منال عوض: وفود وخبراء الدول المتوسطية يناقشون الاقتصاد الأزرق كفرصة للتواصل والتعاون
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
أكدت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، ورئيس الدورة الحالية لمؤتمر الأطراف الرابع والعشرين لاتفاقية حماية بيئة البحر المتوسط من التلوث ( إتفاقية برشلونة) COP24، أن فعاليات الشق الوزاري للمؤتمر استهلت فعالياتها؛ اليوم ٤ ديسمبر ٢٠٢٥؛ بجلسة وزارية رفيعة المستوى حول الاقتصاد الأزرق المستدام من أجل متوسط مرن وصحي، جمعت العديد من الوزراء والوفود الدول المتعاقدة والخبراء؛ لمناقشة الاقتصاد الأزرق كفرصة للتواصل والتعاون بين دول المتوسط لمواجهة التحديات مثل آثار تغير المناخ والتلوث في قطاعات مختلفة كالزراعة والصيد والشحن، بما يحقق التنمية المستدامة للإقليم ورفاهيته، في ضوء الأطر الاقليمية وآليات السوق وأفضل الممارسات لتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية النظم البيئية، وإشراك الشباب والمرأة والقطاع الخاص والمجتمع المدني.
وقد أكد السيد ألبرتو باتشيكو كابيلا رئيس وحدة البحار الإقليمية في برنامج الأمم المتحدة للبيئة على أن الإقتصاد الأزرق يرتبط بحياة الناس وقدرتهم على الصمود ويرتبط أيضاً بالوظائف والسياحة والنقل البحرى والطاقة والمصايد وغيرها من المجالات وهو يؤثر فى حياة الملايين كما أن هذه المصايد توفر حوالى 50%من البروتين الحيوانى لسكان العالم ، مؤكداً على سعى منظمة الأمم المتحدة للبيئة إلى الحفاظ على إقليم البحر المتوسط فهو يشكل أكبر سوق سياحى على مستوى العالم ،لافتاً إلى دور المنظمة فى مساعدة البلدان من أجل وقف التدهور فى منطقة المتوسط، والاهتمام بالأراضى الرطبة التى تعد أكبر مصارف للكربون.
كما عرض السيد تورستن ثيل، خبير في حوكمة المحيطات والتمويل المستدام، ومؤسس الصندوق العالمي للمحيطات، النماذج والأدوات المالية التي تساعد على الاستثمار فى البحر المتوسط والنهوض بالمؤسسات الحكومية من أجل الاستفادة من التمويل الدولى، مشيرا إلى مشاركته ضمن الفريق رفيع المستوى للاقتصاد الأزرق والمستدام وتنفيذ خطط خاصة بالمحيطات مستدامة مائة بالمائة، موضحاً أن لدينا دليل استرشادي متضمن النواحي المالية والتمويل ويوضح الآليات التي يجب توفيرها فى إطار نهج شامل بحيث يسمح للاقتصاد الأزرق بالنمو.
وأكد تورستن ثيل، على أهمية أن يفهم العالم المالي الاقتصاد الأزرق وخصوصيته كجزء لا يتجزأ من هذا النهج، وتعقد النظم الايكولوجية البحرية، الأمر الذي يتطلب معه توفير مزيد من المعلومات والبيانات، مؤكدا أنه علينا تجاوز التفكير فيما هو متاح اليوم، وسد الفجوات والبناء على أساس التمويل المختلط كنوع من التمويل التحفيزي، بحيث لا يكون الاقتصاد الأزرق بمفرده، والعمل على تسهيل المخاطر والمساعدة على مزيد من النمو، مؤكدا أننا بحاجة إلى مزيد من التركيز على البحر المتوسط والفرص المتاحة فيه، مشيرًا إلى أن الاقتصاد الأزرق مقترح يمكن الاستثمار فيه كما يُعد أحد العروض الأساسية لوقف عملية التدهور.
وأوضحت باتريشيا شارلبوا، نائبة مدير قسم سياسات المحيطات والاستجابة للتلوث، بالمنظمة البحرية الدولية، أن المنظمة تُشرف على التأهب العالمي للتلوث البحري وسياسات المحيطات، وتُنسق تنفيذ التعاون الفني المتعلق باتفاقيات المنظمة البحرية الدولية البيئية، وضمان الأمن والسلامة وجودة الأداء من خلال ٥٣ معاهدة دولية تضمن إنشاء منظومة عادلة ومتخصصة في النقل البحري ، حيث يمثل النقل البحري ٨٠./. من نقل السلع العالمية، مما يعزز دعم التجارة على المستوي العالمي، وأضافت ان شحن السفن عنصر أساسي في البحر المتوسط يسهم في زيادة الاقتصاد الأزرق وتعزيز التنمية المستدامة ، حيث تعمل المنظمة على إزالة الكربون من الشحن حيث يوجد مؤشر للكفاءة عند تصميم السفن مصمم لتقيم الانبعاثات الكربونية للسفينة، وأكدت على أهمية الاستثمار في الوقود البديل والبنية التحتية المستدامة وإنشاء مناطق ساحلية خالية من أوكسيد النتروجين.
وخلال الجزء الثاني من الجلسة، تم مناقشة أفضل الممارسات والدروس المستفادة والأدوات، لترجمة الاطروحات إلى إلى حلول وتنفيذ على الأرض، وقد أكد السيد ميغيل بيرنال الأمين التنفيذي للجنة العامة لمصايد الأسماك في المتوسط بمنظمة الأمم المتحدة للزراعة والغذاء، أن المصايد تعد أعمدة الاقتصاد الأزرق في المنطقة مما يتطلب بحث سبل استدامتها، وتشجيع الدول الأطراف على تبني اطر الاستدامة، حيث تعد المصايد في المنطقة مصدر دخل ومؤل للمعيشة وضامن لتحقيق الأمن الغذائي، كما تعد الزراعة عاملا اساسياً لمواجهة الطلب المتزايد على الغذاء في المنطقة، ومصدرا للوظائف في المناطق الساحلية، مؤكدا أن التخطيط البحري اداة قوية لتحقيق التوافق البيئي في القطاعات المختلفة بما يضمن صحة البيئة، مما يتطلب التآزر بين دول المنطقة في مجال التخطيط الجيد.
وفي نفس السياق، أكد السيد كمال ناصر السكرتير العام لإتحاد من أجل المتوسط على اهمية التعاون والإلتزام المشترك لبلدان الإقليم للحفاظ على تراثنا المشترك المتمثل فى البحر المتوسط وخاصة فى ظل الظروف الجيوسياسية المعقدة ، مشدداً على ضرورة استمرار التعاون الفنى من أجل تحقيق الإستدامة والعمل نحو الإقتصاد الأزرق لافتاً إلى الرؤى التى وضعها الاعلان الوزارى الأول عام 2015 والتى تؤكد على ضرورة العمل نحو اقتصاد أزرق قائم على الحماية والإستدامة ، وإلى الإعلان الذى تم إصداره عام 2021 من خلال 14 دولة حول الإقتصاد الازرق، مشيرا إلى سعى الاتحاد من أجل المتوسط الدائم على مساعدة الدول، حيث تم تنفيذ 3 مشروعات فى مصر والمغرب والأردن تم تمويلهم من صندوق الشراكة المتوسطية.
واستعرض السيد جوليان روشيت - مدير برنامج المحيطات في معهد التنمية المستدامة والعلاقات الدولية، النقاط الأساسية حول دراسة نشرتها المؤسسة حول خطط العمل بالبحر المتوسط متعلقة بالتغيرات والاتجاهات، موضحا كيف يمكن لخطة العمل الخاصة بالبحر المتوسط باتفاقية برشلونة دعمها، مشيرا إلى أن الدراسة تناول العديد من النجاحات على مدار السنوات الماضية، موضحاً أن لدى المؤسسة إطار قانوني واختصاصات متميزة، وكذلك مجالات قطاعية، مثل اللجنة الخاصة بالامتثال واللجنة المعنية بالاستدامة، مؤكدا على أن هذه الأجهزة حققت تقدما ملحوظا مقارنة بالثمانينيات من القرن الماضي، كما أن لدينا إدارة متكاملة للمناطق الساحلية ومكافحة التلوث وإنجاز الكثير فيما يتعلق بالتصدي على اليابسة.
وفيما يتعلق بأفضل الممارسات لتشجيع الاقتصاد الأزرق، أشارت معالي السيدة ماشا كوسيبر، وزيرة الدولة في مكتب رئيس الوزراء، جمهورية سلوفينيا، ان الدور الذي تلعبه المرأة في تعزيز الاقتصاد الأزرق ، حيث ألقت الضوء على تجربة المرأة في دولة سلوفينيا و وأشادت بدور المرأة ومبادراتها في الاقتصاد الدائري واستخدامها لطرق غير تقليدية للمساهمة في الاقتصاد الأزرق، وأن المرأة لها دورا" محوري خاصة بوجود تغير النظم الايكولوجية للمناطق الساحلية للبحر المتوسط ومساعدة الفئات المهمشة ، وإبراز هذا الدور في التنمية الريفية في المناطق الساحلية ، ودور المرأة في المصايد والسياحة المستدامة، حيث تم إنشاء منصة للابتكار تمثل وتدعم المرأة العاملة في القطاعات المختلفة وهي منصة مخصصة لدعم المشروعات الخضراء والزرقاء كاداة توجيهية للراغبين في تنفيذ مشروعات بيئية من قطاع المرأة.
وتحدثت الأستاذة إلهام محمود علي محمد - أستاذة علوم المحيطات، وعضو اللجنة الوطنية المصرية لعلوم المحيطات ومصايد الأسماك، وعضو الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ، عن المبادرات والنماذج والسياسات المصرية الخاصة بتعزيز الاقتصاد الأزرق وطنيا، مؤكدة ان مصر تعتبر النظم الايكولوجية البحرية في السواحل المصرية بالمتوسط والبحر الأحمر مسئولية وفرصة لتعزيز الاقتصاد الأزرق، فهي تنفذ مجموعة من السياسات الخاصة بالسواحل ومنها خلق بنية تحتية مرنة قادرة على مواجهة التحديات البيئية، وتطبيق نظم الإنذار المبكر الحديثة لرصد التغيرات في السواحل المصرية كارتفاع سطح البحر، إلى جانب الاهتمام بالمحميات البحرية التي تحوي نظم بيئية مميزة تخلق فرص عمل وتوفر مسارا للسياحة البيئية المستدامة، وتوفر مخزونا سميكا، موضحة ان مصر تعمل على تطوير مصائدها والاستزراع السمكي المستدام ومواجهة حالات التلوث البحري، مع ضمان المشاركة المجتمعية وخاصة من الصيادين للحد من الممارسات السلبية في الصيد، والتحول للموانئ الرقمية الخضراء، وتعمل حاليا على وضع اطار وطني متكامل للاقتصاد الأزرق.
وعرضت السيدة فاتن خماسي مستشارة أولى في حوكمة الاقتصاد الأزرق ومصايد الأسماك وتنمية المناطق الساحلية بتونس، التجربة التونسية في تعزيز الاقتصاد الأزرق وتحقيق العدالة الاجتماعية والحفاظ على النظم البحرية، حيث اعتمدت تونس الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الأزرق في ٢٠٢٢، تعتمد على التنسيق الفعال وتبادل المعرفة وتنفيذ مشروعات قوية وإشراك المجتمعات المحلية والمرأة وتعزيز الادارة الرشيدة الساحلية، وتتضمن ٣ محاور هي الحوكمة والابتكار والمرونة، كما تم تشكيل اللجنة الوزارية التونسية للشئون البحرية لتنسيق انشطة وزارات البيئة والسياحة والنقل والمصايد والتنمية الاقتصادية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: منال عوض الاقتصاد الأزرق المستدام الدكتورة منال عوض البيئة
إقرأ أيضاً:
مصر تتسلم رئاسة مؤتمر الأطراف الرابع والعشرين لاتفاقية حماية بيئة البحر المتوسط من التلوث
تسلمت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة رئاسة إتفاقية حماية بيئة البحر المتوسط من التلوث ( اتفاقية برشلونة) COP24 الحالية من السيد ميتيا بريسيلي رئيس الدورة الثالثة والعشرين للمؤتمر وممثل دولة سلوفينيا، ورحبت بمختلف الوفود والمشاركين في المؤتمر على ارض مصر في القاهرة، مدينة الحضارة والتاريخ، وفي قلب البحر المتوسط الذي يجمعنا جميعًا برباطٍ من الجغرافيا والمصير المشترك.
أفتتحت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة اليوم ٢ ديسمبر ٢٠٢٥، من قلب القاهرة عاصمة مصر أحد اهم الدول المطلة على البحر المتوسط، أعمال الدورة الرابعة والعشرين من مؤتمر الأطراف لاتفاقية حماية بيئة البحر المتوسط من التلوث ( اتفاقية برشلونة)، تحت شعار “ الاقتصاد الأزرق المستدام من أجل بحر متوسطي مرن وصحي”، بمشاركة وزراء وممثلي ٢١ دولة من حوض البحر المتوسط ومنظمات إقليمية ودولية، والسيدة تاتيانا هيما منسقة برنامج الأمم المتحدة للبيئة ومنسقة خطة عمل البحر المتوسط، والسيد ميتيا بريسيلي الرئيس الحالى للمؤتمر وممثل دولة سلوفينيا، ورؤساء الوفود الرسمية، وممثلي المجتمع المدني.
وأكدت د.منال عوض في كلمتها أن انعقاد مؤتمر الأطراف الرابع والعشرين لاتفاقية برشلونة في القاهرة يحمل دلالات عميقة، تعكس ثقة المجتمع المتوسطي في الدور المصري الفاعل، والتزامها المستمر بحماية البيئة البحرية والساحلية وتعزيز العمل الإقليمي المشترك من أجل بحر متوسط نظيف ومستدام وآمن للأجيال القادمة، حيث تمثل البيئة البحرية والساحلية لمصر ركيزة أساسية في مسيرتها التنموية والاقتصادية والاجتماعية.
وأشارت د. منال عوض إلى أن سواحل مصر تمتد على أكثر من 3000 كيلومتر على البحرين الأبيض المتوسط والأحمر، وتُعد شريانًا للحياة ومصدرًا للغذاء والطاقة والسياحة والتجارة، حيث يعتمد ملايين المصريين على الموارد البحرية في معيشتهم اليومية، من الصيد البحري إلى السياحة البيئية إلى النقل البحري والطاقة الزرقاء، وتمثل المناطق الساحلية المصرية نقطة التقاء رئيسية بين النظم البيئية الحساسة والأنشطة الاقتصادية الكثيفة، مما يجعل إدارتها المتكاملة ضرورة استراتيجية وليست خيارًا.
وشددت د.منال عوض على أن الدولة المصرية أولت اهتمامًا بالغًا بحماية بيئتها البحرية سواء ضمن الاستراتيجية الوطنية للمناخ 2050 والاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي 2030، وفي إطار تنفيذ التزاماتها الدولية بموجب اتفاقية برشلونة وبروتوكولاتها. كما تبنت مصر خلال السنوات الأخيرة نهجًا متكاملًا يقوم على التحول نحو الاقتصاد الأزرق المستدام كأحد المسارات الرئيسية لتحقيق التنمية الشاملة منخفضة الانبعاثات.
وأوضحت الدكتورة منال عوض أن بفضل دعم القيادة السياسية، تم إعداد إطار وطني متكامل للاقتصاد الأزرق في مصر، يشمل الجوانب البيئية والاقتصادية والاجتماعية والمؤسسية، ويهدف إلى توحيد الجهود الوطنية في مجالات الاستخدام المستدام للموارد البحرية، ودعم الابتكار الأخضر، وتعزيز الاستثمار في الحلول القائمة على الطبيعة.
وأشارت د.منال عوض ان وزارة البيئة تعمل حاليًا، بالتعاون مع البنك الدولي وعدد من الشركاء الدوليين، على إعداد أول استراتيجية وطنية متكاملة للاقتصاد الأزرق في مصر، والتي ستوفر خريطة طريق واضحة لتعظيم الاستفادة من مواردنا البحرية بشكل مستدام، من خلال تطوير سلاسل القيمة في قطاعات مثل السياحة البيئية، والمصايد المستدامة، والطاقة البحرية المتجددة، والنقل البحري منخفض الكربون، وتحفيز الاستثمار في الابتكار والتكنولوجيا الزرقاء، وإرساء أُطر تمويلية خضراء تدعم مشاركة القطاع الخاص في المشاريع الزرقاء.
وقالت وزيرة التنمية المحلية والقائم باعمال وزير البيئة: "إننا ننظر إلى الاقتصاد الأزرق ليس فقط كمفهوم بيئي، بل كنموذج اقتصادي جديد قادر على تحقيق النمو المستدام، وخلق فرص عمل لائقة، وتعزيز الأمن الغذائي، وحماية التنوع البيولوجي البحري."
وأبدت سيادتها تطلعها أن تشهد الأيام المقبلة ، مناقشة والخروج بمجموعة من القرارات المهمة التي سترسم مسار التعاون المتوسطي خلال العقد القادم، ومن أبرزها اعتماد استراتيجية البحر المتوسط للتنمية المستدامة 2026–2035، والإطار الإقليمي للتكيف مع تغير المناخ في المناطق البحرية والساحلية، وخطة العمل المتوسطية المحدثة للرصد والتقييم البيئي، إلى جانب إعلان القاهرة الوزاري، الذي تقوده مصر كوثيقة جامعة تعكس التزامنا الجماعي بتسريع التحول نحو اقتصاد أزرق مستدام وشامل.
وأكدت الدكتورة منال عوض ان المؤتمر سيكون منصة لتعزيز التعاون والشراكات بين الدول الأطراف والمنظمات الإقليمية والمؤسسات المالية لدعم تنفيذ هذه التوجهات من خلال أدوات التمويل الأخضر والابتكار والسياسات القائمة على الأدلة العلمية، إيمانا بأن حماية البحر المتوسط مسؤولية مشتركة، ومصر تؤمن أن الطريق نحو بيئة بحرية سليمة ومستدامة لا يتحقق إلا عبر التكامل بين العلم والسياسة والتمويل، وبناء شراكات قائمة على الثقة والمسؤولية المتبادلة.
ومن جانبه، أعرب السيد ميتيا بريسيلي الدورة الثالثة والعشرين للمؤتمر COP23 وممثل دولةسلوفينيا، عن سعادته لاحتضان جمهورية العربية للدورة الجديدة، لاستئناف العمل باتفاقية حماية البيئة البحرية والمنطقة الساحلية للبحر الأبيض المتوسط (اتفاقية برشلونة)، من أجل مستقبل مشترك وأكثر استدامة لمنطقة البحر الابيض المتوسط من اجل الأجيال القادمة ، متقدما بالشكر للدكتورة منال عوض على حسن التنظيم وحفاواة الاستقبال، مشيرا الى ضرورة بذل قصارى الجهود ، للحفاظ على التعاون المشترك بين اطراف اتفاقية برشلونة والذى استمر لمدة اكثر من نصف قرن والذى يشمل ثلاث قارات افريقيا واسيا واروربا، فالبحر الابيض المتوسط والحفاظ على النظم الإيكولوجية يمثل اهمية بالغه لتفكير دائما للعيش افضل والتطور المستمر للحفاظ هلى هذا التراث بالغ الاهمية من اجل حياة افضل وتحقيق تنمية مستدامة، وهو الهدف الذى تسعى الى تحقيقة اتفاقية برشلونه ، والتى يتم من خلالها ايضا تطبيق اتفاقيتى التنوع البيولوجي وتغير المناخ، فهى الاداة الحقيقية للأجيال القادمة من اجل البقاء والصمود من خلال تعزيز النظم الايكولوجية البحرية. لافتا الى ان مؤتمر cop24 يفتح المجال امام الشباب من خلال افكار ومقترحات وابتكارات تعزز اهدافه.
وقال السيد ميتيا بريسيلي "لا نزال نحتفل بذكرى 50عام على توقيع اتفاقية برشلونة، و30عام على مراجعة خطة عمل البحر الأبيض المتوسط واتفاقية برشلونة، مشيرا انه سيتم مناقشة عدد من الموضوعات الهامة على مائدة المؤتمر على مدار ٤ ايام منها اعتماد استراتيجية البحر الأبيض المتوسط المحدثة للتنمية المستدامة 2026-2035، والإطار الإقليمي للتكيف مع تغير المناخ 2026-2035، وسياسة وخارطة طريق نهج الإيكولوجيا المنقحة لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، من خلال الحوار والمناقشات البناءة من اجل ايجاد نهج يعزز تخفيف الضغوط على النظم الايكولوجية البحرية من اجل مستقبل مشرق لمنطقة البحر المتوسط".
في حين، أكدت السيدة تاتيانا هيما منسقة برنامج الأمم المتحدة للبيئة خطة عمل البحر الأبيض المتوسط اتفاقية برشلونة على أن إقليم البحر المتوسط تعرض للعديد من التغيرات على مدار السنوات الماضية، حيث يعانى من التلوث والتدهور فى التنوع البيولوجى وهو ما يستلزم اتخاذ حلول سريعة تسهم فى ضمان مستقبل واقتصاد مستدام للإقليم ، قائم على مواجهة التغيرات المناخية والتلوث البلاستيكى ، مُشيرةً إلى الدور الكبير الذى تبذله الاطراف المتعاقدة فى اتفاقية برشلونة ، والذين تمكنوا من تحقيق العديد من الانجازات بفضل التعاون و التكاتف على مدار ٥٠ عاماً ، متطلعة إلى القرارات المتوقع اتخاذها من قبل الاجتماع الرابع والعشرين للاطراف المتعاقدة فى اتفاقية برشلونة والتى تهدف إلى تغيير المسار نحو سواحل أكثر نظافة ، حيث ستحدد هذه القرارات آليات العمل فى المستقبل وستسمح بمزيد من التقدم والاستدامة .
وشددت تاتيانا على ضرورة استمرار التعاون بين الجميع لضمان استمرار تحقيق الانجازات ، مُقدمةٌ الشكر لحكومة وشعب جمهورية مصر العربية على حسن الضيافة والتنسيق والتعاون من قلب القاهرةالتاريخية ، مُهنئة مصر أم الدنيا على افتتاح المتحف المصرى الكبير الذى يعد علامة بارزة على عظمة الحضارة المصرية القديمة.
ومن جانبه، وجه السيد البرتو باتشيكو كابيلا، رئيس وحدة البحار الأقليمية في برنامج الأمم المتحدة للبيئة لحماية وتعزيز البحار والسواحل، شكره لقيادة مصر الحكيمة والاستضافة المميزة للمؤتمر، موضحا أن اجتماع الدول الأعضاء يأتى لمواجهة التحديات التى تواجه المتوسط لتكون المحفز لإدراك الدول الأعضاء واستجابتها للتعاون لمواجهة هذه التحديات، ومن هنا جاءت اتفاقية برشلونة التي أصبحت إطارًا يصمم ويرسم الآفاق.
وأكد رئيس وحدة البحار في برنامج الأمم المتحدة للبيئة،على أن مؤتمر الأطراف ينعقد فى وقت حاسم، للبناء على ما تم من جهود من خلال خطة عمل البحر المتوسط للربط بين العلوم والتكنولوجيا وهو ما ساعد على اتخاذ القرار والتعاون بين دول البحر المتوسط، كما أنها تمثل فرصة لتعميق عملنا المشترك، مؤكداً على أنه من خلال ضمان وتعزيز هذا التنسيق نستطيع الإفاء بالتزاماتنا فى هذه الاتفاقية، كما أنها تمثل فرصة لدعم الحوكمة فى المناطق خارج هذه الاختصاص الإقليمي.
وخلال الافتتاح تم عرض فيلم وثائقي عن اهمية البحر المتوسط وجهود الحفاظ على بيئته.