المتمرّدون الحوثيون قد اقتحموا مكاتب الأمم المتحدة في صنعاء في 31 آب/أغسطس واحتجزوا أكثر من 11 موظفا، وفقا للأمم المتحدة.
ومذاك الحين، اعتقل المتمردون عددا آخر غير محدد من موظفي الأمم المتحدة في المناطق التي يسيطرون عليها.
وقال مسؤول حوثي كبير لفرانس برس، إنّهم يشتبهون في أنّهم كانوا يتجسّسون لحساب الولايات المتحدة.
– شبهة “التجسس” –
في الأشهر الأخيرة، أوقف عشرات من موظفي الأمم المتحدة في مناطق يسيطر عليها المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران.
ويتهم الإعلام التابع للحوثيين وكالات الأمم المتحدة بأنها “واجهة إنسانية لأعمال تجسسية”.
وقال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك السبت، إنّ 53 موظفا أمميا محتجزون لدى الحوثيين، مضيفا “سنواصل الدعوة إلى إنهاء احتجازهم التعسفي”.
وأشار إلى أنّ بعضهم انقطعت أخبارهم منذ سنوات.
والخميس، اتهم زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي في خطاب متلفز، منظمات تابعة للأمم المتحدة، منها برنامج الأغذية العالمي واليونيسف، بالمشاركة في “الدور التجسسي العدواني”.
وقال إن بعض موظفيها أدوا دورا “في الاستهداف الإسرائيلي لاجتماع الحكومة، واستهداف رئيس الحكومة ورفاقه”.
ووصف دوجاريك هذه الاتهامات بأنها “خطرة وغير مقبولة”، مشيرا إلى أنّها “تعرّض سلامة موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني للخطر، وتقوّض عمليات الإغاثة الحيوية”.
في منتصف أيلول/سبتمبر، أعلنت وزارة الخارجية اليمنية والأمم المتحدة نقل مقر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن رسميا من العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، إلى مدينة عدن.
تتخذ الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا مقرا في عدن بعدما سيطر الحوثيون على صنعاء في 2014.
وفي 28 آب/أغسطس 2025، قتلت ضربة نفّذتها الدولة العبرية على صنعاء رئيس حكومة الحوثيين أحمد غالب الرهوي إلى جانب عدد من الوزراء والمسؤولين، خلال اجتماع لهم.
والخميس، أعلن الحوثيون مقتل رئيس أركان قواتهم محمد عبد الكريم الغماري في غارة إسرائيلية، فيما أكّد الجيش الإسرائيلي لاحقا مقتله عقب الضربة التي نفّذها في أواخر آب/أغسطس.
وأدى النزاع المتواصل منذ أكثر من عشر سنوات في اليمن، أحد أفقر بلدان شبه الجزيرة العربية، إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.