المقطع الذي بثّته قناة الحدث لاقى رواجاً واسعاً في صفحات وحسابات معادية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم تداوله مرفقاً بمنشورات وأخبار موجّهة حاولت تحويل التعاطف الإنساني مع والد الضحية إلى حملة اتهامات مباشرة ضد الدولة في صنعاء، مدّعيةً أن الجهات الرسمية تتستر على الجناة وتحميهم.

كما عملت بعض الحسابات الوهمية والذباب الإلكتروني على الترويج بأن مرتكبي الجريمة ينتمون إلى الأنصار، ضمن حملة إعلامية تستهدف النيل من الدولة وقياداتها ومؤسساتها الأمنية.

اللافت أن بعض الناشطين والمستخدمين في مواقع التواصل تسرّعوا في تداول المقطع وإرفاقه بعبارات الشجب والتنديد، ومطالبات للأجهزة الأمنية بسرعة ضبط الجناة وإنصاف الضحية، دون الرجوع إلى الجهات المختصة أو التحقق من ملابسات القضية.

وبصراحة، وبعد مشاهدتي للمقطع وتأثري الشديد بموقف الأب المكلوم، شعرت بألم كبير وتعاطف إنساني مع معاناته.

غير أني تذكّرت طبيعة المرحلة التي نمر بها، والتي تشهد تضخيماً إعلامياً واسعاً وحملات معلوماتية ممنهجة تستهدف تشويه صورة الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية.

لذلك، فضّلت عدم التفاعل مع القضية إلا بعد التحقق من تفاصيلها من مصادرها الرسمية. وعند تواصلي مع الإخوة في وزارة الداخلية، تبيّن أن قسم الرصد في الوزارة كان قد اطّلع على المقطع وتواصل مع صاحب الفيديو، الدكتور عبدالرحمن مجلي، لاستيضاح حقيقة ما ورد فيه.

وقد أفاد الدكتور مجلي بأن الحادثة وقعت يوم الخميس الموافق 13/02/2025م، وأسفرت عن مقتل نجله محمد (19 عاماً) – وهو طالب – على يد مجموعة مكوّنة من (12) شخصاً، إضافةً إلى تعرض منزله للسرقة والحريق.

وأكد أنه تم إبلاغ قسم السنينة بالواقعة، حيث تم ضبط ثمانية من المتهمين وتحويلهم إلى النيابة، فيما لم يتم بعد ضبط باقي المتورطين. إلا أنه ومن خلال البحث والتدقيق في البلاغات المرفوعة، لم يتم العثور على أي بلاغ يتعلق بمقتل نجل الدكتور مجلي، والبلاغ المقيد لدى الأجهزة الأمنية كان مقدماً من زوجة الدكتور مجلي حول واقعة السرقة والحريق الذي تعرض له منزلها، دون أي إشارة إلى جريمة قتل أو قائمة متهمين بها، خلافًا لما ورد في حديث الزوج.

وخلال المتابعة والتدقيق، تم الاطلاع على البلاغ المقدم من زوجة الدكتور مجلي إلى الجهات الأمنية، حيث أفادت الزوجة (ن. ي. ع) في بلاغها بتاريخ 11/03/2025م بأن شخصاً مجهولاً قام بإحراق وسرقة منزلها الكائن في حي السنينة – حارة سام – بعد أن قام بكسر قفل الباب والدخول أثناء تواجدها مع زوجها في المستشفى الألماني السعودي بجوار نجلهما (محمد) الذي كان يرقد في العناية المركزة في حالة غيبوبة إثر تعرضه لحادث سير بدراجته النارية قبل شهر من حادثة السرقة.

وذكرت الزوجة أن الجاني قام بإحراق إحدى الغرف بكامل أثاثها وسرقة مبالغ مالية ومقتنيات، منها: •مبلغ (200,000 ريال يمني) •مبلغ (500 ريال سعودي) •خاتم ذهب يزن نحو (6 جرامات) وقدّرت الزوجة قيمة المسروقات بحوالي 500,000 ريال يمني، فيما بلغت الأضرار الناتجة عن الحريق ما يقارب 300,000 ريال يمني.

الأجهزة الأمنية انتقلت فور تلقي البلاغ إلى موقع الحادثة، وتم إخماد الحريق من قبل المواطنين قبل وصولها، كما حضرت الأدلة الجنائية لمعاينة المكان، وتم جمع التسجيلات من كاميرات المراقبة في المنطقة، حيث أظهرت دخول ثلاثة أشخاص إلى العمارة قبل وقوع الحريق.

وفي محضر أقوال الزوجة، أفادت بوجود شكوك حول ثلاثة من أصدقاء ابنها، وهم: 1.طه 2.حسين 3.أسامة وذكرت أنهم من جيرانهم في الحي، وكانوا على علاقة قريبة بابنها، وأنها تعتقد أن أحدهم يمتلك نسخة من مفاتيح الشقة، خاصة أنهم كانوا مع ابنها أثناء الحادث المروري وسلموها مفاتيح الدراجة فقط، فيما لم يُعثر على مفاتيح الشقة.

بناءً على ذلك، وجهت الأجهزة الأمنية بسرعة استكمال الإجراءات والتحري لضبط الجناة.

وبعد المتابعة، تم التوصل إلى أحد المشتبهين ويدعى (ط. م. ي) – يبلغ من العمر (16 عاماً) – من سكان الحي ذاته، وهو أحد المقربين من نجل الدكتور مجلي الذين وردت أسماؤهم في بلاغ الزوجة. وبعد استكمال الإجراءات، أُحيل ملف القضية إلى النيابة العامة – غرب الأمانة تحت رقم 714 بتاريخ 24/03/2025م.

خلاصة المتابعة والتحليل الأمني

1.نجل الدكتور مجلي كان في حالة غيبوبة بسبب حادث مروري بدراجته النارية قبل واقعة السرقة بشهر.

2.لا يوجد أي بلاغ بواقعة قتل كما يدّعي الدكتور مجلي، ولا قائمة متهمين بجريمة قتل ولم يذكر في الفيديو الذي سجله كيف وأين تم قتل ولده؟

3.هناك تناقض واضح بين أقوال الزوج وأقوال الزوجة بشأن تفاصيل الحادثة.

4.بلاغ الزوجة يشير إلى أن الواقعة جنائية بحتة وليست ذات طابع سياسي أو أمني ولا يوجد أي تستر على متهمين أو جناة.

5.الزوجة اتهمت ثلاثة من أصدقاء ابنها الجيران، بينما الزوج تحدث عن (12) شخصاً قاموا بقتل ولده وسرقة وإحراق منزله.

6.الزوجة أفادت في بلاغها أن المتهم قام بكسر باب الشقة، وفي محضر أقوالها أوضحت شكوكها حول أصدقاء نجلها واشتبهت بأن مفاتيح المنزل كانت بحوزتهم.

7.الأجهزة الأمنية باشرت مهامها فور تلقي البلاغ، وقامت بالتحري وجمع الأدلة وضبط أحد المتهمين.

8.القضية أُحيلت إلى النيابة العامة قبل تسعة أشهر، وهي منظورة أمام القضاء حالياً.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الأجهزة الأمنیة

إقرأ أيضاً:

انفصال لامين يامال وصديقته الأرجنتينية يتحوّل لقضية رأي عام في صحف أسبانيا

شهدت الساعات الماضية جدلاً واسعاً في الصحافة الإسبانية والعالمية، بعدما أعلنت المغنية الأرجنتينية نيكي نيكول رسمياً انتهاء علاقتها بنجم برشلونة الشاب لامين يامال، لتتحول القضية خلال وقت قصير إلى واحدة من أكثر الملفات تداولاً وتأثيراً على مواقع التواصل، في ظل ارتباط اللاعب باهتمام جماهيري ضخم داخل النادي الكتالوني وخارجه.

الأثر الاقتصادي لرونالدو في الدوري السعودي.. كيف ساهم الدون في رفع قيمة المسابقة؟

نيكي نيكول خرجت بتصريحات واضحة وصريحة عبر الصحفي جوردي مارتين، وأكدت أن العلاقة التي استمرت عدة أشهر انتهت بشكل كامل، مشيرة إلى أنه منذ مغادرتها برشلونة لم يعد هناك أي تواصل بينها وبين لامين، وهو ما يقطع الطريق على أي حديث حول استمرار العلاقة أو وجود محاولات إصلاح.

ورغم حالة الجدل، حرصت نيكي على تفكيك الاتهامات المتداولة، ونفت تماماً ما رددته بعض المنصات الإعلامية التي تحدثت عن "خيانة". 

وقالت إن كل هذا لا يمت للواقع بصلة وإنها لا ترغب في توريط اسم اللاعب أو الإضرار بمستقبله، خاصة وأنه ما يزال في بداية مرحلة تثبيت أقدامه داخل كرة القدم الأوروبية. وأكدت أن ما حدث كان قراراً شخصياً نابعاً من ظروف واعتبارات خاصة لا علاقة لها بما يُطرح في الإعلام.

الخطوة العملية الأولى جاءت عبر حذفها لجميع الصور التي جمعتها مع لامين، وهو ما اعتبره الجمهور والإعلام إشارة قاطعة على أن القصة انتهت نهائياً، قبل أن يرد اللاعب بالتصرف ذاته ويحذف هو أيضاً كل الصور المشتركة بينهما من حساباته الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي.

العلاقة بينهما كانت قد بدأت منذ احتفال عيد ميلاد لامين يامال الصيف الماضي، ثم بدأت الأنظار تتجه إليهما مع ظهورهم في موناكو وبعض الفعاليات في برشلونة، بالإضافة لتواجدها أكثر من مرة في تدريبات الفريق ودعمها للاعب خلال بداياته مع برشلونة.

ومع انتشار الخبر، انقسمت ردود الفعل بين من دافع عن اللاعب مؤكداً أنه كان ملتزماً ولم يدخل في أزمات خارج الملعب، وبين من يرى أن تأثير الحياة الشخصية على لاعب في سن صغيرة بهذا القدر قد يكون عاملاً ضاغطاً يؤثر على مستواه في المستقبل إذا لم يتم حسم الأمور مبكراً.

وفي المقابل، فضّل اللاعب الشاب الصمت وعدم الرد أو إصدار تعليقات، سواء لتأكيد ما قالته المغنية أو لنفي بعض التفاصيل، وهو ما يزيد الغموض ويترك الباب مفتوحاً أمام المزيد من التحليلات والتأويلات، خاصة من الإعلام الذي يترقب أي تفاصيل إضافية في الساعات القادمة.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تسحب السيارات الصينية من ضباط جيش الإحتلال.. القصة الكاملة ‏
  • القصة الكاملة لمعاقبة عاطل بتهمة الشروع في قتل شقيق زوجته بالقاهرة
  • حقيبة فارغة تغلق مدينة بريطانية بأكملها.. القصة الكاملة لحادث ستوكبورت
  • القصة الكاملة لمعاقبة عاطل بتهمة سرقة موظف بالمعاش
  • انفصال لامين يامال وصديقته الأرجنتينية يتحوّل لقضية رأي عام في صحف أسبانيا
  • أهالي القرنة يعثرون على جثة لسيدة مسنة طافية في الترعة بالأقصر| القصة الكاملة
  • بعد تداول صورة لهم بملابس الزفاف.. القصة الكاملة لشائعة زواج عمرو المهدي وزينة
  • الطفل الذي غير وجه التاريخ.. القصة الحقيقية لحسين عبد الرسول مكتشف مقبرة توت عنخ آمون
  • الفتى الذي غير التاريخ.. القصة الحقيقية لاكتشاف مقبرة توت عنخ آمون