هل يقود مانديلا فلسطين السلطة؟| مروان البرغوثي يظهر في حسابات واشنطن وسط اعتراضات إسرائيلية.. فما قصة سجين العقدين؟!
تاريخ النشر: 24th, October 2025 GMT
في خطوة مثيرة للجدل أعادت مروان البرغوثي إلى واجهة الأحداث، ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إمكانية الدفع باتجاه الإفراج عن القيادي الفلسطيني البارز المعتقل في السجون الإسرائيلية منذ أكثر من عقدين.
جاء ذلك خلال مقابلة أجراها مع مجلة تايم، حيث كشف ترامب عن أن هذا الملف طُرح عليه قبل دقائق من المقابلة، قائلاً: "سأتخذ قراراً قريباً"، في إشارة إلى أنه يدرس الموضوع بجدية ضمن رؤيته لمستقبل الشرق الأوسط، خصوصاً ما بعد الحرب في غزة.
هذا التصريح، رغم بساطته الظاهرية، يحمل أبعاداً سياسية عميقة، إذ يفتح مجدداً ملف القيادة الفلسطينية ومستقبل السلطة في مرحلة ما بعد الحرب، وسط غياب واضح لشخصيات قادرة على توحيد الصف الفلسطيني.
مروان البرغوثي.. "مانديلا فلسطين" خلف القضبانواعتُقل مروان البرغوثي عام 2002 خلال الانتفاضة الثانية، وصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد خمس مرات إضافة إلى 40 عاماً، بتهمة التورط في هجمات ضد إسرائيل.
ورغم مرور أكثر من 20 عاماً على سجنه، ظلّ البرغوثي أحد أبرز الرموز الوطنية في الشارع الفلسطيني، إذ يُنظر إليه كقائد يتمتع بشعبية عابرة للفصائل، وكمنافس محتمل على رئاسة السلطة الفلسطينية في حال أُجريت انتخابات حرة.
وقاد البرغوثي من داخل سجنه إضرابات جماعية عن الطعام لتحسين أوضاع الأسرى، وكتب عام 2006 "وثيقة الأسرى" التي دعت إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية وحل الدولتين، وهي وثيقة حظيت بتأييد واسع حتى من حركة حماس.
ترامب يشكك في قيادة عباس ويبحث عن بديلفي المقابلة نفسها، تحدث ترامب عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قائلاً: “لطالما كانت علاقتي به جيدة، ووجدته شخصاً معقولاً، لكنه على الأرجح غير قادر على إدارة غزة.”
وأضاف أن الفلسطينيين اليوم يفتقرون إلى قيادة واضحة، موضحاً: "ليس لديهم قائد الآن، وربما لا يريدون واحداً، لأن كل من يتولى القيادة يتم اغتياله.. إنها ليست وظيفة مرغوبة."
وهذه التصريحات تعكس بوضوح رؤية ترامب بأن القيادة الفلسطينية بحاجة إلى تجديد شامل، وأن البرغوثي قد يمثل ورقة يمكن أن تعيد التوازن المفقود داخل الساحة السياسية الفلسطينية، خاصة في مرحلة ما بعد الحرب الحالية على غزة.
وهناك خمسة دوافع وراء اهتمام ترامب بالبرغوثي، هي:غياب القيادة الموحدة:
يرى ترامب أن غياب شخصية فلسطينية قادرة على توحيد الضفة وغزة يمثل عائقاً أمام أي تسوية مستقبلية. والبرغوثي، بشعبيته وشرعيته الميدانية، قد يملأ هذا الفراغ.
الشرعية الشعبية المفقودة:
البرغوثي يتصدر باستمرار استطلاعات الرأي كأكثر الشخصيات قبولاً لدى الفلسطينيين، ما يجعله خياراً محتملاً لإعادة بناء الثقة بين الشعب والسلطة.
بديل واقعي لعباس:
مع تراجع شعبية الرئيس عباس واتهامات الفساد التي تطارد السلطة الفلسطينية، يبدو أن ترامب يبحث عن وجه جديد قادر على إدارة مرحلة ما بعد الحرب دون إثارة اعتراضات شعبية كبيرة.
دعم حل الدولتين واستقرار المنطقة:
يَعتبر ترامب أن إطلاق سراح البرغوثي قد ينعش فكرة حل الدولتين التي تبنّاها الأخير في "وثيقة الأسرى"، وهو ما يمكن أن يفتح الباب أمام تسوية سياسية طويلة الأمد.
تأثير دوائر النفوذ والمستشارين:
بعض الدوائر المقربة من ترامب، بما فيها شخصيات يهودية أمريكية مؤثرة، ترى أن إدماج البرغوثي في العملية السياسية قد يخدم استقرار المنطقة على المدى البعيد.
رغم الحديث الأمريكي، لا تزال إسرائيل ترفض بشكل صارم فكرة الإفراج عن البرغوثي. وتصرّ الحكومة الإسرائيلية على أنه "مسؤول عن هجمات أودت بحياة مدنيين"، وترى أن إطلاق سراحه سيكون بمثابة "تشجيع للإرهاب".
وفي المقابل، لم يُعلن ترامب بعد عن أي خطة واضحة، مكتفياً بالقول إنه "سيتخذ قراراً قريباً"، ما يوحي بأنه يختبر ردود الأفعال المحلية والدولية قبل المضي قدماً في أي خطوة عملية.
البرغوثي بين السجن والمستقبل السياسيبالنسبة لكثيرين من الفلسطينيين، يُعد مروان البرغوثي رمزاً للصمود والمقاومة، وليس مجرد أسير سياسي. ورغم القيود، فإن نفوذه داخل الحركة الأسيرة وحركة "فتح" لم يتراجع، بل زاد مع مرور الوقت.
وفي حال أُفرج عنه، يتوقع مراقبون أن يشكل البرغوثي نقطة تحول في المشهد الفلسطيني، وربما يعيد ترتيب أوراق السلطة، ويفتح باباً جديداً أمام المصالحة الوطنية.
ورقة البرغوثي بين السياسة والرمزيةتصريحات ترامب حول احتمال التدخل للإفراج عن مروان البرغوثي أعادت إلى الأذهان فكرة أن الحل السياسي في فلسطين لا يمكن أن يتم بمعزل عن رموزها التاريخية.
لكن بين الرغبة الأمريكية في إعادة تشكيل القيادة الفلسطينية، والرفض الإسرائيلي القاطع لأي تنازل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البرغوثي ترامب السجن ض إسرائيل انتخابات فلسطين مروان البرغوثی ما بعد الحرب
إقرأ أيضاً:
زوجة مروان البرغوثي تناشد ترامب التدخل لإطلاق سراحه
ناشدت زوجة القيادي البارز في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) مروان البرغوثي المعتقل في إسرائيل، الرئيس الأميركي دونالد ترامب التدخل لإطلاق سراحه.
ووجهت فدوى البرغوثي من مجلة تايم الأميركية رسالة إلى ترامب، قالت فيها "السيد الرئيس، ينتظرك شريك حقيقي، شخص يمكنه المساعدة في تحقيق حلمنا المشترك في تحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة".
وجاءت رسالة البرغوثي عقب مقابلة لترامب لـمجلة تايم يوم الخميس الماضي، قال فيها إنه "سيتخذ قرارا" بشأن الطلب من إسرائيل إطلاق سراح مروان البرغوثي.
وكان البرغوثي القيادي في فتح من بين المعتقلين البارزين الذين سعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى تأمين إطلاق سراحهم في صفقة التبادل الأخيرة مع إسرائيل بموجب خطة ترامب وقف الحرب في غزة، ورفضت إسرائيل ذلك. وهذه ليست المرة الأولى التي تسعى فيها حماس للإفراج عن البرغوثي.
واعتقل البرغوثي منذ عام 2002، وحكم عليه عام 2004 بخمسة أحكام بالسجن المؤبد على دوره في تشكيل كتائب شهداء الأقصى، وشن عمليات عسكرية على قوات الاحتلال في الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لمّا سئل عن البرغوثي أثناء زيارته لإسرائيل، "ليس لدي أي معلومات عن مروان البرغوثي، لكن السفارة والبعثات الدبلوماسية تعمل على الموضوع".
وكانت تصريحات ترامب قد أثارت موجة من الانتقادات داخل إسرائيل جاء أكثرها حدة من وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير حيث كتب في حسابه على منصة إكس "أقدر الرئيس ترامب كثيرا، لكن إسرائيل دولة ذات سيادة، ومروان البرغوثي قاتل ولن يفرج عنه ولن يحكم غزة".
وكان بن غفير قد اقتحم زنزانة البرغوثي في شهر أغسطس/آب الماضي، مهددا إياه وخاطبه، "إنه سيمحو كل من يعبث مع شعب إسرائيل" مضيفا "إنكم لن تنتصروا، ويجب أن تدركوا ذلك".
إعلانوتعرض البرغوثي لعدة اعتداءات في الاعتقال، آخرها في شهر سبتمبر/أيلول الماضي حيث هاجمه 8 أفراد من وحدة نحشون الإسرائيلية وانهالوا عليه ضربا فأغمي عليه وكسرت 4 من أضلاعه.