تعاون لإزالة الكربون من عمليات إنتاج الألمنيوم والتوسع بمشاريع الطاقة النظيفة في أبوظبي
تاريخ النشر: 27th, November 2025 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أعلنت كلٌ من شركة «الإمارات العالمية للألمنيوم»، وشركة أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة»، وشركة «دوبال القابضة»، وشركة «مياه وكهرباء الإمارات»، عن توقيع عددٍ من الاتفاقيات ستسهم بإزالة الكربون من عمليات إنتاج الألمنيوم لدى شركة «الإمارات العالمية للألمنيوم»، والتوسع في تطوير مشاريع الطاقة المتجددة والنظيفة في أبوظبي.
وتشكّل هذه الاتفاقيات الأساس لمبادرة ستدعم استراتيجيات النمو لدى كلٍّ من «طاقة» و«دوبال القابضة»، وتجعل من «الإمارات العالمية للألمنيوم» شركة رائدة على مستوى صناعة الألمنيوم العالمية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، وتدعم خطط «مياه وكهرباء الإمارات» الرامية لتحقيق زيادةٍ استراتيجيةٍ في قدرة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في أبوظبي، وتحسين الكفاءة في عمليات توليد الكهرباء في الإمارة، بما يُمكِّن من تحقيق تخفيض أكبر في انبعاث غازات الاحتباس الحراري.
وقد جرى توقيع الاتفاقيات بحضور كلٍّ من معالي الدكتور عبد الله حميد الجروان، رئيس دائرة الطاقة - أبوظبي، وحميد عبد الله الشمري، رئيس مجلس إدارة شركة «الإمارات العالمية للألمنيوم»، وجاسم حسين ثابت، الرئيس التنفيذي للمجموعة والعضو المنتدب في شركة «طاقة».
ووقَّع الاتفاقيات كلٌّ من فريد العولقي، الرئيس التنفيذي لقطاع أعمال توليد الكهرباء وتحلية المياه في «طاقة»، وعبد الناصر بن كلبان، الرئيس التنفيذي لشركة «الإمارات العالمية للألمنيوم»، وأحمد حمد بن فهد، الرئيس التنفيذي لشركة «دوبال القابضة»، وأحمد علي الشامسي، الرئيس التنفيذي لشركة «مياه وكهرباء الإمارات».
وستستحوذ «طاقة» و«دوبال القابضة» على أصول توليد الكهرباء وتحلية المياه التابعة لـ«الإمارات العالمية للألمنيوم» في منطقة «الطويلة» بإمارة أبوظبي مقابل 1.9 مليار دولار تقريباً (7 مليارات درهم).
وتضم هذه الأصول محطة «الطويلة للطاقة»، التي تعد ثالث أكبر محطة لتوليد الكهرباء في أبوظبي وتبلغ قدرتها 3.1 جيجاواط، و6.25 مليون جالون يومياً من المياه المُحلاة. وتستخدم توربينات الغاز ذات الدورة المركبة عالية الكفاءة، وتقنية التناضح العكسي لتحلية المياه.
وبموجب هذه الصفقة ستكون محطات توليد الكهرباء مملوكة لشركة مشروع مشترك تتوزع حصص ملكيتها بالتساوي بين «طاقة» و«دوبال القابضة»، وستتم إدارة العمليات التشغيلية من قبل شركة جديدة للتشغيل والصيانة مملوكة بشكل مشترك من قبل «طاقة» و«الإمارات العالمية للألمنيوم».
ووقَّعت شركة المشروع المشترك، التي أسستها «طاقة» و«دوبال القابضة» اتفاقية لشراء الكهرباء مع شركة «مياه وكهرباء الإمارات» تشتري بموجبها الكهرباء التي تولدها محطة «الطويلة» حتى عام 2049.
وستستحوذ شركة «طاقة لشبكات النقل»، التابعة لمجموعة «طاقة» على أصول نقل الكهرباء التابعة لشركة «الإمارات العالمية للألمنيوم»، وتتولى حاليًا تنفيذ مشروع يهدف لزيادة القدرة الإجمالية لشبكة نقل الكهرباء من الشبكة الرئيسية إلى المواقع التابعة لـ«الإمارات العالمية للألمنيوم» من 640 إلى 3,360 ميجافولط-أمبير، للسماح بتزويد طاقة نظيفة محسّنة من الشبكة، ومن المتوقع إنجاز المشروع بحلول عام 2027.
وإلى جانب ذلك، وقَّعت «الإمارات العالمية للألمنيوم» أضخم اتفاقية لتوريد الكهرباء في أبوظبي، على الإطلاق، وذلك مع كلٍّ من شركة «مياه وكهرباء الإمارات» وشركة «طاقة للتوزيع»، التابعة لمجموعة «طاقة»، لتصبح بذلك أكبر المتعاملين المستفيدين من خدمات شبكة الكهرباء في أبوظبي.
وتوفر هذه الاتفاقيات إمدادات من الطاقة الكهربائية بقدرة 23 تيراواط/ ساعة سنوياً إلى «الإمارات العالمية للألمنيوم» لمدة 24 عاماً، مع نسبة متزايدة من الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة، كنتيجة لدخول مشاريع «مياه وكهرباء الإمارات» لتوليد الكهرباء من مصادر الطاقة الشمسية حيز التشغيل. أخبار ذات صلة
وتسعى «مياه وكهرباء الإمارات» لتسريع جهود إزالة الكربون من قطاع الطاقة بأبوظبي، ومن المتوقع أن تصل قدرة توليد الكهرباء من مصادر الطاقة الشمسية في الإمارة إلى أكثر من 18 جيجاواط بحلول 2035، إضافة إلى فصل عمليات توليد الكهرباء عن تحلية المياه.
وستثمر هذه الخطوات الاستراتيجية لشركة «مياه وكهرباء الإمارات» عن تخفيض إجمالي انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون من قطاع الطاقة بأبوظبي بحوالي 50% بحلول منتصف العقد المقبل.
من جانبها، ستعزز «مياه وكهرباء الإمارات» كفاءة العمليات في محطات توليد الكهرباء بأبوظبي بشكل إضافي كبير، حيث تتيح إضافة محطات توليد الكهرباء، التي كانت تابعة لشركة «الإمارات العالمية للألمنيوم» إلى الشبكة، توفير مزيدٍ من المرونة في إدارة عمليات التحكم في توريد الطاقة الكهربائية استجابة للتقلبات في الطلب على الكهرباء. ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى تخفيض استهلاك الغاز لكل وحدة كهرباء يتم توليدها والمساهمة في تحقيق أهداف شركة «طاقة» و«مياه وكهرباء الإمارات» بتخفيض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في قطاع توليد الكهرباء بأبوظبي.
علاوة على ذلك، ستتشارك «الإمارات العالمية للألمنيوم» و«مياه وكهرباء الإمارات» العوائد المالية، التي ستنتج مباشرة عن هذه المبادرة.
ومن المتوقع أن تُسهم المبادرة في الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنحو 3.5 مليون طن سنوياً بحلول عام 2035، ما يعادل أكثر من 3% من إجمالي الانبعاثات الحالية بأبوظبي.
وتجدر الإشارة إلى أنّ صفقة الاستحواذ تظلّ خاضعة لموافقة الجهات التنظيمية، وشروط إغلاق أخرى معتادة في مثل هذه الاتفاقيات. ومن المتوقّع اكتمالها خلال السنة القادمة.
وقال معالي الدكتور عبد الله حميد الجروان، رئيس دائرة الطاقة - أبوظبي: تعكس هذه الاتفاقيات رؤية إمارة أبوظبي الرامية إلى الحد من الانبعاثات وتوفير طاقة مستدامة من أجل تمكين نمو القطاع الصناعي، وقامت دائرة الطاقة بالتعاون مع شركة «مياه وكهرباء الإمارات»، وشركة «طاقة»، و«دوبال القابضة»، وشركة «الإمارات العالمية للألمنيوم» بتمكين نجاح هذه المبادرة التي تجسّد قوة التعاون الوثيق بين مختلف المنظومات في أبوظبي ومرونة التشريعات والسياسات الداعمة بما يضمن ازدهار المجتمعات والصناعات في المستقبل.
ومن جانبه، قال عبد الناصر بن كلبان، الرئيس التنفيذي لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم: تُعد هذه المبادرة واحدة من أكبر مشاريع إزالة الكربون في قطاع الألمنيوم على مستوى العالم، وتعزز مكانة شركة «الإمارات العالمية للألمنيوم» الرائدة في دفع مسيرة الصناعة نحو المستقبل المستدام.
وبدوره، قال جاسم حسين ثابت، الرئيس التنفيذي للمجموعة والعضو المنتدب في شركة طاقة: تعكس الاتفاقيات التي تم توقيعها اليوم، قوة نموذج الأعمال المتكامل لشركة «طاقة» واتساع نطاقه ابتداءً من أعمال توليد الكهرباء، مروراً بنقلها وانتهاءً بتوزيعها، واستحواذنا على محطات الكهرباء التابعة لشركة «الإمارات العالمية للألمنيوم» في منطقة «الطويلة»، يعزّز محفظة أعمالنا ويدعم طموحاتنا بزيادة قدرة توليد الكهرباء على الصعيد العالمي لدينا لتصل إلى 150 جيجاواط بحلول 2030، ومن خلال ربط المنشآت التابعة لشركة «الإمارات العالمية للألمنيوم» بشبكة كهرباء أبوظبي، فإننا نعمل على تمكين عملية إزالة الكربون من أحد أبرز القطاعات الصناعية أهمية في دولة الإمارات.
وبدوره، قال أحمد حمد بن فهد، الرئيس التنفيذي لشركة دوبال القابضة: تمثل هذه الاتفاقيات خطوة استراتيجية نحو تعزيز النمو الصناعي المستدام في الإمارات، ونفخر بشراكتنا مع شركة «الإمارات العالمية للألمنيوم» ومجموعة «طاقة» وشركة «مياه وكهرباء الإمارات»، في إطار التزامنا الراسخ بدعم التحول الوطني للطاقة النظيفة وترسيخ ريادة الدولة في إنتاج الألمنيوم منخفض الكربون.
وقال أحمد علي الشامسي، الرئيس التنفيذي لشركة مياه وكهرباء الإمارات: تُسهم هذه الشراكة الرائدة في إحداث نقلة نوعيّة في مسار النمو الصناعي المستدام، حيث يؤدي التعاون الوثيق بين قطاع الطاقة والشركات الصناعية الرائدة إلى تعزيز قدرة الشركات على خفض الانبعاثات وتسريع وتيرة إزالة الكربون في الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: شركة طاقة مياه وكهرباء الإمارات
إقرأ أيضاً:
كيف يمكن للذكاء الاصطناعي دفع التحوّل نحو الطاقة النظيفة؟
يتزايد القلق من الارتفاع الهائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي، خصوصاً مع التوسع في بناء مراكز بيانات ضخمة قد ترهق الشبكات الكهربائية، وتزيد التكاليف، وتُعرّض الخدمة لانقطاعات متكررة. ورغم هذا العبء المحتمل، يبقى للذكاء الاصطناعي دور محوري في تسريع التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة.
الذكاء الاصطناعي أثبت فعاليته بالفعل في خفض استهلاك الطاقة والانبعاثات في المباني ووسائل النقل والعمليات الصناعية، إضافة إلى تحسين تصميم مواقع محطات الطاقة الشمسية والرياح ومنشآت التخزين.
وعلى مستوى الشبكات الكهربائية، تساعد الخوارزميات المتقدمة في رفع الكفاءة وخفض التكاليف ودمج كميات أكبر من الطاقة المتجددة، إلى جانب التنبؤ بالأعطال قبل وقوعها. كما يدعم الذكاء الاصطناعي خطط تطوير البنية التحتية، من التوليد إلى التخزين، ويُسهم في اكتشاف مواد جديدة للبطاريات والمفاعلات النووية والتقنيات المستقبلية.
خلال مؤتمرها البحثي لعام 2025، أعلن معهد MIT للطاقة عن «منتدى طاقة مراكز البيانات» لمواجهة تحديات الطلب المتزايد على الكهرباء من قطاع الذكاء الاصطناعي.
إدارة الشبكة في الزمن الحقيقي
شبكة الكهرباء اليوم أكثر تعقيداً من أي وقت مضى. توسّع الطاقة المتجددة، تقلّبات الطقس القاسية، والهجمات السيبرانية—all عوامل تجعل الحفاظ على الموثوقية مهمة دقيقة. وهنا يُظهر الذكاء الاصطناعي قيمته.
تؤكد الباحثة في MIT أنورادها ناسوامي أن الشبكة الحديثة تحتاج إلى «بنية معلوماتية» متكاملة تعزز البنية الفيزيائية. فالذكاء الاصطناعي يعالج مليارات البيانات لتحقيق التوازن اللحظي بين العرض والطلب ضمن أجزاء من الثانية، وهو شرط أساسي لعدم انقطاع الكهرباء، وفقًا لموقع «أم أي تي نيوز» المتخصص في أبحاث تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
كما يتيح النظام الذكي حلولاً عملية: شحن السيارات الكهربائية في أوقات انخفاض الطلب، السماح للثرموستات بتعديل درجات الحرارة تلقائياً، وحتى استخدام بطاريات المنازل والسيارات كإمداد احتياطي للشبكة. مراكز البيانات نفسها يمكنها تأجيل بعض العمليات لتخفيف الاستهلاك عند الذروة.
وتبرز «الصيانة التنبؤية» كأحد أهم مكاسب الذكاء الاصطناعي، فهي تحدد الأعطال قبل وقوعها، وتوفر الملايين، وتطيل عمر المعدات.
أخبار ذات صلةلكن بناء شبكة كهرباء تعتمد على الذكاء الاصطناعي يتطلب تعاوناً بين المهندسين والمشرعين وخبراء الاقتصاد، لضمان التنفيذ الآمن، ومنع أي سيناريوهات قاتمة مثل انقطاع واسع للطاقة.
قد يهمك أيضا.. الذكاء الاصطناعي يوجه المسيّرات رغم العوائق الطبيعية
تخطيط البنية التحتية لعقود قادمة
توسيع الشبكات الكهربائية عملية تمتد لسنوات طويلة. ويؤكد الباحث ديبجيوتي ديكا أن التنبؤ بما يجب بناؤه خلال العقد المقبل بات أكثر تعقيداً مع دخول مصادر متقطعة مثل الشمس والرياح، وتراجع الاعتماد على الاحتياطي التقليدي.
وتضيف التغيرات المناخية طبقة جديدة من التعقيد. الشبكة المستقبلية يجب أن تصمد أمام الأعاصير والفيضانات والحرائق. وهي أحداث تتزايد سنوياً. الذكاء الاصطناعي قادر على تحليل السيناريوهات المناخية والتنبؤ بآثارها بدقة.
ميزة أخرى مهمة: تسريع الدورة البيروقراطية. الأدوات الذكية تختصر شهوراً من التحليل، وتقلل عدد المرات التي تُعاد فيها الخطط بسبب ملاحظات الجهات التنظيمية، بفضل قدرتها على تصفح آلاف الصفحات من اللوائح وفهم ما يهم فعلاً.
محتوى مشابه.. فعالية الذكاء الاصطناعي البسيط مقابل النماذج المعقدة في التنبؤ بالمناخ
تسريع اكتشاف المواد اللازمة لثورة الطاقة
تطوير مواد جديدة للبطاريات والمفاعلات وتقنيات التحويل الطاقي كان يستغرق عقوداً. اليوم، الذكاء الاصطناعي يقلب هذه المعادلة.
يقول البروفيسور جو لي إن استخدام الذكاء الاصطناعي في علوم المواد «يتسارع بشكل غير مسبوق». الخوارزميات تسمح بإجراء محاكاة دقيقة على المستوى الذري، ما يقدّم قواعد تصميم جديدة لمواد أقوى وأكثر كفاءة.
وفي المختبر، يتكامل الذكاء الاصطناعي مع الروبوتات. يقترح التجارب، يعدّلها الباحث، وينفذها الذراع الآلي بدقة. هذا «الذكاء المختبري» يسرّع الدورة الكاملة للتطوير، ويخفض التكلفة، ويزيد فرص اكتشاف مواد ثورية في سنوات بدلاً من عقود.
تعرف على.. تفاعلات كيميائية متقنة بفضل الذكاء الاصطناعي
مبادرات MIT: من النماذج إلى التطبيقات
يدعم MIT مشاريع متعددة تستفيد من الذكاء الاصطناعي، من تحسين استقرار مفاعلات الاندماج، إلى تحليل البيانات التنظيمية والشبكية، إلى تحسين تصميم الخلايا الشمسية والمواد الحرارية.
كما يعمل باحثوه على روبوتات تتعلم مهام الصيانة لتسريع نشر البنية التحتية للطاقة المتجددة، إلى جانب تحسين تصميم مراكز البيانات لتقليل استهلاكها للطاقة.
وفي ختام مؤتمر «الذكاء الاصطناعي والطاقة: المخاطر والوعود» في مايو 2025، أكد مدير MITEI ويليام غرين أن التحدي الآن مزدوج: مواجهة استهلاك الطاقة المتصاعد لمراكز البيانات، والاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي لدعم الانتقال الطاقي. وكلاهما أصبح أولوية بحثية لا يمكن تجاهلها.
أسامة عثمان (أبوظبي)