هل تراهن واشنطن على قطر ومصر وتركيا لإنجاح خطتها في غزة؟
تاريخ النشر: 26th, October 2025 GMT
برزت في الآونة الأخيرة وبعد المضي قدما في المرحلة الأولى من تطبيق وقف إطلاق النار في غزة الكثير من التساؤلات حول طبيعة القوات الدولية المقترحة لقطاع غزة ودورها الفعلي في نزع سلاح المقاومة وإدارة المعابر وإعادة الإعمار، في ظل تنامي المخاوف من تحول القطاع إلى منطقتين منفصلتين تحت ذريعة التعامل التدريجي مع الأزمة.
وفي هذا السياق، استعرض برنامج "مسار الأحداث" التعقيدات المحيطة بالخطة الأميركية لنشر قوات متعددة الجنسيات في غزة، حيث تتساءل أطراف عديدة عن التزامات الدول المشاركة ومدى قدرتها على فرض تنفيذ الاتفاق في ظل التحفظات الإسرائيلية والمخاوف الفلسطينية.
ويرى أستاذ العلاقات الدولية بمعهد الدوحة للدراسات العليا الدكتور إبراهيم فريحات أن الجانب العربي والإسلامي وافق على الخطة بهدف التوصل لوقف إطلاق النار ووقف المقتلة في غزة، لافتا إلى أن القوة المتعددة الجنسيات يقع على عاتقها التعامل مع أصعب نقطة في المرحلتين الثانية والثالثة المتمثلة في التعامل مع سلاح حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
لكن فريحات حذر من "سيناريو خطير" يتمثل في إخضاع العملية للابتزاز بوقف عملية إعادة الإعمار في المناطق التي تسيطر عليها حماس والبدء بها في المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل، ما قد يؤدي إلى انقسام بحكم الأمر الواقع بين غزة الشرقية والغربية.
وهو ما يعني حدوث عمليات إعادة إعمار في المنطقة الشرقية تحت السيطرة الإسرائيلية، بينما لا يوجد إعادة إعمار في المنطقة الغربية التي تسيطر عليها حماس إذا لم يتم نزع السلاح.
ومن التحديات التي تواجهها القوة الدولية المقترحة حاجتها إلى غطاء شرعي من مجلس الأمن الدولي، وبحسب فريحات فإن الحصول على هذا الغطاء يتطلب موافقة روسيا وعدم استخدامها للفيتو، وهو ما قد يستدعي تقديم تنازلات لموسكو في ملفات إقليمية أخرى.
إعلانويشدد على أن نجاح المهمة يعتمد بشكل أساسي على الدور العربي في التفاوض المباشر مع حماس لحل معضلة السلاح.
وذهب فريحات إلى أن أحد أهم الأهداف التي دعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتوقف في قطر، هو إيصال رسالة للأطراف العربية بأن هذه هي المهمة الكبرى التي عليهم القيام بها.
وبناء على هذه المعطيات، يحدد فريحات تركيبة القوات المتوقعة بأنها عربية إسلامية بالأساس تضم تركيا ومصر وقطر وربما الإمارات، وأن العامل الحاسم في الدور المصري باعتبار أن مصر تستضيف اجتماعات الفصائل الفلسطينية ويمكن للحكومة المصرية القيام بدور في التعامل مع هذا الملف.
ورأى المتحدث نفسه أن لدى العرب فرصة للضغط على الإدارة الأميركية من أجل تحقيق عملية إعادة إعمار تتناسب مع حجم المأساة التي عاشتها غزة.
التعقيدات الإسرائيلية
ومن جهة أخرى، يرى الكاتب المختص بالشؤون الإسرائيلية إيهاب جبارين أن إسرائيل فقدت الكثير من قدراتها السيادية في تصوراتها لليوم التالي، مشيرا إلى أن هناك وصاية سياسية على اليوم التالي كليا بينما كانت تطمح بأن تشكل نموذج حكم أكثر قبولا لديها.
وحذر جبارين من أن إسرائيل ستحاول الابتزاز السياسي من خلال قضية المساعدات والمعابر باعتبارها النقطة السيادية الوحيدة التي بقيت لها للمناورة، مرجحا أن تتعاطى إسرائيل مع ذلك ضمن سياق جثامين الأسرى ثم تسليم السلاح ثم الأنفاق وصولاً لابتزاز اللجنة والحكومة البيروقراطية.
ويشير المحلل المتخصص في الشؤون الإسرائيلية إلى أن هدف قادة إسرائيل الأساسي يتمثل في الانتقال من الحديث عن إدارة فلسطينية يكون لديها هامش كبير للمناورة إلى الحديث عن تعقيدات دولية لا تتعاطى بشكل مباشر فقط مع الفلسطينيين بل يتوجب التعامل مع الجانب الأميركي.
وضمن هذه التعقيدات، يلفت إلى أن الاعتراض الإسرائيلي على دخول بعض الدول مثل تركيا يأتي لأنها لا تريد الرضوخ لابتزازات، حيث الملف التركي موجود في داخل سوريا وليس في قطاع غزة.
الرؤية الفلسطينية
أما بالنسبة للفلسطينيين فإنهم يفضلون قوة عربية إسلامية خاصة من الدول الصديقة والوسيطة والمتفاهمة كمصر وقطر وتركيا وإندونيسيا التي تتفهم الواقع والوضع الفلسطيني، بحسب الكاتب والمحلل السياسي الدكتور إياد القرا.
بحيث يكون دور هذه القوات إلزام إسرائيل بتنفيذ الاتفاق ومتابعة تفاصيل التنفيذ، وألا تكون مرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي ولا تكون بديلا عنه.
وفي هذا السياق، يحذر القرا من مصطلح التقسيم الخطير جدا بالنسبة للفلسطينيين، مشيرا إلى أن وجود القوات أو الوسطاء في المناطق الشرقية ومدينة رفح لتقديم نموذج جديد سينظر له بعين الريبة كمقدمة لبداية الاتفاق.
كما شدد الفرا على أهمية أن تكون الهوية الفلسطينية حاضرة في إدارة المعابر، خاصة معبر رفح، الذي قال إنه يجب أن تكون السيطرة عليها مصرية فلسطينية دون أن تتدخل إسرائيل في شؤون المسافرين أو إدخال البضائع، وألا يسمح لها بوضع أي قيود على إدخال مواد البناء ومواد إعادة الإعمار.
بناء الثقة
بالمقابل، تحدث مستشار الرئيس الأميركي السابق لشؤون الأمن القومي مارك فايفل، عن طريقة تفكير سائدة لدى الإسرائيليين وبعض الأميركيين بأن معابر غزة تستخدمها حماس للحصول على الأسلحة وأن بعض السلع الإنسانية تباع لتمويل الحركة، مشيرا إلى أن هذه القناعة موجودة وسيكون من الصعب تخطيها.
إعلانواعتبر أن التحدي الذي يواجهه الرئيس ترامب هو استخدام قدراته الدبلوماسية في بناء الثقة من خلال التنسيق مع الدول العربية والمسلمة، والحلفاء والإسرائيليين والفلسطينيين.
وقال فايف إن العديد من الدول لا تريد إرسال جنود لغزة بسبب الصعوبات في العمل بهذه البيئة التي قد تكون عدائية، مشددا على ضرورة أن تعمل دول مثل قطر والسعودية وتركيا ومصر والأردن وإندونيسيا معا على مستوى وزراء الدفاع والخارجية لإيجاد طرق لإنجاح هذه القوة المتعددة الجنسيات.
واستبعد أن تطول فترة بقاء هذه القوة في غزة لعقود مثل قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، "بل ستكون قوة أصغر وبصمتها أصغر على المدى الطويل".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات التعامل مع إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية الأميركي: على إسرائيل الموافقة على الدول التي ستشارك بقوة الاستقرار الدولية
بعدما وصل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى إسرائيل أمس الخميس والتقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تفقد اليوم الجمعة، مركز التنسيق العسكري المدني جنوباً.
القوة الدولية والرهائن
وتأكد روبيو من بدء تدفق المساعدات إلى قطاع غزة، موضحاً أن الهدف البعيد يكمن بإعادة الإعمار.
كما شدد على وجوب نشر قوات الاستقرار الدولية في غزة بأقرب وقت، لافتاً إن أن تلك القوة بحاجة إلى تفويض أممي.
أيضاً رأى روبيو إن على إسرائيل الموافقة على الدول التي ستشارك بقوة الاستقرار الدولية، موضحا أن القوة لم تشكل بعد وأن هناك دولا ترغب بالمشاركة.
وبينما أكد أن الأمور ستسير في الاتجاه الصحيح بشأن اتفاق غزة، أشار إلى ضرورة ضمان صمود وقف النار قبل إعادة الإعمار.
وأكد روبيو بخصوص الرهائن، على أنه لن ينسى الملف، موضحا أن بلاده تدفع باتجاه إعادة كل الجثامين.
سلاح حماس
كذلك توقع وزير الخارجية الأميركي من حركة حماس نزع سلاحها بالكامل، ورأى أن رفض حماس لخطوة نزع السلاح سيكون انتهاكا للاتفاق، مؤكداً على عودة الحرب إن قامت الحركة بتسليح نفسها.
وأضاف روبيو أنه لن يكون هناك سلام إذا حاولت أي منظمة مهاجمة إسرائيل من غزة، مشدداً على عدم وجود أي دور لحركة حماس بمستقبل القطاع.
إلى ذلك، أعلن روبيو أن أميركا تعمل على ضمان ألا تكون غزة مصدر تهديد لإسرائيل، مؤكداً على أن واشنطن ملتزمة بأمن إسرائيل وإنجاح خطة السلام.
الضفة الغربية
اعتبر روبيو أن تصويت الكنيست بشأن ضم الضفة كان لإحراج نتنياهو.
وأعرب عن عدم اعتقاده بأن إسرائيل ستفرض سيادتها على الضفة الغربية.
وأكد روبيو أن ضم الضفة لن يتحقق لأنه تهديد لاتفاق غزة.
غزة والمساعدات
وعن المساعدات، رأى وزي الخارجية الأميركي أن الأونروا أصبحت “فرعا لدى حماس”.
وأكد أن الأمم المتحدة موجودة في غزة لتنسيق المساعدات، لافتا إلى أن ما تم تحقيقه في غزة خلال الأيام الماضية تاريخي وليس له نظير، وفق تعبيره.
وأعلن روبيو التزام بلاده بتنفيذ كافة بنود اتفاق غزة، مشدداً على أن خطة ترامب بشأن غزة بعيدة المدى