الثقة ضيّعة.. والشكُّ سلامة: هل يُلدغ السودان من جحر المليشيا مرتين؟
تاريخ النشر: 26th, November 2025 GMT
الحقيقة التي لا تحتمل أي مواربة هي أن تجربة التعامل مع مليشيا الدعم السريع لم تترك مجالاً للشك في طبيعتها الإرهابية المتمردة. فمن يجرّب المجرَّب تكون الندامة حصاده المحتوم.
لن تجد عاقلاً يرفض السلام أو يستهين بقيمة الهدنة، فهما مطلبان إنسانيان قبل أن يكونا سياسيين. لكن كيف نثق بمن حوّل الهدنات إلى أدوات للقتال، والوعود إلى أسلحة للخداع؟
اتفاق الهلالية ورفاعة، الذي تم ترويجه باسم “نموذج الهلالية”، تحوّل إلى مذبحة مروعة دفع ثمنها أبناء الهلالية بأكثر من ألفي شهيد.
وفي كل محطة هدنة، تتكرر المشاهد نفسها: نهب للممتلكات، اعتداء على الأعراض، وقتل بدم بارد. حتى مجلس الأمن لم يسلم من الاستهتار بقراراته، فرفضت المليشيا رفع الحصار عن الفاشر، لتدخل المدينة وترتكب جرائم حربٍ أدانها العالم أجمع.
ها هي الأدلة تتوالى على كذب هذه المليشيا وخداعها، فبعد ساعات فقط من إعلان الهدنة الأخيرة، تناقل السودانيون أنباء عن قيام المليشيا بتدوين بابنوسة. هذه الواقعة ليست سوى حلقة في سلسلة الخيانة الطويلة، تؤكد أن الهدنة مجرد غطاء لإعادة التنظيم والتجهيز.
اليوم، وبعد كل هذا السجل الأسود، يعلن قائد المليشيا عن “هدنة إنسانية” جديدة تمتد لثلاثة أشهر. فهل يعقل أن نثق بهذا الإعلان؟
الإجابة واضحة كالشمس: من خان العهود مراراً لن يفي بعهد، ومن جعل من الهدنة وسيلة للحرب لا يمكن أن يتحول بين عشية وضحاها إلى رجل سلام.
الدرس الذي يجب أن نتعلمه: السلام الحقيقي لا يُبنى على موائد الخونة، والهدنة التي لا تقترن بانسحاب المليشيا من المدن ليست سوى فخ جديد.
على السودان أن يقف صامداً من موقع القوة لا الضعف، وأن يبني سلامه على أساس الوعي لا الوهم. فلننظر إلى واقعنا بعينين مفتوحتين، ولنقرأ التاريخ بأصابع لا تنسى الجراح.
وليعلم العالم أن شعباً أعطى آلاف الشهداء لن يركع للإرهاب، وأن أمة لها تاريخ لن تقبل بأن تُلدغ من الجحر نفسه مرتين.
فالوطن أغلى من أن يُسلم لميليشيا، والمستقبل أكبر من أن يُرهن لخيانة.
عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
Promotion Content
بعد مماتك اجعل لك أثر في مكة سقيا المعتمرين في أطهر بقاع الأرض ورّث مصحفا من جوار الكعبة المشرفة
2025/11/25 فيسبوك X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة هؤلاء ان لم يتم قطع دابرهم ونسلهم لن ينعم السودان بالامان2025/11/25 شملة كنيزة2025/11/25 إبراهيم شقلاوي يكتب: من منصة الجيش إلى طاولة التفاوض2025/11/25 البرهان: حديث جهير وموقف وطني2025/11/25 أمريكا: ما بين السودان ونيجيريا2025/11/25 ثم ماذا بعد خطاب البرهان ؟؟2025/11/25شاهد أيضاً إغلاق رأي ومقالات الدعم السريع يعلن هدنة من طرف واحد. وينتظر هو وداعميه (وبعض الحمقى) (..) 2025/11/25الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عنالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
علي يوسف: إسلاميو السودان ليسوا جزءا من المنظومة الدولية للإخوان
علي يوسف: إسلاميو السودان ليسوا جزءا من المنظومة الدولية للإخوان
القاهرة – المحقق – صباح موسى
أوضح وزير الخارجية السابق السفير علي يوسف أن الإسلاميين السودانيين ليسوا جزءا من المنظومة الدولية للإخوان المسلمين.
وقال يوسف في مائدة مستديرة نظمها مركز الدراسات الاستراتيجية وتنمية القيم المصري، والمركز العالمي للدراسات السياسية والاستراتيجية السوداني اليوم “الأربعاء” بالقاهرة إن الإسلاميين يلعبون دورا هاما للغاية فيما يحدث بالسودان الآن، مضيفا أن الإسلاميين يحاربون مع الجيش السوداني، مشيرا إلى عزم الولايات المتحدة الأميركية تصنيف الإخوان المسلمين منظمة إرهابية.
وقال “على الولايات المتحدة أن تعلن إسرائيل دولة إرهابية أولا لما ترتكبه من جرائم وفظائع في غزة”.
محذرا من أي محاولة لدفع الاتجاه الإسلامي في السودان نحو التطرف، مؤكدا أن ذلك سيكون له نتائج وخيمة، وقال إن الإسلاميين هم جزء من الحرب على الإرهاب الحقيقي في السودان الذي تمثله مليشيا الدعم السريع، داعيا إلى تحلي الجميع وعلى رأسهم الولايات المتحدة نفسها بالشجاعة وأن تصنف الدعم السريع مليشيا إرهابية بعد ما فعلته في السودان من مجازر على أساس العرق، ومن إبادة جماعية وتطهير عرقي، متسائلا ما لم يكن ما فعلته المليشيا في السودان هو الإرهاب فما هو الإرهاب إذن؟.
إنضم لقناة النيلين على واتسابPromotion Content
أعشاب ونباتات رجيم وأنظمة غذائية لحوم وأسماك
2025/11/28 فيسبوك X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة كنت هناك.. ليلة السودان2025/11/28 قيادات صمود والهروب من الأسئلة الإستراتيجية2025/11/28 خارطة بولس/ الإمارات.. تسليم السودان للوصاية الأجنبية!!2025/11/28 موكب الفخامة إلى خيام النزوح …!2025/11/28 الرقص علي العامود: سردية الكمبرادور دعوة مفتوحة للغزاة2025/11/28 الكاهن في وول ستريت2025/11/28شاهد أيضاً إغلاق رأي ومقالات البرهان: وقرارات التَّخَلُّص من الفائض 2025/11/28الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن