مبارك الفاضل يشن هجوما لاذعا على دعاة الحرب ويلمح إلى الأجندة والعمالة ويتقدم بمطلب عاجل إلى أصحاب الهواتف الذكية
تاريخ النشر: 24th, October 2025 GMT
متابعات- تاق برس- قال رئيس حزب الأمة، مبارك الفاضل المهدي، إن غالبية السودانيين، خاصة النساء والأطفال والشباب، منخرطون في الرغبة بالسلام، وأشار إلى أن ضباط وجنود الجيش السوداني فقدوا الاتصال بأسرهم منذ نحو ثلاث سنوات واستشهد منهم الآلاف.
وأضاف مبارك الفاضل في تغريدة على منصة “X” أن أصوات دعاة السلام تظل خافتة بسبب ظروفهم المعيشية الصعبة، وافتقارهم للطعام والدواء، ومواجهة خطر الموت من الأوبئة والرصاص، إضافة إلى محدودية وصولهم إلى الإنترنت والهواتف الذكية، فيما يشكل هؤلاء أكثر من نصف سكان البلاد وفقًا لتقارير المنظمات الدولية.
وأشار إلى أن دعاة استمرار الحرب غالبًا ما ينتمون لأجندات حزبية، ويقومون بحملاتهم عبر منصات وحسابات رقمية مدفوعة، داعيًا من يمتلكون هواتف ذكية واتصالًا بالإنترنت من أنصار السلام إلى تكثيف نشاطهم لنقل صوت الأغلبية المطالبة بوقف النزاع.
وشدد مبارك الفاضل على أن السلام لا يشكل ضرورة فقط لحماية الشعب، بل أيضًا للحفاظ على تماسك الدولة السودانية، موضحًا أن عدد مشتركي الإنترنت في السودان قبل الحرب لم يتجاوز مليون ونصف المليون، وأن هذا العدد انخفض اليوم بسبب انقطاع الكهرباء وظروف الحرب.
الحرب في السوداندعاة الحربدعاة السلامالمصدر: تاق برس
كلمات دلالية: الحرب في السودان دعاة الحرب دعاة السلام مبارک الفاضل
إقرأ أيضاً:
ماذا يخفي مجلس السيادة عن البلابسة؟
ماذا يخفي مجلس السيادة عن البلابسة؟
أحمد عثمان جبريل
في واشنطن الآن، تُدار مفاوضات سرية بين الجيش وقوات الدعم السريع تحت أنظار الرباعية الدولية. ومع ذلك، ينفي مجلس السيادة كل شيء، وكأن الحقيقة تُخفى عن الشعب.. لماذا الخوف من إعلان السلام؟ السودان بأسره يراقب، والوقت لا يصبر على الإنكار.
❝ ليس أسوأ من الكذب إلا أن يكذب الحاكم على شعبه وهو يعلم أنهم يعرفون الحقيقة.❞
— نجيب محفوظ
في قلب العاصمة الأمريكية واشنطن، وتحديدًا داخل مبنى وزارة الخارجية، تدور في هذه الساعات همسات جادة حول طاولة واحدة تجمع طرفي صراع الحرب السودانية، القوات المسلحة وقوات الدعم السريع. خلف الجدران، ووسط حضور دبلوماسي مكثف من ممثلي دول الرباعية الدولية.. تجري مفاوضات لا يُراد لها أن تُعلن، لكنها بكل المقاييس (تجري فعلاً).. سواء أقر بذلك مجلس السيادة أم لم يقر.
المصادر الدبلوماسية تتحدث لنا بثقة في هذا الخصوص واكدت أن الاتصالات لم تنقطع منذ أسابيع، والرباعية، التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات، تمارس ضغوطًا حثيثة لوقف النار وفتح الممرات الإنسانية. الهدف واضح ومحدد: (هدنة لمدة ثلاثة أشهر) تُتيح إدخال الغذاء والدواء إلى المناطق المنكوبة وتمنح الأطراف فرصة لالتقاط الأنفاس.
المؤسف أنه و بينما العالم يتابع بصمت متحفّز، خرج مجلس السيادة في الخرطوم ببيان رسمي مساء أمس، ينفي فيه بشكل قاطع وجود أي مفاوضات من هذا النوع.. نفي بدا، في جوهره، أقرب إلى إنكار الشمس في وضح النهار.. فالصور تتسرب، والمعلومات تتواتر، والدبلوماسيون لا يخفون انشغالهم بالملف السوداني في أروقة الخارجية الأمريكية.
ولكن السؤال الجوهري الذي يفرض نفسه، ما الذي يدفع أعلى جهة سيادية في البلاد إلى هذا النفي العلني؟ أهو الخوف من الاعتراف بأن الحرب وصلت إلى طريق مسدود؟ أم هو هاجس فقدان الهيبة أمام جمهور تعب من الانتظار ومن ركام الخطب الوطنية؟ الحقيقة أن مثل هذا الإنكار “يضرب صدقية الدولة في مقتل” ويجعل المواطن البسيط يتساءل: إذا لم تصدقنا قيادتنا في أمر المفاوضات، فهل يمكن أن نصدقها في أي شيء آخر؟
في عالم السياسة، تُقاس الثقة بين الشعوب وحكوماتها بالصدق، لا بالقدرة على المناورة. الشفافية ليست ضعفًا بل فضيلة نادرة.. فالحكومات التي تخشى أن يعرف الناس حقيقة ما يجري، إنما تخاف من مواجهة ضمائرها قبل مواجهة الجماهير.. لماذا الخوف من السلام؟ ولماذا يصرّ البعض على أن يُدار الأمل في الغرف المغلقة؟ (ليه الغطغطة والدسدسة؟) كما نقول في الدارجي السوداني، فالسلام لا يُخجل منه، بل يُرفع له الرأس.
الرباعية الدولية لم تدخل هذه الجولة بحثًا عن انتصار دبلوماسي أو تسويق (وهم للسودانيين وغيرهم)، بل عن مخرج واقعي من مأزق أرهق الجميع.. فالحرب التي وعد البعض بحسمها خلال أسابيع تحولت إلى جرح مفتوح في الجغرافيا والذاكرة معًا.. لم يعد أحد يملك ترف المكابرة، ولا أحد يستطيع تبرير استمرار المأساة تحت رايات الشعارات الجوفاء التي اهلكت الحرث والنسل.
والواقع أن الإسلاميين “البلابسة” الذين ظلوا لسنوات يشكّلون الحاضنة السياسية والعقائدية للقيادة العسكرية “لم يعودوا اليوم في موقع التأثير القديم”.. زمنهم ولّى وغنايهم مات وشبع موت، والبلاد تدفع الآن ثمن خلط الدين بالسلطة. إن محاولة مجلس السيادة إخفاء حقيقة المفاوضات ليست سوى امتداد لذلك الإرث من التضليل، حيث يُقدَّم الإنكار على أنه سياسة، وتُغلف الأخطاء بعبارات وطنية جوفاء.
ليس المطلوب أن يتنازل أحد عن كرامته الوطنية، بل أن يمتلك شجاعة الاعتراف بأن السلاح لن يصنع دولة، وأن صوت الحرب مهما علا سيخفت أمام أنين الجوعى وصمت المقابر. إن السلام لا يُفرض من الخارج، لكنه يُولد حين يقرر الداخل أن يضع حدًا للدم.. وما يجري الآن في واشنطن ربما يكون أول محاولة حقيقية لقول هذا بصوت مسموع.
سيأتي يوم، قريب أو بعيد، يُقال فيه إن أول خطوة نحو إنهاء الحرب السودانية لم تبدأ في ميدان المعركة، بل في قاعة صغيرة بجدة والمنامة وبوزارة الخارجية الأمريكية.. يومها، سيتذكر السودانيون كيف أن قيادتهم أنكرت المفاوضات، وكيف فقدت بإنكارها آخر خيوط المصداقية. فالزمن لا يرحم من يكذب على شعبه، والتاريخ لا يغفر لمن يخاف من الحقيقة.
إنا لله ياخ.. الله غالب.
الوسومالآلية الرباعية الإمارات الجيش الحرب الدعم السريع السعودية السلام السودان الولايات المتحدة الامريكية بريطانيا مجلس السيادة واشنطن