جريدة الرؤية العمانية:
2025-11-22@19:20:02 GMT

إعادة ترتيب الأولويات الوطنية

تاريخ النشر: 22nd, November 2025 GMT

إعادة ترتيب الأولويات الوطنية

حاتم الطائي

◄ نحتاج لوقفة نقدية كاشفة للتحديات ومُصححة للمسارات الراهنة

◄ أولوياتنا الآن تتمثل في دعم الأُسر المحتاجة وتوفير الوظائف وتنمية القطاع الخاص

◄ ضرورة تعزيز أدوار الإعلام وتمكينه من أداء مسؤولياته

انفطرت قلوب العُمانيين بعد الحادث المأساوي الذي ذهبت ضحيته أسرة كاملة مكونة من ستة أفراد، في جُنح الليل، تحوَّل المنزل الذي يفترض أن تدب فيه الحياة والحركة والسعادة، إلى قبر ابتلع أهله، وُئدوا أحياءً نتيجة استنشاق غاز سام، فبكت عُمان من أقصاها لأقصاها، وبينما نحن في هذه الحالة من الحُزن والأسى على هذا الفقدان الأليم، وتلك الكارثة التي لا نُبالغ عندما نصفها بأنها مؤلمة على المستوى الوطني، وليس الفردي، ما يستدعي فورًا التوقف عند أبعاد هذه الطامة الإنسانية، وأهمها إعادة ترتيب الأولويات الوطنية، والنظر بإمعان في الإجراءات التي اتُخذت في فترات سابقة، وألقت بظلالها القاتمة على معيشة الكثير من المواطنين.

وما تحقق من تطورات وإنجازات خلال السنوات القليلة الماضية، تدفعنا في الوقت نفسه إلى تبنّي وقفة نقدية كاشفة للتحديات التي أفرزتها سنوات ترشيد الإنفاق العام، وتحديدًا "خطة التوازن المالي"، التي بلا شك نجحت في تحقيق أهداف عدة، في مقدمتها خفض الدين العام وتقليص عجز الميزانية واستعادة الجدارة الائتمانية وتحقيق أداء صاعد في العديد من المؤشرات، خاصة المؤشرات الجاذبة للاستثمار الأجنبي، الذي صعد هو الآخر بمعدلات كبيرة وأسهم في تنفيذ مشاريع استثمارية نوعية. لكن في المقابل، تسببت هذه التطورات في اختلالات اقتصادية واجتماعية، منها ضعف القطاع الخاص نتيجة لخفض الإنفاق الحكومي على المشاريع، وزيادة أسعار الخدمات العامة من كهرباء ومياه بسبب الخفض الذي طال مخصصات الدعم، علاوة على خفض دعم الوقود. هذه الاختلالات تسببت كذلك في انتشار ظاهرة تسريح المواطنين من أعمالهم في القطاع الخاص، وإغلاق الكثير من الأنشطة التجارية، التي لم تصمد في وجه التحديات وتحديدًا الأزمة المزدوجة (جائحة كوفيد-19 والضغوط الاقتصادية)، مع الأخذ في عين الاعتبار الازدياد الكبير في أعداد الباحثين عن عمل، ومن ثم زيادة الضغوط المعيشية على رب الأسرة؛ حيث إن الكثير من الآباء ما يزالون ينفقون على أبنائهم رغم تجاوزهم سن الثلاثين؛ بل والأربعين في أحيان كثيرة.

الوقفة النقدية التي نطالب بها الحكومة ومؤسسات الدولة كاملة، تتمثل في ضرورة إعادة ترتيب الأولويات، ولقد أصبح مؤكدًا أن أولوياتنا الآن تتمثل في الإسراع في دعم الأُسر المحتاجة، وتوفير الوظائف، وضمان الحماية الاجتماعية والأمن الوظيفي لكل مواطن يعيش على أرض وطنه. ولا أعتقد أن هناك وقتًا لإعادة ترتيب الأولويات أفضل من اللحظة الراهنة، اللحظة التي يجب أن نرتكز عليها ونبني عليها المستقبل الآمن لكل مواطن. فخلال شهر وبضعة أيام نبدأ مرحلة وطنية بالغة الأهمية، مع بدء تنفيذ الخطة الخمسية الحادية عشرة، والتي تمثل المرحلة الثانية من 4 مراحل تُشكِّل الرؤية الطموحة والواعدة "عُمان 2040". 

إعادة النظر في الأولويات الوطنية تتطلب إجراءات عاجلة بعيدة عن تشكيل اللجان والدراسات التي تُطيل أمد الأزمات، وهذه الإجراءات يمكن إيجازها في:

أولًا: إعادة هيكلة الدعم الحكومي ومنظومة الحماية الاجتماعية؛ إذ إن هذه المنظومة بوضعها القائم حاليًا ربما توفر المساواة بين المواطنين، لكنها لا تحقق العدالة الاجتماعية، تلك العدالة التي يجب أن تأخذ في الحسبان الفوارق بين المواطنين، فكيف تسمح هذه المنظومة لشخص ميسور الحال أو مليونير ثري أن يستفيد من الدعم الحكومي؛ سواء في تكلفة الخدمات العامة من كهرباء ومياه، أو منفعة مثل منفعة الطفولة لأبنائه، أو منفعة كبار السن؟! كيف يستوي من يحصل على راتب يتجاوز الألفين ريال مع مواطن آخر راتبه أصيب بالشلل عند مستوى 325 ريالًا!

الأرقام الحكومية تقول إن منظومة الحماية الاجتماعية تلتهم 577 مليون ريال من الميزانية العامة للدولة، لكن مع الأسف هذه الملايين الضخمة لا تذهب لمستحقيها بالكامل، وهذا خلل بيّن وواضح. قد نتفهم الرغبة في المساواة بين جميع المواطنين، لكن في حقيقة الأمر هذه نظرة مثالية طوباوية للغاية، فالفقير أولى بالدعم من الغني، والمُعسر أحق من الميسور في الحصول على خدمات عامة أقل تكلفة. والحقيقة أن إعادة هيكلة الدعم تعني أن المُستحِق سيحصل على المبلغ المعقول، وبدلًا من استلام 100 ريال- مثلًا- سيستلم 200 ريال وربما 300 ريال، عندئذٍ سيتحقق له الأمان الاجتماعي.

ثانيًا: اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات من أجل تحفيز القطاع الخاص على النمو؛ خاصةً وأن هذا القطاع ينكمش عامًا تلو الآخر، ومن ثم لم يعد قادرًا على التوظيف؛ بل أصبح حتى لم يعد قادرًا على الاستمرار، وما حالات تسريح المواطنين من أعمالهم إلّا انعكاس للوهن الذي يُعاني منه القطاع الخاص. وما يزيد من حجم التحديات، أن قرارات حكومية غير مدروسة بعناية تُفاقم أوضاع هذا القطاع، فتارة تُفرض قيود، وتارة تزداد رسوم الخدمات والضرائب. وخير دليل على ذلك أوضاع الكثير من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة- التي تمثل العمود الفقري لأي قطاع خاص- التي تئن من عدم استطاعتها الاستمرار في عملها، واضطرار الكثير من أصحاب الأعمال لغلق النشاط التجاري وإشهار الإفلاس، ناهيك عن الملاحقات القضائية وغيرها!

لذا لم تعد ترفًا المطالبة باستراتيجية ناجعة لبناء قطاع خاص وطني قادر على المبادرة والحراك الإيجابي والتوظيف، وهذا ما تنُص عليه رؤية "عُمان 2040".

الحقيقة الماثلة في كل تجارب النمو الاقتصادي حول العالم، أن غياب الإصلاح الاقتصادي الشامل هو السبب الرئيس لأي كساد، وأي إصلاح مُجزأ لن يُجدي نفعًا ولن يحقق الأهداف المنشودة؛ بل ربما يتسبب في تضارب القرارات وتداخل الصلاحيات وتقاطع الاختصاصات بين الجهات.

ثالثًا: توسيع صلاحيات مجلس عُمان (الدولة والشورى)، خاصة فيما يتعلق بتحديث منظومة القوانين، ترجمة للتوجيهات السامية في هذا الصدد. والآن نحن في أمسّ الحاجة لتحديث القوانين المتعلقة بالحماية الاجتماعية والقوانين المُنظِّمة لعمل القطاع الخاص، لا سيما وأن وطننا يزخر بكفاءات على أعلى مستوى، قادرة على بلورة رؤية تشريعية وقانونية تعالج الاختلالات، وتردم الفجوات.

رابعًا: تعزيز أدوار المجتمع المدني والمسؤولية الاجتماعية، وهنا أتحدث أدوار الجمعيات الخيرية، وضرورة إنشاء جمعيات تخصصية مثل "جمعية الغارمين"، وكذلك التوسع في العمل النقابي، وتأسيس نقابات عمالية والجمعيات المهنية، واشتراط أن يكون كل موظف تابع لنقابة عمالية أو جمعية مهنية، للدفاع عن مُنتسبيها والإسهام في توفير الأمان الوظيفي والاجتماعي لهم، وهناك تجارب عربية وغير عربية رائدة يمكن البناء عليها وتطويرها بما يتلاءم مع مجتمعنا.

الواقع الآن يُشير إلى أن منظمات المجتمع المدني في حالة أشبه بـ"التهميش"، فالجمعيات الأهلية محدودة الأثر بسبب القوانين واللوائح التنفيذية ذات الصلة، وغير قادرة على مشاركة الحكومة في تخفيف العبء، ويكفي أن نعلم حجم الإجراءات البيروقراطية التي تفرضها وزارة التنمية الاجتماعية وتسبب في عرقلة أن نهوض لهذا القطاع الحيوي والمُهم. والحقيقة أن وزارة التنمية الاجتماعية يجب أن تكون مُلزمة بوضع خطة واضحة المعالم للقضاء على الفقر في بلادنا، عبر برامج بنَّاءة في ترقية الأسر بالتعليم والتدريب والعمل، وتحويلها إلى أُسر مُنتجة ترتقي بها إلى الطبقة الوسطى، وقد نجحت دول كثيرة في ذلك، وعلى رأسها الصين التي استطاعت أن تنتشل أكثر من 50 مليون مواطن من دائرة الفقر المُدقع في أقل من 10 سنوات.

خامسًا: تعزيز دور الإعلام، من خلال بناء نموذج إعلامي قادر على التعاطي مع التحديات والمواقف الصعبة، وتبني رؤية إعلامية أكثر ملامسة لواقع وحال المواطن؛ فالإعلام التنموي لم يعد مناسبًا لطبيعة الأحوال التي يمر بها العالم، وقد بات من الضروري أن يكون الإعلام- الرسمي والخاص- صوتَ المواطن بحقٍ، من خلال تفعيل أدوار المتحدث الإعلامي، وتعيين متحدث رسمي باسم الحكومة كاملة، وليس فقط باسم كل جهة حكومية للحد من الشائعات والتفاعل مع القضايا المجتمعية، بجانب التوسع في البرامج والتغطيات الجماهيرية، ودعم المؤسسات الإعلامية وتمكينها من أداء أدوارها دون أن يكون انعدام التمويل سببًا في أن تختفي وسائل الإعلام عن الساحة.

ويبقى القول.. إنَّ إعادة ترتيب الأولويات سيساعدنا على تحقيق مُستهدفات رؤية "عُمان 2040"، كما إن التحفيز الحكومي للقطاع الخاص أمر لا غنى عنه؛ لضمان خلق بيئة اقتصادية إيجابية ومن ثم تحقيق النمو، وتوفير الوظائف وضمان الأمان الوظيفي الحقيقي، عندئذٍ تنعم عُمان بالرخاء والازدهار الذي ينشده كل مواطن ومواطِنة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: القطاع الخاص الکثیر من التی ت

إقرأ أيضاً:

تحت رعاية منصور بن زايد.. إطلاق الدورة الرابعة من جائزة «نافس» للمنشآت والأفراد

سامي عبدالرؤوف (دبي)

تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، ورئيس مجلس إدارة مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية، أعلن المجلس عن إطلاق الدورة الرابعة من «جائزة نافس» 2025 - 2026. ويأتي إطلاق الجائزة تأكيداً على التزام مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية بتعزيز منظومة التنمية البشرية في الدولة، من خلال إعداد كوادر وطنية مؤهلة ومستدامة تعمل في القطاع الخاص والمصرفي، بما يدعم الاقتصاد الوطني ويعزز مشاركة المواطنين الفعالة في المجالات الاقتصادية المختلفة. وتهدف الجائزة إلى تُكرّيم الإنجازات المتميزة في تطوير الكوادر الإماراتية، تجسيداً لرؤية القيادة الرشيدة في تعزيز مشاركة الكوادر الوطنية في سوق العمل، وتشجيع التميّز والتنافسية في القطاع الخاص.
ونظم مجلس «نافس» الدورة الثانية من ملتقى «نافس» السنوي، أمس «الخميس» في مركز دبي للمعارض بمدينة أكسبو دبي، بمشاركة نخبة من ممثلي القطاعين الحكومي والخاص والمصرفي، والشركاء الاستراتيجيين، والشباب الإماراتيين، في تجربة تفاعلية تهدف إلى تعزيز الشراكات والابتكار وتمكين الكوادر الوطنية في مختلف القطاعات الحيوية. 
وتضمن الملتقى مجموعة من الجلسات لتبادل الأفكار وتعزيز التعاون والابتكار من خلال سلسلة من الجلسات الحوارية والأنشطة المتنوعة.
وقال غنام المزروعي، الأمين العام لمجلس تنافسية الكوادر الإماراتية، في كلمة له بافتتاح الملتقى: نجتمع اليوم في الدورة الثانية من ملتقى «نافس» السنوي، لنُجددَ العهدَ على مواصلةِ مسيرة التمكينِ والتميّز، التي أرستها قيادتُنا الرشيدة، وجعلت من الكوادرِ الوطنيةِ الركيزةَ الأولى، لبناءِ اقتصاد تنافسيّ.. متنوع.. ومستدام.
وأشار إلى أنه بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ومن ضمن مشاريع الخمسين تم إطلاق «برنامج نافس» في سبتمبر 2021، وتخصيص 24 مليار درهم، لدعم وتمكين 170 ألف مواطن في القطاع الخاص. 
وقال: «نحن محظوظون بقيادةٍ رشيدة، تبني الحاضر وتخطط للمستقبل، ودائماً تضع نُصب أعينها مستقبل أبنائها قبل كل شيء».
وأضاف غنام المزروعي: «بقيادة ومتابعة حثيثة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان لم يكن «برنامج نافس» مجرّد مبادرة للتوظيف، بل هو نتاج رؤية وطنية شاملة، ومنظومة متكاملة، آمنت بأن الإنسان هو الثروةُ الحقيقية، والاستثمارُ الأبقى، وأنَّ تمكينَهُ هو حجرُ الأساسِ، لبناءِ اقتصادٍ مزدهرٍ ومستدام.

إنجازات «نافس»
وتابع: اليوم نحصد نتائج نفخر فيها، نتائج تؤكد أن مسيرة «نافس» تمضي بثبات في الاتجاه الصحيح، فارتفع عدد المواطنين العاملين في القطاع الخاص والمصرفي، ومن 29 ألفاً إلى أكثر من 157 ألف مواطن، بنمو قياسي تجاوز 437% خلال 4 سنوات فقط.
وأشار غنام المزروعي، الأمين العام لمجلس تنافسية الكوادر الإماراتية، في النسخة الثانية من ملتقى نافس، إلى اتساع عدد منشآت القطاع الخاص الذي يعمل فيه المواطنون، من 7000 منشأة إلى أكثر من 30.000 منشأة. 
وكشف عن أن «نافس» حقق تقدماً ملحوظاً في تحقيق مستهدفات البرنامج بنسبة 92%، وهي نسبة تُجسّد نجاح «نافس» في بلوغ أهدافه وتحويل رؤيته إلى واقع ملموس.
 ولفت إلى أن معدل جذب القطاع الخاص للخريجين ارتفع من 15% إلى 58%، وهو ما يعني أن 6 من كل 10 خريجين يبدؤون اليوم مسيرتهم المهنية في القطاع الخاص. 
وقال المزروعي: «هذا دليل واضح على الثقة التي رسخها «نافس» في نفوس أبناء وبنات الوطن، وتزامن هذا التحول مع ارتفاع كبير في عدد المواطنين المسجلين في القطاع الخاص، لدى هيئة وصناديق المعاشات بنسبة 245% خلال الفترة بين 2022 و2025». 
ولفت إلى أن عدد المستفيدين من برنامج نافس بلغ أكثر من 132 ألف مواطن مستفيد، مشيراً إلى أنه يصرف لـ 24 ألف طفل من أبناء المستفيدين (علاوة الأبناء). 

قصة نجاح 
من جهته، قال خليل الخوري، وكيل وزارة الموارد البشرية والتوطين لعمليات سوق العمل والتوطين، في كلمة له بافتتاح الملتقى: «يمثل هذا الملتقى محطة رائدة جديدة في مسيرة تمكين الكوادر الوطنية وتعزيز مشاركتهم في سوق العمل في إطار المنظومة الشاملة للتوطين في القطاع الخاص». 
وأكد أن ملف التوطين يعد أحد أبرز الملفات على أجندة الحكومة الاتحادية لدولة الإمارات، لما له من انعكاسات اجتماعية واقتصادية تشكل بمجملها ركيزة للتوجهات والخطط الاستراتيجية المستقبلية الطموحة للدولة، وجزءاً أصيلاً من رؤيتها للاستثمار بالإنسان ودعم وتطوير الشباب الإماراتي باعتبارهم الضمانة الحقيقية والركيزة الراسخة لمستقبل أكثر ريادة وإشراقاً.
وقال: «ينعقد هذا الملتقى في ظل استمرار تحقيق الإنجازات التاريخية في ملف التوطين بما يلبي تطلعات وتوجيهات قيادتنا الرشيدة، ويعكس ذلك النموذج الرائد للشراكة الاستراتيجية والتكاملية بين القطاعين الحكومي والخاص في التطبيق الأمثل لسياسات وقرارات ومبادرات التوطين وفي مقدمتها برنامج «نافس»، وذلك في ضوء متابعة وتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة».  

أخبار ذات صلة الإمارات.. صوت ثابت لدعم إنهاء الحرب الأهلية في السودان حمدان بن زايد: علاقات تاريخية عميقة بين الإمارات وعُمان

مسارات ومبادرات 
 تطرق الأمين العام لمجلس تنافسية الكوادر الإماراتية 
إلى إطلاق مبادرات نوعية للوصول لأكبر شريحةٍ من المجتمع، أبرزها مبادرة الثقافة المجتمعية التي شملت: زيارات المجالس، الجولات التوعوية في الجامعات، جائزة نافس، ومجلس شباب نافس. وذكر أنه ضمن حملة «نافس على طريقتك»، تم مشاركة أكثر من 600 قصة نجاح، مؤكداً أن كل هذه المبادرات تُجسّد أثر البرنامج، وتُبرز بصمته الواضحة في المجتمع.  وقال: «ارتفع معدل جذب القطاع الخاص للخريجين من 15% إلى 58%، مما يعني أن 6 من كل 10 خريجين يبدؤون اليوم مسيرتهم المهنية في القطاع الخاص، وهذا دليل واضح على الثقة التي رسخها «نافس» في نفوس أبناء وبنات الوطن».
 وذكر أنه يتزامن هذا التحول مع ارتفاع كبير في عدد المواطنين المسجلين في القطاع الخاص، لدى هيئة وصناديق المعاشات بنسبة 245% خلال الفترة بين 2022 و2025. 
وأكد المزروعي، أن أثر«نافس» لا يقتصر على الجانب الاقتصادي فحسب، بل يمتد إلى الجوانب الأخرى، والتي يأتي في مقدمتها الجانب الاجتماعي الهام والملموس لبرنامج نافس في دعم استقرار الأسر المواطنة وتعزيز جودة الحياة لديها. 
وأفاد بأنه على صعيد التدريب والتطوير، أطلق «نافس» سلسلة من البرامج النوعية الرائدة، بالشراكة مع القطاعين الحكومي والخاص، وبالتعاون مع مؤسسات أكاديمية مرموقة. 
ومن أبرز هذه البرامج والمبادرات: برنامج «كفاءات»، وبرنامج «تطوير كوادر القطاع الصحي»، وبرنامج «الإرشاد المهني»، و برنامج «قيادات نافس»، وبرنامج نافس الدولي الذي وفر فرص تدريب عملي بشركات عالمية في أمريكا، وأوروبا والصين.
وقال: ها نحن نقف على أعتاب مرحلة جديدة، نمضي فيها نحو مبادراتٍ استراتيجيةٍ جديدة تُعزّز منظومة التوطين، ونبني على ما تحقق، لنُترجمُ رؤية قيادتنا إلى واقعٍ ملموسٍ. 
وأعلن أنه انطلاقاً من هذه الرؤية، تتضمن الاستراتيجية الجديدة لمجلس تنافسية الكوادر الإماراتية لعام 2026، مبادرات إضافية تهدف إلى تغطية رحلة تمكين المواطن من المراحل المبكرة في التعليم وحتى الوصول إلى التوظيف، وتعزّز الشراكة مع القطاع الخاص لتهيئة أبناء الوطن لوظائف المستقبل.

مؤشرات وبيانات 
 حقق سوق العمل الإماراتي الذي تعمل فيه 200 جنسية، نمواً متسارعاً في عدة محاور من أبرزها: زيادة عدد المواطنين العاملين في القطاع الخاص ليصل إلى 157 ألف مواطن، وأكثر من 30 ألف شركة ساهمت في توفير فرص عمل حقيقية للمواطنين. 
 كما بلغ نمو الشركات 6.9% حتى الربع الثالث ومتوقع أن يصل مع نهاية العام إلى 10% وتحقق نمو في مشاركة المرأة بنسبة 21 %، كما سجلت مرونة تنقل القوى العاملة 9%.  وذكر الخوري، أن مسيرة التوطين تمضي بثبات في ضوء دعم قيادتنا الرشيدة، فهي ملف وطني ومسؤولية مشتركة تتطلب من الجميع سواء المؤسسات أو الأفراد بذل الجهود المضاعفة للسير قدما بخطى واثقة ومتسارعة نحو تمكين كوادرنا الوطنية لتسهم في بناء اقتصاد مستدام ومزدهر.

تحديثات الجائزة 
 قالت نسرين الجناحي، مديرة التميز بإدارة التخطيط الاستراتيجي والتميز في مجلس تنافسية الكفاءات الإماراتية: «تقدم الدورة الرابعة للجائزة معايير تقييم محسنة لفئة المؤسسات. يتحول التركيز من الأرقام البحتة إلى جودة واستدامة التوظيف.
وأضافت سيتركز التقييم على المؤسسات التي ساهمت بصدق في التوطين النوعي، وليس فقط الكمي.«يهدف هذا التحول الاستراتيجي إلى مكافأة الشركات التي تستثمر في النمو المهني طويل الأمد لموظفيها الإماراتيين».
وذكرت أنه في تحديث مهم لفئة الأفراد، تم إنشاء فئة فرعية جديدة مخصصة للمهنيين في قطاع التعليم. ويشمل ذلك المعلمين، والمعلمين المساعدين، والمشرفين التربويين العاملين في المؤسسات الخاصة. تعترف هذه الخطوة بالطلب العالي والحضور المتزايد للمواهب الإماراتية في هذا المجال الحيوي. وأشارت إلى أن هناك طلباً كبيراً على هذه الأدوار ولم يكن لديهم فئة مخصصة. الآن تم تخصيص فئة خاصة للوظائف التعليمية ضمن مسار الأفراد.

مقالات مشابهة

  • “أونروا” : يجب إعادة بناء النظام التعليمي الذي كان قائمًا في غزة
  • المشاط: آفاق الاقتصاد المصري إيجابية ونسعى لمزيد من التمكين للقطاع الخاص
  • أديب يطالب بوقف تدخل الدولة في الاقتصاد: مصر كفت ووفت.. دعوا القطاع الخاص يعمل
  • ختام النسخة الثانية من ملتقى نافس السنوي
  • 1 و2 ديسمبر المقبل عطلة القطاع الخاص بمناسبة عيد الاتحاد الـ 54
  • تحت رعاية منصور بن زايد.. إطلاق الدورة الرابعة من جائزة «نافس» للمنشآت والأفراد
  • محافظ بني سويف يستمع لشكاوى ومطالب المواطنين .. ويوجه بتوفير الحماية الاجتماعية والرعاية الصحية لعدة حالات إنسانية
  • إطلاق الدورة الرابعة من جائزة «نافس»..157 ألف مواطن يعملون في القطاع الخاص
  • «مجرى» يطلق قمة الأثر المجتمعي 27 نوفمبر في أبوظبي