كاتبة إسرائيلية: أميركا باتت تدير إسرائيل كما تدير غزة
تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT
صراحة نيوز- قالت الكاتبة الإسرائيلية كارولينا لاندسمان إن من يظن أن الوجود الأميركي في الشرق الأوسط يقتصر على إدارة شؤون قطاع غزة “يخدع نفسه”، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تمارس اليوم سيادة فعلية داخل إسرائيل نفسها، بينما تكتفي حكومة بنيامين نتنياهو بما وصفته بـ”السيادة الرمزية والخطابية” على الأراضي الفلسطينية.
وفي مقال نشرته صحيفة هآرتس، أوضحت لاندسمان بسخرية أن المفارقة تكمن في أن الكنيست يصوّت بفخر على قوانين “تطبيق السيادة على الضفة الغربية”، في الوقت الذي تتنازل فيه الحكومة طوعًا عن سيادتها داخل الخط الأخضر لصالح الولايات المتحدة، التي أنشأت مقرًا عسكريًا في كريات غات، معتبرة أن ذلك يُجسّد تحوّل إسرائيل إلى “سلطة خاضعة لوصاية أميركية”.
وأضافت أن الكنيست يواصل “لعبة التظاهر بالسيادة” عبر تشريعات لا تحمل قيمة عملية حقيقية سوى في القضايا المحلية، متسائلة: “متى كانت آخر مرة أقرّ فيها الكنيست قانونًا يخدم المصلحة العامة؟”.
كما أشارت إلى تصريحات نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس الذي علّق على تصويت الكنيست بشأن الضفة الغربية بالقول: “من يريد تصويتًا رمزيًا، فليفعل ذلك”، في إشارة إلى أن إسرائيل لم تعد صاحبة القرار في قضايا السيادة والأمن.
وترى لاندسمان أن البيت الأبيض يتعامل مع الحكومة الإسرائيلية كما يتعامل “الأب مع طفل يلعب بالتشريعات”، في ظل حضور مستشارين وضباط أميركيين في اجتماعات الحكومة ومتابعتهم لتفاصيل القرارات الميدانية والسياسية.
واعتبرت أن هذا الواقع يشكل “نسخة محدثة من اتفاقيات أوسلو”، لكن داخل إسرائيل نفسها، حيث قد نكون أمام “المنطقة (د)” — أي مناطق داخل الخط الأخضر تخضع لإدارة أميركية مدنية وأمنية تحت مسمى “السلطة الإسرائيلية”، مضيفة بسخرية: “السلطة الإسرائيلية هي ببساطة ما كان يُعرف سابقًا بدولة إسرائيل”.
وفي سياق آخر، قالت لاندسمان إن واشنطن لم يكن أمامها خيار سوى التدخل، مستشهدة بتصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي قال: “لو لم أوقف نتنياهو، لاستمر في الحرب لسنوات”. واعتبرت أن هذا التصريح يعكس إدراكًا أميركيًا متأخرًا لما سمّته “الاحتيال التاريخي” لنتنياهو.
وهاجمت الكاتبة اليمين الإسرائيلي الذي رفع شعار “الشعب هو السيد” ضمن ما يسمى بـ”الإصلاح القضائي”، قائلة إن هذا الشعار “لم يكن تعبيرًا عن قوة، بل عن عجز سياسي وهيكلي”، مضيفة: “يبدو أن وزير العدل ياريف ليفين حين أراد إعادة السلطة إلى الشعب، كان يقصد الشعب الأميركي، لأن السيادة الفعلية انتقلت إلى واشنطن”.
واختتمت لاندسمان مقالها بالقول إن ما يحدث قد لا يكون مجرد تنظيم للعلاقات مع الولايات المتحدة أو لإدارة الوضع في غزة، بل ربما بداية “ضم طوعي” لإسرائيل إلى الوصاية الأميركية أو حتى خطوة نحو تدويل كامل للمنطقة بين النهر والبحر، مضيفة بسخرية:
“من يظن أن الأميركيين هنا لإدارة غزة فقط، عليه أن يعيد التفكير… إنهم هنا أيضًا لإدارة إسرائيل.”
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة توظيف وفرص عمل ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي
إقرأ أيضاً:
خبيرة: بيت جن نموذج لمقاومة شعبية أربكت العمليات الإسرائيلية في سوريا
صرّحت إنجي بدوي، الخبيرة في الشأن الإسرائيلي، أن اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لبلدة بيت جن لم يكن حدثًا مفاجئًا للسوريين، لكنه شكّل محطة فارقة بسبب حجم المقاومة الشعبية التي واجهتها القوات داخل البلدة.
وقالت بدوي في تصريح خاص لـ"الوفد"، إن العملية، التي وقعت قبل أسبوع على بُعد خمسين كيلومترًا فقط من دمشق، شهدت تبادلًا مكثفًا لإطلاق النار بين قوات الاحتلال وأهالي بيت جن، بعد أن زعمت إسرائيل أنها دخلت المنطقة لاعتقال عناصر تنتمي إلى جماعات إسلامية.
وأضافت أن الأهالي رفضوا هذه الرواية وتعاملوا مع الاقتحام باعتباره "انتهاكًا مباشرًا"، فدافعوا عن أنفسهم بالسلاح لمدة تجاوزت الساعة والنصف.
وكشفت بدوي أن إسرائيل خسرت دبابة خلال الاشتباك، ولم تتمكن من إخلائها رغم تدخل الطيران، بينما سقط عدد من الضحايا والمصابين من سكان البلدة.
واعتبرت أن نجاح الأهالي في إلحاق خسائر بالجيش الإسرائيلي، ضمن ما عُرف بعملية اللواء 55 وإصابة ستة جنود —ثلاثة منهم بحالة حرجة— كان بمثابة "ضربة محرجة لإسرائيل أمام قوة شعبية غير منظمة".
وفي المقابل، وصفت بدوي موقف حكومة الجولاني بالمتخاذل، مؤكدة أنها التزمت الصمت وامتنعت عن الرد العسكري تجنبًا لأي مواجهة مع إسرائيل، ولم ترسل سوى فرق الدفاع المدني لانتشال الجثث. وأضافت أن هذا الصمت فُهم لدى الأهالي كغياب تام للحماية الرسمية.
وأوضحت بدوي أن إسرائيل تستغل هذا الضعف لتوسيع نفوذها داخل العمق السوري، مدفوعة بقلق من عودة إيران إلى المنطقة، ورغبة في إنشاء منطقة عازلة أكبر.
كما ترى إسرائيل —وفق تحليل بدوي— أن حكومة الجولاني لا تقدّم أي ضمان أمني ولا تتحرك نحو أي مسار تطبيعي، وهو ما يزيد من جرأة تل أبيب على تنفيذ عمليات داخل الجنوب السوري ودرعا واليرموك بلا مقاومة تُذكر.
وأشارت أيضًا إلى أن إسرائيل تعتبر تعدد مناطق السيطرة داخل سوريا، بين الدروز والأكراد وغيرهم، فرصة لتعزيز استراتيجياتها الأمنية ومنع وصول الجماعات الجهادية للمستوطنات. وأضافت أن المخاوف الإسرائيلية تشمل كذلك النفوذ التركي ودمج آلاف المقاتلين الأجانب في التشكيلات العسكرية السورية.
وختمت بدوي تصريحاتها بالتأكيد على أن الصمت الرسمي السوري مرتبط بعجز النظام عن الرد العسكري في ظل أزماته الداخلية، وأن الانتهاكات الإسرائيلية أصبحت "أمرًا اعتياديًا دوليًا"، بينما يبرر النظام موقفه بالرغبة في تجنب حرب مفتوحة والتركيز على الأوضاع الداخلية.