صحف عالمية: حل أزمة غزة يتطلب إشراك وكالات الأمم المتحدة ونفوذا أميركيا
تاريخ النشر: 24th, October 2025 GMT
ركزت صحف عالمية اهتمامها على تطورات الأوضاع في قطاع غزة في ظل استمرار اتفاق وقف الحرب وتبادل الأسرى، مثل مخاوف إسرائيل من تشكيل قوة دولية تحد من تحرك قواتها، فضلا عن مساعي حل الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر.
وذكر مقال في صحيفة يديعوت أحرونوت أنه ينبغي عدم الاستخفاف بتهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب للقضاء على حركة حماس في غزة، لكن مع رسائل أميركية أخرى مفادها بأن "الصفقة حية والصبر مطلوب".
ووفق المقال، فإن مجرد بناء مركز قيادة أميركي في إسرائيل يُعد اختراقا حقيقيا، ويشير إلى التزام أميركي طويل الأمد لتحقيق الاستقرار في غزة.
لكن لدى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية مخاوف من أن يستمر انسحاب الجيش من القطاع لصالح قوة دولية غير محددة، إذ سيحد وجود تلك القوة من حرية عمل القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، حسب المقال.
بدوره، أشار مقال في مجلة فورين أفيرز الأميركية إلى عاملين اثنين قال إنهما ضروريان لحل الأزمة الإنسانية في غزة، وهما تفعيل دور وكالات الأمم المتحدة واستخدام النفوذ الأميركي.
ووفق المقال، فإن أسرع وسيلة لإيصال المساعدات إلى جميع مناطق غزة هي الاعتماد على خبرة وكالات الأمم المتحدة، لافتا إلى ضرورة حشد دعم دبلوماسي فعال لن تضمنه إلا الولايات المتحدة.
وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية إن تكثيف زيارات المسؤولين الأميركيين إلى تل أبيب يهدف إلى تطويق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومنعه من تخريب اتفاق وقف إطلاق الحرب الهش مع حركة حماس في غزة.
وشبهت الصحيفة تلك الزيارات بـ"جسر جوي أميركي"، مؤكدة أن هذا التدخل العميق يرجع إلى القلق من نيات شركاء نتنياهو السياسيين الذين يعارضون إنهاء الحرب.
ولفتت إلى أن الأميركيين يحافظون رسميا على "كرامة نتنياهو" من خلال نفيهم هذه الادعاءات والقول إن الزيارات الأميركية تهدف إلى "الإشراف على عمل ضخم لا على طفل صغير"، وفق تعبيرهم.
إعلانوتناول تقرير في صحيفة غارديان انتقاد جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي تصويت الكنيست الإسرائيلي على ضم الضفة الغربية، واعتبر الموافقة على طرح مشروع القانون للتصويت كان محرجا لنتنياهو الذي حث نواب حزب الليكود على الامتناع عن التصويت لصالحه.
وأشار التقرير إلى أن العديد من المسؤولين في إدارة ترامب دعموا إلى وقت قريب مساعي إسرائيل لضم الضفة الغربية، لكن الموقف الأميركي تغير بعد إعلان اتفاق وقف الحرب في غزة.
وعبرت الدول العربية -التي يقول ترامب أن صمود الاتفاق لن يتحقق بدون دعمها- عن معارضة شديدة لأي خطوة باتجاه ضم الضفة الغربية، كما جاء في التقرير.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات فی غزة
إقرأ أيضاً:
غزة بعد الحرب.. وضع إنساني مزري وإعاقة في توصيل المساعدات
يواجه قطاع غزة بعد الحرب الأخيرة وضعًا إنسانيًا بالغ الصعوبة، وصفه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأنه "مزري"، خاصة في ظل القيود المفروضة على إدخال المساعدات وصعوبة توزيعها داخل المناطق الأكثر تضررًا.
وتعكس هذه القيود استمرار الأزمة الإنسانية وتعقيد مهام الجهات الإنسانية في تقديم الدعم العاجل للسكان المتضررين.
أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) أن حجم المساعدات الإنسانية الداخلة إلى غزة لا يوازي الاحتياجات الفعلية للسكان، وهو ما يفاقم الأزمة في مختلف المجالات، بدءًا من الغذاء والمياه وصولاً إلى الرعاية الصحية.
ولفت المكتب إلى أن السلطات الإسرائيلية لم تسمح خلال الفترة بين 13 أكتوبر و4 ديسمبر 2025 لـ 295 متعاقدًا، و28 موظفًا من الأمم المتحدة، و21 من العاملين في المجال الصحي بالمشاركة في بعثات الأمم المتحدة داخل القطاع، ما قلص قدرة المنظمات الدولية على الاستجابة الإنسانية العاجلة.
دمار واسع يعوق التعافيتشهد البنية التحتية في غزة تدميرًا واسعًا طال آلاف المنازل وشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، إضافة إلى الطرق الرئيسة والمرافق الخدمية، ما يزيد من تعقيد أي جهود لإعادة الإعمار أو تقديم المساعدات.
ويعيش مئات الآلاف من السكان الآن في خيام أو مراكز إيواء مكتظة، أو في مساكن غير صالحة للسكن، في ظل ظروف مناخية صعبة، بما في ذلك غرق الكثير من المساكن جراء الأمطار المتساقطة، ما يجعل الحاجة العاجلة لدعم إنساني مستمر أكبر من أي وقت مضى.
تحديات مستقبلية واستمرار الأزمةيبقى استمرار القيود على المساعدات وعدم قدرة المنظمات الإنسانية على الوصول الكامل إلى جميع المناطق أبرز التحديات التي تواجه غزة، إضافة إلى حجم الدمار الكبير الذي طال القطاع على كافة المستويات.
وتشير الأمم المتحدة إلى أن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى تفاقم المعاناة الإنسانية، ويجعل جهود التعافي طويلة ومعقدة، ما يستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لتوفير المساعدات وتسهيل إدخال المواد الأساسية وإعادة تأهيل البنية التحتية بشكل عاجل.
ومن جانبه، أكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن السلطة الفلسطينية تظل الخيار الوحيد المتاح حالياً لإدارة المشهد الفلسطيني، رغم الحاجة الماسة للإصلاح واستعادة الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة.
وشدد على أن البحث عن بدائل للسلطة يُعد أمراً صفرياً وخطراً على المشروع الوطني الفلسطيني.
وأشار الرقب في تصريحات لـ"صدى البلد" إلى أن غياب حركة فتح عن الاجتماعات الأخيرة أمر "معيب" تجاه صناع القرار الفلسطيني، موضحاً أن هذه الاجتماعات كانت فرصة سانحة لترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، وتشكيل حكومة تكنوقراط بتوافق جميع الفصائل الوطنية.
كما أشاد الرقب بالموقف المصري الذي رفض أي تقسيم للقطاع، مؤكداً دعم مصر للثوابت الفلسطينية وحماية وحدة غزة.
وحذر الرقب من خطورة الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ظل غياب موقف فلسطيني موحد، مشيراً إلى أن البند 17 من الخطة ينص على سيطرة الاحتلال على ملف إعادة إعمار غزة وتقسيم القطاع شرقاً وغرباً.
واستعاد تجربة عام 2014 حين تم تشكيل وفد فلسطيني موحد للتفاوض، محذراً من أن استمرار الانقسام يمنح الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية فرصة لفرض وصايتهم على القرار الفلسطيني.