كانديس أوينز تكشف رسائل غير متوقعة بين تشارلي كيرك ونيكي ميناج وجاي زي
تاريخ النشر: 24th, October 2025 GMT
حدثت الإعلامية الأمريكية كانديس أوينز ضجة واسعة بعد أن نشرت على حسابها الشخصي لقطات شاشة لرسائل نصية متبادلة بينها وبين الراحل تشارلي كيرك، المعلق السياسي المعروف بمواقفه المثيرة للجدل والإرهابية، كشفت فيها عن إعجابه غير المتوقع بأغنية Monster الشهيرة التي صدرت عام 2010 للفنان كاني ويست بمشاركة نيكي ميناج وجاي زي.
تُظهر الرسائل التي يعود تاريخها إلى 30 مارس 2018 حماس كيرك الشديد لأداء نيكي ميناج في الأغنية، حيث اقتبس السطر الافتتاحي الشهير: "أولاً وقبل كل شيء، أنا آكل أدمغتكم"، وأشار إلى أن الأغنية ألهمته لممارسة الركض لعدة أميال أثناء الاستماع إليها. وردت أوينز مازحة بأنها تعتبر نيكي “الأفضل على الإطلاق”، قبل أن تشيد أيضًا بأداء جاي زي وكلماته المؤثرة.
أعادت هذه اللقطات إشعال مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من المستخدمين عن دهشتهم من إعجاب كيرك بمغنية الراب التي كان ينتقدها سابقًا. كتب أحد المعلقين: “من كان يظن أن تشارلي كيرك معجب بنيكي ميناج سرًا؟”، فيما سخر آخر من الأخطاء الإملائية في كتابة اسمها داخل الرسائل. كما علّق أحد المتابعين بأن رؤية “كيرك اللاذع” يتحدث عن موسيقى الراب لم تكن ضمن “توقعات عام 2025”.
جاء نشر هذه المحادثة في خضم الجدل المستمر حول تصريحات أوينز الأخيرة عقب وفاة كيرك المفاجئة في سبتمبر خلال فعالية بجامعة وادي يوتا، وهي الحادثة التي صدمت الأوساط السياسية والإعلامية الأمريكية. ولا تزال التحقيقات جارية مع المتهم تايلر روبنسون بتهمة القتل العمد.
تُعيد هذه الرسائل المسربة رسم ملامح مختلفة لشخصية كيرك، إذ أظهرت جانبًا إنسانيًا ومرحًا قلّما رآه متابعوه، وجعلت كثيرين يتأملون كيف يمكن للفن والموسيقى أن تجمع بين أطرافٍ تبدو متناقضة في ظاهرها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كانديس كانديس أوينز تفاعل واسع مواقع التواصل الإجتماعى التواصل الاجتماعي أوينز كاني ويست
إقرأ أيضاً:
تطبيقات من دون إنترنت!
المعتصم الريامي-
في مارس 2006، خطرت في بال الشاب الأمريكي «جاك دورسي» فكرة بسيطة في ظاهرها، وهي ماذا لو أن الناس تشارك كل العالم ماذا تفعل الآن، وتخبر الآخرين بما تقوم به في منشورات قصيرة، وهنا انطلقت فكرة منصة تويتر، لتصبح بعد أعوام قليلة فكرة ثورية، ويصبح تويتر من أبرز أدوات الأخبار العاجلة والتعبير عن الرأي حول العالم، حتى وقت قريب، وتتسابق الدول وكبار الشخصيات والساسة والكتّاب والصحفيون والأفراد ليعبّروا عن أنفسهم بشكل رسمي في تويتر، قبل أن يطلق على المنصة اسمها الجديد «إكس» من قبل مالكها الجديد إيلون ماسك.
جاك هذا مشهور عنه مقولته إن التكنولوجيا يجب أن تحرر الناس لا أن تستغلهم، كما أنه يبدو أنه يعمل بجد لتحقيق ذلك، وقد أعلن جاك قبل أشهر قليلة عن تطبيق مثير لتبادل الرسائل بين مستخدميه عن طريق البلوتوث فقط، وهو تطبيق للهواتف النقالة (وبعض الحواسيب) يدعى «بت شات BitChat»، وبما أنه ينقل الرسائل عن طريق البلوتوث فإنه لا يحتاج إلى إنترنت ولا شركات اتصالات كبرى ومنصات تواصل عالمية، فكيف يعمل؟ ولماذا جاء التطبيق في زمن الإنترنت؟ ومن يمكن أن يستفيد منه؟ الكثير من التساؤلات التي تستحق الاستكشاف.
بت شات تطبيق مراسلات بسيط جدا، وقد طوّره جاك في إجازة نهاية الأسبوع فقط، كما صرّح بذلك بنفسه، وفريقه كان مجرد أدوات ذكاء اصطناعي متخصصة لمساعدة المطورين. التطبيق يعمل بلا إنترنت وقد تكون هذه أكبر ميزة فيه، كما أن التطبيق لا يطلب منك التسجيل ولا يأخذ معلومات شخصية عنك مثل اسمك وبريدك وعنوانك وصورتك وبطاقتك البنكية وعنوان الإقامة وغيرها من التفاصيل. يطلب منك فقط أن تحدد لنفسك معرّفًا لكي يتعرف عليك الآخرون بالاسم الذي تختاره، ومن ثم يمكن أن تراسل مَن هم في التطبيق، وتصل الرسائل لهم عن طريق البلوتوث، غير أن البلوتوث مداه قصير، يصل في متوسطه إلى عشرة أمتار وربما أقل من ذلك مع كثرة الجدران والعمران والأشجار وغيرها من العوائق التي تحد انتشاره، فكيف تنقل الرسالة النصية هذه لمسافات أبعد؟ هنا يستخدم التطبيق الأجهزة التي تحتوي على التطبيق كمنصة إرسال، فالرسالة التي أرسلتها من هاتفك تعبر في الكثير من الأجهزة المتقاربة حتى تصل إلى جهاز من تريد أن تصله رسالتك، وحينها يتم فك شيفرتها وتظهر للمتلقي، فرحلة الرسالة تبدأ من جهازك الذي يخاطب عن طريق البلوتوث جهازا آخر يحمل التطبيق نفسه، لتكون مع بقية الأجهزة شبكة متكاملة، وهذا ما يطلق عليه بشبكة «مش» اللامركزية التي تربط الأجهزة ببعضها لتكوين شبكة أكبر فأكبر. هذه هي الفكرة ببساطة، وهي لا تزال قيد التجريب والتطوير. بت شات حاليا لا يحتفظ بأي بيانات شخصية، ولا يطلبها أصلا، ولا يحتفظ ببيانات الرسائل النصية لأنه لا توجد أصلا حواسيب متخصصة -خوادم/ سيرفرات- لتقوم بذلك، كما أنه لا يجمع أي بيانات عن مستخدميه، وتنتقل الرسائل بين الهواتف وفق بروتوكولات تشفير معروفة.
قد تبدو الفكرة غريبة وغبية، فلماذا قد استخدم تطبيقا بدائيا للتراسل، بالنص فقط، بينما هناك آلاف التطبيقات التي تتيح لي التراسل بالصوت والصورة علاوة على النص، ولماذا أحتاج أصلا لتطبيق يعمل من دون إنترنت في ظل انتشار شبكات الإنترنت في معظم مناطق العالم؟ غير أن هذا الإنترنت وجوده ليس حتميا ودائما، فقد انقطع فعلا عن الكثير من المناطق بفعل الكوارث الطبيعية أو تحكمات الدول وحكوماتها وشركات الاتصالات، وفعلا تم استخدام مثل هذا التطبيق في مظاهرات في هونج كونج، عندما قطعت الحكومة الإنترنت، ولم يكن لجموع المتظاهرين من سبيل للتنسيق والتواصل فيما بينهم، سوى تطبيق يدعى «بريدجفاي Bridgefy» للتراسل البسيط دون الحاجة للإنترنت! وهذا التطبيق نفسه تم استخدامه في مظاهرات في الهند وإيران وقد لاقى نجاحا نسبيا ووصل عدد مستخدميه لأكثر من عشرة ملايين مستخدم، وهو قائمٌ على نفس تقنيات تطبيق بت شات، غير أنه مغلق للشركة التي تملكه، بينما بت شات مفتوح المصدر.
وتطبيق بت شات يعمل بين الأفراد دون الحاجة للشركات، فكل مستخدم
يستفيد من التطبيق في التراسل وكذلك فإن جهازه يعد محطة لعبور رسائل الآخرين. وهنا يكمن ما يمكن أن نطلق عليه لامركزية محطات الاتصالات، فلا توجد محطات بيد شركات اتصالات محددة هي التي تنقل الرسائل وتفرض شروطها وأحكامها ورقابتها على الناس. كما أن التطبيق -كما أسلفنا- مفتوح المصدر، أي أن شيفرته البرمجية متاحة للعامة وخاصة للمطورين، فيمكن تطويرها وتخصيصها حسب احتياج واستعمال كل فرد أو مجموعة، وهذا يجعل التطبيق متاحا للكل، ويكسر احتكار منصات التواصل الاجتماعي من أيادي الشركات الكبرى، التي هي الأخرى تفرض وصايتها ورقابتها وسياساتها على مستخدميها. هذا التطبيق يمكن أن يكون نكزة في خاصرة الشركات المركزية الكبرى، وخطوة في اتجاه السيادة الفردية للناس على التقنيات التي يستخدمونها، وهذا ما يركز عليه مؤسس التطبيق منذ البداية، والذي يعتبر أن التطبيق بروتوكولًا وليس شركة أو تطبيقا، بل قواعد وإجراءات لحماية خصوصيات الأفراد وسيادتهم، وخطوة لإعادة حلم لامركزية الإنترنت.
في ظل وجود التطبيق بهذه النسخة فإنه يواجه الكثير من التحديات، كأي تطبيقٍ في بداياته، لعل أهمها انتشاره ونجاحه، فهذا التطبيق لن يوصل الرسائل -بنسخته الحالية- من مسقط إلى ظفار، في ظل وجود مساحات شاسعة خالية من الوجود البشري أو أجهزة هواتف تحمل تطبيق بت شات، كما أن الكيانات التي تتحكم في منصات التواصل وشبكات الاتصالات قد تحدّ من انتشاره، خاصة أنه قد تحتاج إلى إنترنت لتثبيت التطبيق أصلا، وهناك تاريخ طويل لكثير من التطبيقات التي يتم حظرها فقط لأن أفرادًا في حكومةٍ ما يرون أن التطبيق فيه تهديد للأمن القومي، ومن ضمنها -مثلا- تطبيق استخدمه نفس المتظاهرين -آنفي الذكر- في هونج كونج لتجنب الوقوع بيد الشرطة، ودائما ما تستسهل الحكومات الضغط على شركات متاجر التطبيقات، التي تربطها بها علاقات وعقود ومصالح، لتقوم بحظر التطبيقات التي لا توائمها.
من التحديات كذلك أن استخدام أجهزة المستخدمين لنقل الرسائل قد تستهلك الكثير من موارد أجهزتهم، فهي تعتبر خوادم سيرفرات ومحطات لنقل الرسائل. علاوة على ذلك فالتطبيق لا يزال عرضة للكثير من أخطار الأمن السيراني، فالكثير من المحللين والفاحصين التقنيين أكدوا أنه يمكن شن حملة كبيرة ممنهجة ضد كل مستخدمي التطبيق لتغيير كل أسمائهم أو معرفاتهم الشخصية، كما أن الفاحصين وجدوا أخطاءً كبيرة في هيكلة التطبيق، تحتاج إلى إعادة بناء من جديد، وهذا ربما منطقي في ظل أنه لا يزال في نسخته التجريبية وقد طوره جاك في يومين، وهناك تحديات تواجه شبكات البلوتوث ذاتها، حيث يمكن تشويشها وتحييدها بأجهزة متخصصة!
ولعل أبرز التحديات كذلك، هي التمويل، والجهات المستعدة لهكذا استثمار يمكن أن ينقض مركزية الشركات الكبرى وتوجهات الكثير من الدول، وهذه المشكلة ليست فقط لتطبيقات التواصل من دون إنترنت، فهناك الكثير من التطبيقات التي يمكن أن تقدم خدمات أساسية وضرورية في غياب الإنترنت، ولا تحظى هذه التطبيقات بأي اهتمام أو تمويل حقيقي، فما يعتبره وادي السيلكون في أمريكا أولوية للاستثمار التقني، يتبعه بقية العالم!
الكاتبة النيجيرية «شيكا أوازيي» -على سبيل المثال- كتبت قبل نحو شهر أن وادي السيلكون قد يبدو مخطئًا في رؤيته التقنية، فقد تجد كبار شركاته ومستثمريه يتهافتون على تمويل تطبيق يذكرك بشرب الماء أو لتقييم سلوك كلب الجيران بينما ينأى عن الاستثمار في تطبيق للدفع من دون إنترنت، أو تطبيقات أخرى ضرورية وملحة لحاجة المجتمعات التي قد لا يراها -أو لا يريد رؤيتها- المستثمرون في التقنية في العالم، وها هي التقنية في العالم الرأسمالي تعزز من رفاهية من هم مرفهون ولا تلتفت لحاجات من لا يمتلكون شيئا.
هذا التطبيق -وغيره من التطبيقات المشابهة- لا ينافس تطبيقات ومنصات مثل تويتر وإنستجرام وواتساب في قدراته التقنية والسرعة والمميزات الفنية، بل في البنية التحتية الأخلاقية والحاجة الإنسانية الملحة في الظروف القصوى، وفي فلسفة حرية الإنسان وحرية تواصله وحرية التقنيات التي يستخدمها، وهو بيان واضح يقول إن التواصل يمكن أن يكون حرًّا وبسيطًا وإنسانيًّا، دون الحاجة إلى وسيط. وبالتأكيد أنه يعبّر عن الكثيرين ممن يعتبرون أن التقنية قد قيدت الكثير من الحريات بقيادة كبار الكيانات والدول، والكثيرين ممن يرون أن الإنترنت عاد ليُدار بالطريقة نفسها التي كانت تُدار بها الصحف والقنوات التقليدية. فهل سينجح هذا التطبيق في كسر بعض من القيود التي تسيطر على حريات الأفراد في تواصلهم؟ وهل ستقلل من مركزية شركات الاتصالات ومنصات التواصل الاجتماعي؟ هذا ما ستجيب عليه الأيام. وبينما نحن في انتظار هذه الأيام التي قد نرى فيها تطورا للمشروع والفكرة، ربما نلتفت قليلًا لنظرية المؤامرة التي تظهر في كل جديد وغريب، لتقول لنا تفاسير لم تخطر ببالنا، فهي تقترح أن مؤسس التطبيق «جاك»، وهو الخبير الشهير، مؤكدٌ أنه يعلمُ ما لا نعلم، ويرى ما لا نرى، وأن انقطاع العالم عن الإنترنت قادمٌ وقريب، وهو يجهزنا ليومٍ مثل ذلك!
المعتصم الريامي مطور ومهتم بالتقنية