النائب الناجح يحقق المعادلة الصعبة: الجمع بين التشريع والرقابة وتلبية متطلبات المواطنين
 عضو البرلمان ليس نائبًا عن دائرته فقط بل عن الأمة بأكملها
 

إن لم نستطع مساعدة الناس وتقديم حلول حقيقية «يبقى التجربة فشلت»
 
 
عضو مجلس النواب يجب أن يحقق المعادلة الصعبة، وهى الجمع بين العمل الرقابى والتشريعى والخدمى، ويحمل كفاءات علمية وخبرات ثقافية وفكرية، إلى جانب قدرته على التواصل والتواجد بين الناس والتعرف على مشكلاتهم واحتياجاتهم ومتطلباتهم، ويسعى لحلها بأن يصبح همزة الوصل بين المواطن والمسؤول.

هكذا يرى الدكتور ياسر الهضيبى سكرتير عام حزب الوفد والمرشح ضمن «القائمة الوطنية من أجل مصر» عن حزب الوفد فى دائرة الجيزة والصعيد بمحافظة قنا، سمات النائب الناجح فى مجلس النواب.
وإلى نص الحوار:

- تشهد مصر مرحلة تطور إيجابية فى الحياة السياسية والمناخ السياسى الحالى، وإن كانت هناك اختلافات كثيرة، فهذا هو المناخ الصحى والإيجابى للحياة السياسية، حيث التعددية والاختلاف والتنوع، مع الاتفاق على هدف واحد وهو وحدة الصف الوطنى والاتجاه نحو استقرار المؤسسات التشريعية فى الوقت ذاته، وهو ما يظهر فى شكل القائمة الوطنية من أجل مصر التى تعكس مبدأ المشاركة لا الهيمنة والسيطرة، مع توافر مساحة للجهد الفردى والحزبى خارج القوائم، الأمر الذى يحقق التوازن المطلوب فى الحياة السياسية فى مصر.
هذا بالإضافة ظهور الشباب والمرأة وتمثيلهما بالشكل الذى يليق لزيادة التنوع فى التمثيل البرلمانى، ليحقق التطلعات والتكافؤ الكامل بين الجميع، مع وجود مساحات للتعبير عن البرامج والتواصل مع الناخبين، بما يضمن نجاح مسار الإصلاح الوطنى الشامل.

- حزب الوفد بدأ مبكراً فى الاستعداد لهذا السباق، إدراكاً منه لأهمية الاستحقاق الدستورى والدور المحورى الذى يلعبه فى الحياة السياسية المصرية، وكانت البداية بتأهيل الكوادر البشرية من رموزه وشبابه وأعضائه، وذلك عبر برامج تدريبية وورش عمل مكثفة تهدف إلى توعيتهم وتثقيفهم بأهمية المشاركة الإيجابية فى العملية الانتخابية وضرورة فهمهم الكامل لدور النائب التشريعى والرقابى والخدمى، وهو ما يضمن وجود كوادر قادرة على تحمل مسؤولية التمثيل النيابى بكفاءة عالية.
وانتقلت جهود الحزب بعد ذلك إلى مرحلة الاختيار الدقيق لمرشحيه، حيث شكّل لجنة متخصصة ومسؤولة عن فرز ودراسة ملفات جميع الراغبين فى الترشح، هذه اللجنة درست كافة الجوانب المتعلقة بالمرشحين للتأكد من مدى قوتهم الفكرية والثقافية وفهمهم لمتطلبات المرحلة المقبلة، وأثمرت هذه العملية عن اختيار 67 مرشحاً مؤهلاً للدفع بهم فى المنافسة الانتخابية على نظامى القائمة والفردى.
أيضا شكلنا غرفة عمليات مركزية فى المقر الرئيسى للحزب، تتولى التنسيق والمتابعة على مدار الساعة وتتواصل بشكل مستمر مع غرف عمليات فرعية أُنشئت فى مقار الحزب فى جميع المحافظات، وتتمثل مهمتها فى مراقبة سير العملية الانتخابية، وإعداد التقارير اللازمة لضمان الشفافية والنزاهة وتوفير الدعم اللازم للمرشحين والناخبين.

- حزب الوفد حزب عريق له تاريخه المشرف والمعروف لدى الجميع سواء فى الحياة السياسية أو الحزبية أو النيابية، وله مدرسته الخاصة التى تعلى المسؤولية الوطنية والتاريخية فوق كل اعتبار، وتضع مصلحة الوطن والمواطن على رأس أولوياتها، ومن ثم كان اختيارنا للانضمام إلى القائمة الوطنية «من أجل مصر»، فى هذه المرحلة الدقيقة والتى نرى أنها تحتاج إلى وحدة الصف الوطنى والاستقرار التشريعى لدعم خطة التنمية المستدامة.
- نعم، هناك واقع مفروض علينا جميعًا، وهو أن ثقافة الناخب المصرى ترتكز على أن النائب معنى بدور خدمى كبير، أما مفهوم أو مهام البرلمانى معروفة قانونًا ودستوريًا بأنها مهام تتعلق بالتشريع والرقابة، وهنا مفروض علينا واقع بضرورة أن يحقق النائب هذه المعادلة الصعبة، وهى الجمع بين القدرة على الرقابة والتشريع وأيضا القدرة على تلبية متطلبات وخدمات الدائرة وأبنائها بل الشعب المصرى كله، باعتباره نائبًا عن الشعب كله.
هذا ما نؤمن به فى حزب الوفد، أن الأصل فى مهمة النائب هو التشريع والرقابة، فهذا هو الدور الدستورى الذى يساهم فى بناء دولة قوية ومستقرة، لأن هذا هو ما يخلق فرصًا مستدامة ويحقق العدالة على مستوى الدولة بأكملها، ومع ذلك، لا يمكننا أن ننفصل أبدًا عن واقع دوائرنا، هذا المفهوم السائد يفرض على أى نائب جاد أو مرشح مسؤول أن يضع فى اعتباره إمكانية تقديم وتوفير الخدمات لدائرته، بل ولجموع الشعب المصرى بصفته نائباً عن الأمة كلها.

- ذكرت سابقًا أن النائب داخل البرلمان ليس نائبًا عن دائرته فقط أو مسقط رأسه فحسب، أو المكان الذى يسكن فيه أو المرشح عنه، فهو نائب الأمة بأكملها، لذا أخوض سباق الانتخابات بروح نائب الأمة وليس نائب عن المحافظة أو العائلة أو القبيلة، وأيضا أؤمن بمبدأ المشاركة، ولذلك سيكون لأهل قنا والشعب المصرى كله دور فى حل مشكلات كل دائرة، وعلى رأسها دائرة قنا، لننقل للناخب القناوى التنمية فى شتى المجالات؛ تعليم وصحة ومياه الشرب والاهتمام بالصرف الصحى وكافة الخدمات.
فأنا أحمل أمانة فى عنقى وهى ثقة كل من يمنحنى صوته أو حتى كانت له وجهة نظر أخرى ولم يمنحنى إياها، لذا سيكون هناك مكتب خدمات احترافى فى قنا، يكون مركزًا لتلقى شكاوى المواطنين ومتابعة الخدمات العامة بعيدًا عن الحسابات الجهوية والقبلية، وحقيقة: «إن لم نستطع مساعدة الناس وتقديم حلول حقيقية، يبقى التجربة فشلت!».

- لا يمكن أن تكون لدىّ كلمة أخيرة، فحديثى وتواصلى مع أهلى الذين أنتمى إليهم لا يجب أن ينقطع لأى سبب، لكن بصفة عامة لدى رسالة مهمة، وهى دعوة صادقة وواجبة للمشاركة الإيجابية والواعية، فممارسة حقكم الدستورى والقانونى فى الانتخابات ليست مجرد حق، بل هى الواجب الوطنى الأول فى هذه المرحلة الفارقة التى تسعى فيها مصر لتحقيق نهضة شاملة.
 
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدكتور ياسر الهضيبي مرشح الوفد القائمة الوطنية لانتخابات النواب عضو البرلمان نائب ا الناس حزب الوفد

إقرأ أيضاً:

فضيلة الداعية الشيخ «محمد الغزالى» (7)

نعرض هنا إلى ختام الحوار الثرى الذى أجريته مع فضيلة الداعية الشيخ « محمد الغزالى»، وأتطرق إلى ما قاله لى عندما وجهت له السؤال عن نظرته إلى التاريخ الاسلامى فقال:

– (لقد مرت بالتاريخ الاسلامى فترات سيئة كثيرة. إحدى الفترات رأيناها فى عهد «عبدالملك بن مروان» الذى قال فى يوم من الأيام: «من قال لى اتق الله ضربت عنقه»، ورأيناها فى عهد الحجاج، وفى عهد الرشيد الذى قتل البرامكة، وأمر سيافه بضرب أعناقهم دون محاكمة عادلة).

ولكن فى مثل هذا المناخ وجدنا من يقول فى بعض الكتب الفقهية أن الحاكم حر، فهو يرى ما يرى ولا يعترضه أحد لأن الشورى غير ملزمة. أى أنها مجرد نافلة؟

 (إنها كلمة وجلة كتبها بعض الخوافين. ولكن عندما يعود العالم المسلم إلى وثائقه الدينية والتاريخية ليأخذ الفتوى ويشرحها للناس فى هذا العصر فليعلم أن العصر الوحيد الذى تؤخذ منه الأسوة والفتوى هو عصر الرسالة ثم عصر الخلافة الراشدة. فإذا كان صاحب الرسالة يقول لزعيمى «الأوس والخزرج»: «إذا اتفقتما على شيء لا أخالفكم فيه» ويتم إلغاء المعاهدة التى كان قد بدأ توقيعها،وذلك بعد أن وجد أن اتجاه الأمة يقف ضدها، فكيف يقال إن الشورى نافلة. 

– (إن بعض الذين يتكلمون فى هذا الموضوع يرتكبون خطأين. الأول: الارتفاع بمستوى بعض الناس إلى النبوة ثم الزعم بأن النبوة لم تلتزم بالشورى وهذا كذب. لأن النبى عليه السلام التزم بالشورى فى غزوة «بدر» عندما حول موقع الجيش إلى موقع آخر وكان الحق معه. ثم خضع لها فى « أحد» عندما ترك خطته كلها وهى الدفاع عن المدينة من داخلها ونزل على رأى الشباب وهو له كاره وخرج ليقاتل المشركين فى العراء. كما أنه نزل على رأى الشورى فى الأحزاب كما قلنا عندما وصل إلى اتفاق مبدئى مع قبائل البدو كى تترك حصار المدينة ببعض ثمارها. فلما عرض ذلك على أهل المدينة ورفضوه ألغى المعاهدة، وقال عندئذ «إذا اتفقتم على شىء لا أخالفكم».

- (إن ما حدث فى الحديبية كان بتوقيف من السماء. وذلك لأن الناقة واسمها القصواء – والتى كان الرسول عليه الصلاة والسلام يركبها – حبست فى مكانها، وعندئذ قال الناس: «خلأت القصواء» أى أنها وقفت وبركت دون سبب ظاهر. وهنا قال عليه الصلاة والسلام: (ما خلأت القصواء وما هذا لها بخلق – أى ليست هذه طبيعتها – ولكن حبسها حابس الفيل – أى أن الله قيدها لكى يمنعنى من القتال هناك).

ولهذا فإذا تكلمت السماء فلابد أن يسمع كلامها، ولا شورى مع أمر الله كما قلنا فهل ينزل وحى على المستبدين المتحكمين بأمور البلاد فى العالم العربى والإسلامى يدفع ببعض الناس إلى أن يلجأوا إلى الزعم بأن الله أوحى إليهم؟ هذا مجرد سؤال ولا نتهم أحداً بأنه بادر بالزعم بذلك.

مقالات مشابهة

  • فضيلة الداعية الشيخ «محمد الغزالى» (7)
  • النائب الدكتور عبدالسند يمامة: أحمد المنشاوى نموذج للنائب الوطنى.. ومصر تستحق التغيير والتجديد
  • السوداني: هدفنا تحويل 40% من صادرات نفط العراق الى منتجات عالية القيمة
  • 17,896عقد زواج .. واستقرار نسبي في معدلات الطلاق خلال 2024
  • روبيو: هدفنا على المدى البعيد إعادة إعمار غزة
  • حبشي: هدفنا استعادة المظهر الحضاري والجمالي لبورسعيد
  • الإعلام الوطنى.. قوة ناعمة تبرز نجاحات مصر السياسية والدبلوماسية
  • تراجع طفيف في أسعار الذهب بصنعاء واستقرار نسبي في عدن
  • نائب الشيوخ: تصدير الغاز المسال لتركيا يعزز دور مصر الإقليمي