هجوم روسي على مواقع صناعية أوكرانية قرب رومانيا
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
سرايا - شنّت روسيا هجوماً بطائرات مسيّرة، ليل السبت - الأحد، استهدف مواقع صناعية على نهر الدانوب في جنوب غربي أوكرانيا قرب الحدود مع رومانيا، الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي، التي دانت اعتداء «غير مبرّر».
وتشهد منطقة البحر الأسود، حيث موانئ ومنشآت أساسية للتجارة والتصدير، توتراً متزايداً منذ انتهاء العمل في يوليو (تموز) باتفاق لتصدير الحبوب الأوكرانية عبر ممرات بحرية آمنة.
وأعلنت كييف أن طائرات مسيّرة روسية استهدفت خلال الليل مواقع «صناعية مدنية» في منطقة الدانوب، بينما أكدت موسكو استهداف مرفأ في المنطقة. وقال مكتب النائب العام الأوكراني على «تلغرام»: «هاجم العدو منشآت صناعية مدنية في منطقة الدانوب». وأضاف: «أصيب شخصان نتيجة الهجوم ونُقلا إلى المستشفى».
وأعلن سلاح الجو الأوكراني إسقاط 22 من 25 مسيّرة استُخدمت خلال الهجوم. وذكر: «أطلق المحتلون الروس موجات عدة من الهجمات بواسطة مركبات غير مأهولة من طراز شاهد-136/131 (الإيرانية الصنع) من الجنوب والجنوب الشرقي»، مؤكداً أن 25 مسيّرة هجومية أُطلقت، و«دمّر سلاح الجو 22 منها».
من جهته، أعلن الجيش الروسي أنه قصف بمسيّرات ميناء ريني الأوكراني المطل على «الدانوب» قرب الحدود مع رومانيا. وقالت وزارة الدفاع الروسية: «خلال الليل، نفّذ الجيش الروسي ضربة بمجموعة مسيّرات استهدفت منشآت لتخزين الوقود تُستخدم لإمداد معدات عسكرية تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية في ميناء ريني في منطقة أوديسا». وأكدت «ضرب الأهداف المحددة جميعها».
هجوم غير مبرر
ولقي الهجوم إدانة سريعة من بوخارست؛ إذ أكدت وزارة الدفاع الرومانية «بأعلى قدر من الحزم، أن الهجمات ضد الأهداف والبنى التحتية المدنية في أوكرانيا غير مبرّرة، وتتعارض بشكل عميق مع قواعد القانون الإنساني الدولي». وأشارت، في بيان، إلى أن الهجمات «لم تسبب أي تهديد مباشر للأراضي أو المياه الإقليمية الرومانية».
ويمكن لاستهداف أراضي دول «الناتو» أن يتسبّب بتصعيد خطر في حرب أوكرانيا، التي بدأت في فبراير (شباط) 2022. وبعد انتهاء العمل باتفاق الحبوب، هددت روسيا باعتبار أي سفينة تبحر من أوكرانيا وإليها عبر البحر الأسود هدفاً عسكرياً محتملاً، وباتت كييف تعتمد إجمالاً على الطرق البرية ومرفأ نهري غير عميق ما يحد كثيراً من كميات الحبوب المصدَّرة، لكنها لجأت أيضاً إلى ممر بحري جديد رغم التهديد الروسي.
والأحد، بحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون «عمل» هذا الممر. وكتب زيلينسكي عبر منصات التواصل أن الاتصال تطرق «إلى وسائل ضمان عمل ممر الحبوب، وتعزيز أمن منطقة أوديسا».
وسبق أن استهدفت القوات الروسية منشآت على نهر الدانوب، لا سيّما ميناء ريني وميناء إسماعيل. وكثّفت موسكو هجماتها على منطقتي أوديسا وميكولايف، حيث موانئ ومنشآت حيوية لتصدير الحبوب، منذ انهيار الاتفاق الذي أُبرم في صيف 2022 برعاية تركيا والأمم المتحدة.
وأتى اتصال زيلينسكي وماكرون عشية لقاء في مدينة سوتشي الروسية بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب إردوغان، يرجح أن يكون اتفاق الحبوب بنداً رئيسياً على جدول أعماله.
ووفرت دول غربية ودول «الناتو» دعماً عسكرياً لأوكرانيا عبر تزويدها بذخائر ودبابات وعربات مدرعة ومدفعية وأنظمة صاروخية. كما تعتزم دول تزويد كييف بطائرات «إف-16» الأميركية الصنع بعد الانتهاء من تدريب طياريها.
قوة دافعة
وطالبت كييف، في الأشهر الماضية، حلفاءها بزيادة معوناتهم دعماً لهجوم مضاد لاستعادة مناطق تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا وجنوبها. وبدأ هذا الهجوم مطلع يونيو (حزيران)، إلا أن نتائجه بقيت دون المتوقع. وأثار بطء تقدم القوات الأوكرانية انتقادات في الغرب رفضتها كييف. لكن قائد الهجوم الأوكراني في الجبهة الجنوبية الجنرال أولكسندر تارنافسكي أكد اختراق خطوط دفاع روسية. وقال تارنافسكي لصحيفة «الغارديان» البريطانية: «أصبحنا الآن بين الخطَين الدفاعيَين الأول والثاني». وأضاف: «في خضمّ الهجوم، نستكمل الآن تدمير وحدات العدو التي توفر غطاء لتراجع القوات الروسية خلف خطها الدفاعي الثاني».
وتسبب انتشار الألغام بكثافة في إبطاء تقدم القوات الأوكرانية التي قالت إن خبراء المتفجرات قاموا بتنظيف طريق سيراً وخلال الليل.
وتأتي هذه التصريحات بعد أيام من إعلان كييف تحقيقها نصراً استراتيجيّاً باستعادة قرية روبوتين في الجنوب. وأوضح تارنافسكي أن قوات موسكو «وقفت وانتظرت الجيش الأوكراني»، مشيراً إلى أن «العدو يستعين بعناصر الاحتياط، ليس من أوكرانيا فحسب بل من روسيا أيضاً. لكن عاجلاً أم آجلاً، سيفقد الروس أفضل الجنود. وسيعطينا ذلك قوة دافعة للهجوم بشكل أكبر وأسرع».
الشرق الأوسط
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
8 قتلى بضربات روسية على كييف .. و أوكرانيا تسقط 3 صواريخ و288 مسيرة خلال الليل
كييف موسكو "وكالات": أسفر هجوم روسي صاروخي وبالطيران المسيّر على كييف عن مقتل ثمانية أشخاص بينهم طفل عمره ست سنوات، فيما دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس حلفاءه للضغط من أجل "تغيير النظام" في روسيا.
ودمرت الضربات التي وقعت ليلا أجزاء من مبنى سكني من تسع طوابق في الأحياء الغربية لكييف، وأدت إلى إصابة عشرات الأشخاص في العاصمة بجروح وفق السلطات.
في الأثناء، أعلن الجيش الروسي الخميس سيطرته على مدينة تشاسيف يار وهي مركز مهم للجيش الأوكراني في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، حيث يخوض الجانبان معارك عنيفة منذ أشهر.
وكثّفت موسكو هجماتها الجوية الدموية على أوكرانيا في الأشهر القليلة الماضية، متجاهلة ضغوطا أميركية لإنهاء غزوها المستمر منذ ما يقرب من ثلاث سنوات ونصف، في حين تواصل قواتها التقدم ميدانيا.
وفي اتصال مرئي أثناء مؤتمر صحافي بمناسبة مرور 50 عاما على توقيع "اتفاقية هلسنكي" بشأن احترام الحدود وسلامة الأراضي، قال زيلينسكي "أرى أنه من الممكن الضغط على روسيا لإنهاء هذه الحرب".
وأضاف " لكن ما لم يهدف العالم إلى تغيير النظام في روسيا، يعني ذلك أن موسكو ستواصل محاولة زعزعة استقرار البلدان المجاورة حتى بعد انتهاء الحرب".
وأطلقت روسيا أكثر من 300 مسيرة وثمانية صواريخ كروز على أوكرانيا، بين ليل الأربعاء والساعات المبكرة من الخميس، وكان هدفها الرئيسي كييف حسبما أعلن سلاح الجو الأوكراني.
وخرق أحد تلك الصواريخ مبنى سكنيا يضم تسعة طوابق بغرب كييف ما أدى إلى تدمير واجهته وفق السلطات.
وشاهد مراسلو فرانس برس في موقع إحدى الضربات عناصر الإنقاذ وهم يبحثون بين أكوام من الخرسانة المدمرة عن مقتنيات للأهالي مبعثرة بين الأنقاض.
وقال متحدث باسم أجهزة الإنقاذ إن الهجوم أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص في كييف وجرح 73 آخرين.
وبين القتلى طفل عمره ست سنوات، توفي في سيارة إسعاف، على ما قال رئيس الإدارة العسكرية في كييف تيمور تكاشنكو في منشور على تلغرام.
ويأتي الهجوم الروسي الأخير في أوكرانيا بينما أمهل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء، نظيره الروسي فلاديمير بوتين عشرة أيام لوقف غزوه لأوكرانيا الذي دخل عامه الرابع، تحت طائلة فرض عقوبات جديدة صارمة.
مكسب مهم في الشرق
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الخميس الاستيلاء على بلدة تشاسيف يار المركز العسكري الاستراتيجي للجيش الأوكراني في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا.
وقالت في بيان إن القوات الروسية "حررت" البلدة. لكن متحدثا باسم الجيش الأوكراني نفى التصريحات الروسية باعتبارها "أكاذيب".
وقال المتحدث باسم "مجموعة القوات الاستراتيجية العملياتية خورتيستيا" فيكتور تريغوبوف لوكالة فرانس برس "بالطبع هذا ليس صحيحا".
ومن شأن السيطرة على تشاسيف يار أن تشكل مكسبا عسكريا مهما لروسيا التي تواصل تقدمها على الأرض.
كانت البلدة تعدّ نحو 12 ألف شخص قبل الحرب ولكنها الآن مدمرة إلى حد كبير، ومن شأن السيطرة عليها أن تمهد الطريق أمام القوات الروسية للتقدم نحو المعاقل المدنية المتبقية في منطقة دونيتسك.
ومن تلك المراكز مدينتي كراماتورسك وسلوفيانسك اللتين تعدان قاعدتين استراتيجيتين للجيش الأوكراني ويقيم فيهما العديد من المدنيين الذين لم يغادروا حتى الآن.
وجعل الكرملين السيطرة على منطقة دونيتسك أولويته العسكرية، وقال في أواخر عام 2022 إن هذه المنطقة الصناعية جزء من روسيا.
وعقب ضربات الخميس دعا مسؤولون أوكرانيون لتشديد الضغط على روسيا لإنهاء الحرب.
وكتب وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا على إكس "حان الوقت لممارسة ضغوط قصوى على موسكو".
وأضاف "الرئيس ترامب كان سخيا جدا وصبورا جدا مع بوتين محاولا إيجاد حل".
وأضاف أن بوتين "لا يأبه لأي محاولة لإنهاء عمليات القتل. يسعى فقط إلى التدمير والقتل. لأن وجود مجرم الحرب هذا مرتبط بهذه الحرب العبثية التي لا يمكنه الانتصار فيها لكنه يرفض إنهاءها. يجب ان يواجه العدالة".
ولم تعلق روسيا التي تنفي باستمرار استهداف المدنيين، على دعوة زيلينسكي لتغيير النظام.
ودعا بوتين نفسه مرارا إلى إزاحة زيلينسكي وكثيرا ما شكك بشرعية حكمه.
- قانون لمكافحة الفساد - وجاء هجوم الخميس قبل ساعات من موافقة النواب في البرلمان الأوكراني على تعديلات لقانون مثير للجدل في مجال مكافحة الفساد اثار احتجاجات واسعة.
وأدخل زيلينسكي التعديلات على القانون الذي أعلن بأنه وقع عليه، بعدما أثار التشريع الأول احتجاجات غير مسبوقة منذ الغزو الروسي.
وكان القانون الأساسي يجعل المكتب الوطني لمكافحة الفساد في أوكرانيا (نابو) ومكتب المدّعي العام المتخصّص في مكافحة الفساد (سابو) تحت السلطة المباشرة للمدّعي العام الذي يعيّنه رئيس الدولة.
واعتبر معارضو القانون أن من شأنه تسهيل تدخّل الرئيس في التحقيقات في قضايا فساد.
وصوت ما مجموعه 331 عضوا في البرلمان بالموافقة على التشريع الجديد، وهو ما يتجاوز الحد الأدنى المطلوب البالغ 226 صوتا. وأشاد الاتحاد الأوروبي بالقانون باعتباره ضمانة أساسية ضد الفساد.
إسقاط 3 صواريخ و288 مسيرة
أعلن سلاح الجو الأوكراني، في بيان عبر تطبيق تليجرام، الخميس، أن قوات الدفاع الجوي الأوكراني أسقطت ثلاثة صواريخ كروز من طراز "إسكندر-كيه"، و288 من أصل 309 طائرات مسيرة، أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية خلال الليل.
وقال البيان إن القوات الروسية شنت هجمات على أوكرانيا، خلال الليل، باستخدام ثمانية صواريخ كروز من طراز "إسكندر كيه" تم إطلاقها من منطقة كورسك، و309 طائرات مسيرة من طراز "شاهد"، وطرازات أخرى خداعية، تم إطلاقها من مناطق بريانسك، وميلروفو، وشاتالوفو، وبريمورسكو-أختارسك الروسية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية "يوكرينفورم".
وأضاف البيان أن الهدف الرئيسي للهجوم كان العاصمة كييف.
وقال البيان إنه تم صد الهجوم من قبل وحدات الدفاع الجوي ووحدات الحرب الإلكترونية ووحدات الطائرات المسيرة وفرق النيران المتنقلة التابعة لسلاحي الجو والدفاع الجوي الأوكرانيين.
وأضاف البيان أنه بحلول الساعة 00:9 صباح الخميس، أسقطت وحدات الدفاع الجوي 288 طائرة مسيرة وثلاثة صواريخ من طراز "إسكندر كيه". ويتعذر التحقق من هذه البيانات من مصدر مستقل.
من جانبه، أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الخميس، عبر تطبيق تليجرام، أن روسيا شنت هجوما هائلا باستخدام أكثر من 300 طائرة مسيرة وثمانية صواريخ على أوكرانيا خلال الليل، مستهدفة بشكل رئيسي العاصمة كييف.
وأضاف زيلينسكي "أطلق الروس أكثر من 300 طائرة مسيرة وثمانية صواريخ. ونبذل كل ما في وسعنا لتنفيذ جميع الاتفاقات لحماية شعبنا بالكامل، ولضمان أن يخدم كل اتفاق هدف إنقاذ الأرواح"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية (يوكرينفورم).
وقال زيلينسكي إن العاصمة كانت الهدف الرئيسي لهذا الهجوم الهائل.
وأضاف زيلينسكي "لحقت أضرار جسيمة بالبنية التحتية السكنية. وفي أحد الأحياء السكنية، تم تدمير جزء كامل من مبنى سكني. وحتى الآن، أسفر الهجوم عن مقتل ستة أشخاص، من بينهم طفل في السادسة من عمره. وأتقدم بأحر التعازي لجميع عائلاتهم وأحبائهم. كما ذكرت تقارير وقوع عشرات الجرحى، وجميعهم يتلقون المساعدة اللازمة".
وأضاف زيلينسكي أن مناطق دنيبرو وبولتافا وسومي وميكولايف وكييف تضررت أيضا.
ومنذ ساعات الليل، يعمل رجال الإنقاذ والإطفاء والمسعفون الأوكرانيون وجميع خدمات الطوارئ اللازمة في مواقع الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة الروسية.
وقال زيلينسكي "اليوم، شهد العالم مجددا رد فعل روسيا على رغبتنا في السلام التي نتشاركها مع أمريكا وأوروبا. مزيد من عمليات القتل الدموية. ولهذا السبب، فإن السلام بدون قوة مستحيل. لكن جميع الأدوات اللازمة لإجبار موسكو على صنع السلام، وإجبارها على الجلوس إلى طاولة مفاوضات حقيقية، موجودة في أيدي شركائنا. نحن نعول على أن كل ما تعلنه أمريكا وأوروبا الآن لتحقيق هذا الهدف سوف يتحقق".
وقال رئيس الإدارة العسكرية لمدينة كييف، تيمور تكاتشينكو، إنه من المتوقع ارتفاع عدد الضحايا، حسبما ذكرت وكالة أنباء أسوشيتد برس (أ ب).
وأضاف تكاتشينكو أن الهجوم أسفر عن انهيار جزء كبير من مبنى سكني مكون من تسعة طوابق.
وتوجهت فرق الإنقاذ إلى موقع الحادث لانتشال المحاصرين تحت الأنقاض.
وأظهرت صور من موقع الحادث أعمدة من الدخان تتصاعد من مبنى تعرض لأضرار جزئية وحطاما متناثرا على الأرض.
وقال تكاتشينكو إن الهجوم استهدف 27 موقعا على الأقل في أنحاء كييف، حيث وقعت أكبر الأضرار في منطقتي سولوميانسكي وسفياتوشينسكي.
كان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد أعلن الثلاثاء، أنه سيمنح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مهلة أقصر حتى الثامن من أغسطس الجاري لإحراز تقدم في جهود السلام، وإلا ستفرض واشنطن عقوبات ورسوما جمركية.
واتهم قادة غربيون بوتين بالتباطؤ في جهود السلام التي تقودها الولايات المتحدة، في محاولة للاستيلاء على المزيد من الأراضي الأوكرانية.
السيطرةعلى بلدة تشاسيف يار
قالت روسيا الخميس إنها سيطرت على بلدة تشاسيف يار في شرق أوكرانيا بعد ما يقرب من 16 شهرا من القتال.
وسيمثل هذا التقدم، إذا تأكد، مكسبا كبيرا للقوات الروسية، وقد يمكنها من التقدم نحو المدن الرئيسية في منطقة دونيتسك، بما في ذلك كوستيانتينيفكا وسلوفيانسك وكراماتورسك.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية صباح اليوم إن القوات الروسية هاجمت مواقع قرب تشاسيف يار.
وأظهر موقع (ديب ستيت) الأوكراني سيطرة قوات كييف على الجزء الغربي من البلدة. وديب ستيت موقع أوكراني مفتوح المصدر لرسم الخرائط ويحدد خطوط المواجهة.
وبدأت معركة تشاسيف يار في أبريل العام الماضي عندما وصلت قوات المظليين الروس إلى الطرف الشرقي للبلدة. وذكرت وسائل إعلام روسية رسمية آنذاك أن الجنود الروس بدأوا بالاتصال بنظرائهم الأوكرانيين داخل البلدة لمطالبتهم بالاستسلام أو القضاء عليهم بالقنابل الموجهة جوا.
وبلغ عدد سكان البلدة، التي تحولت الآن إلى أنقاض، أكثر من 12 ألف نسمة قبل الحرب، وكان اقتصادها يعتمد على مصنع ينتج منتجات الخرسانة المسلحة والطين المستخدم في صناعة الطوب.
وتقع تشاسيف يار غربي باخموت التي استولت عليها روسيا في 2023 بعد واحدة من أكثر المعارك دموية خلال الحرب.
مقتل 3 جنود
لقي 3 جنود حتفهم وأصيب 18 آخرون في هجوم صاروخي روسي على وحدة تدريب أوكرانية اليوم. وذكرت القوات البرية الأوكرانية، في بيان على تطبيق "تيلجرام"، أن القوات الروسية شنّت هجومًا صاروخيًا على إحدى وحدات التدريب التابعة لها، لافتة إلى أنه رغم التدابير الأمنية لم يتسن تجنب الخسائر في صفوف أفرادها بشكل كامل، حيث سُجل مقتل 3 منهم وإصابة 18 آخرين. من جهتها، أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن وحداتها نفّذت هجمات بصواريخ من طراز "إسكندر" على معسكر تدريب للقوات المسلحة الأوكرانية في منطقة تشيرنيهيف قرب الحدود الشمالية لروسيا. جدير بالذكر أن روسيا صعّدت على مدى الأشهر الأخيرة من هجماتها الصاروخية على أوكرانيا، سواء بواسطة أسراب من الطائرات المسيرة أو عبر صنوف مختلفة من الصواريخ متوسطة وطويلة المدى، فيما وجّهت كييف لموسكو ضربات جوية أسفرت عن خسائر بشرية ومادية.
طلب الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف الخميس من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يتذكر أن موسكو تمتلك قدرات نووية تعود للحقبة السوفيتية والتي توجد لديها كملاذ أخير، وذلك بعد أن نصح ترامب لميدفيديف بأن "ينتبه لكلامه".
ووجه ترامب في منشور على منصته الاجتماعية تروث سوشيال في الساعات الأولى من اليوم انتقادات حادة لميدفيديف الذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي بعد أن قال ميدفيديف إن تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية عقابية على روسيا ومشتري النفط الروسي "لعبة إنذارات" وخطوة أقرب إلى حرب بين روسيا والولايات المتحدة.
وكتب ترامب "قولوا لميدفيديف، الرئيس الروسي السابق الفاشل الذي يعتقد أنه لا يزال رئيسا لروسيا، أن ينتبه لكلامه. إنه يدخل منطقة خطرة للغاية!"، موجها تحذيره الثاني للحليف المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين في الأسابيع القليلة الماضية.
وقال ترامب في 29 يوليو تموز إن أمام روسيا "10 أيام من اليوم" للموافقة على وقف إطلاق النار في أوكرانيا أو مواجهة رسوم جمركية عليها وعلى مشتري النفط منها.
ولم تشر موسكو، التي وضعت شروطها الخاصة للتوصل للسلام، والتي تقول كييف إنها ترقى إلى حد المطالبة باستسلامها، حتى الآن إلى أنها ستمتثل لمهلة ترامب.
"اليد الميتة الأسطورية"
قال ميدفيديف إن تصريح ترامب أظهر أن روسيا يجب أن تستمر في مسار سياستها الحالية.
وأضاف في منشور على تيليجرام "إذا كانت بعض الكلمات الصادرة عن رئيس روسي سابق قد أثارت رد فعل عصبي من رئيس الولايات المتحدة صاحب المقام الرفيع والعظيم، فإن روسيا تفعل كل شيء بشكل صحيح وستواصل المضي في مسارها الخاص".
وقال إن على ترامب أن يتذكر "مدى خطورة 'اليد الميتة' الأسطورية"، في إشارة إلى نظام قيادة روسي شبه آلي سري مصمم لإطلاق صواريخ موسكو النووية في حالة النيل من قيادتها في ضربة قاضية من عدو.
ووبخ ترامب ميدفيديف في يوليو تموز، متهما إياه بإساءة استخدام كلمة "نووي" بعد أن انتقد المسؤول الروسي الضربات الأمريكية على إيران وقال إن "عددا من الدول" مستعدة لتزويد إيران برؤوس نووية. وقال ترامب في ذلك الوقت "أعتقد أن هذا هو السبب في أن بوتين هو ’الزعيم’".