محكمة غزة تستمع لشهادات صحفيين وناشطين حول جرائم إسرائيل
تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT
تستمر في العاصمة التركية إسطنبول، أعمال الجلسة الختامية لـ"محكمة غزة" الرمزية، التي تحقق في الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، على أن يصدر قرارها النهائي غدا الأحد.
وتعد "محكمة غزة" مبادرة دولية مستقلة أُطلقت في لندن في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 من قبل أكاديميين وحقوقيين وممثلين لمنظمات مدنية، احتجاجا على "فشل المجتمع الدولي في تطبيق القانون الدولي بقطاع غزة".
وشهدت جلسات اليوم السبت نقاشات واسعة حول صمت النظام الدولي إزاء الجرائم الإسرائيلية، واستهداف الصحفيين، وتواطؤ بعض الدول في الحصار على غزة.
كما تضمنت الجلسات الاستماع إلى شهادات مباشرة من صحفيين فلسطينيين من قطاع غزة، بينهم شهداء سجلوا شهادتهم قبل أن تقتلهم إسرائيل، بالإضافة إلى ناشطين شاركوا في "أسطول الصمود" العالمي لكسر الحصار.
وفي جلسة بعنوان "رد فعل النظام الدولي" انتقد الخبراء المشاركون -ومنهم أردي إمسايس من جامعة كوينز الكندية، وداريل لي من جامعة شيكاغو، والمحامي كريغ موخيبر، والأكاديمية ماري كالدور من كلية لندن للاقتصاد- صمت الأمم المتحدة وتواطؤ الدول الغربية في تعطيل قرارات مجلس الأمن، مؤكدين أن واشنطن استخدمت حق النقض مرارا لحماية إسرائيل.
وأكد إمسايس أن إسرائيل تسعى لتصفية وكالة "أونروا" لأنها "تمثل الأمل الأخير للفلسطينيين"، في حين أوضح داريل لي أن تل أبيب تستخدم ذكرى "الهولوكوست" لتبرير سياسات نزع ملكية الفلسطينيين، وشدد على أن العدالة لن تتحقق إلا بضغط شعبي عالمي يجبر المؤسسات الدولية على التحرك.
وفي جلسة أخرى بعنوان "استهداف الصحفيين"، استمعت المحكمة إلى شهادات مصورة لصحفيين فلسطينيين تم تصويرها قبل أن تقتلهم إسرائيل، بينهم الشهيدان العاملان في قناة الجزيرة محمد قريقع وحسام شبات، اللذان تحدثا عن التهديدات التي تلقاها الصحفيون العاملون في غزة، وعن الأخطار اليومية التي واجهوها لتوثيق المجازر الإسرائيلية.
إعلانوكان الشهيد قريقع قد أشار في تسجيله إلى أن أكثر من 220 صحفيا قُتلوا خلال تغطيتهم للأحداث منذ بدء الهجوم الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
كما أن الشهيد شبات قال في تسجيل مصور قبل استشهاده إن مجرد كونه صحفيا يعتبر جريمة بالنسبة إلى إسرائيل، موضحا أن الصحفيين في غزة كانوا يتحركون في ظروف "أشبه بالمهمة الانتحارية"، عند توجههم لتوثيق المجازر.
وقال الشهيد شبات "نُقتل ولا تُسمع أصواتنا، نُقتل ولا أحد يسمعنا، لا أحد يرانا، كل صورة ولقطة لها تكلفة، وندفع ثمنها بأرواحنا".
كما عرضت المحكمة شهادات لصحفيين أكدوا اختفاء زملاء لهم منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، دون معرفة مصيرهم حتى الآن، في ظل رفض إسرائيل تقديم أي معلومات عنهم.
وفي جلسة بعنوان "أسطولي الصمود والحرية-أصوات الناشطين"، تحدث ناشطون من "أسطول الصمود العالمي" عن تجاربهم خلال محاولاتهم كسر الحصار عن غزة.
وروى المتحدثون، ومنهم التركية سمية سناء بولات، والناشطة ياسمين أجار، والناشط مجيد بهجيفان، تفاصيل اعتقالهم بعد هجمات إسرائيلية على سفنهم في المياه الدولية مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري، مؤكدين تعرضهم للعنف الجسدي واللفظي من قبل الجنود الإسرائيليين.
وقالت التركية سمية سناء بولات إن "الأسطول كان محاولة من شعوب العالم لملء الفراغ الذي تركه عجز الحكومات عن إنهاء الإبادة في غزة"، في حين شددت الناشطة التركية ياسمين أجار على أن القضية الفلسطينية "هي قضية إنسانية وليست دينية أو قومية"، داعية إلى استمرار المقاومة المدنية ضد إسرائيل والدول المتواطئة معها.
ويرأس أعمال المحكمة البروفيسور ريتشارد فولك، المقرر الأممي السابق لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، ومن المقرر أن تصدر المحكمة قرارها النهائي الأحد في ختام جلساتها التي امتدت 3 أيام في جامعة إسطنبول.
ومن المتوقع أن تصدر المحكمة قرارا رمزيا بمحاكمة إسرائيل غيابيا بتهمة ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية لعامين في غزة، أسفرت حتى الآن عن استشهاد 68 ألفا و519 فلسطينيا وإصابة أكثر من 170 ألفا، معظمهم من النساء والأطفال.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات محکمة غزة فی غزة
إقرأ أيضاً: