الملف الإيراني وصل إلى طريق مسدود.. عراقجي: بدء «دبلوماسية المحافظات»
تاريخ النشر: 22nd, November 2025 GMT
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استمرار انفتاحه على إبرام صفقة مع إيران، موضحا أن طهران تبدو راغبة في التوصل إلى اتفاق، دون الكشف عن تفاصيل محتملة للصفقة.
وجاء ذلك خلال مقابلة إذاعية مع محطة فوكس حيث أشار إلى احتمال التوصل إلى تفاهم جديد مع الجانب الإيراني.
وأوضح ترامب أن الجولات الخمس من المحادثات التي عقدتها طهران وواشنطن قبل الحرب التي استمرت 12 يوما في يونيو الماضي شكّلت مسارا تفاوضيا أوليا حول برنامج تخصيب اليورانيوم، وشهدت تلك الفترة تنفيذ إسرائيل غارات جوية داخل إيران بينما استهدفت القوات الأمريكية ثلاثة مواقع نووية إيرانية.
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن إطلاق مبادرة جديدة تحت مسمى “دبلوماسية المحافظات” مع الدول الجارة، مؤكداً أن تعزيز العلاقات مع هذه الدول يمثل من أولويات السياسة الخارجية لإيران.
وأوضح عراقجي أن التفاعلات الدبلوماسية مع الدول المجاورة كانت في أعلى مستوياتها خلال العام الماضي، مشيراً إلى أن هذه المبادرة تهدف إلى استغلال الإمكانيات الاقتصادية الواعدة للمناطق الحدودية وتطوير العلاقات التجارية مع الدول المجاورة.
وأشار الوزير إلى أن جهود النظام الصهيوني والدول الغربية لتصوير إيران كتهديد للمنطقة قد فشلت، مضيفاً أن الأنشطة الإسرائيلية من هجمات وإبادات جماعية وكوارث في المنطقة لعبت دوراً في تعزيز موقف بلاده الدبلوماسي.
ومن جهة أخرى، كشف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن عراقجي سيزور سلطنة عُمان هذا الأسبوع لحضور منتدى مسقط، حيث سيلتقي نظيره العُماني بدر بن حمد البوسعيدي يوم الاثنين المقبل.
الملف الإيراني وصل إلى طريق مسدود وتحمل الغرب المسؤولية
صرّح مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، بأن الوضع المحيط بالملف الإيراني وصل إلى طريق مسدود، محملاً “الترويكا الأوروبية” (بريطانيا وألمانيا وفرنسا) بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية عن ذلك.
وأوضح أوليانوف لوكالة سبوتنيك أن عواقب اعتماد القرار المناهض لإيران ستظهر في المستقبل القريب، مشيراً إلى أن طهران قد أبلغت المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي بإنهاء اتفاقيات القاهرة الموقعة في 9 سبتمبر بشأن آليات وصول المفتشين إلى المنشآت النووية الإيرانية.
وأكد أن هذا التوقف عن التعاون يعكس فشل الدبلوماسية، قائلاً: “يبدو أنه بفضل جهود الدول الغربية، قد ماتت الدبلوماسية بالفعل”، مضيفاً أن مثل هذه القرارات لا تُتخذ عندما تكون الدبلوماسية فعالة.
في السياق نفسه، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن اتفاقية القاهرة قد تم القضاء عليها من قبل الولايات المتحدة والترويكا الأوروبية، مشدداً على أن إيران ليست الطرف الساعي إلى خلق أزمة جديدة، وأن قرار إنهاء الاتفاق جاء نتيجة مباشرة للاستفزازات الغربية والأمريكية.
وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني أعلن سابقاً أن بلاده ألغت اتفاق التعاون الموقّع مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في سبتمبر 2025.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: إيران إيران وأمريكا إيران وإسرائيل المفاوضات النووية روسيا وإيران
إقرأ أيضاً:
أكثر من 80 دولة تدعم خريطة طريق للتخلص من الوقود الأحفوري
انضمت 83 دولة من أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية والمحيط الهادي إلى الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة لتقديم نداء لجعل "الانتقال بعيدا عن الوقود الأحفوري" نتيجة أساسية للمحادثات، على الرغم من المعارضة الشديدة من دول نفطية، وبعض الاقتصادات الكبرى الأخرى.
وقالت تينا ستاج، مبعوثة جزر مارشال لشؤون المناخ في مؤتمر صحفي خلال مؤتمر المناخ "كوب30" في بيليم، وهي محاطة بوزراء من 20 دولة، "دعونا ندعم فكرة خريطة طريق الوقود الأحفوري، دعونا نعمل معا ونجعلها خطة".
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4غوتيريش: عصر الوقود الأحفوري يتلاشى والمستقبل للطاقة النظيفةlist 2 of 4"ضارة وخطرة".. واشنطن تندد بالسياسات المضادة للوقود الأحفوريlist 3 of 4غوتيريش: الوقود الأحفوري يترنح والطاقة المتجددة تنتشر بالعالمlist 4 of 4تحالف دولي يدعو لمنع توسع استخدام الوقود الأحفوريend of listوعقّب جاسبر إنفنتور، نائب مدير البرامج في منظمة غرينبيس الدولية على المؤتمر الصحفي قائلا "قد يكون هذا نقطة تحول في مؤتمر الأطراف الـ30. لقد كانت هذه إشارة قوية من دول الجنوب والشمال العالميين بضرورة التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري".
وكان الالتزام بـ"التحول بعيدا عن الوقود الأحفوري" النتيجة الرئيسية لمؤتمر الأطراف الـ28، الذي عُقد في دبي عام 2023. لكن عدة دول بدأت لاحقًا بمحاولة إلغاء القرار. وفي محادثات المناخ في باكو العام الماضي فشلت محاولات متابعة القرار وبلورته.
وفي مؤتمر هذا العام أيضا رفضت البرازيل، الدولة المضيفة، إدراج أي ذكر لـ"الانتقال بعيدا عن الوقود الأحفوري" على جدول الأعمال الرسمي للمؤتمر.
كما تم استبعاده من "مشاورات الرئاسة" التي كانت تجري بشأن القضايا الأربع الأكثر تعقيدا على جدول الأعمال، وهي التمويل، والتجارة، والشفافية، وخطط البلدان لخفض الانبعاثات، المعروفة باسم المساهمات المحددة وطنيا التي تسعى لتحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ.
لكن عشرات الدول المؤيدة للإلغاء التدريجي اتخذت قرارا يوم الاثنين بضرورة اتخاذ موقف حاسم. إذ تعتقد أنه لا يمكن الاستجابة للمساهمات المحددة وطنيا، ولا أمل في الحفاظ على هدف الـ1.5 درجة مئوية دون إنهاء الاعتماد على الوقود الأحفوري.
إعلانوفال إد ميليباند، وزير الدولة البريطاني لشؤون أمن الطاقة والانبعاثات الصفرية، في المؤتمر الصحفي: "هذا تحالف عالمي، تتحد فيه دول الشمال والجنوب العالميين، وتؤكد بصوت واحد: هذه قضية لا يمكن تجاهلها. نؤكد جميعا بوضوح تام أن هذه القضية يجب أن تكون في صميم هذا المؤتمر".
من جهتها، أكدت راشيل كايت، المبعوثة البريطانية للمناخ، الحاجة إلى خريطة طريق للمضي قدمًا في القرار الذي تم اتخاذه في مؤتمر الأطراف الـ28 وتحويله إلى عمل.
وكانت الرئاسة البرازيلية لمؤتمر الأطراف الـ30 قد قدمت الثلاثاء مسودة نصّ لقرار صادر عن القمة، والذي فاجأ الكثيرين، إذ تضمن ذكر خريطة طريق للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري كخيار. لكن بالنسبة لبعض الدول، كان هذا النصّ ضعيفًا للغاية.
وقال رالف ريجينفانو، وزير تغير المناخ في جزيرة فانواتو في المحيط الهادي، لصحيفة الغارديان: "إنها ليست قوية بما فيه الكفاية، وتحتاج إلى أن تكون أكثر توجها نحو العمل، وتحتاج إلى أهداف قابلة للقياس، وتحتاج إلى عناصر توضح كيف ستبدو هذه الخريطة".
وأكد مؤيدو خريطة الطريق أنها لن تلزم جميع البلدان باتباع المسار نفسه، ولكنها ستعترف بأن البلدان تواجه مشاكل مختلفة، فبعض البلدان لديها احتياطيات كبيرة من الوقود الأحفوري، في حين تعتمد بلدان أخرى على الواردات منه.
وفي حين تريد بعض البلدان استخدام احتياطياتها من أجل التنمية، سوف تحتاج العديد من البلدان النامية إلى المساعدة المالية والوصول إلى التكنولوجيا المنخفضة الكربون إذا كانت تريد التحرك بعيدا عن الوقود الأحفوري.
ومن المتوقع أن تُراجع البرازيل النص بعد تلقيها آراءً ومشاوراتٍ مع جميع مجموعات الدول المشاركة في محادثات مؤتمر الأطراف الـ30.
كما من المرجح أن يكون هناك معارضة شديدة لأي إعادة صياغة للتحول بعيدا عن الوقود الأحفوري، من جانب عدة دول منتجة ومصدرة للوقود الأحفوري. في حين تغيب الولايات المتحدة، وهي الدولة الرئيسية الوحيدة التي لم تحضر المؤتمر.
ويعتقد مؤيدو الانسحاب التدريجي أن لديهم أغلبية من الدول في مؤتمر الأطراف، إذا أُدرجت الدول المؤيدة لهم والدول المحايدة، ولكن بما أن العملية تسير بتوافق الآراء، فإن مجموعة قليلة من المعارضين قد تمنع التقدم.
وقالت وزيرة البيئة البرازيلية مارينا سيلفا لصحيفة الغارديان إن خريطة الطريق هي "إجابة أخلاقية" لأزمة المناخ ودعت جميع البلدان إلى "التحلي بالشجاعة" للنظر فيها.
وأكدت الرئاسة البرازيلية لكوب30 أن المحادثات العالمية ستنتهي كما هو مقرر يوم الجمعة، غير أن قضايا أخرى مهمة، من بينها التمويل والتجارة ما زالت عالقة، وهو ما يتطلب تحقيق اختراقات كبيرة.
ورغم أن مسألة الانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري لم تكن مدرجة على جدول أعمال المؤتمر، فإن طرحها بجدية يعد تقدما مهما، لكن إقرارها يظل رهين التفاصيل والضغوط الكثيرة.