“زلزال سياسي” وانتصار لغزة: فوز ممداني بمنصب عمدة نيويورك يشعل تفاعلا عربيا
تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT
جاء ذلك وفق ما رصدته وسائل اعلام من تفاعلات عبر منصتي “فيسبوك” وشركة “إكس” الأمريكيتين، بعد إعلان فوز أول مسلم بهذا المنصب في المدينة الأكبر والأكثر تأثيرا في الولايات المتحدة، والمعروف بمواقفه المؤيدة لحقوق الفلسطينيين خلال حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة طيلة العامين الماضيين.
وبحسب النتائج الأولية غير الرسمية التي أعلنتها وكالة “أسوشيتد برس”، حصل ممداني (34 عاما) على 50.
ويبلغ عدد سكان نيويورك نحو 8.5 ملايين نسمة، بينهم أكثر من 950 ألف يهودي.
“رياح تغيير”
وقال السفير المصري السابق محمد مرسي: “أكاد أشتم رياح تغيير في المزاج الأمريكي تجاه إسرائيل (..) يتضح بفوز ممداني رغم أنف ترامب وجانب من جماعات الضغط اليهودية في أمريكا”.
ووصف الكاتب و الباحث الفلسطيني إبراهيم المدهون الفوز بأنه “انتصار أخلاقي وكسر لقواعد السياسة الأمريكية”، موضحا أن ممداني “أعلن تأييده لفلسطين، ورفض الإبادة، ولم تهزه حملات التشهير”.
وأضاف: “لا نرفع سقف التوقعات، لكننا نؤمن بأن التغيير ممكن، جيل جديد يرى فلسطين قضية حق وعدالة”.
أما الأكاديمي المصري المقيم في نيويورك حسام فخر، فقال إن ممداني “سيكون العمدة رقم 111 وأصغر من شغل هذا المنصب، وأول شخص من جنوب آسيا وأول مسلم ينتخب لقيادة هذه المدينة الأكبر والأهم من دول كثيرة”.
واعتبر أن هذا الفوز “لا يصعب وصفه بأنه زلزال سياسي حقيقي يضع الساسة الأمريكيين أمام اختبار بالغ الصعوبة إن لم يكن مستحيلا”.
وأشار فخر إلى أن “انتقاد إسرائيل قبل خمس سنوات فقط كان بمثابة انتحار سياسي، أما اليوم فمرشح يعد بالقبض على (رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو) لو وطأت قدمه نيويورك صاحبة أكبر تجمع يهودي خارج الاراضي الفلسطينية يفوز بمنصب عمدة المدينة”.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر 2024، مذكرة اعتقال لمجرم الحرب نتنياهو إثر ارتكابه جرائم حرب وضد الإنسانية في حق الفلسطينيين بقطاع غزة، بينما تعهد ممداني، في تصريحات سابقة، باعتقال نتنياهو في حال وصل مدينة نيويورك، حيث يوجد مقر الأمم المتحدة.
ويتمتع ممداني بدعم قاعدة عريضة ومتنوعة من الناخبين، بينهم يهود يرفضون سياسات حكومة نتنياهو، لا سيما الإبادة الجماعية التي ارتكبتها بدعم أمريكي في قطاع غزة لمدة سنتين، وأسفرت عن 68 ألفا و872 شهيدا فلسطينيا، و170 ألفا و677 جريحا، معظمهم أطفال ونساء.
تلك الإبادة الإسرائيلية بدأت في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قبل أن يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، مخلفة دمارا هائلا بـ90 بالمئة من البنية التحتية المدنية بالقطاع، بخسائر تقدر بنحو 70 مليار دولار. ونبه فخر إلى أن “انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر 2026 ستكون المحك والاختبار الرئيسي لهذا التحدي الذي يواجه عالم السياسة الأمريكية الداخلية”.
“منبر مؤثر”
وقال الكاتب والأكاديمي الأردني وليد عبد الحي إن فوز ممداني يكرس توجها متصاعدا داخل الحزب الديمقراطي منذ أكثر من عقد، خاصة بين الشباب والأقليات. وأوضح أن هذه النتيجة تعكس اتساع حضور خطاب العدالة الدولية، الذي يضع قضايا مثل غزة، ونهب إفريقيا، والتدخل في أمريكا اللاتينية ضمن أولوياته.
وكتب الصحفي الفلسطيني علي أبو زرق أن ممداني اعتمد في خطابه السياسي على حرب غزة، وتعهد أكثر من مرة باعتقال نتنياهو إذا دخل نيويورك. وأضاف أن وجوده على رأس أهم بلدية أمريكية يشكل “منبرا مؤثرا” للتعريف بالقضية الفلسطينية، حتى وإن اكتفى بذكرها أحيانا. ووصف الأكاديمي المصري المقيم في الولايات المتحدة خليل العناني هذا الفوز بأنه “يصنع التاريخ”.
سخرية وتفاعل واسع
وتفاعل الإعلامي المصري الأمريكي الساخر باسم يوسف مع الحدث بسخرية، رابطا بين فوز ممداني ووفاة نائب الرئيس الأمريكي الأسبق ديك تشيني، الذي كان من أبرز الداعمين لغزو العراق عام 2003، قائلا: “يفوز ممداني في نفس يوم وفاة تشيني (الاثنين)؟ يا له من أمر إلهي!”.
أما الإعلامي المصري حافظ الميرازي فقال: “أهمية فوز ممداني ليست فقط في تغلب شاب مهاجر على مرشح مدعوم من النخب، بل في استعادة الثقة بقدرة النظام الديمقراطي على التغيير السلمي”.
ووصف الكاتب المصري جمال سلطان النتيجة بأنها “هزيمة مذلة للوبي الإسرائيلي في أمريكا للمرة الأول في تاريخ الولايات المتحدة”.
وأكد أن “الصراع لم يكن على عمدية عاصمة المال والسياسة، الصراع كان على عقل وروح أمريكا الجديدة، تاريخ جديد أعلن عن نفسه اليوم”.
تسونامي ترحيب
شهدت منصة شركة “إكس” الأمريكية سيلا من التفاعلات المرحبة بفوز ممداني، بينها ما كتبه الأكاديمي الكويتي عبد الله الشايجي تحت عنوان “نشوة الانتصار وذل الهزيمة”، حيث قال إن النتيجة “هزيمة لترامب والجمهوريين، وانتصار مستحق للديمقراطيين”.
وأضاف: “لو جرت الانتخابات الرئاسية اليوم لخسرها ترامب”. من جانبه، كتب الإعلامي القطري جابر الحرمي أن الفوز “رغم حملات التشويه وتلقي منافسيه مئات الملايين من عشرات المليارديرات الداعمين لإسرائيل”.
وأضاف: “سبق أن وصف ما حصل في غزة بأنها جرائم وحشية وحرب إبادة، ويدعم حركة مقاطعة إسرائيل ولم يكن أحد يتصور قبل عامين هذا التغيير الكبير ضد الرواية الصهيونية”.
ورأى الإعلامي المصري أحمد منصور أن “اللوبي الصهيوني يعيش حالة من الهلوسة والجنون بعد فوز ممداني”.
وأضاف: “أنفقوا عشرات الملايين من الدولارات، وحشدوا إعلامهم وكل قوتهم، لكن خسارتهم كانت مدوية، العالم يتغير، والانقسام داخل الولايات المتحدة يشتد، وفوز الديمقراطيين في أكثر من ولاية يدفع ترامب لعسكرة المجتمع الأمريكي”.
ويرى الكاتب الفلسطيني عبد الباري عطوان أن النتيجة “تشكل تسونامي تغييرا وانتصارا لدماء الشهداء في غزة ولبنان والهند واليمن وأفغانستان، وهزيمة ساحقة لإمبراطورية الضلال والإبادة التي يتزعمها نتنياهو ويتبعه فيها ترامب”، معتبرا أنها “بداية النهاية لعصر الهيمنة والضلال الصهيوني”.
أما المؤثر السعودي خالد حبش فقال إن فوز ممداني “هزيمة للصهاينة في عقر دارهم، وهزيمة أجندة الإسلاموفوبيا في المدينة التي بدأت منها بعد أحداث سبتمبر (2001)”.
وتحت عنوان “غزة تغير العالم”، قال المؤثر الفلسطيني بلال نزار ريان إن “فوز ممداني يعد بداية مرحلة جديدة يعاد فيها تشكيل الوعي والسياسة، وعلامة على تحول تاريخي داخل أمريكا”.
وفي خطاب فوزه الأربعاء، قال ممداني: “أنا مسلم، أنا اشتراكي ديمقراطي، أرفض الاعتذار عن أي من هذا”.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فوز ممدانی أکثر من
إقرأ أيضاً:
ممداني أول مسلم يفوز بمنصب عمدة نيويورك
وتبدو خسارة الجمهوريين في الانتخابات التي جرت أمس الثلاثاء في نيويورك وفرجينيا ونيوجيرسي اختبارا مهما للرئيس دونالد ترامب وحزبه مع اقتراب الانتخابات النصفية للكونغرس المقرر إجراؤها العام المقبل، كما أنها تشكل في الوقت نفسه اختبارا لقدرة الحزب الديمقراطي على تجاوز الانقسامات الداخلية.
ووفقا لاستطلاع آراء الناخبين عقب إغلاق صناديق الاقتراع، تصدر ممداني (34 عاما)، مرشح الحزب الديمقراطي، السباق متفوقا على المرشح الجمهوري كورتيس سْليوا والمرشح المستقل والحاكم السابق لولاية نيويورك أندرو كومو.
وبذلك سيكون ممداني -وهو ديمقراطي اشتراكي- أول عمدة مسلم لأكبر مدينة في الولايات المتحدة في الأول من يناير/كانون الثاني المقبل.
وأظهرت التقديرات الأولية أن المرشح الديمقراطي لمنصب عمدة نيويورك حصل على 50.4% من الأصوات مقابل 41.3 لمنافسه الجمهوري متقدما بفارق أكثر من 100 ألف صوت.
وكان ممداني دائما هدفا للهجمات بسبب مواقفه من سياسات الحكومة الإسرائيلية والحرب في غزة، لكنه لم يتراجع عنها.
وقال موقع بلومبيرغ إن انتخابات عمدة مدينة نيويورك شهدت أعلى نسبة إقبال منذ عقود.
وذكرت وسائل إعلام أميركية أن المرشحة الديمقراطية ميكي شيريل فازت بانتخابات حاكم ولاية نيوجيرسي.
وبحسب النتائج الأولية، حصلت شيريل على 56% مقابل 43 لمنافسها الجمهوري جاك شيتاريلي.
كما فازت المرشحة الديمقراطية أبيغيل سبانبرغر بمنصب حاكم ولاية فرجينيا.
وتفوقت سبانبرغر (46 عاما)، وهي عضو سابقة في الكونغرس وضابطة سابقة في وكالة المخابرات المركزية، على منافستها الجمهورية وينسوم إيرل-سيرز بسهولة لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ الولاية.
وحصلت سبانبرغر على أكثر من 58% من الأصوات مقابل 43 لمنافستها الجمهورية.
ويشكل فوزها بالمنصب محطة سياسية لافتة تحمل رسائل تتجاوز حدود الولاية التي كانت تحت حكم الحزب الجمهوري.
فالانتصار في فرجينيا، وهي من الولايات التي تتجه إليها الأنظار لقراءة مؤشرات مبكرة لاتجاهات التصويت الوطنية، يعزز موقع الحزب الديمقراطي ويمنحه دفعة معنوية مهمة مع اقتراب الانتخابات النصفية المقبلة.
كما يعتبر فوز سبانبرغر في الولاية المحورية انتصارا لتيار الديمقراطيين المعتدلين، في وقت يسعى فيه الحزب لتحديد مساره السياسي مع اقتراب انتخابات الكونغرس العام المقبل.
وفي أول رد فعل له، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب -عبر منصة تروث سوشال- إن عدم وجود اسمه على ورقة الاقتراع والإغلاق الحكومي كانا سبب خسارة الجمهوريين للانتخابات.
وفي ردود الفعل الأخرى، نقلت شبكة "إن بي سي" عن زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر أن نتائج الانتخابات تمثل رفضا قاطعا لأجندة ترامب
وقال تشومر إن الشعب الأميركي رفض القسوة والفوضى والجشع التي تُميّز تطرف حركة "جعل أميركا عظيمة مجدددا"، وفق تعبيره.
من جهته، قال السيناتور بيرني ساندرز إن زهران ممداني بفوزه في انتخابات عمدة نيويورك حقق إحدى أكبر المفاجآت السياسية في التاريخ الأميركي الحديث.