عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مؤتمراً صحفياً مشتركاً، مع الدكتور نواف سلام، رئيس مجلس وزراء الجمهورية اللبنانية الشقيقة، وذلك عقب ترأسهما اجتماعات الدورة العاشرة للجنة العليا المصرية اللبنانية المشتركة، التي عقدت اليوم بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، بمشاركة عدد من الوزراء والمسئولين من البلدين.

وفي كلمته خلال المؤتمر الصحفي، نقل الدكتور مصطفى مدبولي تحيات  الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، إلى أخيه  الرئيس جوزاف عون، رئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة، كما رحب بدولة رئيس مجلس الوزراء اللبناني والوفد المرافق له في وطنهم الثاني مصر، بمناسبة انعقاد الدورة العاشرة للجنة العليا المصرية/ اللبنانية المشتركة، معرباً عن تمنيات مصر قيادة وحكومة وشعباً للشقيقة لبنان بكل التقدم والاستقرار خلال الفترة القادمة.  

ولفت رئيس الوزراء إلى أن هذا المؤتمر يعقد في ختام اجتماعات الدورة العاشرة للجنة العليا المصرية اللبنانية المشتركة، معربا عن سعادته باستضافة القاهرة أعمال هذه اللجنة بعد مرور 6 سنوات، منذ عقد الدورة التاسعة للجنة العليا المصرية اللبنانية المشتركة في بيروت، وكذا عودة انعقاد هذه اللجنة المشتركة، مشيراً الى التوجيهات الصادرة لكل من الوزراء المصريين واللبنانيين، بأهمية الحرص على دورية عقد هذه اللجنة المشتركة، وذلك بهدف متابعة تنفيذ ما يتم توقيعه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين الطرفين.

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي على ما تشهده العلاقات المصرية اللبنانية من زخم كبير على طول الفترات، مشيراً إلى أن هذه العلاقات دائما في مستوى متقدم، ولكن في هذه الفترة الأخيرة تشهد زخما بشكل أكبر، وذلك منذ زيارة الرئيس "جوزاف عون" رئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة إلى جمهورية مصر العربية في مايو 2025، وكذا الزيارة التي قُام بها دولة رئيس وزراء لبنان إلى مدينة العلمين الجديدة في أغسطس الماضي، والتي تم الاتفاق خلالها على موعد عقد هذه اللجنة العليا المشتركة في دورتها العاشرة، والتي استضافتها العاصمة الإدارية الجديدة اليوم، منوهاً إلى أنه تم الاتفاق على أن يكون هناك زيارة لبيروت خلال الشهر القادم بصحبة عدد من الوزراء، لمتابعة تفعيل العلاقات الثنائية المصرية اللبنانية.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن أعمال الدورة العاشرة للجنة العليا المصرية اللبنانية المشتركة شهدت توقيع عدد 15 مذكرة تفاهم واتفاق بين الوزارات والجهات المعنية في البلدين الشقيقين، هذا بالإضافة إلى محضر الاجتماع المشترك لهذه اللجنة العليا المصرية اللبنانية.

وخلال كلمته، توجه الدكتور مصطفى مدبولي بخالص الشكر والتقدير الوزراء وكبار المسئولين من الجانبين، برئاسة كل من السيدة الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والسيد الدكتور عامر البساط، وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني، على ما بذلوه من جهد خلال الاجتماعات التحضيرية على مدار الأيام الماضية للإعداد الجيد لهذه الدورة، معرباً عن سعادته بما تم توقيعه من مذكرات تفاهم واتفاقيات خلال اجتماعات هذه اللجنة.

وجدد الدكتور مصطفى مدبولي الإشارة إلى التوجيهات الصادرة من جانب كل من رئيسي الوزراء في مصر ولبنان بأهمية المتابعة الفورية لمختلف ما تم توقيعه اليوم من مذكرات تفاهم واتفاقيات، والعمل على سرعة وضعها موضع التنفيذ بين البلدين، وعلى الأخص ما يتعلق بالجانب الاقتصادي، لافتا في هذا الصدد إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين خلال عام 2024 وصل إلى حدود المليار دولار، مضيفاً: لدينا اقتناع بأننا نستطيع بسهولة مضاعفة هذه الأرقام في ضوء قوة العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وكذلك بالنظر لدور القطاع الخالص لدفع مجالات التعاون والاستثمار المشترك.

ونوه رئيس الوزراء إلى دعوة الجانب اللبناني للمشاركة الفعالة لمصر في مؤتمر الاستثمار الذي سيعقد في بيروت منتصف الشهر الجاري، والذي سيتم خلاله استعراض المشروعات الاستثمارية والفرص المتاحة في لبنان، مشيراً إلى ما تم التوجيه به في هذا الشأن لكل من وزيري التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والاستثمار والتجارة الخارجية، بضرورة تشجيع الشركات المصرية على المشاركة الفعالة في هذا المؤتمر المهم.    


وأشار رئيس الوزراء إلى التوجيه الصادر من  الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بتقديم مختلف أوجه الدعم لأشقائنا في لبنان خلال الفترة القادمة، منوها إلى أن هذا يقود إلى الحديث عن الملف الآخر، وهو الملف السياسي والأمني.

وقال رئيس مجلس الوزراء: اسمحوا لي أن أؤكد وأكرر دعم مصر الكامل لكل ما تقوم به الحكومة اللبنانية للحفاظ على استقرار وسلامة ووحدة أراضي لبنان، موضحا أن مصر تدين بأشد العبارات كل الاعتداءات والتجاوزات التي حدثت في الجنوب اللبناني في الفترة الأخيرة من الجانب الإسرائيلي، وتدعو إلى انسحاب الجانب الإسرائيلي من النقاط الخمس التي بها تواجد.

وأضاف: بالتالي سنكون حريصين كل الحرص، بمجرد استعادة لبنان هذه النقاط، على دعم الحكومة اللبنانية في مشروعات إعادة الإعمار والتطوير التي يحتاجها الجنوب اللبناني خلال الفترة القادمة، منوها إلى أن الشركات المصرية على أتم الاستعداد لمشاركة أشقائها في الجانب اللبناني بما لديها من خبرات في مجالات التنمية والتشييد والبناء والبنية الأساسية، لتقوم بدورها في مساعدة أشقائنا في لبنان في هذا الأمر.

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي حرص مصر الكامل على تلبية أي احتياجات للحكومة اللبنانية في المجالات المختلفة، ومنها قطاع الطاقة، حيث سنكون حريصين على تقديم كل الدعم لأشقائنا في هذا المجال.

واستطرد رئيس الوزراء: شرُفنا أمس بوجود دولة رئيس مجلس الوزراء اللبناني معنا في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير. ودائما مصر ولبنان لهما عمق كبير في مجال الثقافة والفنون، مضيفا: تناقشنا معاً بشأن أن مصر ولبنان كانتا دائما الدولتين العربيتين الرائدتين في مجال الفنون كالسينما والثقافة والأدب، وبالتالي نحن أحرص ما يكون على استمرار تعاوننا المشترك في هذا المجال.

وأضاف: كان هناك نقاش في بعض الموضوعات الإقليمية، وكان هناك تقدير من أخي دولة رئيس مجلس الوزراء اللبناني للدور الذي قامت به مصر في وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتنظيم قمة شرم الشيخ للسلام التي عقدت في أكتوبر الماضي، وأهم مخرجاتها في وقف إطلاق النار وبدء الحراك نحو إعادة اعمار غزة على أمل مع استقرار الأوضاع أن تقام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ودعم لبنان لمختلف الخطوات المتخذة في هذا الشأن.

كما لفت الدكتور مصطفي مدبولي إلى ما تم من مناقشات تتعلق بالظروف الإقليمية في المنطقة المحيطة بدولة لبنان، موضحًا أننا نأمل في خلال الفترة القادمة استقرار أوضاع مختلف الدول العربية، وذلك بما يسهم في التركيز بشكل أكبر على مشروعات التنمية الاقتصادية.

وفي ختام كلمته، وجه رئيس الوزراء التحية والتقدير للدكتور نواف سلام، رئيس مجلس الوزراء اللبناني لزيارة مصر الحالية، متمنيًا الخير والاستقرار والتقدم للدولة الشقيقة لبنان، قائلًا: "إن لبنان تحتل مكانة وحبا في قلوب كل المصريين، ولسنا في حاجة لوصفها..  لأن هذه المكانة موجودة موضع القلب لكل المصريين بدءاً من القيادة ثم الحكومة والشعب المصري".
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مؤتمرا صحفيا مشتركا رئيسا وزراء مصر ولبنان اجتماعات اللجنة العليا مصر ولبنان شركات الاعمار رئیس مجلس الوزراء اللبنانی الدکتور مصطفى مدبولی خلال الفترة القادمة رئیس الوزراء إلى رئیس الجمهوریة هذه اللجنة فی هذا إلى أن

إقرأ أيضاً:

الرئيس اللبناني: لا خيار أمامنا سوى التفاوض لتحقيق الاستقرار

أكد الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون أن التفاوض هو الخيار الوحيد المتاح أمام لبنان في ظل استمرار التوترات الإقليمية، مشددا على أن "لغة التفاوض أهم من لغة الحرب التي رأينا ماذا فعلت بنا".

وأوضح عون، في بيان للرئاسة، أن السياسة تقوم على ثلاث أدوات أساسية هي الدبلوماسية والاقتصاد والحرب، مضيفاً: لا تؤدي الحرب إلى نتيجة، فإن النهاية تكون دائما بالتفاوض، والتفاوض لا يكون مع صديق أو حليف، بل مع عدو".

وأشار الرئيس اللبناني إلى أن مصلحة لبنان يجب أن تبقى فوق كل اعتبار، داعياً مختلف القوى السياسية والدينية والأمنية إلى تغليب المصلحة الوطنية على الحسابات الفئوية.

وفي حديثه عن الوضع الداخلي، أكد عون أن الحكومة الحالية تعمل على تنفيذ إصلاحات نوعية انعكست إيجابا على المؤشرات الاقتصادية، متوقعا أن يحقق الاقتصاد اللبناني نمواً بنسبة 5 بالمئة بنهاية العام الجاري.

كما شدد على أن "لبنان لا يمكنه محو تراكمات 40 عاما بين ليلة وضحاها"، مضيفا أن العمل جار لمعالجة ملف العلاقات مع سوريا، وأن "الأمور باتت أكثر وضوحا مع وجود نوايا جدية ومتبادلة"، مشيرا إلى قرب تشكيل لجان مشتركة للبحث في ترسيم الحدود وعودة النازحين السوريين.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، بحث الرئيس اللبناني مع منسقة الأمم المتحدة في لبنان جانين بلاسخارت، سبل معالجة الوضع في الجنوب في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، والجهود المبذولة لإعادة الاستقرار إلى المنطقة.

وختم الرئيس اللبناني بالتأكيد على أن لبنان يمتلك فرصاً كبيرة للنهوض إذا ما تجاوز خلافاته الطائفية والمذهبية، قائلاً: "المسؤولية مشتركة، ويمكننا الوصول إلى الهدف بسهولة عبر الخروج من الزواريب التي دمرت البلد من دون سبب".

 

مقالات مشابهة

  • قلق يسود الشارع اللبناني جراء تصاعد التهديدات الإسرائيلية.. تفاصيل
  • وزير الاقتصاد القيرغيزي: نتطلع للتعاون مع الشركات المصرية في التعدين والصناعات الغذائية والري وتربية الماشية
  • وزير الاقتصاد القرغيزي: نسعى لمد خطوط سكك حديد تربط الصين بآسيا الوسطى وندعو الشركات المصرية للمشاركة
  • مؤتمر حاشد للجبهة الوطنية بالجيزة ودعوة لمشاركة شعبية واسعة دعما للدولة المصرية
  • رامي فتح الله: اللجنة العليا المصرية اللبنانية تعزز الثقة في بيئة الأعمال
  • عكري: انعقاد اللجنة المصرية اللبنانية يفتح آفاقا جديدة للتكامل الزراعي
  • الجمعة.. سمير عمر يفتح ملفات لبنانية شائكة مع رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة
  • بن بريك يلتقي رئيس وزراء مصر ويتفقان على تفعيل اللجنة العليا اليمنية المصرية
  • الرئيس اللبناني: ليس أمامنا سوى التفاوض مع العدو
  • الرئيس اللبناني: لا خيار أمامنا سوى التفاوض لتحقيق الاستقرار