لجريدة عمان:
2025-10-26@20:39:40 GMT

ما لا يقوله رجال ترامب لإسرائيل

تاريخ النشر: 26th, October 2025 GMT

ترجمة: أحمد شافعي -

نشهد في هذه الأيام ظاهرة فريدة من نوعها: هي المسيرة الأمريكية الأولى لـ»مجالسة الأطفال». يتفاوت مجالسو الأطفال أولئك في المؤهلات والخصال، لكنهم يشتركون جميعا في مهمة واحدة، وهي منع الانتهاك الإسرائيلي، أو حتى التدمير الإسرائيلي، لوقف إطلاق النار الهش في غزة. فمنذ نهاية الحرب، لم تمض أيام قلائل دون وجود مبعوث واحد على الأقل لدونالد ترامب على الأرض.

حتى أن الأسبوع الماضي وحده قد شهد أمثال جاريد كوشنر وستيف ويتكوف وجيه دي فانس وماركو روبيو، إذ جاءوا جميعا للقيام بواجبهم.

وتحرص إسرائيل على إبقائهم مشغولين. ففي غضون أيام قليلة شنت سلسلة هجمات على غزة بعد مقتل اثنين من جنود الجيش الإسرائيلي، فأدت تلك الهجمات ـ بحسب ما ورد من تقارير ـ إلى سقوط عشرات من القتلى الفلسطينيين. وقد دعا العديد من الوزراء إلى استئناف الحرب، وأجاز الكينيست قرارا برلمانيا بضم الضفة الغربية. وتراوح رد الفعل الأمريكي ما بين الرفض والرفض الحاد.

غير أنه إدارة ترامب تبدو، في أكثر من مشهد، أشد تركيزا على الحفاظ على المرحلة الراهنة العصيبة من وقف إطلاق النار منها على التقدم إلى المرحلة التالية: وهي مرحلة إعادة تأهيل غزة. وعندما يتعلق الأمر بذلك، يبدو أن الولايات المتحدة لديها مطامح ولكن ليست لديها خطط ملموسة.

في الوقت الراهن، ليس من الواضح متى سوف تتولى الجهة الحاكمة الدولية السلطة فعليا، ومثل هذا ينطبق على القوة الأمنية المخطط لها، بل وينطبق على هوية الجنود المشاركين فيها. في يوم الثلاثاء، قال جيه دي فينس إن الولايات المتحدة لن تفرض على إسرائيل تشكيل القوة الأجنبية. لكن في حال استمرار حكومة بنيامين نتنياهو في رفض البديل تلو الآخرـ مثلما فعلت مع المقترح التركي هذا الأسبوع ـ فماذا يكون العمل حينئذ؟ وهناك أيضا السؤال العكسي: من الذي سيحدد أن القوات التي تفضلها إسرائيل مهتمة من الأساس بالمهمة؟

وثمة سؤال غامض بالقدر نفسه، هو المتعلق بالوقت الذي سوف يستغرقه نزع سلاح حماس.

فقد قال جيه دي فينس هذا الأسبوع إن «أملنا في الإدارة هو أن القوة الأمنية الدولية سوف تتولى الآن زمام المبادرة في نزع سلاح حماس»، وأضاف أن «هذا سوف يستغرق بعض الوقت». وعزز ترامب حالة اللايقين هذه بقوله في حوار مع شبكة فوكس نيوز يوم الأحد إنه لا وجود لـ«جدول زمني» صارم لنزع سلاح حماس.

ومن ثم، على المستوى النظري، فإن الأفراد المجهولين في القوة الدولية التي لم تتشكل بعد قد يدخلون غزة بينما مقاتلو حماس لا يزالون يسيطرون على السلطة. فهل سيواجهون كيانًا حاكمًا أم سيواجهون حركة حرب عصابات؟ وما هذه غير حفنة قليلة من الأسئلة المطروحة. وقد يسأل آخرون عن مصير الفلسطينيين العاديين في ظل الوضع القائم، مع استمرار حماس في استهداف خصومها السياسيين والمنشقين.

لقد أبرزت الأحداث الأخيرة مجددا أوجه القصور في التغطية الإعلامية الإسرائيلية لجانبي الحدود مع غزة؛ فكل وسيلة إعلامية ترمي إلى دراسة جميع زوايا انتهاكات حماس لوقف إطلاق النار. وبصفة عامة، سيطرت على جميع العناوين حقيقة مماطلة حماس في إرجاع جثامين الرهائن الإسرائيليين القتلى.

على النقيض من ذلك، لم يلق الضحايا المدنيون في غزة من جراء الضربات الإسرائيلية اهتماما يذكرعلى الإطلاق. وانظروا مثلا إلى الهجمات الانتقامية التي أعقبت حادثة رفح يوم الأحد حيث لقي جنديان إسرائيليان مصرعهما. في حين أفادت السلطات في غزة بوفاة أربعة وأربعين، انتقد معلقون في التليفزيون الإسرائيلي «الرد الضعيف» الذي استهدف البنية الأساسية فقط.

وليس في هذا شيء جديد. ففي عطلة الأسبوع الماضي، اتهم مكتب الإعلام في غزة إسرائيل بخرق وقف إطلاق النار مع حماس سبعا وأربعين مرة منذ تفعيل الهدنة، وقتل ثمانية وثلاثين فلسطينيا وإصابة مئة وثلاثة وأربعين آخرين. بدا الزعم غير ذي شأن لأغلب البرامج الإخبارية الإسرائيلية، إذ غاب عنها ببساطة. وتضمن ذلك تقارير عن مصرع أحد عشر فردا في أسرة فلسطينية على يد قوات إسرائيلية يوم الجمعة الماضي.

قالت وكالة الدفاع المدني في غزة إن الأسرة كانت تحاول الرجوع إلى بيتها في حي الزيتون بمدينة غزة حينما تعرضت الحافلة التي كانت تقلهم لضربة بزعم تجاوزها «الخط الأصفر» الذي يعين حدود المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي. ذلك الخط الأصفر غير مرئي للعين البشرية ولا يظهر إلا على الخرائط وفي الوثائق الرسمية، وهي غير متاحة طيلة الوقت للناس العاديين في القطاع.

حتى تلك الواقعة لم تحظ بذكر في الإعلام الإسرائيلي. أشارت قناة 13 الإخبارية إليها إشارة عابرة في موقعها على الإنترنت، ونقلت عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله إنه بعد رصد مركبة مشبوهة، أطلقت القوات طلقات تحذيرية باتجاهها، «لكن الحافلة واصلت التقدم باتجاه القوات على نحو مثّل تهديدا وشيكا لهم، ففتحت القوات النار لإزالة ذلك التهديد، بما يتواءم مع الاتفاقية»، ولم يشر المتحدث إلى وقوع خسائر في الأرواح.

في ظل هذا التناول الإعلامي، لا عجب في أن كثيرا من الإسرائيليين يشعرون أن حماس هي وحدها الملومة على خرق وقف إطلاق النار. وهذا التصور يتسبب في خطر تأجيج النداءات المطالبة بنهج أشد عدوانية تجاه غزة.

وفي مرحلة ما، قد تكون عاجلة لا آجلة، لن يظل كافيا أن يلعب جميع رجال ترامب دور معلمات الحضانة، فيقولون لإسرائيل ما الذي لا ينبغي أن تفعله. بل سيكون لزاما عليهم أن يقولوا لها ما يجب أن تفعله، وأن يحددوا طريقة فعله بالضبط.

روي شوارتز محرر وكاتب مقالات في صحيفة ها آرتس

الترجمة عن صحيفة ذي جارديان

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: إطلاق النار فی غزة

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ هجوم عسكري في وسط غزة

 

القدس المحتلة - الومكالات

 قال الجيش الإسرائيلي أمس السبت إنه نفذ ضربة "محددة الهدف" في وسط قطاع غزة على شخص كان يخطط لمهاجمة القوات الإسرائيلية.

ولا يزال وقف إطلاق النار الذي دعمته الولايات المتحدة ساريا بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بعد الحرب التي دامت أكثر من عامين في قطاع غزة، لكن الطرفين يتبادلان الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار.

وقالت إسرائيل إنها استهدفت عضوا في حركة الجهاد الإسلامي التي أصدرت بيانا اليوم الأحد قالت فيه "إن ادعاء جيش الاحتلال أن كوادر من سرايا القدس في النصيرات كانوا يعدون أمس لعمل وشيك هو محض ادعاء كاذب وافتراء يسعى الاحتلال من ورائه إلى تبرير عدوانه وخرقه لوقف إطلاق النار".

وأضافت الحركة في البيان "نحمّل العدو المجرم مسؤولية هذا الخرق، وندعو الوسطاء إلى تحمل مسؤولياتهم، والوفاء بالتزامات وقف إطلاق النار، وإلزام جيش العدو بالتوقف عن مثل هذه الاعتداءات التي تؤدي إلى ردود فعل عليها".

ولم يوضح البيان ما إذا كان أحد أعضاء الحركة قد قُتل في الضربة الإسرائيلية.

وقال شهود لرويترز أمس السبت إنهم رأوا النيران تشتعل في سيارة بعد استهدافها بضربة من طائرة مسيرة. وقال مسعفون فلسطينيون إن أربعة أشخاص أصيبوا، لكن لم ترد أنباء بعد عن سقوط قتلى.

وعلى صعيد منفصل، قال شهود أمس إن دبابات إسرائيلية قصفت المناطق الشرقية من مدينة غزة، أكبر منطقة حضرية في قطاع غزة. ولم يستجب الجيش الإسرائيلي بعد لطلب التعليق.

وفي تراجع عن الموقف الرافض لمنع دخول أي قوات أجنبية، ذكرت عدة مواقع إعلامية إسرائيلية أن إسرائيل سمحت لمسؤولين مصريين بدخول قطاع غزة للمساعدة في العثور على جثث رهائن جرى احتجازهم في الهجوم الذي قادته حماس على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، والذي أشعل فتيل الحرب.

وفي إطار اتفاق وقف إطلاق النار، قالت حماس إنها ستعيد جميع الرهائن الذين اقتادتهم لغزة، لكن لا يزال رفات 13 منهم في القطاع.

ولم يرد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد على طلب التعليق.

مقالات مشابهة

  • “حماس”: العدو الإسرائيلي يواصل خرق وقف إطلاق النار رغم جهود الوسطاء
  • الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ هجوم عسكري في وسط غزة
  • يديعوت أحرونوت: ذعر في واشنطن .. ما الذي يهدد خطة ترامب لوقف الحرب؟
  • مصادر إسرائيلية تكشف تحرك ترامب لمنع نتنياهو من الهجوم على غزة
  • خبير أمني : زيارة رئيس المخابرات العامة لإسرائيل جاءت على خلفية خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار
  • تصريحات لحماس عن اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وموقف ترامب من ضم الضفة
  • زوجة الأسير مروان البرغوثي تُناشد ترامب بالتدخل لإطلاق سراحه
  • صحف عالمية: ترامب ينذر نتنياهو وقد يعلق مساعدات عسكرية لإسرائيل
  • الولايات المتحدة تحذر إسرائيل من أي "مفاجآت عسكرية" في غزة