صراحة نيوز- د. زهور غرايبة تكتب
من على منبر البرلمان، أكد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه فخره بالأردنيين والأردنيات، واعتزازه بدورهم في صون الدولة وتثبيت قوتها، مستدعيا صورة الشعب سنداً للعرش ومصدراً لقوة الدولة وثباتها.
ااخطاب حمل ملامح موقف واضح واتجاه محدد، بوصفه رسالة سياسية ترسم شكل المرحلة المقبلة وتعيد تثبيت موقع الأردن في معادلة الداخل والإقليم، الكلمات خرجت منسجمة مع واقع سياسي ضاغط، ومع رهان واضح على الإنسان الأردني الذي يشكل العمود الفقري للدولة.
القراءة السياسية للخطاب تنطلق من رسائله لا من شكله، ومن طريقة ترتيب الملفات وتحديد الأولويات التي تعكس وضوح الرؤية الرسمية في التعامل مع التحديات، إن ما يقوله الملك من على المنبر لا يبقى في إطار التوصيف، وإنما يتحول إلى مؤشرات على شكل الأداء الحكومي ومسار التشريع ونقاشات الدولة في ملفاتها الكبرى.
منذ البداية، جاءت الجمل محمّلة برسائل سياسية صريحة، عبارة «الوطن يولد في قلب الأزمات» تعني أن الدولة ترى نفسها في قلب الأزمات وقادرة على صناعة مسارها. قول الملك «يسأل الشعب هل يقلق الملك؟ نعم يقلق… لكن في ظهره أردني» يعكس جوهر العلاقة بين القيادة والشعب، كما أن الشرعية في الأردن لا تُمنح من أعلى، وإنما تنبع من الثقة المتبادلة والالتفاف الشعبي حول مؤسسات الدولة.
في الشأن الداخلي، حمل الخطاب تكليفات واضحة لمجلس الأمة. التحديث السياسي، تعزيز العمل الحزبي النيابي، تحفيز الاقتصاد، جذب الاستثمار، خلق فرص العمل، تطوير التعليم، وتحديث القطاع العام، حيث لم تكن هذه العناوين سرداً عاماً، بل خطوطاً حاسمة لمسار مطلوب، وعبارة «لا نملك رفاهية الوقت» اختصرت الموقف وأغلقت الباب أمام التردد.
في محور الهوية الوطنية، أعاد الخطاب التأكيد على الركائز التي تستند إليها الدولة الأردنية، أولا وأهمها استدعاء صورة الجيش العربي المصطفوي ورجال مصنع الحسين بمثابة تثبيت لدور هذه المؤسسة كحارس للسيادة الوطنية وعمود الاستقرار. كما وضع الشباب في قلب الخطاب بوصفهم القوة التي تصنع المستقبل لا جمهوراً ينتظر.
أما الموقف الإقليمي فجاء حاداً في وضوحه. دعم الأردن لأهالي غزة، ورفضه الانتهاكات في الضفة الغربية، وتأكيده على الوصاية الهاشمية على المقدسات، جميعها مواقف تعكس ثبات السياسة الأردنية وعدم تراجعها تحت ضغط المتغيرات. هذا الموقف يضع الأردن في موقع فاعل، لا تابع، ويؤكد استمرار دوره في محيطه العربي.
إن خطاب العرش هذا العام أعاد ترتيب المشهد الوطني، من ناحية أنه أظهر دولة تستند إلى شعبها، متمسكة بقرارها، ثابتة في مبادئها، وحاضرة في الإقليم بموقف واضح، ولم يترك الخطاب مساحة للغموض، وأكد أن قوة الأردن تنبع من داخله، من تماسك مجتمعه، ومن ثقته بهويته السياسية. كان خطاباً يحمّل المؤسسات مسؤوليات محددة، ويعيد بناء الثقة بين القيادة والشعب على أساس الفعل لا القول.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة توظيف وفرص عمل ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام
إقرأ أيضاً:
ندوة سياسية بمأرب تناقش ''الموقف السعودي من القضية الفلسطينية كمعيار لوعي الامة''
ناقشت ندوة سياسية نظمها مركز البحر الاحمر للدراسات السياسية والأمنية يوم الخميس 23 أكتوبر 2025 بمحافظة مأرب " الموقف السعودي من القضية الفلسطينية كمعيار لوعي الامة".
وفي الكلمة الافتتاحية قال نائب رئيس المركز حسين الصادر، ان الندوة تهدف الى تسليط الضوء على الوعي العربي بالقضية الفلسطينية التي جعلها قضيته الاولى، والتركيز على قراءة الموقف السعودي باعتبارها القائدة للامة العربية والاكثر دعما للقضية الفلسطينية منذ بدايتها في اربعينيات القرن الماضي، ومازالت، واثر هذا الدعم على القضية..
واشار الصادر الى ان الندوة تأتي في ظل الحملة الاعلامية الشرسة التي تشنها القوى التابعة لايران من جهة والمرتبطة باسرائيل من جهة اخرى، لتزييف الوعي العربي حول دعم الحكومات والشعوب العربية للقضية الفلسطينية خاصة المملكة العربية السعودية.
وناقشت الندوة التي ادارها المدير التنفيذي للمركز الدكتور ذياب الدباء ثلاث اوراق عمل، تناولت الورقة الاولى المقدمة من الباحث عبدالرزاق قاسم " محطات تاريخية من القضية الفلسطينية والدعم والاسناد العربي لها"، فيما ركزت الورقة الثانية المقدمة من الباحث علي العجري، على "دور المملكة العربية السعودية في دعم القضية الفلسطينية والثوابت والمواقف والتحولات"، بينما ركز الاعلامي محمد الجماعي في الورقة الثالثة على " الدور الإنساني والإغاثي السعودي تجاه القضية الفلسطينية.
كما شملت محاور الأوراق السياسية تفاصيل ومعلومات وشواهد وحقائق قدّمتها المملكة العربية السعودية في مختلف المراحل لدعم فلسطين وقضيتها العادلة والمشروعة، وكان من أبرز هذه الجهود الحشد الدولي الذي نجحت المملكة في قيادته، والذي تُوِّج بنجاح كبير تمثّل في اعتراف 157 دولة بدولة فلسطين.
بدوره ذكر رئيس مركز البحر الأحمر للدراسات العقيد محمد الولص بحيبح ان هذه الندوة تاتي في اطار حرص والتزام المركز بتناول القضايا ذات الاهمية محلياً واقليمياً بما يسهم في تعزيز الوعي وبناء سردية حقيقية توضح أهمية وفعالية الدور السعودي والعربي نحو القضية الفلسطينية.
وقد اثريت الاوراق من قبل المشاركين من اكاديميين وباحثين وسياسيين وقيادات حكومية وشخصيات اجتماعية ومهتمين، بالاراء والمقترحات والمداخلات التي سلطت الضوء على أبعاد ومحاور الموقف السعودي تجاه فلسطين، والوعي العربي بهذه القضية، وكيفية مواجهة المخططات التوسعية الايرانية والجماعات التابعة لها في مختلف وسائل الاعلام والتي تسعى لاستغلال القضية الفلسطينية واستهداف المملكة والامة العربية لتشويهها وخلق الصراعات والفوضى في الدول باسم القضية الفلسطينية وغزة وخاصة بعد 7 اكتوبر 2023م، وكيفية مواجهة الشائعات التي تستهدف تزييف الوعي العربي للشعوب واثارة عاطفتها للسيطرة عليها وتحريضها على حكوماتها، من اجل استخدامهم في تحقيق الاجندة التخريبية والتدميرية للدول والاوطان.
حضر الندوة وكيل وزارة الادارة المحلية عبدالله القبيسي ووكيل محافظة مأرب للشئون الادارية عبدالله الباكري، ونائب رئيس جامعة اقليم سبأ حسين الموساي والشيخ خالد احمد عبدربه العواضي وكيل اول محافظة البيضاء ومدير دائرة التوجيه المعنوي العميد الركن أحمد الأشول والدكتور عمار البخيتي رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة اقليم سبأ وقيادات حزبية وسياسية والعديد من الوكلاء والأكاديميين والسياسين وقادة الرأي.
كما شهدت الندوة حضوراً نسائياً ممثلاً بالأستاذه فنده العماري مديرة عام إدارة المرأة بمحافظة مأرب والأستاذة لمياء الكندي مديرة إدارة المرأة في مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية وعدد من الناشطات كما حضر عشرات الصحفيين والإعلامين ومراسلي القنوات الفضائية.