الإفتاء توضح حكم إخفاء أغراض الآخرين وعمل مقالب على سبيل المزاح
تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT
أوضحت دار الإفتاء المصرية في بيان صادر عنها حكم إخفاء متعلقات الآخرين بغرض المزاح، بعد أن ورد إليها سؤال حول تصرف بعض الأصدقاء الذين يقومون بإخفاء أغراض زملائهم بدافع الضحك وإعداد ما يعرف بـ"المقالب".
وأكدت الدار أن المزاح في أصله مباح ومطلوب إذا كان يهدف إلى إدخال السرور على القلوب دون أذى أو ضرر، مشيرة إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يمزح مع أهله وأصحابه والأطفال بطريقة لطيفة لا تسبب ضيقًا لأحد، مستشهدة بحديث أنس بن مالك رضي الله عنه حين قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يَا ذَا الْأُذُنَيْنِ»، موضحة أن هذا من مزاح النبي الشريف الذي اتسم بالرحمة والرقي.
وأضافت دار الإفتاء أن المزاح المحرم هو ما يتضمن ترويع الآخرين أو إلحاق الأذى بهم، سواء بأخذ متاعهم أو إخفائه على سبيل اللعب، مشيرة إلى ما ورد في مسند الإمام أحمد من أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن إخافة المسلم، حيث قال: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا».
كما ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم قوله: «لَا يَأْخُذَنَّ أَحَدُكُمْ مَتَاعَ أَخِيهِ لَاعِبًا، وَلَا جَادًّا»، مما يدل على أن أخذ ممتلكات الآخرين ولو على سبيل المزاح يعد سلوكًا غير جائز شرعًا.
وبين عدد من العلماء هذا الحكم، فقال الإمام ابن حجر الهيتمي في كتابه "تحفة المحتاج" إن أخذ متاع الغير على سبيل المزاح حرام، لأنه يسبب الفزع لصاحبه، فيما أكد الإمام الشوكاني في "نيل الأوطار" أن المزاح الذي يؤدي إلى ترويع المسلم لا يجوز مطلقًا، ولو كان بنية الدعابة.
وأشار الإمام المناوي في "فيض القدير" إلى أن إدخال الخوف أو الفزع في قلب المسلم بأي وسيلة يعد أمرًا محرمًا، لأن المسلم الحق هو من سلم الناس من لسانه ويده.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء المزاح صلى الله علیه وآله وسلم على سبیل
إقرأ أيضاً:
ما ينتظر أهل القرآن الكريم من جزاء
القرآن الكريم.. قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن الإمام القرطبي رحمه الله قال في تفسيره: قَرَأةُ القرآن هم حملة سر الله المكنون، وحفظة علمه المخزون، وخلفاء أنبيائه وأمناؤه، وهم أهله وخاصته وخيرته وأصفياؤه.
قراءة القرآن الكريم:وقال رسول الله ﷺ: «إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ»، قالوا يا رسول الله من هم؟ قال: «هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ». [أخرجه ابن ماجه]
فضل قراءة القرآن الكريم:
وقراءة القرآن الكريم لها فضل ومكانة عظيمة في الشريعة الإسلامية، وذلك سواء أكان قارئه ماهرًا في قراءته وملمًا بمعانيه أو لا، حيث ورد عن عثمان رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» رواه البخاري في "صحيحه".
ثواب قراءة القرآن الكريم:
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلَامٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ» رواه الترمذي في "سننه".
وروى مسلم في "صحيحه" عن عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ؛ -أي: يقرؤه بصعوبة- وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ»؛ قال الإمام النووي في "شرحه على صحيح مسلم" (6/ 84-85، ط. المطبعة المصرية بالأزهر): [والماهر: الحاذق الكامل الحفظ الذي لا يتوقف، ولا يشق عليه القراءة بجودة حفظه وإتقانه، قال القاضي: يحتمل أن يكون معنى كونه مع الملائكة أنَّ له في الآخرة منازل يكون فيها رفيقًا للملائكة السفرة؛ لاتصافه بصفتهم من حمل كتاب الله تعالى، قال: ويَحتمل أن يراد أنَّه عامل بعملهم، وأما الذي يتتعتع فيه: فهو الذي يتردد في تلاوته لضعف حفظه؛ فله أجران أجر بالقراءة، وأجر بتتعتعه في تلاوته ومشقته] اهـ.
تعليم القرآن الكريم:
وتعليم القرآن الكريم له شرف عظيم، ويكفي معلِّمَ القرآن فخرًا أن نسب اللهُ تعالى تعليمَ القرآن إلى نفسه؛ فقال سبحانه: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ﴾ [الرحمن: 1-2].
وقد جعل الشرع الشريف معلِّم القرآن خيرَ الناس وأفضلَهم؛ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «خَيْرُكُمْ -وفي رواية: أَفْضَلُكُمْ- مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» رواه الإمام البخاري وغيره من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه.
فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْمُغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ» رواه الإمام أبو داود في "السنن"، والبيهقي في "السنن الكبرى"، وقد سكت عنه أبو داود؛ فهو عنده صالح، وحسَّنه الذهبي، والعراقي، وابن حجر.