جثامين أسرى غزة تكشف جرائم تعذيب وإعدام ميداني فضيعة
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
غزة|يمانيون
أفاد مدير المركز الفلسطيني للمفقودين والمختفين قسريًا، أحمد مسعود، أن التقديرات الأولية تشير إلى أن نحو 6 آلاف فلسطيني من قطاع غزة في عداد المفقودين والمختفين قسريًا منذ اندلاع الحرب الأخيرة، في ظل ظروف ميدانية وأمنية معقدة تعيق عمليات التوثيق والبحث.
وأوضح مسعود ،وفق ما نقله المركز الفلسطيني للإعلام، أن المركز وثّق حتى الآن 1300 حالة مفقودين، ويواصل العمل لجمع بيانات دقيقة حول هوياتهم وملابسات اختفائهم، رغم ما يواجهه من صعوبات كبيرة في الوصول إلى المعلومات الموثوقة بسبب الدمار الواسع وانقطاع الاتصالات في كثير من المناطق.
وأضاف أن غالبية المفقودين من فئة الشباب، ما يفاقم الأبعاد الإنسانية والاجتماعية لهذه القضية في مجتمع يعاني أصلًا من آثار الإبادة والحصار.
وفي سياق متصل، أعلن مجمع ناصر الطبي في خانيونس عن تسلّم جثامين 15 شهيدًا كانت محتجزة لدى سلطات العدو الإسرائيلي، بينما أفادت وزارة الصحة في غزة أن إجمالي الجثامين التي تسلمتها من الاحتلال بلغ 165 جثة مجهولة الهوية منذ بداية الحرب.
كما تمكّنت عائلات من التعرّف على جثمان الشهيد عبد الرحيم جميل أبو أمونة من مخيم النصيرات، أحد شهداء عملية “الطوفان” في 7 أكتوبر 2023.
وأشارت الوزارة إلى أن العائلات والطواقم الطبية تواجه صعوبات كبيرة في التعرف على الجثامين بسبب آثار التعذيب الوحشي والإعدام الميداني التي تظهر بوضوح على أجساد الشهداء.
وتُسلّط هذه الوقائع الضوء على ما يجري داخل منشأة الاحتجاز العسكري “سدي تيمان” في صحراء النقب، حيث تؤكد شهادات وتقارير حقوقية أن الأسرى الفلسطينيين تعرّضوا لعمليات تعذيب وإعدام خارج القانون.
وأوضح مدير عام وزارة الصحة في غزة، الدكتور منير البرش، أن كل جثمان أُعيد مرفق بوثيقة عبرية تشير إلى مصدره من “سدي تيمان”، مضيفًا أن بعض الجثامين خضعت لفحوصات الحمض النووي هناك.
وأشار إلى أن الوثائق تؤكد تعرض المعتقلين لظروف احتجاز وحشية، شملت تقييد الأيدي، وتغطية الأعين، وربطهم بأسرة مستشفيات، وإجبارهم على ارتداء الحفاضات، وهي التفاصيل التي أكدتها صور وشهادات نشرتها صحيفة “الغارديان” البريطانية العام الماضي.
من جانبه، أعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة أنه تم دفن جثامين 54 شهيدًا أفرج عنهم من سجون الاحتلال، لافتًا إلى أن العديد منهم تظهر على أجسادهم علامات تعذيب واضحة، فيما تحمل جثامين الأسرى آثار الشنق وإطلاق النار المباشر، في ما وصفته السلطات الفلسطينية بأنه “إعدامات ميدانية متعمدة”.
وأكدت الفحوصات الطبية أن هذه الحالات تمثل جرائم قتل وتعذيب ممنهج بحق الأسرى الفلسطينيين، وتشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
مختصّ جنائي للجزيرة نت: الجثامين التي سلَّمها الاحتلال مُشوَّهة وعُذِّبت حتى الموت
غزة- سلَّمت إسرائيل جثامين 165 شهيدا كانت محتجزة لديها في حوادث منفصلة، ومن أماكن مختلفة من قطاع غزة منذ اندلاع حرب الإبادة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وذلك ضمن صفقة تبادل الأسرى في اتفاق وقف إطلاق النار بالقطاع، بين المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال قبل أقل من أسبوعين.
وكشف عضو "لجنة إدارة الجثامين" ومختصّ الأدلة الجنائية، سامح حمد، في حوار خاص مع الجزيرة نت، عدم خلو جثمان واحد من بين الجثامين المفرج عنها من آثار تعذيب شديد أفضى إلى الموت، وأخرى تشير المعاينة إلى أن أصحابها تعرضوا للإعدام الميداني.
ونشرت اللجنة صورا لهذه الجثامين على موقع "صحتي" التابع لوزارة الصحة في غزة، لإتاحة الفرصة للأهالي للتعرف عليها وتحديد هويتها، بعد امتناع الاحتلال من إرفاق قائمة بالبيانات الشخصية للشهداء.
وظهر أصحاب الجثامين -وفق المختصّ حمد- وهم معصوبو الأعين ومقيدو الأيدي من الخلف، وآخرون بحبال تلتف حول رقابهم، وجثامين بعظام وأطراف مهشّمة، وجروح غائرة في الرأس والبطن والرقبة وجلد ممزق ومحترق، ووجوه مشوهة.
وفي ما يلي نص الحوار كاملا:
كم عدد جثامين الشهداء الأسرى التي سلمها لكم الاحتلال عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر؟
تسلَّمنا حتى اليوم 165 جثمانا لشهداء كانت محتجزة لدى الاحتلال الإسرائيلي في حوادث منفصلة ومن أماكن مختلفة من قطاع غزة خلال عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية.
ما هو عدد الجثامين المقرر تحريرها بموجب صفقة تبادل الأسرى واتفاق وقف إطلاق النار؟حسب ما أبلغتنا اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من المفترض أن تفرج إسرائيل عن 450 جثمانا بموجب الصفقة واتفاق وقف إطلاق النار.
هل لديكم رقم محدد لأعداد الجثامين المحتجزة لدى الاحتلال؟تشير البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة والمكتب الإعلامي الحكومي وجهاز الدفاع المدني إلى أن زهاء 10 آلاف مواطن فقدت آثارهم خلال الحرب، ولا يُعرف مصيرهم، ولا نعرف بشكل دقيق ومحدد كم من هؤلاء المفقودين هم عبارة عن جثامين لشهداء محتجزة لدى الاحتلال، الذي ينتهج سياسة الغموض والإخفاء في هذا الملف الإنساني.
بكل تأكيد، وكان يفترض أن يضغط الصليب الأحمر باتجاه تسلم البيانات الشخصية للشهداء مع الجثامين، فشهداؤنا ليسوا أرقاما.
كما كان يفترض أن يُسلم الاحتلال اللجنة الدولية للصليب الأحمر جهازا للفحص الفوري للحمض النووي "دي إن إيه"، ولكنه تنّصل من التزامه، ولم يصلنا هذا الجهاز غير المتوفر في القطاع.
استنادا لهذا الواقع، كم عدد جثامين الشهداء التي تم التعرف على هويتها؟حتى اللحظة، جرى التعرف على 31 جثمانا فقط، وبطرق بدائية، حيث لا تتوفر لدينا أجهزة ومقومات للتعامل مع الجثامين، والاحتلال زاد الأمر تعقيدا، إذ وصلتنا جثث الشهداء مبتورة أصبع الإبهام من اليدين، اليمنى واليسرى، ومبتورة الأصبعين الكبيرين من القدمين، مع علامات أعلى الفخذ تشير إلى أن الاحتلال أجرى فحوص الحمض النووي لكل جثة، ويمتلك البيانات الخاصة بكل جثمان.
المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع #غزة يتهم جيش الاحتلال بسرقة أعضاء من جثامين فلسطينيين ويدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق دولي#حرب_غزة #إنفوغراف pic.twitter.com/lLQ9E2NvWe
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 19, 2025
ما هي الآلية المتبعة من طرفكم لمحاولة كشف هوية الجثامين؟كما أسلفت، ننتهج طرقا بدائية، حيث قمنا بتصوير كل جثمان ونشر الصور بدقة عالية على موقع "صحتي" التابع لوزارة الصحة، وذلك بعد توثيقها وفحصها من الطب الشرعي والأدلة الجنائية.
ويتم الفحص بالمعاينة العينية الظاهرية، وتحديد العلامات الفارقة في جسد كل شهيد، والمرفقات الشخصية المتعلقة بكل جثمان كالملابس والهاتف النقال أو خاتم الزواج، ونمنح كل جثمان رمزا خاصا (كود).
كما خصصنا قاعة في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس لعرض صور الجثامين على شاشة كبيرة أمام حشود من ذوي المفقودين، ممن يتلهفون لمعرفة مصير أبنائهم، وفي حالة التشخيص وتطابق العلامات وتحديد الهوية يتم استكمال الإجراءات لتسليم الجثمان لذويه من أجل إكرامه بالدفن.
يأتينا يوميا ما بين 300 إلى 500 شخص من ذوي المفقودين لمشاهدة الصور على أمل أن تهدأ قلوبهم المتلهفة لمعرفة مصير أبنائهم، إذا ما كانوا شهداء لدفنهم، أو أسرى لدى الاحتلال ليدعو لهم بالحرية.
الشهيد بهاء الدين صادق الخطيب، من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة وعمره (45 عاما)، تسلَّمنا جثته في 18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ومن معاينة جثمانه يرجح أنه تعرّض للتصفية والإعدام في الميدان.
كان نحو 60 شخصا من ذويه في قاعة العرض، التي ضجّت بالصراخ والبكاء، ما بين تأكيد أن الجثمان هو للشهيد الخطيب، وبين إنكار لهول المشهد وحالة الجثمان.
تأكد في النهاية أنه الشهيد الخطيب، وهو أسير محرر في صفقة "وفاء الأحرار1" المعروفة باسم "صفقة شاليط"، وكان قد تعرض سابقا لمحاولة اغتيال إسرائيلية تركت علامة على جسده، إضافة لآثار عملية جراحية في ساقه اليمنى، وقد حسمت زوجته هويته بالتعرف عليه من ملابسه.
إعلان ما هي أبرز العلامات التي عاينتموها على جثامين الشهداء، وتشير "للتعذيب الجسدي والإعدام الميداني"؟لابد من الإشارة هنا إلى أن الاحتلال يُسلّمنا جثامين الشهداء في أكياس بلاستيكية، وبشكل مهين لا يليق بحرمة الأموات، وهذه الأكياس مع عوامل الطقس تترك آثارا على الطبقة الجلدية وتطمس معالم الجسد، أو بعض علامات التعذيب.
ويمكن رصد أبرز العلامات والآثار على جثامين الشهداء بالتالي:
تعصيب العيون. تكبيل الأيدي من الخلف بأصفاد بلاستيكية، وكذلك تكبيل الأرجل. طعنات بأدوات حادة في الوجه والصدر والرقبة. احمرار شديد وكأنه أثر حروق. جرح قطعي بمنطقة البطن يُؤشِّر ربما لجريمة سرقة أعضاء، أو عملية جراحية أفضت للموت، ويصعب علينا تحديد السبب بدقة لأن الجثامين في وضعية صعبة لتجميدها في ثلاجات بدرجة 180 درجة مئوية تحت الصفر. لدينا جثمان لشهيد معلق في رقبته حبل مشدود، يشير لتعرضه للخنق والشنق.عقدنا اجتماعا في لجنة إدارة الجثامين، وتم التوافق على مواراة جثامين الشهداء المجهولين الثرى يوم غد الأربعاء، والتي مضى عليها 5 أيام في مجمع ناصر الطبي دون التعرف عليها.
وستخصص للدفن مقبرة جماعية في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وسيكون لكل شهيد في هذه المقبرة قبر خاص به مع شاهد مرفق به الكود وما يتوفر من معلومات حوله وفق قاعدة بيانات.
برأيك، لماذا يحجب الاحتلال بيانات الشهداء ويسلم جثامينهم مجهولة؟يمعن الاحتلال في ارتكاب جرائمه ضد الفلسطينيين أحياء، وحتى بعد استشهادهم، ويتعمد امتهان كرامة الشهداء، وهو يدرك أنه بحجب البيانات يزيد من ويلات وعذابات ذوي المفقودين، ويعلم أنه لا يتوفر في غزة أي مقومات للتعامل مع هذه الجثامين وفحصها وتحديد هويتها، وبالتالي يتم دفنها في مقابر جماعية كما قرّرنا دون نظرة وداع.
تتألف لجنة إدارة الجثامين المفرج عنها، من طرف الاحتلال، من وزارات الصحة والأوقاف والشؤون الدينية والداخلية والعدل والنيابة العامة، إضافة إلى ممثل عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ولدينا مستشار قانوني، ومؤكد أن هذا الملف الإنساني المهم سيأخذ حقه القانوني، حيث سيتم إعداده بشكل متكامل يمكن استخدامه في المحافل المختصة.