لندن - ترجمة صفا

استعرضت صحيفة بريطانية عدة حالات لأسرى محررين أطلقت سراحهم قوات الاحتلال بموجب الصفقة بينها وبين المقاومة خلال الشهر الجاري.

وقال أسير محرر لصحيفة "فاينانيشال تايمز": «لم تكن فرحة حقيقية. تعرضنا للضرب حتى اللحظة الأخيرة»، ويعاني من كسر في ضلعين وجروح في الوجه جراء الضرب في السجن.

وأضاف الأسير المحرر: «لم تكن هناك إنسانية.

لم تكن هناك رحمة». وكان السجين -الذي حجبت صحيفة فاينانشال تايمز اسمه لأسباب أمنية- واحدا من 2000 فلسطيني تم إطلاق سراحهم.

ولكن في حين أن عملية التبادل أثارت الآمال في إنهاء العدوان؛ فإن حالة المفرج عنهم ــ بعضهم مصاب بجروح ظاهرة، والبعض الآخر يكافح من أجل المشي ــ ألقت الضوء مجددا على إساءة معاملة الأسرى في السجون الإسرائيلية وكيف تفاقمت في الحرب.

واستشهد 80 فلسطينيا في السجون الإسرائيلية منذ بدء العدوان - وهو ربع عدد الشهداء البالغ 317 في السجون الإسرائيلية منذ عام 1967.

وقال جميل شحادة، من الدائرة القانونية في هيئة شؤون الأسرى والمحررين: "لطالما كانت ظروف الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية صعبة للغاية. لكن بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تغيرت الأمور بشكل جذري".

وقالت أماني سراحنة من جمعية تعنى بشؤون الأسرى والمحررين إن أحد الأسرى الذين شهدوا لمنظمتها تعرض لصب الماء المغلي عليه، في حين فقد آخر البصر في إحدى عينيه بسبب كلب هاجمه.

وقال أسير ثانٍ تحدث لصحيفة "فاينانشيال تايمز" بعد إطلاق سراحه في وقت سابق من هذا العام إنه تعرض للاغتصاب بعصا من قِبل موظفي السجن، الذين كانوا يضحكون أثناء اعتداءاتهم عليه. وأضاف أن جروحه ظلت تنزف لمدة 22 يومًا. «تظن أنك تحتضر، وأنت تشعر بكل هذا العذاب والألم الذي تكابده».

ولكن المسؤولين الإسرائيليين لا يتورعون عن الاعتراف بحقيقة أنهم جعلوا ظروف السجون أكثر قسوة منذ تولت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السلطة في عام 2022، حيث يتفاخر وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتامار بن جفير مرارا وتكرارا بأنه أوقف استخدام السجون كـ "معسكرات صيفية".

وظهرت تقارير هذا الشهر تُفيد بإصابة الأسير مروان البرغوثي بكسور في ضلوعه إثر تعرضه للضرب على يد إدارة المعتقل.

وتعكس الشهادات التي اطلعت عليها صحيفة "فاينانشيال تايمز" أبحاثًا أجرتها منظمات حقوقية وثّقت انتهاكات واسعة النطاق في السجون الإسرائيلية، بما في ذلك منظمة بتسيلم ومنظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان إسرائيل (PHRI)، اللتان أصدرتا العام الماضي تقريرًا يُفصّل "الانتهاكات المنهجية لحقوق الفلسطينيين".

كما وثّقت المنظمتان حالات عنف جنسي. وقال ناجي عباس، مدير دائرة الأسرى والمعتقلين في منظمة أطباء لحقوق الإنسان، إن المنظمة التقت بـ400 أسير فلسطيني خلال العامين الماضيين، و"100% منهم اشتكوا من تعرضهم للتعذيب والاعتداء الجسدي".

وقال إن أطباء من منظمة أطباء حقوق الإنسان الدولية شاركوا أيضًا في تشريح جثث الأشخاص الذين استشهدوا أثناء الاعتقال وأظهر البعض "علامات واضحة على الضرب والعنف في الرأس والصدر وكسور في الضلوع".

وأضافوا أن "بعض المعتقلين الذين التقينا بهم قالوا إنهم تعرضوا للضرب بشكل يومي، أو كل أسبوع".

كما أن هناك أيضًا شهادات من جنود إسرائيليين عن انتهاكات، لا سيما في سجن سدي تيمان العسكري سيئ السمعة. حيث صرّح جندي عمل في السجن - لصحيفة "فاينانشيال تايمز" العام الماضي أن بعض الجنود هناك اعتبروا نوبات العمل فرصة "للانتقام من الغزيين". قال الجندي: "كان هناك جنديٌّ يحاول دائمًا الوصول إلى المعتقلين لضربهم. كان يُصرّح صراحةً بأن هذا هو هدفه".

ومنذ تولي بن غفير منصبه، تقلصت جودة الطعام المُقدم للأسرى، ووقت الاستحمام، وكمية الشامبو المسموح بها، وفقًا لسراحنة.

وأضافت أن الإسهال والالتهابات الفطرية والجرب من الأمراض الشائعة.

وقال الأسير الأول: "الجرب مشكلة كبيرة. عليك أن تحكّ باستمرار - حتى لو أدى ذلك إلى نزيف، لأنك لا تشعر بأنك بخير إلا إذا حككت ​​باستمرار " .

وقال الجندي الذي خدم في سدي تيمان إن حتى السجناء المصابين عوملوا بقسوة، مكبلين إلى أسرّتهم، لا يرتدون سوى الحفاضات، ويُطعمون عبر ماصة.

ونادرًا ما كان يُعطى السجناء مسكنات ألم أقوى من الباراسيتامول، حتى أثناء خضوعهم للإجراءات الطبية. ففي إحدى المرات، اضطر أسير مبتورة ساقه، يبلغ من العمر نحو سبعين عامًا، إلى الخضوع لعملية جراحية بعد أن أصيبت ساقه بالتهاب. وقال الجندي: "كان يصرخ من الألم. وفي لحظة ما قلت للطبيب: 'عليك أن تعطيه شيئًا'، فقال: 'لقد فات الأوان. لقد بدأنا بالفعل".

وقال منير البرش، مدير عام وزارة الصحة في غزة، إن العديد من جثث أسرانا كانت "مشوّهة"، وبعضها معصوب العينين ومكبل اليدين خلف الظهر.

وقال إن إصاباتهم تُشير إلى تعرضهم لسوء معاملة. وأضاف: "بعضهم لا يزال يعاني من كدمات بعد كل هذا الوقت. كما ترون، تعرضوا للضرب المبرح وسوء المعاملة".

وقالت سراحنة: "هناك نظرية، وهناك تطبيق. سأخبركم كيف يصف الأسرى حياتهم في السجون الإسرائيلية. بعضهم يقول إنها جحيم، والبعض الآخر يقول إنها مقبرة للأحياء". 

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: الأسرى سديه تيمان فی السجون الإسرائیلیة

إقرأ أيضاً:

أنفاق غزة تكشف الوجه الآخر لمعاملة الأسرى: “شدّة”، “حانوكاه”، وتناقضات إسرائيلية

#سواليف

في تطوّر أثار جدلاً واسعاً وكشف تناقضات عميقة في السردية الإسرائيلية الرسمية، تداولت صفحات عبرية مقاطع فيديو عُثر عليها في #أنفاق قطاع #غزة، تُوثّق تفاصيل من #حياة #الأسرى #الإسرائيليين أثناء احتجازهم لدى #المقاومة.

هذه المشاهد، التي لم تُنشر كدعاية من قبل المقاومة، بل ضُبطت من قِبل #جيش_الاحتلال الإسرائيلي نفسه أثناء توغله البري في رفح، تحوّلت إلى دليل غير متوقَّع يكذّب مزاعم الاحتلال المستمرة حول تعرّض الأسرى للتعذيب.

ويظهر في المقطع الأسرى وهم يمارسون أنشطة يومية اعتيادية، مثل لعب “الشدّة” (ورق اللعب)، والتحدّث “بكل أريحية”، كما وثّق وجود مقاوم يجهّز لهم المائدة، في دلالة على توفر حدٍّ أدنى من الرعاية والتعامل الإنساني حتى في ظل الظروف الصعبة داخل الأنفاق.

مقالات ذات صلة الإغاثة الطبية في غزة: آلاف المواطنين عالقون داخل خيام مهترئة غمرتها السيول والأمطار الغزيرة 2025/12/12

ولعل المشهد الأكثر دلالة على التسامح الديني الممنوح للأسرى تمثّل في احتفال ستة منهم بعيد ” #الحانوكاه ” اليهودي داخل #الأنفاق، وهي ممارسة لمعتقداتهم الدينية لم تُمنَع رغم وجودهم في الأسر بقطاع غزة.

هذه الصورة تتعارض بشكل صارخ مع ادّعاء الاحتلال المستمر بأن المقاومة هي “تنظيم إرهابي يريد قتل اليهود لدينهم”، إذ إن سماح المقاومة بممارسة الشعائر الدينية يوجّه رسالة واضحة مفادها أن الصراع موجّه ضد الاحتلال، لا ضد الوجود اليهودي أو معتقداته الدينية.

والمفارقة أن هؤلاء الأسرى الستة قُتلوا لاحقاً نتيجة قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي الهمجي على القطاع، ما يضع علامات استفهام حول حماية “إسرائيل” لأسراها وتعمدها استهدافهم خلال حرب الإبادة على غزة.

ويأتي هذا التوثيق ليعكس صورة تتناقض بشدة مع المعاملة اللاإنسانية التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين في سجونها ومراكز تعذيبها، فبينما يتم توفير مساحة للأسرى الإسرائيليين للعب والاحتفال، يتعرّض الأسرى الفلسطينيون لحرمان متعمّد من الطعام، وتعذيب شديد أدّى ببعضهم إلى الموت، وحرمان من أبسط حقوقهم، بما في ذلك الحديث مع بعضهم البعض.

وقد كشفت التقارير عن حالات اعتداءات مروّعة، وصلت إلى الاغتصاب، تعرّض لها مدنيون فلسطينيون داخل مراكز الاعتقال الإسرائيلية. وهذه المقارنة بين المشاهد الموثّقة في الأنفاق والممارسات الإسرائيلية في السجون تكشف ازدواجية المعايير، وتشير إلى أن إسرائيل تسعى لشرعنة إعدام الأسرى الفلسطينيين في الوقت الذي تكذب فيه على العالم حول طبيعة تعامل خصومها مع الأسرى.

في الوقت ذاته، لم يُراعِ الاحتلال الإسرائيلي الخصوصية الدينية للفلسطينيين، إذ قصف ودمّر مئات المساجد إلى جانب الكنائس في القطاع منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى 10 أكتوبر 2025.

وسائل إعلام إسرائيلية تنشر مشاهد لـ 6 من الأسرى الإسرائيليين خلال وجودهم في أنفاق قطاع #غزة، قبل مقتلهم في أغسطس 2024، حيث زعمت أن الجيش الإسرائيلي عثر على تلك التسجيلات في أحد الأنفاق#حرب_غزة pic.twitter.com/e2SZqrTEp0

— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 12, 2025

في حياتي لم أرَ تنظيمًا يُوصف بالإرهابي الديني يتعامل مع أسراه ،وهم أعداؤه وجنود شاركوا في حصار وقتل شعبه بهذه الطريقة.

يلعبون “الشدة”، يحتفلون بعيدهم اليهودي، يتحدثون بكل أريحية، لم تُجبر النساء على ارتداء الحجاب، رغم ارتفاع درجات الحرارة داخل الأنفاق، ومقاوم يجهّز لهم المائدة!… https://t.co/wLH7I24vES pic.twitter.com/UOAGwadAe0

— Tamer | تامر (@tamerqdh) December 12, 2025

وسائل إعلام إسرائيلية تنشر مشاهد لـ6 من الأسرى الإسرائيليين خلال وجودهم في أنفاق قطاع #غزة قبل مقتلهم في أغسطس 2024 حيث زعمت أن الجيش الإسرائيلي عثر على هذه التسجيلات داخل أحد الأنفاق pic.twitter.com/kgaAmOuUpm

— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) December 12, 2025

مقالات مشابهة

  • أنفاق غزة تكشف الوجه الآخر لمعاملة الأسرى: “شدّة”، “حانوكاه”، وتناقضات إسرائيلية
  • وقفة لهيئة ممثلي الأسرى والمحررين اللبنانيين أمام مقر الإسكوا
  • ذا تايمز تكشف عن لقاءات سرية بين الانتقالي ومسئولين صهاينة
  • “ذا تايمز” تكشف عن لقاءات سرية بين الانتقالي وكيان العدو الصهيوني
  • الاحتلال يحكم بسجن أسير ويُجدد الاعتقال الإداري لآخرين
  • لقطات تكشف سماح القسام لأسرى بالاحتفال بعيد يهودي (شاهد)
  • "الشعبية" تدين إعدام 110 أسرى منذ 2023 وتطالب بفتح تحقيق دولي بجرائم الاحتلال
  • “الشعبية” تدين إعدام العدو الصهيوني 110 أسيرا فلسطينيا
  • استشهاد أسير فلسطيني في سجون الاحتلال
  • هيئة الأسرى: 85 شهيدًا داخل السجون خلال عامين