ما مصير هانيبال القذافي بعد تسليم حكومة الدبيبة لبنان أسرار اختفاء الصدر؟
تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT
أثارت خطوة الحكومة الليبية برئاسة الدبيبة بتقديم أوراق التحقيقات الخاصة بقضية اختفاء الإمام الشيعي موسى الصدر لأول مرة إلى القضاء في لبنان، الكثير من التساؤلات حول تأثير الخطوة على ملف هانيبال نجل العقيد الراحل معمر القذافي.
وكشفت اللجنة اللبنانية المكلفة بقضية موسى الصدر أن "الوفد الحكومي الليبي الذي زار لبنان أول أمس سلم وثائق وأوراق التحقيقات في القضية لأول مرة، مؤكدة أن الوثائق ستخضع للتدقيق والتقييم ليُبنى على الشيء مقتضاه".
"ملف هانيبال القذافي"
من جهته، أعرب وكيل الدفاع عن هانيبال القذافي، المحامي اللبناني، شربل خوري أن "زيارة الوفد الليبي الحكومي جاءت متأخرة، ونود أن تنعكس خطوة تسليم ملف تحقيقات اختفاء الصدر إيجابيا على قرار إلغاء الكفالة عن موكلي التي تقدمنا باعتراض قانوني عليها".
وأشار إلى أن "التعاون بين ليبيا ولبنان بشأن قضية الصدر كان خجولا بصورة كبيرة، والتواصل كان متقطعًا حتى قمنا بتحريك الملف وطرحه أمام الرأي العام، وعلى المستوى الدولي برفع دعوى ضد الدولة اللبنانية في لاهاي وهو ما أدى لتسريع التعاون بين البلدين"، وفق تصريحات تلفزيونية.
وأصدر القضاء اللبناني قرار بالإفراج عن هانيبال القذافي مقابل كفالة قدرها 11 مليون دولار ومنعه من السفر، وهو ما اعتبره فريقه القانوني خطوة تعجيزية كونه لا يملك هذا المبلغ وأنهم يرفضون مبدأ دفع الكفالة أصلا كونه غير متهم بشيء".
والسؤال: هل تساهم خطوة حكومة الدبيبة بتسليم أوراق التحقيقات في اختفاء الصدر للبنان في تسريع الإفراج عن نجل القذافي؟ وهل تكشف عن متورطين جدد؟
"توظيف حكومي سياسي"
وأكد الوزير السابق والمرشح لرئاسة الحكومة الليبية القادمة، سلامة الغويل أن "تسليم حكومة الدبيبة لملف التحقيقات المتعلق باختفاء الصدر يحمل في طياته دلالات سياسية وقانونية معقدة، تتجاوز حدود تعاون قضائي بين دولتين، إلى فضاء أوسع من إعادة توظيف التاريخ في صراعات الحاضر.
وأوضح في تصريحات خاصة لـ"عربي21" أنه "من حيث المبدأ، من حق أي دولة أن تتعاون قضائيا مع دولة أخرى في ملفات إنسانية أو جنائية، لكن الخطورة تكمن في التوقيت والدافع والسياق، فالقضية عمرها أكثر من أربعة عقود، ظلت مغلقة في عهد القذافي رغم الضغوط الإقليمية والدولية، لتُفتح اليوم في ظل واقع سياسي ليبي هش، وانقسام مؤسساتي، واستقطاب حاد حول رموز المرحلة السابقة"، وفق قوله.
وأشار إلى أن "تسليم ملف بهذه الحساسية، دون توافق وطني أو ضمانات قانونية واضحة، لا يُقرأ إلا كخطوة ذات مضمون سياسي قبل أن تكون قانونية، تستهدف ربما كسب ودّ أطراف إقليمية أو إرسال رسائل طمأنة للخارج أكثر من حرصها على إظهار الحقيقة".
وأضاف: "ولن تنهي هذه الخطوة أزمة نجل القذافي، بل ربما تعقّد المشهد أكثر، لأن إعادة فتح القضية قد تُعيد معها إحياء روايات وأسماء كانت مطموسة، وقد تُستغل لإعادة ترتيب موازين القوى داخليا، فالقضاء اللبناني حين يفتح ملفاً كهذا، سيتعامل معه بمنطق سياسي بقدر ما هو قضائي، وقد تظهر “خيوط” جديدة تُستخدم كورقة ضغط لا كمفتاح للحقيقة"، حسب معلوماته وتقديراته.
"حسم الملف مستحيلا"
في حين رأى عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، أحمد همومة أن "ما يجري الآن من تواصل بين الحكومتين الليبية واللبنانية ليس هو الأول من نوعه بل كل الحكومات السابقة التي مرت على ليبيا منذ 2011 كلها أبدت تعاوناً مع الطرف اللبناني بل وشكلت فريق مشترك للتحقيق في قضية الصدر وما يحدث الآن هو تحريك للركود في هذه القضية والذي جاء نتيجة لاعتقال نجل القذافي في لبنان".
وأوضح في تصريحه لـ"عربي21" أن "هذه القضية تبقى شائكة ولا أعتقد أن يصل فيها الجانبين إلى نتائج ترضي الجانب اللبناني وذلك لأن نظام القذافي قد أخفى خيوط هذه الجريمة وطمس معالمها وذلك بالتخلص من الجناة بطريقة تجعل الوصول إلى نتيجة في هذا الموضوع مستحيلة"، كما توقع.
لكنه استدرك قائلا: "أعتقد أن الجانب الليبي عليه أن يظهر حسن النوايا في هذه القضية الحساسة بالنسبة للبنانيين بالتعاون البناء والتحقيق الشفاف والمهني من خلال الأجهزة المختصة ويجب أن يغلق هذا الملف بشكل يرضى الجانب اللبناني"، كما صرح.
"انتقام وخروجه مسألة وقت"
الأكاديمي والباحث الليبي، فرج دردور قال من جانبه إن "حكومة الدبيبة لم تكن تخفي أي أسرار كانت غير معلنة في ملف الصدر، حتى تقدمها اليوم للبنان، فأرشيف القذافي الاستخباراتي السري تم العبث به إبان ثورة فبراير وصار في متناول أجهزة المخابرات الأجنبية".
وأكد أن "القذافي لم يكن يُطلع حتى المقربين منه على قضية الصدر، وبالتالي فلا هانيبال الذي كان طفلا في ذلك الوقت يمتلك أية معلومات، ولا حكومة الدبيبة لديها ما تضيفه على ما هو متداول في الشارع، ويعرفه نبيه بري نفسه في لبنان والذي اختار سلوك العصور الوسطى للانتقام من أحد أبناء القذافي، عن طريق نفوذه في لبنان الذي يتجاوز قدرة الحكومة اللبنانية، التي صارت محرجة أمام العالم، كونها تحتجز حرية هانيبال بجريرة أبيه"، حسب تعبيره.
وتابع: "أعتقد أن خروج هانيبال القذافي مسألة وقت بعد أن يجني "نبيه بري" ثمن ابتزازه وفي الغالب مادي، وبخصوص الوفد الحكومي الليبي الذي زار لبنان فإنه أجرى عدة لقاءات تمت فيها تسوية ملف نجل القذافي بالتعاون مع دولة قطر أيضا"، كما صرح لـ"عربي21".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية موسى الصدر لبنان هانيبال القذافي ليبيا ليبيا لبنان موسى الصدر هانيبال القذافي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هانیبال القذافی حکومة الدبیبة اختفاء الصدر نجل القذافی فی لبنان
إقرأ أيضاً:
محلل سياسي: حكومة الدبيبة تترقب نهايتها السياسية وتواجه أزمة مع أنقرة
العبدلي: حكومة الدبيبة تخشى فقدان موقعها السياسي ورفض الحوار المهيكل نابع من الخوف من نهاية المرحلة
ليبيا – قال المحلل السياسي الليبي حسام الدين العبدلي إن أبرز دوافع الأطراف الرافضة للمشاركة في الحوار المهيكل، وخصوصًا من الأجسام التنفيذية، تعود إلى تخوفها من فقدان مواقعها السياسية، مشيرًا إلى أن حكومة الدبيبة عندما وصلت مرحلة الحوار المهيكل بدا واضحًا أن نهايتها السياسية أصبحت مسألة وقت.
تراجع نفوذ حكومة الدبيبة وتوتر علاقتها مع تركيا
وأوضح العبدلي في تصريحات لوكالة “سبوتنيك” أن رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة يدرك أن حكومته تقترب من نهايتها، خصوصًا بعد غياب أي تحركات أو زيارات خارجية له مؤخرًا، في وقت دخلت حكومته في أزمة مع حليفتها الاستراتيجية تركيا عقب محاولة تقييد تحركات السفير التركي في ليبيا ومنعه من التواصل مع سلطات الشرق إلا بإذن مسبق من وزارة الخارجية.
وأضاف أن هذا الموقف أضعف الدبيبة أمام المجتمع الدولي، مؤكدًا أنه أصبح على قناعة بأن نهاية حكومته وشيكة.
موقف حكومة حمّاد الرافض للحوار
وأشار العبدلي إلى أن حكومة أسامة حمّاد أعلنت رفضها المشاركة في الحوار المهيكل، معتبرة أنه غير واضح المعالم، وأن المسار الأول المتعلق بتشكيل المفوضية لم يُستكمل بعد، منتقدة توجه بعثة الأمم المتحدة نحو ما وصفته بـ”الحلول الخارجية” التي تتدخل فيها أطراف دولية، معتبرة ذلك تدخلًا مرفوضًا في الشأن الليبي.
وأضاف أن الحكومة هدّدت أي جهة تقدم أسماء مرشحين للحوار من طرفها، معتبرة ذلك تجاوزًا لصلاحياتها، ما يعكس تصعيدًا واضحًا في موقف الرفض.
الانقسام بين الأطراف وتأثيره على العملية السياسية
وبيّن العبدلي أن البعثة الأممية طلبت من الجامعات والبلديات والأحزاب ترشيح ممثلين للمشاركة في الحوار، لكن رفض الحكومة لهذا الإجراء يضع البعثة في موقف صعب، خصوصًا وأن حكومة حمّاد تسيطر على مناطق الجنوب والشرق، ما يمنحها نفوذًا أوسع ويحد من قدرة البعثة على إدارة الحوار بفعالية.
وشدّد على أن هذا الرفض سيؤثر سلبًا على العملية السياسية ويُعرقل جهود تجاوز حالة الجمود الراهنة، لافتًا إلى أن مجلس النواب بدوره أبدى تحفظات مشابهة عبر تصريحات عدد من أعضائه.
الخوف من فقدان السيطرة على السلطة
وأوضح العبدلي أن الرفض لا يتعلق بالحوار ذاته، بل هو خوف من فقدان السيطرة على مقاليد الحكم، خاصة وأن الحوار المهيكل قد يُفضي إلى تشكيل مجلس تأسيسي جديد يحل محل مجلسي النواب والدولة ويقود إلى توحيد الحكومة.
ورغم أن البعثة لم تُعلن رسميًا نيتها تشكيل مجلس تأسيسي، إلا أن العبدلي يرى أن مخرجات الحوار ستؤدي إلى ذلك، بما يمهّد لتوحيد السلطة التنفيذية وإنهاء حالة الانقسام السياسي.
تأييد دولي وتمديد ولاية البعثة
ونوّه العبدلي إلى أن تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة من قبل الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن يُعد دليلاً على الدعم الدولي لخارطة الطريق الأممية، مؤكدًا أن البعثة ستستفيد من رفض الأجسام الحالية ومن دعم القوى الكبرى لإنجاح الحوار المهيكل.
مرحلة جديدة موحّدة
وختم العبدلي تصريحه بالتأكيد على أن الحوار المهيكل سينجح، وأن ليبيا مقبلة على مرحلة جديدة ستنبثق عنها حكومة واحدة وجسم تشريعي موحد، ما ينهي حقبة الانقسام السياسي التي أثقلت البلاد لسنوات طويلة.