أمسية وطنية في المضيبي احتفالا بـ"اليوم الوطني"
تاريخ النشر: 22nd, November 2025 GMT
إبراء- الرؤية
احتفلت ولاية المضيبي بمناسبة اليوم الوطني المجيد، في أمسية وطنية جامعة شهدت حضورًا جماهيريًا واسعًا، برعاية سعادة محمود بن يحيى الذهلي محافظ شمال الشرقية، وسط أجواء جسدت مشاعر الولاء والاعتزاز بالمنجزات الوطنية.
جاءت الاحتفالية بإشراف مكتب والي المضيبي وتنظيم نادي المضيبي الرياضي الثقافي وجمعية المرأة العمانية وعدد من مؤسسات المجتمع المدني، حيث شملت تقديم لوحات ترحيبية أدّاها طلبة المدارس، وإلقاء قصائد شعرية وطنية عبّرت عن عمق الانتماء وقيمة المناسبة في وجدان أبناء الولاية، إلى جانب فقرات للفنون العمانية المغناة التي أضفت طابعًا تراثيًا على الأمسية.
وشهد الحفل عروضًا للخيل والهجن شارك فيها 20 خيلًا و11 ناقة، في تجسيد رمزي ليوم العشرين من نوفمبر المجيد، إضافة إلى تقديم فن العازي والشلة الوطنية التي تفاعل معها الجمهور. وعلى هامش الفعالية قام سعادة راعي المناسبة بجولة في القرية التراثية والشعبية التي نظمتها جمعية المرأة العمانية، والتي أبرزت ملامح الحياة الريفية القديمة والحرف التقليدية، قبل أن تُختتم الاحتفالية بإطلاق الألعاب النارية التي أضاءت سماء المضيبي في منظر احتفالي بهيج.
وشهدت المناسبة حضور سعادة الشيخ سعود بن محمد الهنائي والي المضيبي، وعدد من المكرمين أعضاء مجلس الدولة، وأصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى، ومسؤولي المؤسسات الحكومية والخاصة، وممثلي المجتمع المدني، وجموع من المواطنين والمقيمين الذين شاركوا الولاية فرحتها بهذه المناسبة الوطنية الغالية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
اليوم الوطني لسلطنة عُمان
د.عبد الكريم العزي
تحتفل سلطنة عُمان الشقيقة في 20 من نوفمبر باليوم الوطني المجيد، وهي مناسبة وطنية خالدة تستحضر مسيرة بناء الدولة الحديثة منذ تأسيسها عام 1744 على يد الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي، مؤسس الدولة البوسعيدية.
ويُعد هذا التاريخ محطة بارزة في مسيرة عُمان، إذ يرمز إلى بداية عهد جديد من الاستقرار والنهضة، ويُجسد أكثر من قرنين ونصف من العطاء المتواصل، حيث مضى على تأسيس الدولة الحديثة 281 عامًا.
وعُرفت عُمان منذ القدم برياديتها البحرية وصلاتها الوثيقة مع حضارات العالم القديم، وكانت قوة بحرية وتجارية مؤثرة امتلكت أسطولًا ضخمًا مكّنها من بسط نفوذها على الخليج العربي وشرق إفريقيا. هذا الإرث الحضاري العريق شكّل قاعدة صلبة لانطلاقة النهضة الحديثة عام 1970بقيادة المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد، الذي أعلن بداية مشروع وطني شامل هدفه بناء دولة حديثة تجمع بين الأصالة والمعاصرة.
وقد عبّر السلطان قابوس في أحد خطاباته التاريخية عن رؤيته الوحدوية قائلاً: "إن اعتقادنا بأن هذا التغيير بداية لعهد جديد متنور، ورمز لعزمنا أن يكون شعبنا موحدًا في مسيرتنا نحو التقدم، فلا فرق بعد الآن بين الساحل والداخل وبينهما وبين المقاطعة الجنوبية، فالكل شعب واحد مستقبلاً ومصيرًا."
ومن أبرز ملامح النهضة العُمانية سياستها الخارجية المتزنة، التي تقوم على الحياد الإيجابي وعدم التدخل في شؤون الآخرين، مع السعي إلى بناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل. وقد تحولت مسقط إلى عاصمة إقليمية ودولية يُنظر إليها كجسر للتواصل وحل النزاعات، حيث استضافت محادثات بين أطراف متخاصمة، واكتسبت السلطنة سمعة دولية كدولة سلام وصديق للجميع.
ومنذ تولي جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم الحكم في يناير 2020، دخلت السلطنة مرحلة جديدة من النهضة المتجددة، مرتكزة على رؤية مستقبلية طموحة هي رؤية عُمان 2040، التي تهدف إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتحديث مؤسسات الدولة، وتوسيع قاعدة المشاركة المجتمعية.
وقد شهدت السنوات الأخيرة سلسلة من الإصلاحات والإنجازات، أبرزها:
• تحديث الهياكل الحكومية وتبسيط الإجراءات الإدارية.
• تعزيز التنويع الاقتصادي بعيدًا عن الاعتماد على النفط، عبر الاستثمار في السياحة، اللوجستيات، والصناعات التحويلية.
• تطوير البنية التحتية الرقمية والانتقال نحو الاقتصاد المعرفي.
• مواجهة تحديات جائحة كورونا بسياسات متوازنة، ودعم القطاع الصحي والاجتماع.
وتقف سلطنة عُمان اليوم شامخة بين دول العالم، حاملة رسالة السلام والتعاون، وداعية إلى التضامن العالمي لمواجهة التحديات الإنسانية. وقد أكد جلالة السلطان هيثم في خطبه على أهمية الالتزام بالقانون الدولي، وإيجاد نظام اقتصادي عالمي عادل يقوم على المشاركة المنصفة للموارد.
إن اليوم الوطني العُماني ليس مجرد مناسبة احتفالية، بل هو وقفة سنوية للتأمل في مسيرة وطنية حافلة بالإنجازات،وتجديد العهد على مواصلة البناء والتطوير. خمسة وخمسون عامًامن النهضة الحديثة، وقرون من التاريخ العريق، جسدت وفاءالقادة لشعبهم، وإصرار الشعب العُماني على تحقيق تطلعاته فيالتنمية والازدهار.
أطيل التهاني لأهل عُمان الأوفياء بهذه المناسبة المجيدة، وبما تحقق من نهضة وتقدم في مختلف مجالات الحياة،لتظل السلطنة نموذجًا حضاريًا وإنسانيًا في المنطقة والعالم.